لأول مرة: أوكرانيا تحارب .. داخل روسيا
هذا أول اقتحام عسكري لأراضٍ روسية منذ عام ١٩٤١، ومجرد تناقل مثل هذا العنوان يعتبر ضربة سياسية كبيرة ومفاجئة لروسيا. كان الروس يتقدمون ببطء وثقة طيلة ستة أشهر على خطوط المواجهة شرقي أوكرانيا، وإذا بهذا الهجوم الأوكراني المضاد والمفاجئ في منطقة حدودية رخوة، يحتل مساحة تصل إلى مئات الكيلومترات المربعة في غضون أيام قليلة، ويتسبب في نزوح إجباري لعشرات الآلاف من الروس في مقاطعة كورسك.
سارعت الولايات المتحدة إلى إعلان دهشتها من هذا التطور، وعدم علمها السابق به، بينما سارعت بريطانيا لتؤكد أنه يجوز لأوكرانيا استخدام أسلحة بريطانية داخل الأراضي الروسية.
هذا الإنكار الأمريكي لا ينطلي على أحد، إذ من الثابت أن أوكرانيا لا تتخذ أي تحرك عسكري كبير إلا بقرار أمريكي، وأن هذه المناورة وراءها الولايات المتحدة وحلف الناتو.
يبدو أن الهدف من المغامرة الأوكرانية هو إحراج الرئيس الروسي، وامتلاك ورقة تفاوض في أي مباحثات قادمة لوقف الحرب. التوغل الأوكراني الذي بدأ في ٦ أغسطس ما زال متماسكا، ويسيطر على مزيد من الأراضي في العمق الروسي، لكن إذا استطاع الروس طرد القوات المتوغلة وفي نفس الوقت المحافظة على المكاسب الكبيرة التي حققوها في خطوط المواجهة في دونيتسك، فإن هذا من شأنه أن يُضعف القادة العسكريين الأوكرانيين ويحملهم مغبة هذا الاستفزاز المهين للروس.
وفي كل الأحوال فإن الروس سيكونون الآن أكثر قناعة بخطورة نوايا الناتو، وبأن بوتين كان على صواب في شن حربه على أوكرانيا.