بحوثمراكز بحثية

الخطاب الدعوي .. إشكاليات وتحديات

مقدمة:

الدعوة إلى الله تعالى سبب في هداية الناس، والخطاب الدعوي من أهم وسائل الدعوة لذا كان من الأهمية الاهتمام به ووضع ضوابط له ليؤتي ثماره ويكون واقعاً ملموساً وله تأثيره في كل مجالات الحياة، فالخطاب الدعوي إذا كان يشغل الناس بما لا يعيشونه وينفقون فيه ساعات حياتهم فهو خطاب فاشل لأنه في واد والناس في واد آخر، فلذلك لا بد أن يكون مهتماً باهتمامات الناس، ولا بد أن يكون مصاحباً لهم في تطوراتهم وأحوالهم. كهموم البيت، ومشكلات العلاقة بين الزوجين، وكذلك تربية الأولاد، وأمور المعاش، وما يعرض فيه من الضيق والسعة، وأمور الجيران وحقوقهم، فهذه أمور متكررة لا بد من علاجها في الخطاب الدعوي وأن تأخذ حيزها المناسب فيه. ومثل ذلك شئون العالم من حولنا، فلا بد في ضوابط الخطاب الدعوي أن تتناول هذه الهموم والشئون، فهؤلاء البشر يرتبطون جميعاً في دوائر ارتباط، والعالم اليوم أصبح كالقرية الواحدة، ومن هنا فلا بد أن يكون الخطاب الدعوي ناقلاً لتجارب الآخرين ومطلعاً على تداول هذه الحضارة ورقيها وهبوطها وبيان ما يتعلق بذلك من التأثير على نفسيات الناس وثقافتهم واهتمامهم.

المشاركة في تكوين الرأي العام وصناعته

الخطاب الدعوي لا بد أن يكون مشاركاً في تكوين الرأي العام، فالبشر يتصرفون على أساس القناعة، وهذه القناعة ليست فطرة فطر الله عليها الناس، قال الله تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ). لكن الله أعطانا وسائل للاطلاع على ما حولنا، وهذه الوسائل هي التي ندرك من خلالها قناعاتنا، وهي التي تتكون من خلالها القناعات، وسائل الإحاطة بما حولنا ومن خلالها يتكون الرأي العام، وكذلك قال الله في امتنانه على الإنسان: (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)، فهذه الوسائل التي امتن الله بها سيستخدمها الناس واستخدامهم لها مقتض للتعرف على ما حولهم، ومن خلال ذلك ترسخ فيهم القناعات التي على أساسها يبنون مواقفهم وتصرفاتهم.

ومن هنا فالرأي العام [1]مؤثراته الأساسية خمسة، هي:

    • البيت الذي يتربى فيه الإنسان.

 

    • المدرسة التي يدرس فيها.

 

    • الشارع الذي يعيش فيه.

 

    • وسائل الإعلام التي يسمعها.

 

  • التأثر بالمصاحبة أي بأخلاقيات الناس ومعاملتهم. فهذه المؤثرات الخمسة هي التي يُبنى من خلالها التصور العام للإنسان الذي نسميه الرأي العام، وعلى أساسها تكون المواقف.

مواصفات الخطاب الدعوي في القرآن والسنة

  •   ضرورة اتسام الخطاب الدعوي بالرشد والحكمة واختيار أحسن الأساليب والوسائل في إيصال الدعوة إلى الغير[2]. كما في قوله تعالى: ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل (125).
  •  تأسيس الخطاب الدعوي على منهجية علمية سليمة وعلى أصول معرفية صحيحة، ترتبط فيها المقدمات بالنتائج والوسائل بالمقاصد والأسباب بالمسببات. كما في قوله تعالى: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يوسف (108).
  •  تمتع الخطاب الدعوي بالقوة والجرأة والوضوح.

كما في قوله تعالى (يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا) مريم (12).

  •  اتسام الخطاب الدعوي بالرفق واللين لاسيما مع المخالف للرأي.

كما في قوله تعالى (اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ). طه (43-44). وفى حديث أبي موسى رضى الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل إلى اليمن فقال: ” بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا”.

  •  ينبغي على الداعية أن ينوع أسلوبه الخطابي.

من عمل لآخر من الأعمال الدعوية وفق دلالات المعنى الذي تقتضيه الوسيلة من: خطبة أو درس أو محاضرة أو موعظة.

  •  ألا يسير الداعية على وتيرة واحدة رتيبة في الإلقاء.

