تقدير موقف

آفاق معركة الحُدَيْدَة في حَرب اليَمن

 

 

تبدو التحضيرات مستمرة لخوض المعركة الكبرى في اليمن، وهي فعلياً ستكون الأهم منذ تحرير مدينة عدن جنوب اليمن من سيطرة الحوثيين وحلفائهم حتى الآن، وتنبع أهمية المعركة من أهمية موقع محافظة ” الحُدَيْدَة “الساحلية، وتموضعها في رقعة جغرافية ممتدّة على ساحل البحر الأحمر المشرف على أكبر وأهم الموانئ اليمنية في شمال غرب البلاد، حيث “باب المندب”، ونقطة الإمداد الحيوي لليمن.

وبقدر ما تؤكد مجريات الأحداث والمعطيات في الميدان أن المعركة قد بدأت، فإن من الصعوبة بمكان التكهن، في الوقت الراهن، بالمدى الذي ستذهب إليه المعارك، والعمر الزمني لحسم التحالف للمعركة، إلا أن التحشيد العسكري لأطراف الصراع في اتجاه” الحُدَيْدَة” وتطوّرات المعارك هناك، وخطابات أطراف الصراع، يؤكد أن المعركة مفصلية، سوف تخاض حتى النهاية، مهما كانت نتائجها، وكلفتها على المدنيين.

 

ما الذي تمثله مدينة “الحُدَيْدَة”، أهميتها الاستراتيجية والديموغرافية والجيوسياسية، وخلفية التصعيد وعلّة التوقيت ومسوَّغات العملية العسكرية، التي يخوضها التحالف والقوات التابعة للحكومة اليمنية، وحدود وآفاق المعركة وتداعيات الوضع الإنساني، والمواقف الإقليمية والدولية، والمسارات المتوقعة والتأثيرات المحتملة.

هذا ما سوف تجيب عنه هذه الورقة البحثية التحليلية، التي تسلط الضوء على واقع ما يجري في “الحُدَيْدَة” (بضم الحاء)، لتكشف حدود وآفاق المعركة المشتعلة في المدينة، باعتبارها إحدى أسباب وبواعث الحرب الأخيرة في اليمن، وعنوانها الأبرز والأظهر في المشهد، وأهم عوامل استمرار الحرب، وعرقلة المفاوضات، وكون ” الحُدَيْدَة” أكثر من مجرد ميناء، إنها ملخص لأهمية موقع اليمن الاستراتيجي، والصراع التاريخي عليه.

خلفية تاريخية:

ارتبط تاريخ مدينة” الحُدَيْدَة ” وسواحل تهامة عمومًا، والجُزر التابعة لها، بموجات الغزو الأجنبي الطامع في اليمن، أو بتلك الجيوش التي جاءت لنجدته. وهو ارتباط يكاد يكون ملازمًا لكثير من مدن الساحل اليمني؛ ذلك أن اليمن لم يشهد في تاريخه غزوًا عبر حدوده البرية، مثلما حدث مع حدوده البحرية (1)، وخلال الحرب العالمية الأولى، 1914-1918م، قَصفت سفنُ البحرية البريطانية المدينة مرتين، وفي ستينات القرن العشرين الماضي من تاريخ اليمن المعاصر، كانت ” الحُدَيْدَة ” وموقعها الجغرافي سببًا في تغيير الواقع السياسي اليمني، كما أصبحت قاعدة عسكرية بعد أن ساعد الاتحاد السوفيتي بإنشاء ميناء” الحُدَيْدَة “، وظلَّت لسنوات كثيرة محط أنظار الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي (2) . ومنذ العام 2008م أعربت دولة الإمارات عن رغبتها في الاستثمار في موانئ اليمن، وفي مارس/آذار 2015م أعلن الحوثيُّون توصلهم إلى اتفاق مع إيران يقضي بتوسعة ميناء ” الحُدَيْدَة ” الذي يعتبر ثاني ميناء رئيسي باليمن (3) .

الأهمية الديموغرافية والجيوسياسية:

تكتسب مدينة ” الحُدَيْدَة ” أهميتها الاستراتيجية كونها أحد المنافذ الرئيسية لليمن على البحر الأحمر، ويعد الميناء الممر الأول إلى كافة الجزر اليمنية ذات العمق الاستراتيجي، وأهمها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجبل صقر، الذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر (4).

وتمثل” الحُدَيْدَة” وميناؤها أهمية خاصة في معادلة الصراع القائم، وتقديرات طرفي الحرب، لأسباب عديدة من أبرزها:

أ‌.       موقعها الجغرافي الحساس على ساحل البحر الأحمر، وامتدادها الواسع (300 كلم) على ضفافه الغربية، ووجود أهم الجزر اليمنية ذات العمق الاستراتيجي في البحر الأحمر أمام شواطئها؛ كجزيرة “كمران”، و”حنيش الكبرى”، و”الصغرى”، و”جلل زقر”.

ب‌.  مساحة أراضيها الواسعة التي تصل إلى نحو 17,509 كيلومترات مربعة، موزعة على 62 مديرية (منها 11 ساحلية)، وقربها من العاصمة صنعاء ومناطق الكثافة السكانية شمال البلاد، ومضيق باب المندب، ومحاذاتها لسبع محافظات، هي إب وذمار وصنعاء والمحويت وحجة وتعز وريمة، فضلاً عن محاذاتها لسواحل شرق أفريقيا.

ت‌.  باعتبارها ثاني أكبر الكتل السكانية في البلاد بعد محافظة تعز، وملتقىً لعدة طرق حيوية؛ أهمها الطريق الغربي الرابط ما بين المحافظات الوسطى والشمالية، والطريق الساحلي الممتد على طول واجهة البلاد البحرية، والذي يبدأ من محافظة حجة غرب البحر الأحمر وينتهي في محافظة المهرة المطلة على البحر العربي شرق، كما تضم مطاراً دولياً، وقواعد عسكرية لمختلف فروع القوات البرية والبحرية والجوية.

