سياسيةندوات

نحو خطاب سياسي إعلامي دعوي مقاوم للتطبيع على إثر الاتفاق الإماراتي الصهيوني

 

عقد مركز رؤيا للبحوث والدراسات يوم الجمعة 24/ذو الحجة/1441هـ الموافق 14/أغسطس/2020م، لقاء عاجلاً عقب إعلان الاتفاق الإماراتي الصهيوني من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقد شارك في اللقاء عدد من العلماء وقادة الرأي والمفكرين والمتخصصين بالشأن السياسي، وقد ركز المشاركون في اللقاء على ضرورة إبراز خطاب ذي أبعاد ثلاث رئيسة وهي البعد السياسي والإعلامي والدعوي، في مسعى للخروج برؤية جامعة مؤكدة على ثوابت الأمة في حماية مقدساتها وخاصة قضيتها المركزية فلسطين وفي قلبها القدس، ومواجهة محاولات التنازل والتطبيع مع أعداء الأمة.

وفيما يأتي أبرز النقاط التي دار حولها اللقاء:

أولاً: على مستوى الرؤية:

1)كان هناك إجماع من قبل المشاركين في اللقاء على أن هذا الاتفاق قد سبقته مراحل من التنسيق والتواصل بين أطراف هذا الاتفاق وغيرهم؛ بغية تأسيس تحالف استراتيجي لا يقف عند حدود التطبيع، ولذلك هناك استشراف ظاهر بأن هذا الاتفاق لا يقف عند حدود الإمارات بل سيتجاوزه إلى دول أخرى،  تجمعها تحالفات الثورات المضادة.

2)أثبت الاتفاق بأن الإمارات تقوم بأدوار وظيفية تصب في سياق مواجهة الإسلام الحق، ومحاربة أي مطالب تغييرية ترمي إليها الشعوب المنتفضة على الاستبداد والطغيان وتسعى إلى إعادة بناء مجتمعاتها، وكل ذلك تحت المسمى الزائف (محاربة الإرهاب).

3)هذا الاتفاق لا علاقة له بمشروع الضم، وتوقف هذا المشروع في المرحلة الزمنية الماضية كان نتيجة لعوامل أخرى، والدليل على ذلك أن نتنياهو نفسه خرج مصرحاً بأن هذا الاتفاق لا يعني توقف مشروع الضم، وإنما هو في إطار التأجيل المؤقت.

4)أن تعي الأمة أهمية مراجعة الأهداف النهائية لهذا الاتفاق وأمثاله، وهي تدور في إطار بسط الهيمنة الصهيونية على المنطقة وتمرير صفقة القرن والقضاء على أي مقاومة له أو مواجهة لمشروعه، وهذا يستدعي بيان حقيقة هذا الاتفاق بما يجعل الصورة واضحة لدى شعوب الأمة.

5)التأكيد على أن قضية التطبيع دائرة في إطار المحرمات القطعية التي لا يمكن مراجعتها أو التنازل عنها؛ لأننا في سياق الحديث عن دولة مغتصبة محتلة لأرض فلسطين وهي الكيان الصهيوني.

6)إدراك ما يقوم به المتغير الأمريكي في هذه المعادلة من سياسات التحفيز والتشجيع بين الأطراف إن لم تكن في إطار الإكراه وخاصة على الأطراف العربية.

7)تثمين الموقف الفلسطيني الجامع الرافض لهذا الاتفاق، حيث اتسمت مواقف السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج بموقف موحد في مواجهته.

8)الاتفاق يعد دلالة على تمايز الصفوف بين تحالف الثورات المضادة وداعميه من الشرق والغرب، وتحالف المقاومة والتغيير والحرية ..

9)أهمية إدراك أن قوى الباطل لها من التخطيط والتنسيق والتوظيف للقدرات ما يجعلها ذات قدرة على تنفيذها وتفعيلها في سياساتها، بل وعندها من السياسات التي تستطيع من خلالها احتواء قوى الحق باتجاه  إضعافها والنيل منها.

ثانياً: على صعيد ما يلزم:

1)تنسيق الجهود وتجميعها واستثمارها في مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني ومواجهة أي تحالف للتنازل عن ثوابت الأمة وقضاياها المركزية.

2)اضطلاع مراكز البحوث والدراسات والمجامع والروابط العلمائية بدورها في مقاومة التطبيع وظاهرة المتصهينين العرب في سياق شبكي تكاملي والتركيز على كشف ما تقوم به الدول الوظيفية، وضرورة إحداث مساق منهاجي يراعى فيه ذلك.

3)المرابطة على مواجهة الكتابات المأجورة التي تحاول تزييف وتحريف المعايير والترويج لمفاهيم مناقضة لثوابت الأمة وقضاياها، وأهمية تسفيه ما يروجه أرباب التطبيع الصهيوني في سعيهم للدفاع عن القضية الفلسطينية.

4)مراجعة المواثيق والبيانات ومخرجات مؤتمرات مقاومة التطبيع ومواجهة الكيان الصهيوني وعملائه، وخاصة الوثيقة الأخيرة ميثاق علماء الأمة في مواجهة التطبيع الذي صدر في الثامن عشر من شهر كانون الأول عام 2017م، ووقعت عليه ست وثلاثون هيئة ورابطة وأكثر من ثلاثمائة عالم من ست وعشرين دولة وقد ترجم إلى لغات متعددة، وأهمية إبراز مخرجات هذا الميثاق في سياقات عملية مؤثرة.

5)اقتراح عقد ملتقى جامع للعلماء والسياسيين وقادة الفصائل في أقرب وقت ممكن.

6)أن يكون الخطاب المواجه والمقاوم للتطبيع ومساعي الكيان الصهيوني مستقلاً بعيداً عن موازنات الساسة التي تدور مع المصالح المتغيرة بما يجعلها تملي عليهم تغيير أي قرار يتناغم ويتوافق مع الثوابت والمبادئ الحاكمة.

7)جعل المواقف المقاومة والمواجهة باتجاه تكتيل قوى التغيير الحقيقي ومواجهة الاستبداد مقابل تكتل قوى الثورات المضادة وأسيادها.

8)ضرورة استثمار الفرصة واغتنامها باتجاه خطوات عملية على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي والدعوي.

9)التعامل مع الموقف الإماراتي وأمثاله بحزم وجدية على مستوى الخطاب السياسي برفضه بالكلية كما أبدته بعض الأطراف، وعلى مستوى الخطاب الإعلامي بنقضه والرد على باطله، وعلى المستوى الدعوي بنشر الفتاوى والبيانات المحرِّمة والمجرِّمة للتطبيع مع الكيان الصهيوني والتحالف معه.

10)التأكيد على جعل الشعوب الحرة ظهيراً للنخب السياسية والفكرية في مواجهتها للتطبيع.

 

حرره: د.فارس العزاوي

 

زر الذهاب إلى الأعلى