سواء في الوسيلة الواحدة أو في الوسائل المتنوعة؛ فما تحدثه لغة الصوت من أثر في نفسية المستمع من: قوة وشدة، ونعومة ولين، وخفض ورفع، وما يصاحبها من وضع انفعالى يتناغم مع الحركة والصوت.. أمر في غاية الأهمية والضرورة، وله أثره الذي يلمسه المشتغل في ميدان الدعوة والإرشاد والتوجيه.

بعض الإجراءات التي لابد من الاهتمام بها في الخطاب الدعوي

-1مراعاة الأوقات والأماكن والأشخاص المستهدفين، بمعنى التخول بالموعظة خوف السآمة.

-2الوضوح والصرامة في بسط الموضوعات، مع تحري الدقة والصدق في المعلومات والأخبار، والتأكد منها من مصادرها والتبين.

لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات 6.

-3العناية بالتأصيل الشرعي للقضايا، والتخريج للأحاديث النبوية، والاستيعاب الكامل للموضوعات المتناولة.

-4العناية بالمظهر للمتحدث الذي يعرض الموضوع.

حتى يجعل الناس يركزون على موضوعه، ولا تلتفت أنظارهم عن مخبره إلى مظهره؛ فالمظهر ينبغي ألا يكون ملفتا لدرجة الشهرة ولا رثا لدرجة السخرية. خاصة في القنوات التليفزيونية أو اليو تيوب؛ فالمشاهد يتأثر سالبا أو إيجابا بالمظهر الخارجي لمن يتقدم بالخطاب الدعوي.

-5عدم التشنج والانفعال الزائد ورفع الصوت بشكل مبالغ.

فتضيع القضية بسبب الانفعال وفقدان الموضوعية. (منذ سنوات أصدر أحد المشايخ والخطباء عبر الوسائل الصوتية تسجيلا لموضوع هام عن الصلاة، ورغم انتشاره إلا أن أداؤه الصوتى فيه والذي وصفه البعض بالمبالغة الشديدة حد الصراخ، لدرجة أنه في أحد الأفلام المصرية الشهيرة وذات الجماهيرية استخدموا هذا التسجيل والصراخ للدلالة على الفزع من طريقة الأداء؛ مما أفقد المستمع لأهمية الموضوع).

-6العناية باللغة والأسلوب دون تقعر أو صخب.

-7التحضير العلمي والمنطقي والواقعي والعناية بالمنهجية في الموضوعات، وذلك بغرض ترتيب الذهن وإفادة المجتمع.

-8العناية بالمداخل والخواتيم المؤثرة، التي تترك انطباعا جيدا في نفوس المستمعين.

-9عدم الإكثار والتكرار والإطالة من غير حاجة، وهذا ما يعرف عند علماء التربية وطرق التدريس بالتمهيد والإغلاق. خاصة في خطب الجمعة وبعض البرامج الدينية التي يقدمها الدعاة .

مستويات ومراحل الخطاب الدعوي ومشكلاته

الخطاب الدعوي له ثلاثة مستويات ومراحل من حيث التدرج فيه وحمل الناس عليه وهى:

1- المرحلة التبليغية

وهي التعريف على حقيقة الدين وأصوله وأهدافه وجميع مشمولاته ومضامينه.

2-  المرحلة التكوينية

مرحلة التربية والتعليم وصياغة شخصية الأفراد والجماعات، التي استجابت لداعي الله في مرحلة التبليغ.

3-  المرحلة التنفيذية

مرحلة تطبيق الدين وتنزيل مضامينه وأحكامه على الواقع، والانتقال به من حيز التنظير والعلم إلى حيز التطبيق والعمل.

وقد أرشد القرآن الكريم إلى هذه المستويات الثلاثة للخطاب الدعوي في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) الجمعة (2)

فتلاوة آيات الكتاب هي التبليغ له والتعريف به ودلالة الناس عليه، والتزكية وتعليم الكتاب هي تكوين الأمة وإعدادها لتكون حاملة لمضامين الرسالة وقيمها وأخلاقها وفكرها، والحكمة هي السنة التي تمثل التطبيق العملي للأحكام ومعانيها.