ث‌.  بفعل وجود العديد من المنشآت الحيوية والصناعية ذات القيمة العالية في نطاقها الجغرافي، وأهمها ميناء الحديدة، ثاني أكبر موانئ البلاد البحرية، وأكثرها نشاطاً، والذي كان إلى ما قبل بدء الصراع يستقل حوالي 03 % من إجمالي الواردات اليمنية من الخارج، إلى جانب ميناء الصليف والخوخة، والخزان العائم لتصدير النفط في عن منطقة رأس عيسى، والعديد من مصانع الأغذية، ومقار الشركات التجارية، فضلاً عن كونها أولى المحافظات اليمنية في إنتاج المحاصيل الزراعية بواقع 62 % من إجمالي الناتج المحلي في هذا المجال (5).

طبيعة المعركة:

ومعركة ” الحُدَيْدَة” لها خصوصيتها في حرب اليمن، وتوصف بالمعركة الأكبر والفاصلة، لما تمثله من أهمية استراتيجية كبرى، وفق تقديرات سياسية وعسكرية؛ فـ” الحُدَيْدَة” أهم من صنعاء وتعز وعدن بالنسبة للأطراف المتحاربة، والحوثيّين وحلفاؤهم بشكل خاص، وهي أكثر أهمية بالنسبة للقوى والأطراف الإقليمية والدولية، والحسابات والتقديرات السياسية المتعددة (6) .

وللمعركة حدودها وأهدافها وأبعادها الأمنية والسياسية والاقتصادية، التي يخوضها الحوثيُّون وحلفاؤهم كمعركة وجود لها ما بعدها، وتخوضها الحكومة اليمنية والتحالف كمعركة أمنية سياسية عسكرية واقتصادية، وفي ضوء ذلك تأتي المعركة لتؤسس لخارطة سياسية وعسكرية جديدة، التي على ضوء نتائجها سيتبلور المشهد السياسي الجديد في اليمن، وسنتعرف به على الخطوط العريضة لكل أطراف النزاع في الجغرافية اليمنية.

التوقيت وخلفية التصعيد:

 

أما التصعيد العسكري باتجاه” الحُدَيْدَة” فقد جاء إثر تعرض سفن دول التحالف الحربية والمدنية وسفن دول أخرى، كالولايات المتحدة، لهجمات صاروخية أمام سواحلها في البحر الأحمر، متزامناً مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع طهران (7)، الذي أدخل ” الحُدَيْدَة”في قلب العاصفة ومهد الطريق أمام قوات التحالف لانتزاع ضوء أخضر من المجتمع الدولي  لبدء المعركة المنتظرة عقب تهديد الحوثيّين للملاحة الدولية، إذ عدّت الولايات المتحدة والتحالف معركة “النصر الذهبي” أحد الأدوات التي ستخدمها بالتعاون مع التحالف الدولي، للتعامل مع تهديدات إيران وحلفائها في البحر .

وقد نشأ عن تصاعد الخلاف مع طهران حالة من تقاطع المصالح بين الولايات المتحدة ودول الخليج إزاء تصعيد الحوثيّين تجاه الموانئ، فالداعم الرئيس والحليف الإقليمي لهم إيران وتريد أن تستخدم الوضع في اليمن كورقة ضغط في مفاوضاتها مع عدد من الدول الأوروبية في البحث عن سبل إنعاش اتفاقية الأسلحة النووية بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منها (8)، ما يعني أن الحوثيّين قد يجدوا أنفسهم في قلب صفقة مساومة بين إيران والسعودية، ومن يدري فقد يتوصل أطراف النزاع الى حل سياسي على ضوء رغبة إيران في استرجاع الاتفاقية وتخفيف حدّة التوتر في المنطقة.

هذا على المستوى الإقليمي والدولي، أما الواقع المحلي فإن التقدم الميداني، وسيطرة الحكومة والتحالف العربي على منطقة الساحل الغربي ومعظم الجزر اليمنية (9) يعتبر من جملة الأسباب والمتغيرّات في المشهد، والتي يأتي من ضمنها تراجع قوات الحوثيّين وانحسار شعبيتهم في أنحاء البلاد وتقهقرهم في مدينة تعز والبيضاء وسط اليمن، وبقية الجبهات في الداخل (10) إثر تنامي حدة الخلاف والصراع على السلطة مع المؤتمر الشعبي العام وتصفية الحوثيّين للرئيس السابق صالح وانضمام العميد طارق صالح للقتال مع التحالف، تحت قيادة الإمارات.

أهداف وأبعاد المعركة:

تتمتع ” الحُدَيْدَة” بمزايا استراتيجية جعلتها محور الحرب وأحد عناوينها الرئيسة بين مختلف القوى والأطراف المتصارعة، كونها تضم ثاني أكبر ميناء يمني وتموضعها داخل رقعة جغرافية كبيرة على ساحل البحر الأحمر.

وبالنظر إلى المعطيات التي تقدم الحديث عنها، فإن معركة “الحُدَيْدَة” تحظى بأهمية بالغة لدى طرفي الحرب على حد سواء. وفي حال تمكنت الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي من حسم المعركة لمصلحتها، فإن ذلك من شأنه تحقيق جملة من المكاسب السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، لعل أبرزها ما يلي:

أ. إحكام قبضتها على كامل واجهة اليمن البحرية، وامتلاك ميزة الوجود على امتداد ساحل اليمن الغربي المطل على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وعزل الحوثيّين وحلفائهم في المرتفعات الجبلية، أو ما يسمى بإقليم “آزال”، – والسيطرة على ثاني أكبر المراكز السكانية في البلاد؛ مما سيعزز موقفها أمام المجتمع الدولي، ويمنحها مجالاً أوسع للتحرك والمناورة في أي تسوية سياسية قادمة.

