كوميديا سياسية

وفي الزوايا خبايا ترسل العبر

(ت ش ا د)

(كان يا مكان في حوادث الزمان دولة تسمى ت ش ا د من دول هذا الأوان الذي يعيشه اليوم إنسان في شتى بقاع الأرض، وقد عانى من صنوف الاستبداد والطغيان، ومن تحكم العساكر في الأوطان، فرام إلى استرداد الحقوق والكرامة والحرية بمطالب حسان، وأن يرجع الأمور إلى نصابها بجعل الشعب هو الحاكم والسلطان،

يختار من يشاء على وفق ما يرتضيه من صفات وسمات في حاكم يرتجيه بلا نقصان، وإذا بحاكم الزمان الذي جثم على صدور الناس ثلاثين من الأعوام السمان، يهش ويبش لشعبه ويقول سمعاً وطاعة سأقيم انتخابات نزيهة شفافة يختار فيها الناس من يشاؤون في رئاسة هذا البلد المصان، وإذا بالانتخابات بقدرة قادر تأبى أن يكون رئيساً إلا حاكم هذا الزمان في العقود الثلاثين ذي الهبات على هذا الشعب الذي اختار حاكمه بأمان من رقابة عيون السلطان،

ولكن هل رضي الأحرار الطامحون إلى الحرية والكرامة والعيش الكريم بهذا الحدثان واستكانوا إلى نتيجة مزورة في انتخابات عارية عن الحقائق بإيقان؟ لقد هبوا مطالبين بالحقوق بأن يكون الشعب هو صاحب الكلمة في الحكم ولكن أبى حاكم الزمان إلا أن يكون هو السلطان في هذا البلد، فتبقى هباته على الدوام بلا انصرام ولا فقدان، فتقاتل الطرفان بالسلاح بلا توان حتى ارتضى حاكم الزمان بأن يكون هو الضحية في هذا الرهان).

 

زر الذهاب إلى الأعلى