إشكالات الخطاب الدعوي:

في بعض الأحيان يكون الخطاب الدعوي غير مواكب لتطورات العصر وظروفه وحاجة الأزمان وطبيعة الأماكن؛ فلكل قوم لغتهم وخطابهم الذي يناسبهم، فمن غير الممكن أن يُخاطب العامي بما يخاطب به المثقف أو المفكر أو حتى السياسي، وما يصلح كخطاب دعوي لبيئة الشرق قد لا يصلح لبيئة الغرب، وما تخاطب به العربي المتمرس العارف للغته قد لا يصلح لأعجمي لا يفهمها كلغة تفاهم فضلاً عن كونها لغة خطاب أو حجة. كذلك قد تجد داعية يتحدث مع المفكرين بقضايا أشبه ما تكون بمسلمات بالنسبة لهم تجاوزتها مداركهم قبل سنوات عديدة؛ فهؤلاء يحتاجون لإقناعهم ببرنامج الإسلام وقدرته على حل الأزمات العالمية والمحلية، مثل العيش المشترك، وتدهور القيم، والأزمات المالية العالمية، وغيرها، وبيان منهج الإسلام في تحقيق التوازن البيئي، وطرحه لمبادئ الشورى والعدل وغيرها، وليس الحديث معهم عن الطهارة وأحكامها ونواقض الوضوء … إلخ. ففي ذلك إشكالية من جانبين:

    • أن طبيعة هذه المادة لاتصلح خطاباً دعوياً فهي مادة فقهية. (فنجد على سبيل المثال البرامج الدينية في مصر وكثير من الخطباء والدعاة يتناولون كثير من البرامج الفقهية عن طريق سؤال وجواب، وأيضاً في الخطب في المساجد والدروس الأسبوعية أو اليومية، وعرض مساحة زمنية قليلة جداً لفضائل الأعمال، أو الكلام عن نعم الله وقدرته وفكر الآخرة ومسؤولية الدعوة).

 

  • أنها قدمت لغير الفئة المستهدفة بها؛ فهي تقدم للمستفتين وليس للمدعوين.

 بعض إشكاليات الخطاب:

يرى بعض المختصين بالدعوة أن الخطاب السائد لا يخلو من ملاحظات عليه، وهي في مجملها أقرب للسلبية منها للإيجابية، وقد تؤدي إلى تراجع المردود المتوقع من الخطاب الدعوي وهي:

1-  تلون الخطاب الدعوي، وتحوله سلباً بحسب الظروف.

والمقصود هنا التلون والتحول اللذان يؤديان إلى تقهقر هذا الخطاب وانكماشه بحسب  الظروف والأحوال؛ فتتغير الموضوعات أو طريقة عرضها تبديلاً إو إنقاصاً للحقائق، أو تتغير النبرات من نبرات قوية ثابتة واثقة إلى متراجعة ضعيفة مهتزة، ومن أسلوب هجومي إلى أسلوب دفاعي اعتذاري تبريري توفيقي.

2-  الافتقار إلى الحكمة في كثير من الأحيان.

في طرح الأفكار والآراء المتباينة حول  القضية الواحدة، وهذا نلاحظه لدى الدعاة وهم يخاطبون الناس وفق الرؤى التي تظهر لهم بحسب المدارس الدعوية التي ينتمون إليها، فنجد في كثير من الأحيان حرصاً من كل واحد منهم على إثبات أنه وحده على الصواب والآخرين خطأ قولاً واحداً. هذا التباين واضح خاصة الآن في الشأن المصري وبين الجماعات المختلفة.

3- التركيز على الوسائل التقليدية في الدعوة قولاً أو فعلاً، وعلى المنابر المعروفة كذلك، وإغفال الوسائل والمنابر التي يتحقق بها بناء وإعداد الأفراد والجماعات بما يحقق منهم دعاة مؤهلين لخدمة الدعوة.

إذ يلاحظ كثرة الجهد المبذول والبرامج المنفذة مع قلة العائد، وذلك لغياب البرامج العملية الإعدادية التي يكون فيها التدريب العملي مع المتابعة بالبرامج المتتالية المتقدمة على حساب أسلوب الجرعات.

-4قصر الخطاب الدعوي في كثير من الأحيان على الشباب المستقيم.

فقصر الخطاب الدعوي على هذا النوع من الشباب القريب من الدعاة والمتعاطف مع الإسلام بطبعه وإغفال البقية ممن هم أحوج إلى ذلك الخطاب، فيه كثير من الإجحاف بحق من يحتاج لهذا الخطاب ومحتواه حقيقة؛ بل يوجد من ينتقد من يدعو العصاه أو الذهاب إلى أماكنهم لدعوتهم.

5-  تمركز الخطاب الدعوي في الغالب في المدن الكبرى.

والتي تعج بأساليب الدعوة المختلفة، وإهمال القرى والهجر والبوادي البعيدة، مما يعنى سيادة الجهل وعدم المعرفة بأساسيات الدين والمعرفة بالمعلوم من الدين بالضرورة في تلك المناطق.

