تراجع مصر في مواجهة احتلال محور فيلادلفيا: ضعف الموقف وتزايد التهديدات
عقب إعلان نتنياهو عن عدم عزمه الخروج من محور فيلادلفيا، جاء رد نظام السيسي محدودًا وبعيدًا عن اتخاذ أي خطوات فعلية، مكتفيًا بالتصريح برفض الوضع، هذا الرد المحدود يسلط الضوء على التقلص المستمر في دور مصر على اعتبار أنها كانت تمثل قوة إقليمية مؤثرة على مدى العقود السابقة، وقد أصبحت الآن تواجه صعوبات متزايدة في التعامل مع الأزمات والتحديات المتسارعة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي.
إن تقزم الدور المصري في مثل هذه القضايا الحساسة لا يشير فقط إلى تراجع نفوذها الإقليمي، بل يثير مخاوف جدية حول قدرتها على حماية مصالحها الحيوية وصيانة أمنها القومي أمام تطورات متسارعة في المنطقة.
السيسي، الذي يلعب دورا كبيرا في التنسيق الأمني مع الاحتلال وغلق الحدود مع غزة، يظهر عاجزًا عن اتخاذ موقف حازم أمام هذه التحديات الإسرائيلية، مما يعكس حالة من الضعف الاستراتيجي الكبير، كما يكشف عن عجز متزايد في القدرة على مواجهة الأزمات الكبرى التي تواجه مصر.
هو موقف باهت متكرر، يأتي في سياق تراجع الأداء المصري بشكل عام في ملف غزة، تراجع سياسي شمل أيضا ملفات دول الجوار الأخرى، مثل السودان، والتي تُعَدَّ عمقًا استراتيجيًا لمصر.
إن الموقف الضعيف تجاه العدوان والغطرسة الإسرائيلية، والذي يقتصر على الرفض اللفظي، يوضح عدم وجود رغبة حقيقية في ممارسة الضغط على الاحتلال، أو تقديم حلول عملية ذات جدوى، إذ تعزز هذه الاستكانة السياسية من سعي الاحتلال لتحقيق أهدافه بجرأة أكبر، بزيادة العدوان، وتصعيد الهجمات على العزل والضعفاء من أهل غزة.