حدث ورؤية

الانتخابات الأمريكية المقبلة قد تكون الأخيرة إذا خسر ترامب

(الانتخابات الأمريكية - ١)

عندما سئل إيلون ماسك (أغنى رجل في العالم) عن توقعاته حال خسارة ترامب للانتخابات، حذر من أن الانتخابات المقبلة قد تكون الأخيرة إذا خسر ترامب، وأن الولايات المتحدة ستصبح بلد الحزب الواحد بلا تنافس حقيقي، وأن التنافس الوحيد سيكون في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي. وعلل ماسك هذا التصور بأنه في حالة فوز كامالا هاريس فإنها ستقوم بإضفاء الشرعية على ملايين المهاجرين. وجادل بأن هذا سيغير ميزان القوى بشكل دائم لصالح الديمقراطيين، مما يمحو الولايات المتأرجحة في الانتخابات المستقبلية.

بشكل عام، يمكن أن يكون لمواقف الشخصيات البارزة في المجتمع الأمريكي تأثير كبير على المشهد السياسي، سواء كان ذلك إيجابيًا أو سلبيًا.

وقد شن إيلون ماسك هجوما قاسيا على الديمقراطيين في لقاء مطول مع الإعلامي الشهير تاكر كارلسون، وأثار كل القضايا التي يتبناها ترامب ودافع عنها بحجج قوية، وببعض الأكاذيب أيضا. تطرق ماسك إلى ملفات الهجرة والمناخ ونفوذ البليونيرات، وقضايا الإجهاض ووسائل منع الحمل ولقاحات وباء كورونا.

وفي سقطة أخلاقية لماسك، انتقد بعض الشخصيات الأكثر ثراءً، مثل بيل جيتس، مشيرًا إلى أنهم يخشون تداعيات رئاسة ترامب، لأن بعض النخب تشعر بالقلق من كشف ترامب عن فضائح وجرائم الماضي، مثل تلك المتعلقة بقضية إبستاين وفضائحه الجنسية.

تأييد إيلون ماسك الجارف لدونالد ترامب يمكن أن تكون له عدة آثار سياسية محتملة، منها:

  • إيلون ماسك شخصية مؤثرة ولديه عدد كبير من المتابعين، وتأييده لترامب قد يؤثر على آراء بعض الناخبين، خاصة أولئك الذين يقدرون إنجازاته في مجال التكنولوجيا والابتكار ورؤيته المستقبلية.
  • ماسك مرتبط بشركات كبرى مثل تسلا وسبيس وإكس، لذا فإن تأييده لترامب قد يؤثر على الأسواق المالية، خاصة إذا كان يُنظر إلى سياسات ترامب على أنها مفيدة أو ضارة لهذه الشركات.
  • قد يؤدي تأييد ماسك إلى تعزيز سياسات ترامب المتعلقة بالتكنولوجيا والابتكار، والأهم من ذلك أنه قد يؤثر على القرارات المتعلقة بالاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية.

عبر ماسك عن بعض أرائه القوية حول رفضه لسياسات تحديد النسل وسماها “انتحار الحضارة”، وعن قلقه الشديد من ترك مستقبل الذكاء الاصطناعي بيد المستثمرين الكبار بدون تشريعات منظمة تحول دون خروجه عن السيطرة.

بطبيعة الحال فإن تأييد ماسك وحماسته تعتبر مغامرة منه، قد تصيبه بأضرار كاسحة حال خسارة ترامب. ولأن رؤوس الأموال عادة ما تكون جبانة أو متحفظة في مواقفها السياسية حفاظا على مصالحها، فإن مواقف إيلون ماسك تشي بموقف يستند إما لاعتقاد يميل إلى التيار الإنجيليكي المحافظ، أو أنه يتطلع شخصيا لدور سياسي كبير، خاصة بعد طلبه صراحة أن يكون مسئولا عن وزارة جديدة للكفاءة الحكومية في إدارة ترامب إذا فاز بالانتخابات.

د. محمد هشام راغب

 

زر الذهاب إلى الأعلى