-6خطاب ارتجالي

ليس مخططا له في كثير من الأحيان وإنما يكون بحسب الاجتهادات الفردية واستجابة فورية للأحداث الطارئة والنوازل غير المتوقعة، دون توقع للاحتمالات ورصد للحلول المناسبة لها عبر الخطاب الدعوي الحكيم.

-7خطاب صفوي يخاطب الصفوة في بعض الأحيان.

يخاطب فئة من المثقفين أو المتعلمين بالمصطلحات التي يفهمونها ووفق الهموم والمشكلات التي تشغلهم، ومن ثم حدث تحجيم لقاعدة الخطاب الدعوي وقُصر غالباً على فئات من المجتمع، وتبع ذلك تصنيف للناس ومن ثم الابتعاد عن بعضهم والاهتمام بآخرين، مما وسع الهوة بين هؤلاء وأولئك.

-8خطاب تقليدي في أكثره

يخاطب الناس بأسلوب مبسط وغير جاذب؛ بل رتابته كفيلة بصرف الناس عنه، بالإضافة إلى الموضوعات التقليدية التي تُتناول في هذا الخطاب؛ فهي موضوعات حُفظت لدى الكثير من المخاطبين بسبب تكرارها وطريقة عرضها.

-9خطاب متأطر بأطر محددة

قد تكون مذهبية بحسب الانتماء لجماعة أو مذهب، وقد تكون حزبية بحسب الانضواء تحت حزب سياسي أو فكري.

-10خطاب أسلوبه في أغلبه نقدي

والنقد البناء لمسيرة الدعوة ولأداء الدعاة أمر مشروع وضروري، ولكن الإشكال أن الخطاب الدعوي الصادر من بعض الدعاة أو غيرهم ربما يلاحظ عليه الحرص على تصيد العثرات وتضخيم الأخطاء وإبرازها بصورة مبالغ فيها، إلى درجة طغيانها على الإيجابيات. ويوجد بعض الدعاة في مصر من ينتقد كل من يتصدر للدعوة من العلماء، حد اتهامهم بالباطل وأنهم ليسوا بعلماء ولا أصحاب رأي.

-11ضعف الاستفادة من الوسائل الحديثة

وهذه الوسائل سريعة التأثير ولا تحدها حدود أو تقف دونها حواجز أو عوائق، مثل شبكة الإنترنت، والتطبيقات الحديثة في الهاتف الجوال، والأجهزة الأخرى مثل الأجهزة اللوحية وغيرها؛ فهي تمثل فتحاً كبيراً للخطاب الدعوي، ويمكن أن تصل بها أي رسالة أو خطاب دعوي لأقصى مدى ممكن وبكل اللغات والأساليب والإبداعات، ولذا يجب على الدعاة التمكن من استخدامها أفضل استخدام.

-12ضعف بل ربما انعدام وسائل تقويم الأداء للخطاب الدعوي

إن الأمم الناجحة هي التي ترسم الخطط بعد أن تضع الأهداف، ثم تحدد الوسائل والأساليب المناسبة لتحقيق الأهداف، ثم بعد العمل بل وأثناؤه يكون التقويم الدقيق القائم على الإحصاءات والقياس العلمي، وبناء عليه يُصلح الانحراف وتُعالج الأخطاء ؛ لتستمر المسيرة بصورة سليمة.

-13ضعف الأخذ بالمرجعية الشرعية وتحكيمها

ومن مظاهر ذلك إثارة قضايا تعد من المسلمات والثوابت والمطالبة بإعادة النظر فيها ، وقلة الرد إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في القضايا المختلف فيها، وتحدث غير المؤهلين شرعياً في قضايا شرعية محضة وغير ذلك.

-14 الخطاب الدعوي يقتصر في الغالب على المسلمين.

وبناء عليه فإن الوسائل المستخدمة والأساليب ترتكز في كثير من الأحيان على مخاطبة المسلمين، ودعوة الإسلام موجهة بدرجة كبيرة لغير المسلمين الذين قد يحال بينهم وبين التعرف على الإسلام، ولذا فالمسئولية كبيرة علينا جميعا في توصيل الدعوة إلى أولئك بالأساليب والوسائل المناسبة.

