العقل اليهوديملفـات

السنن الإلهية واستشراف مستقبل طوفان الأقصى؟

هل السنن الإلهية من الوضوح والتحديد الذي يُمَكِّننا من استشراف مستقبل الحرب على غزة؟

كان هذا عنوان كلمة فضية الدكتور محمد هشام راغب في الندوة التي عقدها مركز رؤيا، بعنوان:

(مستقبل طوفان الأقصى في ضوء السنن الإلهية)

وقد تضمنت هذه الكلمة ثمانية محاور:

الأول: تعريف السنن الإلهية بقسميها: الكونية والشرعية.

  • السنن الكونية:

وهي القوانين التي تنظم هذا الكون، سواء بما يتعلق بالجمادات كالأرض والنجوم والكواكب وخواص المواد، أو بخلق الإنسان وسائر المخلوقات.

  • السنن الشرعية:

(وتُسمى أيضًا: سنن الاجتماع والعمران أو سنن الأنفس)، وهي قوانين تتعلق بالسلوك البشري في المجتمعات وتسلسل التاريخ وأسباب النصر والهزيمة، وأسباب الرقي والتخلف، وأسباب العز والذل، وأسباب السعادة والشقاوة. وهذه فيها سنن للأفراد وسنن للأمم، وسنن للمسلمين وسنن لغير المسلمين.

وكما أن معرفة سنن الله في الكون تتيح للإنسان مثلًا أن يحسب وقت طلوع الشمس بدقة بالغة في أي مكان على الأرض في أي يوم من أيام السنة، ويرتب بعض حوائج معاشه على ذلك، فإن معرفة السنن الشرعية والطريقة المتبَعة في معاملة الله تعالى للبشر بناء على سلوكهم وأفعالهم وموقفهـم من شرع الله وأنبيائه وما يترتب على ذلك من نتائج في الدنيا والآخرة، تتيح للإنسان أيضًا التعامل مع قوانين الاجتماع والعمران في الظروف المختلفة، من الغنى والفقر والكثرة والقلة والقوة والضعف وغيرها، وبالتالي يفهم الماضي (التاريخ) ويتعامل مع واقعه بوعي، ويتحسَّس المستقبل، ويعرف عوامل البناء والأمن والاستقرار والبقاء والتمكين، وعوامل الهدم والخوف والتدمير والاستبدال.

ليس في خلق الله مجال “للصدفة”، وإنما توجد أسباب ومسببات ونتائج تسبقها مقدمات. وما يسميه البعض صدفة، إنما هو لجهلهم بأسبابه، والجهل بالشيء لا يعني عدم وجوده.

وكما أنّ سقوط تفاحة من شجرة هو نتيجة حتمية لسنن إلهية كونية معينة أدّت إلى هذا السقوط، فكذلك يعتبر سقوط دولة أو هلاك أمة نتيجة حتمية لأسباب معينة أدّت إلى هذا السقوط.

وهذا ما تقضي به سنّة الله العامة التي لا تقبل التخلف ولا التبديل، {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الفتح: 23].

وكل الفرق بين الأحداث الكونية المادية وبين الأحداث الاجتماعية هو أن أسباب الأولى واضحة بيّنة، بينما أسباب الأحداث الاجتماعية بمختلف أنواعها من سياسية واقتصادية وحضارية وعمرانية وغلبة ونصر وهزيمة وخذلان… إلخ، أسباب دقيقة وكثيرة ومتشعبة ومتشابكة، وقد يعسر على الكثيرين الإحاطة بها تفصيلًا، ولكن مع هذا العسر يمكن للمتأمِّل الفاحص الدقيق أن يعرفها ويحيط بها علمًا، كما يمكنه الجزم بحصول نتائج معينة بناء على أسباب معينة وإن لم يمكنه الجزم بميعاد حصول هذه النتائج، فنستطيع مثلًا أن نحكم على وجه الجزم واليقين بزوال حكم أو سلطان إذا وجدناه قائمًا على الظلم والإرهاب، وإن كنا لا نستطيع تحديد وقت زواله على وجه الدقة والضبط كما نحدد ميعاد غروب الشمس أو شروقها.