ب. تعزيز فرص تقدم قواتها نحو العاصمة صنعاء، ومعظم المدن في الوسط والشمال والغرب؛ فالسيطرة على مدينة وميناء” الحُدَيْدَة”، تسهل من عملية انتشار سريع لقواتها باتجاه صنعاء وذمار وإب وتعز وحجة؛ بحكم اتصالها الجغرافي بمحافظة “الحُدَيْدَة”، وتسمح بإمداد وحداتها القتالية المتقدمة باتجاه تلك المناطق بالمؤن والتعزيزات العسكرية، ودعمها بالإسناد الجوي من مسافات قريبة، كما تؤمن لها منافذ جديدة لنقل المساعدات الإنسانية والمقاتلين والمعدات الحربية القادمة من دول التحالف العربي إلى الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرتها.

ج. على المستوى الخارجي تتوقع دول الخليج العربي وحلفاؤها الدوليين أن تؤدي السيطرة على المحافظة وكامل الساحل الغربي إلى تأمين الملاحة البحرية، وحركة السفن التجارية والعسكرية في جنوب البحر الأحمر من تهديد قوات الحوثيّين، وحرمان إيران من الوجود عبر «حلفائها المحليين» بالقرب من مضيق باب المندب، وتهديد صادرات دول الخليج النفطية ومصالح شركائها الدوليين في هذا الممر المائي الحساس.

د. زيادة حجم الموارد المالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً؛ بفعل إدارتها لموانئ المحافظة، وتحصيلها لعوائد الرسوم الضريبية والتعرفة الجمركية المقررة على الشركات التجارية والسلع والبضائع والمواد المصدرة والمستوردة عبر هذه الموانئ.

وتحظى محافظة” الحُدَيْدَة” بالقدر نفسه من الأهمية لدى الحوثيّين وحلفاؤهم، وذلك على نحو ما يلي: –

أ. تعتبر منفذهم الوحيد للمياه الدولية في جنوب البحر الأحمر، وإذا خسروا المعركة فإن أوراقهم السياسية ستصبح أقل قيمة من دون هذه المحافظة؛ مما قد يجعلهم القوة الأضعف على الأرض، والطرف الذي يتعيّن عليه تقديم التنازلات على طاولة المفاوضات القادمة.

ب. وصول معظم الأسلحة والذخائر المهربة التي يحصلون عليها من الخارج، عبر موانئ وسواحل المحافظة والجزر التابعة لها -حسبما يزعم خصومهم -، والحال كذلك بالنسبة لوسائل الدعم اللوجستي اللازمة للمجهود الحربي، كما تعد المحافظة البوابة الغربية للعاصمة صنعاء ونافذة إطلالتهم على خطوط المانحة الدولية في البحر الأحمر.

ج. تمثل ” الحُدَيْدَة” خط الدفاع الخلفي لمحافظات إب وذمار وتعز وحجة بفعل متاخمتها لهذه المحافظات، وفي حال سقوطها من أيديهم فإن ذلك من شأنه أن ينقل المعركة إلى محيط العاصمة الغربي، وربما ينذر بفتح أكثر من جبهة قتال جديدة في المحافظات الوسطى والغربية والشمالية، وبما قد يشتت مجهودهم القتالي في أكثر من محور.

د. تعتبر” الحُدَيْدَة” أهم المصادر المالية للحوثيّين وحلفائهم، والمحطة التي تغذي -المحافظات الخاضعة لسيطرتهم باحتياجاتها من السلع والمواد الغذائية المستوردة؛ إذ تشير المصادر إلى أن عوائد ميناء ” الحُدَيْدَة”، وفوارق أسعار المشتقات النفطية المستورد معظمها عبر موانئ المحافظة وسواحلها، تصل إلى نحو 23 مليار ريال شهريا، بخلاف العوائد والموارد الأخرى (11).

مسوَّغات العملية العسكرية:

يركز التحالف والحكومة اليمنية على ميناء ” الحُدَيْدَة”، بسبب ما أثير حول قيام الحوثيّين بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، واستغلالها في دعم المجهود الحربي، وتسخير الميناء لاستقبال الأسلحة الإيرانية، وتهريب المهاجرين الأفارقة؛ وتمثل الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها سفن التحالف وسفن تابعة للبحرية الأميركية في البحر الأحمر، كذرائع مقبولة، تولّد عنها لدى التحالف والولايات المتحدة القناعة بضرورة التحكم بمصادر التهديد، من خلال من خلال تأمين مناطق الساحل الغربي اليمني التي تنطلق منها تهديدات الحوثيّين(12)؛ فكان أن ضاعف التحالف دورياته البحرية قبالة هذه السواحل، وبادرت البحرية الأميركية بإرسال المدمرة (يو إس إس كول) إلى باب المندب، بعد أيام قليلة من الهجوم على الفرقاطة السعودية (13).

آفاق وحدود المعركة:

تمثل مدينة ” الحُدَيْدَة” منطقة عمق استراتيجي، ومعركتها الهَامّة كانت مؤجلة منذ بدء حرب اليمن في مارس 2015م، حيث اشتعلت خلال عامين من حين إلى آخر معارك في الساحل الغربي تمكن فيها التحالف وقوات ” دعم الشرعية” باتجاه الميناء، وما لبثت أن تراجعت، ويبدو للعيان أن هناك محاولات مستميتة وحثيثة من قبل التحالف والشرعية لحسم المعركة سياسيًا وعسكريًا، خاصة أنها منطقة نفوذ أمريكية – بريطانية منذ 4 عقود، بعد تقاسم تركة الاتحاد السوفيتي، حيث كانت قاعدته العسكرية في جنوب البحر الأحمر (14).