الإعلام الجديد والخطاب الدعوي

منح الإعلام الجديد الدعاة وسيلة كبيرة ومميزة لممارسة دعوتهم والتفاعل مع المدعوين، وأعطى بعداً جديداً للدعوة بعد ما أصبح من أهم الوسائل لنشر الدعوة؛ فهو يتيح للمستخدمين الحصول على معلومات مقروءة ومسموعة ومرئية في آن واحد وفي مكان واحد، الكتاب والمطبق والصور والأفلام والفلاشات والصوت. والدعوة إلى الله عبر الإنترنت أصبحت من الضرورات التي لا يمكن التخلف عنها ولا يمكن تجاهل تأثيرها على أفكار وسلوك المدعوين خصوصاً، في ظل وجود الكثير من المواقع التي تعمل على تشويه الإسلام الصحيح أو لدعوة الناس لأفكار وسلوكيات ضالة ومنحرفة. ينبغي لأي خطاب دعوي يعمل في مناخ الإعلام الجديد أن ينطلق من أخلاقيات وقيم تعبر عن قيم المرسل، وأهمها الصدق باعتباره الدافع لأدبيات التعامل مع المادة الإعلامية، وأن يتحمل الإعلامي مسئولية الصحة من أخباره والتحري بشأنها والتزام الدقة في معالجتها واستعمال وسائل قانونية سليمة للحصول على المعلومات؛ فلا يجوز استعمال أساليب مثل الخداع والابتزاز والتلاعب بالأشخاص مثل التسجيل أو التصوير غير القانوني. كما يجب على الداعية تحري العدالة وتوخي الحكمة في عرض الأخبار والصور والابتعاد عن المبالغة والتهويل والإثارة الرخيصة. ورغم الضعف البائن للتوظيف الأمثل لهذا الإعلام الجديد، تظل تقنياته سلاحاً مهماً وأداة مهمة واسعة الانتشار لبناء خطاب دعوي مجتمعي، يحلل ويناقش قضايا المجتمع، من خلال الاستفادة من تقنيات العمل الجديد والمساهمة في ترشيد الخطاب الدعوي.

يمكن تقسيم الإعلام الجديد إلى أربعة أقسام:

-1  الإعلام القائم على شبكة الانترنت وتطبيقاتها.

-2  الإعلام القائم على الأجهزة المحمولة بما في ذلك أجهزة قراءة الكتب والصحف

-3الإعلام الجديد على منصة الوسائل التقليدية، مثل الراديو والتليفزيون، التي أضيفت إليها ميزات جديدة مثل التفاعلية والرقمية والاستجابة للطلب.

-4الإعلام القائم على منصة الكمبيوتر، ويشمل العروض البصرية وألعاب الفيديو والكتب الإلكترونية.

مميزات الإعلام الجديد

– يتميز بالرسائل الفردية التي يمكن أن تصل في وقت واحد إلى عدد محدود من البشر، بجانب أن كل واحد من هؤلاء لديه درجة السيطرة نفسها ودرجة الإسهام في هذه الرسالة.

– التفاعلية، وهى أبرز ميزات الإعلام الجديد، لقدرتها على تحقيق التفاعل مع الجمهور وتوفير رجع صدى فورى مباشر، وأهمية الدور الذي تحول المتلقى بمقتضاه إلى فاعل في إنتاج المحتوى.

مواصفات ومحتوى الخطاب الإعلامي الدعوي في الإعلام الجديد

نقاط ينبغي مراعاتها في الخطاب الدعوي:

1- أن يكون خطاباً تأصيلياً قائماً على علم وبصيرة ورؤية واضحة.

2- أن يكون خطاباً يتسم بالمراجعة والتقويم؛ ليستفيد من الماضي ويبني الحاضر وينطلق نحو المستقبل.

3- أن يمتاز بالوعي، ومراعاة الأولويات، وإظهار القيم المشتركة واتخاذها قاعدة للحوار.

4- أن يكون خطاباً منفتحاً على الآخرين وتوافقياً لا يعتمد منهج الإقصاء والإبعاد،  ويعلي قيم التسامح، ويظهر جوانب الرحمة التي فرض بها الدين.

-5 خطاب تفاؤلي ينعش الأمل، ويبعث النظرة الاستشرافية نحو المستقبل.

-6خطاب مربي ويعيد بناء الشخصية المسلمة.

-7خطاب دعوي يتنبنى هموم الأمة ويفجر طاقات الناس ويستثمرها.

-8خطاب مبادر ويركز على الإيجابية والمسئولية الفردية.

-9خطاب مؤسسي قائم على التخطيط وبعيد عن الارتجال.

-10خطاب يدعو إلى التدرج ويتسم بالتيسير والبعد عن التعسير، ويخضع للمراجعة  ليتلائم مع الواقع المعاصر دون تفريط في المقاصد.

