هل تستطيع إسرائيل فعلا أن تقاتل وحدها؟
بعد أن هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتعليق بعض شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل إذا واصلت غزو مدينة رفح، خرج نتنياهو متحديا، ووعد بأن إسرائيل ستدافع عن نفسها حتى لو “أُجبرت على الوقوف بمفردها”.
هذا التصريح دعاية سياسية وبعيد عن حقائق الواقع لأسباب ثلاثة:
١- لو كان هذا صحيحا لما احتاجت الولايات المتحدة لنجدة إسرائيل بجسر جوي غير مسبوق منذ ٧ أكتوبر. ما تم نشره عنه (فقط حتى ٩ مارس ٢٠٢٤) أكثر من 100 صفقة بيع أسلحة لإسرائيل تم تسليمها بالفعل، وشملت عشرات الآلاف من الأسلحة، بما في ذلك المدرعات والقنابل والذخائر الموجهة بدقة.
٢- لو كان هذا صحيحا، ما صدرت تصريحات هستيرية لمجرد إعلان بايدن عن إجراء رمزي بتعليق إرسال قنابل معينة لإسرائيل، ولما اعتبره رموز كبيرة بأنه “إعلان مدمر، وإن إسرائيل فقدت الآن الدعم الشعبي غير المحدود والحماية الكاملة من أهم حليف لها”. وهذا فقط من الناحية العسكرية، في حرب أمام مقاومة غير نظامية ومُحاصَرة.
٣- إذا أضفنا مظلة الحماية السياسية التي توفرها الولايات المتحدة لإسرائيل، سواء للضغط على المعسكر الغربي كله ليُبقي دعمه لإسرائيل، أو أمام الساحات الدولية مثل مجلس الأمن أو محكمة العدل أو المحكمة الجنائية الدولية، فيمكن القول بأن الولايات المتحدة تمثل الحبل السُري لبقاء إسرائيل، فإذا انقطع انقطعت من الوجود.