وقبل أن تنطلق الحرب، كانت قضية “الموانئ ” ومنطقة الساحل الغربي” الحُدَيْدَة ”  إحدى نقاط الخلاف الأبرز في الداخل اليمني بين الحوثيّين وحلفائهم وبقية القوى والمكونات والأطياف السياسية منذ العام 2013م في مؤتمر الحوار، والذي انعقد برعاية أممية وسعودية -أمريكية، حيث تم طرح فكرة تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم (15)، منها إقليم “آزال ” تكون عاصمته صنعاء، ويتركز نطاقه الجغرافي في المرتفعات ويمتد إلى شمال الشمال حيث مدينة صعدة منطقة نفوذ الحوثيّين، عبر سلسلة متعرجة من المناطق الجبلية المعزولة عن البحر، دون أن يكون هناك أي منفذ مائي، وهو الأمر الذي رفضه الحوثيّون والرئيس السابق صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام بشدّة، وفجّر الخلاف في مؤتمر الحوار الذي انتهى في بداية العام 2014م بإقرار قانون الأقاليم (16)دون أي تعديلات، ودفعهم بعد حصول السيطرة على العاصمة صنعاء من إحكام القبضة على المدينة .

ولايمكن في هذا السياق إغفال البُعد الجيوسياسي للحرب القائمة في اليمن، الذي تتجاوز أهدافه مسألة دحر الانقلاب، إلى أهداف أخرى ذات صلة بتنافس دول التحالف مع دول إقليمية أخرى، مثل إيران وتركيا، على النفوذ في البحر الأحمر، وخليج عدن، وغربي المحيط الهندي (17)، وما يواجهه الأمن الوطني لدول التحالف من تهديدات إيرانية (18) تمتد من الخليج العربي إلى خليج العقبة، واستمرار إيران في تطوير قدراتها في مجال ما يوصف بـ”المياه الزرقاء” البحرية، التي تتيح لها استعراض قواتها في هذه المناطق، لكن الإمارات كانت أسبق إلى ذلك، عبر نشرها عددًا من منصات القتال القوية التي بحوزتها، مثل الطرادات من فئة “بينونة”(19).

على ذات النحو، تكشف تحركات الإمارات وتوّغلها في جنوب اليمن، عن سياقات وأهداف غير معلنة للمعركة وحرب التحالف في اليمن، فالإمارات التي تصدّرت قيادة معركة ” الحُدَيْدَة ” تواجه اتهامات بالجملة في السعي للسيطرة على الموانئ والسواحل الاستراتيجية لليمن.

وبحسب تقرير معهد (lowy institute) الدولي، الذي نشره على موقعه الرسمي وترجمه “الموقع بوست”، فإن “عدد اليمنيين الذين ينظرون إلى الإمارات على أنها قوة احتلال وأجندة لتقسيم البلاد يزداد من خلال دعمها للعناصر المُسلّحة المحلية، وترسيخ النفوذ وتنمية الاقتصاد، وتعزيز حاصل السيطرة على الساحل الاستراتيجي” (20).

وتُرجع بعض التقديرات وعدد من المراقبين تزعم الإمارات للمعركة تحت غطاء التحالف، رغبّةً منها في تسلُّم ملف الإرهاب في المنطقة، وهذا لن يتم إلا إذا كان للإمارات حضور عسكري وسياسي قوي في المنطقة، وهو ما تسعى له في الوقت الحالي، من خلال بروز دورها وحضورها في أكثر من ملف دول المنطقة العربية (21)، وفي المقدمة اليمن، التي أظهرت فيها الإمارات قدرة فائقة على تدريب القوات المحلية، واستخدام نفس التكتيكات التي استخدمتها الولايات المتحدة في النزاعات حول العالم (22).

وهذا ما يكشف، بطبيعة الحال واقع وحدود وآفاق معركة ” الحُدَيْدَة” ونطاقها الأوسع، وأبعادها الجيوسياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، كون المعركة في حقيقتها وجوهرها في عمق البحر الأحمر، و” الحُدَيْدَة” عنوان الحرب الأبرز والأظهر في نزاع اليمن، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وأهم عوامل استمرار وبقاء الحرب، وعرقلة المفاوضات والمباحثات، وخلاصة موقع اليمن الاستراتيجي والصراع التاريخي عليه (23).

المواقف الإقليمية والدولية:

وبالنسبة للمواقف الإقليمية والدولية من معركة ” الحُدَيْدَة”، فقد جاءت في سياق ردود فعل متعددة ومتباينة؛ وفقاً للمصالح والحسابات السياسية الخاصة بكل الأطراف على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، يمكن تحديدها وتأطيرها في الموافقة الضمنية ” المشروطة” (24)، والسماح للتحالف في خوض معركة عسكرية خاطفة دون حدوث تداعيات مع الإبقاء على” الميناء مفتوحاً (25)”، والرفض الكامل للعمليات العسكرية والدفع بإجراء جولة من المفاوضات والمحادثات بين الأطراف والقوى المتصارعة (26)، لاعتبارات وتقديرات إنسانية وسياسيّة.

وقد كشفت معركة الحُديدة في الجملة عن تحوَّلات كبيرة في مواقف واشنطن وباريس ولندن تجاه الموافقة الضمنية على قرار الحسم العسكري، وتلقي الرياض وأبو ظبي ضوءًا أخضر أمريكي (27) لعملية الهجوم قبل بدء العمليات في 13 يونيو/ حزيران 2018م، الذي توالت إثره ردود الأطراف الدولية الرافضة للمعركة والمحذرة من عواقبها الوخيمة التي ستشهدها الحديدة وميناؤها حال استمرت الهجمات وزحف “قوات دعم الشرعية” إلى داخل المدينة، من قبل العديد من الدول والحكومات والهيئات الأممية في مقدمة ذلك دول الاتحاد الأوربي ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومعهم روسيا وإيران، وعدد من المنظمات الحقوقية والإنسانية .