يلاحظ بعض المختصين أن الخطاب الدعوي في الإعلام الجديد تحول في بعض من مظاهره إلى مجرد مكتبات إلكترونية للفتاوى ووجهات النظر الفكرية، ومواقع على شبكة الانترنت وقع بعضها في مجازفة تزكية النفس في الفكر والرأي والرؤية من خلال ما تنشر من صفحات، وهو ما قد ينافي مبدأ إعلاء الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالصبر والحث عليه. فلابد من وعي الدعاة كيفية معرفة متطلبات عصر الإعلام الجديد والتعامل معها. وأن يتجاوزوا التقليدية والرتابة في الدعوة وأن تظهر على خطابهم الدعوي لمسات التجديد والجمال في الشكل والمحتوى والآلة والأداء الذى يتفق مع العصر. فالخطاب الدعوي يتجدد مع ظروف الزمان والمكان وأوضاع المخاطبين.

الضوابط التي يجب أن يتحلي بها الخطاب الدعوي

مع تنامي روح الكراهية والتطرف تجاه الإسلام بعد أحداث ١١ سبتمبر، والضغوط المتواصلة على الدول الإسلامية، والمضايقات حد التوقف لكثير من العمل الخيري والدعوي، وملاحقات المسلمين في دول المهجر الأوروبي بدعوى الحرب على الإرهاب، حتى في الدول الإسلامية، وبث روح الكراهية والانقسام بين الشعب الواحد، أصبح تجديد الخطاب الدعوي أمراً ملحاً، ولا يعنى هنا تجديد الخطاب بلغة ومفهوم بعض من يعادون الدين وممن يشيرون إلى التغيير الكامل للدين وتبديل أحكامه ومسلماته. ولكن ما نقصده هو تجديد لغة الخطاب وأدائه ومقوماته ووسائله وطرقه؛ ليتقبله الناس ويعملوا بمقتضاه.

من هذه الضوابط:

-1الانطلاق من الخصائص العامة للإسلام: الربانية والشمول والوسطية والتوازن والواقعية والمرونة والعالمية وغيرها.

-2الانطلاق من التصور الإسلامي الصحيح، حيث يكون الخطاب الدعوي شارحاً لقضاياه الكبرى ومرسخاً لها، وهي العقيدة الصحيحة، والعبادة الموافقة للسنة، والتربية المستقيمة، والأخلاق الفاضلة، والموقف المعتدل، دون إفراط أو تفريط في كل قضايا الحياة.

-3الانطلاق من محبة الخير للآخرين، والتي تعمل على علاج أمراض المجتمع، مثل العنصرية والطبقية وغيرها، وأن تكون الدعوة لهذه المحبة بالتي هي أحسن، مع إشاعة روح التكافل والتراحم.

-4الانطلاق من الأسس العلمية التي تحض على التعليم والتعلم والاهتمام بالعلم والعلماء.

-5اعتماد مرجعية الوحي، وترسيخ المفاهيم السياسية الإسلامية، وأساليب الإسلام في الحكم من خلال النصوص والتاريخ الموثق، هذه المفاهيم مثل الشورى والعدل والمساواة.

-6ترسيخ العدالة الاجتماعية، وإحياء روح الجهاد بمفهومه الواسع ومعناه الحقيقي.

-7التركيز على فريضة الدعوة، والعناية ببيان أهدافها ووسائلها وأساليبها والتدريب عليها.

-8تبني قضايا المجتمع وهمومه والارتباط بواقعه، مع النصح وخفض الجناح وعدم الإقصاء للآخرين.

-9ترتيب الأولويات وعدم الغرق في الجزئيات والمسائل الخلافية والإصلاح بين المسلمين عامة؛ ليتوحد صفهم ويجتمع شملهم.

-10التزام الموضوعية وعدم التضخيم للذات والتقزيم للآخرين؛ حيث يعطى كل موضوع حقه مهما كان مصدره.

-11اجتناب التجريح والتنفير واستعراض القوة، إلا عندما يقتضيها الحال.

-12جعل الجرعة السياسية في الخطاب المسجدي غير مباشر؛ لتجنيب المساجد التشويش والصخب والخلافات.

-14 التجرد من العواطف والأهواء عند ممارسة الخطاب الدعوي.

فالإنسان إذا كان يتصرف أو يقدم خطابه على أساس حميته أو غيرته فسيكون دائماً متعصباً لمجموعته أو مدرسته، وهذا مخالف لأدبيات الخطاب الدعوي العام، فلا بد أن يجتهد الإنسان في أن يكون خطابه الذي يقدمه مجرداً من العاطفة، لكن مع ذلك لا تصادر آراء الآخرين، ولا تصادر عواطفهم.

