ورقة تقدير موقف:…عالمٌ يتحول!
– المعنى السياسي لتحرك روسيا صوب أوكرانيا.
– الصين تتربص بتايوان وكازاخستان على طريقتها!
– رسائل مناورات الصين وروسيا في بحر العرب والمتوسط!
– من المستفيد من الآخر أكثر: الصين أم روسيا؟
- من نافلة القول أن روسيا ليست ساذجة لتغزو علانية وبدون مقدمات دولة مستقلة في أوربا.
- ما هكذا فعل السوفييت في بولندا والتشيك وشرق أوربا، وحتى في سوريا وأفغانستان رغم تنوع النماذج.
- فرق بين الغزو والتدخل والدخول، بلغة سياسات الدول الكبرى البرغماتية، ومنظومة الأمم المتحدة الأسيرة لتوازنات النظام العالمي!
تدريجيًا، روسيا قضمت من أوكرانيا وما حولها أجزاء كشبه جزيرة القرم، بالإضافة لولاء الجيوب الانفصالية داخل أوكرانيا!!
الاستخبارت الروسية تمهد لانقلاب في أوكرانيا أو تمرد واضطراب داخلي يعقبه “تدخل ما” يبدو أنه شبه حتمي في أوكرانيا التي تمثل جغرافيًا بوابة روسيا إلى بولندا وسلوفاكيا والمجر ومولدافيا ورومانيا !!
- ثم ستهدد روسيا بدخولها العلني (والجاهز) أي طرف غربي سيتدخل لصالح حكومة أوكرانيا…
- لذا أعلن جو بايدن مقدمًا عدم نية الناتو التدخل العسكري، ملوحًا برد قاس فقط، لكن يبدو أن هذا (لن يكفي) لسحب ذرائع الروس، وهو دون بُغيتهم ومرادهم الأخير!
- بل قد تدخل روسيا علانية تحت مسوغات الاضطراب أمنيًّا على حدودها – المزمع إحداثه في أوكرانيا – ناهيك عن حجة التهديد الأوكراني لروسيا من خلال توجهها (للناتو)…
- بينما ألمانيا أعلنت أنّ على الناتو أنْ “يحترم” مخاوف روسيا ويسحب الذرائع!
بل يبدو عَلنًا أن (ألمانيا) لن تنجرَّ للمشاركة بردِّ فعلٍ شديد ضد روسيا. ودعونا من تضخيم مسوِّغ الغاز الروسي فقط…
- يعلم الألمان بالطبع أن (المواجهة) مع روسيا ستكون “فخًّا” جديدًا، سيدفع الألمان ثمنها الأكبر اقتصاديًّا نيابة عن أمريكا وبريطانيا، كما حصل في الحرب العالمية الثانية، إذ حرض الأنجلوساكسون آنذاك الألمان على السوفييت، وأمدَّت بنوك أمريكا الطرفين بالتمويل وأسباب الصناعة، ثم مالوا بين وضد الكفتين بعد كل مرحلة.
- الروس بحشدهم هذا، يجعلون زمام المبادرة بيدهم!
- هذا بعضٌ من منطق الدول المتوحشة!
فقريب من ذلك فعلت “أمريكا” في جمهوريات الموز وبورتوريكو وآسيا وشرقنا، وهكذا فعلت فرنسا في أفريقيا.
مناورات روسيا والصين الجديدة في (بحر العرب) مع إيران!!
وقبلها مناورات بحرية ضخمة لهما مع “الجزائر” قبالة (سواحل أوروبا)، ندَّدت بها أوروبا!
كلها تعلن: “لقد تغيرت قوانين اللعبة” !!
لكن:
روسيا تاريخيًّا ليس لديها اقتصاد إمبريالي أو شبكي عالمي فعال يستطيع أن يلبي هذا الدور الضخم (وتكاليفه) الذاتية، وتبعاته الخارجية كحرب باردة مع الغرب!!
بينما الصين الناعمة تعرف كيف (تحفز روسيا)، وتستفيد من بحثها عن المجد أو قل الوزن المفقود!!
- بوتين الذي يمكن أن نقرأ في عينيه وعقله كلمة “كي جيه بي”، لا أظن أنه يتقبَّل (نفسيًّا)، حقيقة أن النموذج الروسي الاستعماري منذ القيصرية والشيوعية فاشل، لأنه مُكلف على كل صعيد وليس مجديًا لافتقاره للشبكية الاقتصادية العالمية، واقتصاره على أيدلوجيا حديدية لا بريق لها كما الحال مع الغرب!!
- بوتين كبرجينيف لم يتقبَّل نصائح المستشارين حينما دخل أفغانستان 1979 بمنطق حماية مصالح السوفييت، بل والوصول إلى المياه الدافئة، ثم تطويق الممرات إلى بحر العرب وآسيا.
- هذا الذي جعل الصين تقف ضد السوفييت عام 79، وهي معادلة الصين القائمة مع روسيا اليوم في آسيا الوسطى إذا جدَّ الجدُّ، حتى لو بدا غير ذلك!!
في المقابل، تبقى الصين لديها القوة الاقتصادية والمنافع الشبكية المتبادلة والمتغلغلة عالميًّا التي تلاعب من خلالها الاقتصاد الإمبريالي بكفاءة، وجيش قوي غير مكلف على نمط “الدبِّ” الروسي الثقيل، أو فاتورة “النسر” الأمريكي العالية داخليًّا وخارجيًّا.
في الوقت المناسب حينما تُنهك روسيا والغرب، سيدخل الصينيون “تايون” بطريقة لولبية ما… سيؤول اقتصاد “كازاخستان” لصالح الصين الناعمة، فروابط الصين التجارية والتعليمية والشيوعية مع وداخل كازخستان عميقة، (وروسيا) لن تعيد “عقارب الساعة” فهي تهرب إلى الأمام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.