النقطة الأهم والجوهرية في استقراء الموقف الإقليمي والدولي، تتمثل في الأهمية الاستراتيجية للمدينة بموقعها الجغرافي على البحر الأحمر مع ما يشهده الأخير من صراع على النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية لأهميته الاستراتيجية وارتباطه المباشر بمنطقة الخليج العربي، الأمر الذي يفسّر اهتمام التحالف بخطوط الملاحة الدولية، ويفهم من تصلّب طهران كمناوئ للتحالف في هذا المجال الحيوي، وبروز الدور الفرنسي في المعركة، الذي يقود للبحث في الخفايا التي يمكن أن تقرأ في سياق ضمان عدم انفراد أمريكا في التحكم بأوضاع المنطقة وارتباط ما يجري بشبكة علاقات ومصالح مختلفة مع الفاعلين في الأزمة اليمنية.

تداعيات المعركة (الوضع الإنساني):

يعتبر ميناء مدينة ” الحُدَيْدَة” من ناحية عملية ومن وجهة نظر الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العاملة، خط الإمداد الاقتصادي والتجاري لنقل البضائع والمساعدات (28)، وزادت أهميته خلال سنوات الحرب كشريان وحيد لإنقاذ ملايين اليمنيين من نتائجها وآثارها المحتملة، وسط تفاقم الكوارث الإنسانية، والنقص الحاد في المواد الغذائية والدوائية، وتفشي المجاعة، وهي المأساة التي تصنفها الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية بأنها الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية (29)، وتضع المجتمع الدولي في مأزق قانوني وإنساني حقوقي.

ويمثل التحدي الإنساني خصوصية في مدينة” الحُدَيْدَة”، وذلك لعاملين أساسيين؛ الأول يعود إلى ارتفاع مستوى خط الفقر في المدينة، والثاني يتعلق بالمناخ الحار، لاسيّما والمعارك تدور في وقت الصيف، ومن ثم فإن أي انقطاعٍ- وهو وارد- للتيار الكهربائي يعني فساد المواد التموينية في المنازل والمخازن التجارية، وتفاقم الوضع الصحي، وخاصة المصابين بأمراض مزمنة وانعدام القدرة الاستيعابية للجرحى، وإحلالهم محل المرضى (30) .

وممّا لا شك فيه أن هناك كارثة إنسانية حقيقية ستحل بالمدينة وسكانها، وهذا ما يتطلب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وضع الخطط اللازمة لمعالجة مثل هذه الكوارث بالتزامن مع سير المعركة، ومن المتوقع أن تشهد المدينة تدفق موجات نزوح جماعي للمدنيين هروباً من نيران الحرب، ومن ثم فإن تسيير جسور إنسانية واستيعاب التحدي الإنساني في ” الحُدَيْدَة” من قبل الحكومة اليمنية ودول التحالف سيفوت على الحوثيّين فرصة الرهان على العامل الإنساني للضغط نحو توقف المعركة.

المسارات المتوقعة:

ماتزال الأوضاع تراوح مكانها في” الحُدَيْدَة” والوضع في اليمن مفتوحاً على كل الخيارات، في وقت يلف فيه الغموض تفاصيل أي مقترحات للتهدئة في ” الحُدَيْدَة” بالتزامن مع جولة المبعوث الأممي، نحو استمرار الجهود والمساعي الأممية والضغوط الميدانية للتوصل إلى حل سياسي بشأن تسليم الميناء وانسحاب الحوثيّين من المدينة، وفشل هذه المساعي السياسية وتغليب خيار القوة العسكرية، وحالة المراوحة بين التفاوض والتصعيد بلا نتائج، ترسم التطورات الميدانية المسارات المتوقعة لمعركة ” الحُدَيْدَة” والسيناريوهات المحتملة.

–        المسار الأول: استمرار المساعي الأممية والضغوط الميدانية للتوصل لحل سياسي.

بحيث تنجز الأطراف اليمنية ودول التحالف العربي مع المبعوث الأممي إلى اليمن” مارتن غريفيث” عريضة اتفاق وتفاهم على بعض الرؤى والحلول المطروحة المقترحة والمعلنة، والتي تفضي في مؤداها إلى وقف المعارك في الحديدة، وتسليم الحوثيّين للميناء يعقبه الدخول في مفاوضات جديّة لإنهاء وإيقاف الحرب في اليمن.

وذلك من خلال السيناريوهات المحتملة والحلول المطروحة والمعلنة، في إطار المرجعيات الثلاث:

  •    سيناريو تسليم الميناء دون قيد أو شرط والانسحاب من ” الحُدَيْدَة” .
  •       سيناريو تسليم الميناء لطرف ثالث وجهة إقليمية ودولية.
  •       سيناريو وضع الميناء تحت إشراف دولي، مع بقاء هيمنة وسيطرة الحوثيّين.

يستند هذا المسار والسيناريوهات إلى الاعتبارات السياسية والإنسانية التي فرضتها ردود الفعل على العملية العسكرية التي يخوضها التحالف و”القوات المشتركة ” التابعة للحكومة اليمنية من قبل المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة والدفع باتجاه طرق باب المفاوضات السياسية لحل مشكلة الميناء فقط بين الأطراف المتصارعة، وما يفرض هذا السيناريو هو قبول الأطراف بالمقترحات والمبادرات الأممية والتعاطي معها كيفما كانت وجاءت دونما تقدير واعتبار للمصالح والمكاسب ووقوع أية خسائر.

غير أن احتمالات تحقق سيناريوهات هذا المسار، تبدو ضعيفة جداً، كون مساعي التهدئة وجهود المبعوث الأممي تواجه تلكؤاً من قبل الأطراف كافة، وحالة التحشيد للمعركة في تصاعد والقتال مازال محتدماً في المدينة، وعملية بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة، وتحريك العملية السياسية، يصطدم بعوامل محلية وإقليمية تقوض فرص السلام.