-15  التفريق بين ثوابت الشرع ومتغيراته

من الأهمية أن يعلم الإنسان التفريق بين ثوابت الشرع ومتغيراته، ويعلم أن الشرع منه وحي منزل معصوم، ومنه آراء رجال تقبل الصواب والخطأ، وهذه الآراء ليست مسلمة بالضرورة في كل شأنها، بل هي خاضعة للنقاش كما قال مالك رحمه الله: “ما منا أحد إلا راد ومردود عليه، إلا صاحب هذا القبر”.

-16 تقييد الخطاب الدعوي بأرضية صلبة عند النقاش يتفق عليها الطرفان.

كذلك من ضوابط هذا الخطاب الدعوي أن يبدأ فيه بالأوجه المتفق عليها قبل الأوجه المختلف فيها، فالمدعو أياً كان لا بد أن يشترك معك في كثير من القناعات والآراء، حتى لو كان يهودياً أو نصرانياً فإنه يشترك معك في بعض القناعات، فنبدأ أولاً بالمتفق عليه، فإذا رسخ فقد حصلت أرضية للنقاش، وهذا النقاش يطلب فيه الإقناع، وأن يكون من غير إرهاب، وأن يكون الآخذ به آخذاً بحجة تبقى معه، وقد بين الله ذلك في كتابه في قوله: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}، فالبداية هنا كانت في المتفق عليه {قُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.

خاتمة

مع تعدد الأدوات والوسائل التفاعلية الدعوية بات على الدعاة والمربين أن يوجهوا جهودهم نحوها لنفع الآخرين وتقديم الخير لهم، والاستثمار والاستفادة من الآثار الإيجابية لشبكات التواصل الاجتماعي في بث خطاب دعوي توجيهى خاصة للشباب، فممارسة التفاعل الدعوي عبر أنواع الخطاب كافة عبر الشبكات الاجتماعية بالغ الأهمية، لما فيه من خير عظيم إذا ما أحسنت إدارته وتوجيهه للمستخدمين. ويستطيع كل شاب أن يستفيد من أفكاره وقدراته للتفاعل الدعوي على مستوى الخطاب وغيره عبر شبكات التواصل، عبر أي مستوى خطابي يتواءم مع ما يمتلك من معارف ومهارات، وهي تضم ثلاثة مستويات هي النشر والمشاركة والتعبئة.

-1النشر: والمقصود به نشر المواد الدعوية على الإنترنت، من فيديوهات وصوتيات وصور وتصاميم ومقالات دعوية وأخبار الدعوة والدعاة والتي لا تغطيها وسائل الإعلام، ونشر كل ما من شأنه أن يوضح الإسلام الصحيح ويصحح كل المفاهيم الخاطئة عنه.

-2المشاركة: بأن يشارك الداعية الآخرين ما يملكه من علم ومعرفة ويناقش معهم القضايا التي تُطرح على الشبكات الاجتماعية وتوضيح الفهم الصحيح لها، وتكمن أهمية المشاركة في أنها تشكل الهوية الجماعية أو ما يسمى الشعور بالالتزام؛ حيث يشعر جميع المشاركين أنهم جميعاً ينتمون إلى مجموعة تهتم بالشأن نفسه وتتحمل المسئولية تجاهه.

-3التعبئة: دعوة المستخدمين للمشاركة في الفعاليات والأنشطة الدعوية العامة والخدمية والطوعية.

لذلك نحتاج اليوم إلي خطاب راشد يخاطب العقل ويلامس القلب ويسمو بالوجدان والحس، ويحمل الداعي قبل المدعو على تغيير ما بنفسه وإصلاحها، وبحسب حال المتلقي وقدراته ورغباته وميوله يكون الخطاب ويكون الدخول عليه من باب اهتماماته وميوله، فالخطاب الدعوي ليس خطاباً تلقائياً عفوياً يقدم للناس كيفما اتفق، ولا هو خطاب وعظي يقوم على استثارة عواطف الناس ومشاعرهم من خلال الترهيب والترغيب غير المنضبط بالقواعد والأصول المرعية، وإنما هو خطاب علمي له أصوله وقواعده التي يرتكز عليها، وله مناهجه وطرقه التي يختطها ويسير على هداها، وله شروطه وضوابطه التي يتقيد بها، كما أن له خصائصه ومزاياه التي تميزه عن سواه. لذلك يحتاج الخطاب الدعوي للتخطيط العميق والاحترافي كي يعطي الثمرة المرجوة، وكل من يقدم نفسه لحمل الخطاب الدعوي عليه أن يتعرف على مقومات ومرتكزات التخطيط للخطاب الدعوي، ومنها:

-1ترتيب الأولويات

يتطلب التخطيط للدعوة وخطابها المناسب وضع أولويات للخطاب وترتيبها حسب أهميتها، بتقديم الأهم على المهم، فمثلاً يجب تقديم العقيدة وكلام الإيمانيات على العبادات، والسير وفق الترتيب الذي سارت عليه الدعوة في عهد النبوة؛ إذ بدأت الدعوة بتأسيس العقائد، ثم انتقلت إلى بيان الشريعة والأحكام فهناك فرق بين دعوة الناس وتعليمهم فالدعوة لغير الطالبين والتعليم للطالبين للعلم.  أي مرحلة تهيئة النفس أولا لقبول الدين ثم مرحلة معرفة أوامر الله.