وتشير كثير من المعطيات وتحرَّكات الأطراف على الأرض إلى وجود مخاوف قوية لدى الجانب الأممي من تأثير التطورات الأخيرة على خطة التسوية المرتقبة، إلى حدٍ قد يجعل من الصعب التكهن بحدودها. ووصفت التطوّرات التي شهدتها ” الحُدَيْدَة” بأنها ذات بُعدٍ استراتيجي ومصيري، سيكون له ما بعده في كل الأحوال.

–        المسار الثاني: فشل المساعي الدبلوماسية وتغليب خيار الحل العسكري.

بحيث تفشل الأمم المتحدة والأطراف المتحاورة في الوصول إلى صيغة مقنعة، يتم التوافق بشأنها حول النزاع الدائر في اليمن والميناء بدرجة رئيسة، وعدم التوصل في هذا الإطار إلى نقطة اتفاق بشأن وقف المعارك في مدينة ” الحُدَيْدَة”، وإنهاء الحرب وإحياء واستئناف العملية السياسية في اليمن.

وفي هذه الحالة يفرض مسار فشل المساعي وتغليب خيار الحل العسكري أحد هذه السيناريوهات:

  •       سيناريو انتصار التحالف و” قوات دعم الشرعية”، وهزيمة الحوثيّين.
  •       سيناريو انتصار الحوثيّين وهزيمة التحالف و” قوات دعم الشرعية “.
  •       سيناريو الحرب المفتوحـة ” طويلة الأمد.

وهذه السيناريوهات هي ما يبدو ويترجح حتى الآن، وما يفرض وقوعها هو استمرار حالة التصعيد المتبادل والتحشيد للمعركة وتضاؤل فرص الحل السياسي، وتقلص هامش الوقت، وتأتي كنتيجة طبيعية لحالة التصلّب في المواقف، فالحكومة اليمنية ومن خلفها التحالف العربي لا يمكن أن يقبل بأقل من تسليم الحوثيّين لـ ” الحُدَيْدَة” دون قيد أوشرط، ولا بأس أن يحدث ذلك دون قتال، لكن إذا لم يتم التسليم فهم يعتبرون أنفسهم في موضع المبادرة العسكرية، التي تمكنهم من تحقيق الحسم بالقوة ولو بمحاصرة المدينة وقطع طرق الإمداد عن الحوثيّين.

على ذات النحو من التشدّد يكون الموقف لدى الحوثيُّون رغم حالة الضغوط الدبلوماسية والميدانية واستفراد التحالف بالأجواء؛ فإنهم يدركون خطورة تسليم ميناء ومدينة ” الحُدَيْدَة”، وما تمثله هذه الخطوة من تداعيات عليهم، فالتسليم هنا إقرار بالهزيمة التي تعني لهم الشيء الكثير وفقدان كل المكاسب والمصالح التي تراكمت لهم في منطقة الساحل الغربي، وسنوات الحرب.

والأرجح في هذه الحالة أن يستميت الحوثيُّون بمواصلة القتال في المدينة وسيجعلونها أكثر كلفة، كونهم يراهنون على قوة تواجدهم على الأرض ويعتقدون أنهم الأقدر على إحداث مفاجأت من خلال استثمار جغرافيا ” الحُدَيْدَة” وسلسلة جبالها الشرقية، باعتبارها بيئة مواتية لاستمرار المواجهات، وتمكنهم من استهداف المدينة والميناء وبوارج التحالف بالصواريخ مع هجمات مباغتة وسريعة لاستنزاف قوات الحكومة والتحالف.

التأثيرات المحتملة:

تتباين الآراء والتوقعات إزاء التأثير المحتمل لفقدان الحوثيّين السيطرة عسكرياً على ” الحُدَيْدَة”، بين من يرى أن التطوّرات الجارية قد تضع خيارات السلام جانباً، بالنظر إلى حجم التغيرّات الممكن حدوثها، على المستوى السياسي والمسار العسكري، ومن ينظر إلى ” الحُدَيْدَة” وخسارة الحوثيّين لها، صار توجهاً وقراراً محسوماً لدى الحكومة الشرعية والتحالف، سيفضي إلى خلق معادلة جديدة تدفع الحوثيّين إلى تقديم تنازلات كافية لإنجاح عملية السلام، تحقق ولو الحد الأدنى من تحجيم المخاوف فيما يتعلق بتهديدات الحوثيّين في البحر.

وهناك الكثير من التأثيرات المحتملة لمعركة ” الحُدَيْدَة” على مختلف الجوانب المتعلقة بالحرب في اليمن، وفقاً لمجمل التطوّرات الجارية على الأرض، على صعيد المسار السياسي والحسم العسكري، يأتي في مقدمتها نجاح الجهود الدولية ولو بشكل مؤقت، بوقف العمليات العسكرية في ” الحُدَيْدَة”، الأمر الذي يعتمد على تقديم التنازلات المقدّمة من قبل الحوثيّين، من خلال موافقتهم على تسليم الميناء وانسحابهم من ” الحُدَيْدَة”، وانخراط جميع الأطراف الفاعلة والمؤثرة في عمليات التفاوض والمحادثات بصورة مباشرة.

يعتمد نجاح المفاوضات، والمضي في المسار السياسي على وجود تفاهمات على صعيد التحالف مع القوى الدولية الفاعلة، وتحديداً الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين تؤديان دوراً بدعم التحالف، في موازاة التأثير الدبلوماسي على مسار عملية السلام، في ظل التسريبات عن وجود ضوء أخضر دولي للتقدّم في ” الحُدَيْدَة” من عدمه. وفي السياق ذاته، فإن مسار التطورات ميدانياً، ومدى قدرة الحوثيّين على منع تقدّم التحالف والشرعية، أو نجاح التحالف وحلفائه بتحقيق المزيد من التقدم، كل ذلك، سيلقي بظلاله على طاولة المفاوضات.