-2التدرج في التطبيق

ينبغي مراعاة التدرج في الخطاب الدعوي لتطبيق وتنزيل الأولويات على أرض الواقع، سيما في معالجة انحراف الأشخاص ومعالجة الأوضاع العامة للمجتمع المسلم؛ فنتدرج في منهج خطابنا الدعوي ونطالب الناس بالإصلاح شيئاً فشيئاً، وكلما التزموا بامر انتقلنا إلى أمر آخر، ولا نطالب الناس بالإصلاح دفعة واحدة. ونذكر حديث السيدة عائشة رضى الله عنها: “إنما نزل أول ما نزل منه، أي من القرآن الكريم، سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبداً ولو نزل لا تزنوا لقالوا: لاندع الزنا أبداً”.

-3مراعاة الأحوال والأعمار والمستويات

فلكل حال نخطط ونضع ما يناسبها من مناهج دعوية في السلم وفى الحرب وما شابه. وتكون مراعاة الأعمار بأن نخطط وننظم للشباب خطاباً دعوياً يراعي خصوصية وخطورة المرحلة التي يعيشونها، والوصول بها إلى بر الأمان، بلا إفراط أو تفريط، ونخطط للكبار رجالاً ونساءً بما يناسب أعمارهم ويلبي حاجياتهم ويشبع رغباتهم، سواء للأفراد أو للأسرة، ومن ثم المجتمع ككل.

أما ما يخص المستويات، فعلينا أولاً أن نقسمها إلى مستويات علمية واجتماعية؛ ففي الأولى يجب أن نراعي العالم ونضع له ما يناسبه من خطط ونظم منهجية تروقه. والأمّي نضع له ما يلائمه من خطط ونظم تراعي وضعه وتلبي رغباته بما ينسجم مع فهمه ووعيه، أما المستويات الاجتماعية فعلينا أن ننزل الناس منازلهم؛ فنخطط للحكام ما يناسبهم آخذين في الحسبان ما يتطلبه المنصب، ونخطط للوجهاء والنخب بما يمكن أن يؤثر فيهم ويؤدئ إلى صلاح حالهم وفق منهج دعوي معَد بإحكام لقوة وقدرة تأثير النخب في المجتمعات والشعوب.

توصيات:

-الاستفادة من تقنيات الإعلام الجديد في تنظيم دورات تدريبية متخصصة في مجال ترشيد الخطاب الدعوي، والتواصل مع العلماء للتعرف على أفضل السبل لخطاب دعوي متوازن.

-المراجعة العلمية المستمرة لتقويم الأداء الدعوي، ورصد الملاحظات على الخطاب الدعوي بدقة من خلال الآخرين والمستهدفين بالخطاب.

-إعداد الدعاة بالثقافة الإلكترونية لمواكبة تطور العصر والاستفادة من أدواته الإلكترونية؛ للقيام بواجبهم في توجيه المجتمع والشباب خصوصاً.

-مواكبة كل جديد في مجال الإعلام الجديد وضمان استغلاله في مجال الدعوة إلى الله ومشاركة الإعلاميين في حل مشكلات المجتمع، من خلال طرح الحلول غير التقليدية للاستفادة القصوى من وسائط الإعلام الجديد.

-الاستفادة من الكفاءات الموجودة وتجديد القيادات الدعوية، والاستفادة من طاقات الشباب، والعناية بالخطط التي تضبط مسار الخطاب الدعوي وتحكم أداءه في كل الظروف والأحوال.

-العناية بالتخصصات في الخطاب الدعوي دراسة وممارسة، بتقديم الدراسات العلمية الدقيقة.

-نشر الوعي لدى الشباب حول دور مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الدين، وأثرها في تنمية شخصياتهم، وإرشادهم للاستخدام الأمثل.

……………………………………………………………………………………………………….

[1] الخطاب الدعوي، محمد الحسن الدودو الشنقيطي.

[2] الخطاب الدعوي في الإعلام الجديد: د. محمد خليفة صديق.

زر الذهاب إلى الأعلى