وبالنظر إلى تقاطع المصالح الإقليمية والدولية والأطراف المتصارعة محلياً، وعدم تحقيق تحركات المبعوث الأممي لأي اختراقات في جولاته التفاوضية بين صنعاء والرياض وعدن، فإن حالة المراوحة وما يرافقها من فوضى دائمة سيبقي الأوضاع في حالة اللاسلم واللاحرب هي السائدة والمهيمنة على المشهد، والمحتمل أن يقرر التحالف خيار حسم المعركة، والحوثيُّون لن يتنازلوا عن الميناء بسهولة، ما يعني استمرار الحرب واستمرار المساعي السياسية، يخوض الطرفان حرب شوارع وسط المدينة وقرب الميناء، وهذا الخيار يبدو صعباً ومكلفاً للغاية.

والمتوقع إزاء هذه الحالة أن تتضاعف جهود المجتمع الدولي إلى جانب المساعي الأممية في دعم خيارات السلام، بإجراء مفاوضات جديَّة ومباشرة بين الأطراف، تفضي إلى تأمين خطوط الملاحة، وتقود لنزع فتيل التوتر في المنطقة، وإنهاء الحرب في اليمن، أوتتجه في الوقت ذاته، إلى منح التحالف الغطاء الدولي، في دعم خيار الحسم العسكري لمعركة ” الحُدَيْدَة”، التي قد يكون لها تأثير مباشر في استنزاف الحوثيّين، وإبعادهم عن البحر إلى المرتفعات، الإ أن هذا الخيار له نتائجه وتأثيراته المحتملة على واقع البنية التحتية والوضع الإنساني في المدينة والميناء وحركة الملاحة في البحر الأحمر، وحالة الحرب في اليمن، والوضع في المنطقة، الذي قد يترشح عنه دخول طهران على الخط في الصراع لإنقاذ حلفائها الحوثيّين بإشعال حرب المضائق .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1.   عبده عايش، “الحديدة عاصمة إقليم تهامة اليمني”، الجزيرة نت، متاح على موقع الشبكة العنكبوتية: http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews
  2.      عبد الوهاب العقاب،:” تاريخ اليمن المعاصر “، ومفيد غازي،” موسوعة تاريخ العرب المعاصر والحديث”، متاحة على الشبكة https://books.google.com/books8 https://books.google.com/books
  3.      اتفاقيات تعاون بين إيران و”أنصار الله” في موقع RT Arabic الروسي متاح في الشبكة : https://arabic.rt.com/features/777000-
  4.   “نبذة تعريفية عن محافظة الحديدة”، المركز الوطني للمعلومات، متاح على الشبكة : http://www.yemen-nic.info/gover/hodiada/brife. [29/3/2017.
  5.   “مدينة الحديدة “، المركز الوطني للمعلومات، مرجع سابق.
  6.   “معركة الحديدة.. ضغط دولي وقلق إنساني وأسباب إستراتيجية وعسكرية تقف في وجه أبوظبي، الموقع بوست، متاح على الشبكة  : https://almawqea.net/reports/31688#.W1vSyNW6a1s
  7.   “ما تأثير انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني على الوضع في اليمن؟”، تقرير، الموقع بوست، متاح على الشبكة  : https://almawqea.net/reports/30510#.W1vQCNW6a1s
  8.      ينظر في هذا تصريحات نائب وزير خارجية طهران عباس عراقجي في حديث خاص مع القناة الثانية للإذاعة والتلفزيون الايرانية، بتاريخ الأحد 27 مايو ٢٠١٨م، التصريحات نشرها موقع قناة العالم، متاح على الشبكة: http://www.alalam.ir/news/3587061
  9.   عاصم عبدالسلام، “خارطة السيطرة في اليمن.. تحول نوعي على الساحل الغربي”، مأرب برس، متاح على الشبكة  : https://marebpress.org/news_details.php?lng=arabic&sid=139218
  10.  ” انحسار الحوثيين في مناطق عدة من اليمن”، تقرير تلفزيوني، قناة أخبار الآن، متاح على الشبكة العنكبوتية : https://www.youtube.com/watch?v=FqkRn4H1XXc
  11.  للاستزادة، ينظر: “التحالف العربي ومعركة الحديدة المحتملة”، مركز الإمارات للسياسات، متاح على الشبكة : http://www.epc.ae/ar.
  12.  هندرسون، سايمون، وفوغان، جيرمي، “الحرب السعودية الحوثية في البحر”، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، متاح على الشبكة : https://www.washingtoninstitute.org/ar/
  13.  علي الذهب، “ميناء الحُدَيِّدة: الدور والآفاق في الحرب اليمنية”، مركز الجزيرة للدراسات، متاح على الشبكة : http://studies.aljazeera.net/ar/reports
  14.  منى صفوان، “جيوبولتيك البحر الأحمر حسم الخيارات في بوابة جنوب البحر الأحمر”، موقع جيبولتيك ، متاح على موقع الشبكة : https://www.geopolitica.ru/ar/article/myn-lhdyd-lmrk-lmwjl-hsm-lkhyrt-fy-bwb-jnwb-lbhr-lhmr
  15.  والأقاليم الشمالية هي: إقليم آزال الذي يضم محافظات صنعاء وعمران وصعدة وذمار، وإقليم سبأ الذي يشمل البيضاء ومأرب والجوف، وإقليم الجند الذي يضم تعز وإب، وأخيرا إقليم تهامة الذي يضم الحديدة وريمة والمحويت وحجة. أما الإقليمان الجنوبيان فهما: إقليم عدن الذي يضم عدن ولحج وأبين والضالع، وإقليم حضرموت الذي يضم حضرموت وشبوة والمهرة وجزيرة سقطرى.
  16.  أقاليم اليمن الفدرالية: هو مشروع من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني كان يهدف إلى تقسيم اليمن إدارياً إلى ستة أقاليم، ولكل إقليم حكومة وبرلمان، وذلك بدلاً عن نظام الحكم المركزي، الوحدة الإدارية ضمن التقسيم الإداري للجمهورية اليمنية، حيث كان متوقع إقرار أقاليم اليمن في الدستور الجديد أواخر 2014.حيث كان من المفترض أن يتمتع كل إقليم بحكومة وبرلمان خاص به لإدارة شؤونه المختلفة، بحيث تتولى الحكومة الاتحادية إدارة الشؤون الخارجية للبلاد والدفاع. وتم إقرار التقسيم الإقليمي لليمن في مؤتمر الحوار الوطني اليمني، الذي شاركت فيه جميع الأطراف اليمنية السياسية وغير السياسية، وبعد التوقيع على مخرجات الحوار، رفض الحوثيين هذا التقسيم، وقاموا بانقلاب ودخلت البلاد في حرب أهلية. انظر: وثيقة الحوار الوطني الشامل في اليمن. المركز الوطني للمعلومات.
  17.  للمزيد حول طبيعة التنافس على الموانئ في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، يُنظر: شولي، سمية عبد القادر شيخ محمود، “موانئ القرن الإفريقي ساحة جديدة للتنافس الدولي”. مركز الجزيرة للدراسات. متاح على الشبكة : http://studies.aljazeera.net/ar/reports/2016/11/161121115014284.html
  18.  وفي هذا السياق، يصعب إنكار الاستفزاز الذي خلَّفه توقيع مسؤولين إيرانيين، في مارس/آذار 2015م، مجموعة اتفاقيات مع مسؤولين من سلطة الحوثيين؛ كاتفاقية تطوير ميناء ” الحُدَيْدَة”، وتعزيز التعاون في مجال النقل البحري، أُعلن عن ذلك بعد زيارة قام بها وفد حوثي إلى طهران، في مارس/آذار 2015، وقَّع الطرفان خلالها عددًا من اتفاقيات تطوير مصادر الطاقة وتوسيع الموانئ البحرية، انظر : اتفاقيات تعاون بين إيران و”أنصار الله” في موقع RT Arabic الروسي متاح في الشبكة : https://arabic.rt.com/features/777000-، وما تثيره من هواجس أمنية تصريحات قادة عسكريين إيرانيين، مثل تصريح رئيس هيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، الذي أكد فيه حاجة إيران، مستقبلًا، إلى إنشاء قواعد بحرية قبالة السواحل اليمنية والسورية، لتصبح ضمن أسطولها البحري، الذي قال: إنه سيستقر في بحر عُمان والمحيط الهندي. ينظر: “إيران قد تحتاج الى إنشاء قواعد بحرية قبالة السواحل اليمنية والسورية”، وكالة تسنيم الدولية للأنباء، متاح على الشبكة: www.tasnimnews.com/ar/news/2016/11/26/1250861
  19.  ميلو، ألكسندر، ونايتس، مايكل، “الإمارات العربية المتحدة تضع أنظارها على غرب السويس”، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، متاح على الشبكة : http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/west-of-suez-for-the-united-arab-emirates
  20.  معهد أسترالي الإمارات تسعى للسيطرة على الموانئ والسواحل الاستراتيجية لليمن (ترجمة خاصة بالموقع بوست)، متاح على الشبكة : https://almawqea.net/translation  ويمكن العودة للمادة الأصل : https://www.lowyinstitute.org/the-interpreter/make-or-break-uae-yemen
  21.  ينظر:”خيارات معركة الحديدة ومآلاتها بعد مواجهات المطار”، وحدة الرصد والتحليل، مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات، متاح على الشبكة: http://fikercenter.com/position-papers
  22.  سيث ج. فرانتزمان، “تتراجع إيران في معركة للحديدة في البحر الأحمر”، موقع مجموعة جيروزاليم بوست الشرق الأوسط، متاح على الشبكة: https://www.jpost.com
  23.  للمزيد: ينظر:”خريطة الصراع على البحر الأحمر ما لا نعرفه عن حشد القوى!”، موقع Yeniseian متاح على الشبكة : https://www.yenisafak.com/ar/world/2989635
  24.  “الإمارات التزمت بعدم التقدم في الحديدة بشروط وماتيس يطالب بدعم العملية”، الموقع بوست، الواشنطن بوست، ترجمة الموقع بوست، متاح على الشبكة : https://almawqea.net/translation/31178#.W12KB9W6a1s
  25.  “مجلس الأمن والأمم المتحدة وبريطانيا يدعون إلى إبقاء ميناء الحديدة مفتوحاً “، الجزيرة نت، متاح على الشبكة :  http://www.aljazeera.net
  26.  “عملية الحديدة.. مؤتمر بباريس ودعوات لكبح هجمات التحالف”، الجزيرة نت، متاح على الشبكة: http://www.aljazeera.net/news/arabic
  27.  “وول ستريت: الولايات المتحدة توسع دورها العسكري في حرب اليمن- جيتي، ترجمة موقع عربي 21، متاح على الشبكة العنكبوتية: https://arabi21.com/story
  28.  “تقرير منظمة الصحة العالمية، الموقع الرسمي، ومواقع التواصل، متاح على الشبكة : https://t.co/f75E9G29zj
  29.  “تحذيرات من زيادة حالات سوء التغذية في الحديدة اليمنية ، موقع الأناضول، متاح على الشبكة : https://www.aa.com.tr/ar
  30.  “خيارات معركة الحديدة ومآلاتها بعد مواجهات المطار”، وحدة الرصد والتحليل، مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات، مرجع سابق.

 

زر الذهاب إلى الأعلى