 

الثاني: خصائص السنن الإلهية الشرعية:

  • السنن الإلهية لا تحابي أحدًا على أي أساس ولا تُستثني أمة من هذه القاعدة الكلية الشاملة، فسنن الله تعالى لا تنخرم، فهي عامة لكل من يقع في جانب من جوانب السنن الإلهية، فلا اعتبارات لفرد على فرد، ولا لأمة على أمة، ولا لجماعة على جماعة، فهي سنن مطردة، وهي بهذا تنطبق على كل أمة بما يناسب فعلها والتزامها بحيثيات تلك السنن، فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.
  • السنن الإلهية في الأفراد والمجتمعات، مرتبطة بالكسب البشري، فمثلا إذا ظهر الفساد في البر والبحر والجو فإنه مرتبط بما كسبت أيدي الناس، كما أن نصر الله وتثبيته للمؤمنين مرتبط بنصرتهم لدين الله تعالى {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
  • السنن الإلهية شاملة؛ {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)} [النساء: 123، 124]. أي أن ميزان الثواب والعقاب ليس موكولًا إلى الأماني، وإنما يرجع إلى أصل ثابت، وسنة إلهية لا تتخلف، وقانون لا يحابي.
  • السنن الإلهية في الحياة البشرية دقيقة كل الدقة، منتظمة وصارمة أشد الانتظام والصرامة، لا تحيد ولا تميل، وهي في دقتها وانتظامها وجديتها كالسنن الكونية سواء بسواء.

 

 

الثالث: مجالات السنن الإلهية الشرعية:

هذه بعض مجالات السنن (القوانين) الإلهية في الأفراد والمجتمعات:

  • سُنة الله في عوامل قوة وتقدم وازدهار المجتمعات أو ضعفها وتراجعها وسقوطها.
  • سُنة الله في الاسباب والمسببات.
  • سنّة الله في تدافع الحق والباطل.
  • سُنة الله في الفتن والابتلاء.
  • سُنة الله في آثار وفاعلية الطاعات والأخلاق الحسنة في المعاملات.
  • سُنة الله في آثار وفاعلية المعاصي والأخلاق الذميمة في المعاملات.
  • سُنة الله في الظلم والظالمين.

الرابع: الدراسات المستقبلية (أو المستقبليات): تعريفها ومجالاتها وأنماطها:

هي دراسات منهجية ومتعددة التخصصات وشاملة للمجالات السياسية والاجتماعية والتكنولوجية، والاتجاهات البيئية الأخرى؛ وبشكل عام يمكن اعتبارها فرعًا من فروع العلوم الاجتماعية وامتدادًا لمجال التاريخ.

تسعى الدراسات المستقبلية إلى فهم ما يُحتمل أن يستمر من الأحداث أو الظواهر وما يمكن أن يتغير بشكل معقول.

أكثر ما يدور الاستشراف حول فهم الماضي (أحداثه ونمطه وسياقه) وفهم الحاضر (بملابساته وقواه الفاعلة وعلاقاته البينية…) وما الذي يمكن توقعه في المستقبل، نتيجة لهذا الرصد والتقييم وملاحظة الأنماط.

من أنماط الدراسات المستقبلية: النمط الحدسي، والنمط المعياري، والنمط الاستطلاعي، ونمط الأنساق الكلية، وهو أكثرها تطورًا وتعقيدًا. فمفهوم المستقبل حسب هؤلاء انعكاس على الزمن لآثار ونتائج عملنا أو عدم عملنا اليوم، وواضح من مضمونه ونتائجه أن الأمر لا يتعلق بنبوءة.

ومن بداية طوفان الأقصى صدرت بالفعل بعض الدراسات حول مثل هذا العنوان، وفي الحقيقة بعضها كان متميزًا في منهجيته ودقته، وبعضها حدَّد من الأسبوع الثالث للحرب سيناريوهات دقيقة جدًّا، ووضعوا لها احتمالات محدَّدة لكل منها.

وحتى لدى الصهاينة، مثلًا (ديفيد باسيج: عالم مستقبلي إسرائيلي. وهو متخصص في المستقبل التكنولوجي والاجتماعي والتعليمي. وهو أستاذ متفرغ في جامعة بار إيلان في إسرائيل. ويرأس برنامج الدراسات العليا في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومختبر الواقع الافتراضي بكلية التربية). باسيج له عدة مؤلفات، منها كتابه: (السقوط الخامس The Fifth Fiasco) يحاول فيه توقع الانهيار الخامس في التاريخ اليهودي، وينبِّه على أسبابه المحتملة، من خلال رحلة في كوارث التاريخ اليهودي من أجل اكتشاف أنماطه، والتي قد تعطينا أدلة حول المستقبل.

يقترح الكتاب استكشاف هذه الإصدارات من التاريخ كتمرين فكري للتصالح مع صدمات الماضي، ومنع تكرار المآسي في المستقبل.

ويحدد هذا الكتاب الاتجاه الذي سيتطور فيه الشعب اليهودي وقادته المستقبليين. وبما أن الشعب اليهودي لم يعرف هذا المستوى من السلطة والنفوذ في العصر الحديث إلا خلال العقود الحالية، فإنه يَعِد بإحداث تغييرات بعيدة المدى، ويستكشف التغييرات التي تنتظر الدين اليهودي والشعب اليهودي.

الخامس: السنن الإلهية ودراسات المستقبل:

تعتمد دراسات الاستشراف على التاريخ وأنماطه، وعلى السياق السياسي وحقائق الجغرافيا بشكل أساسي، لكن نصيب الدراسات التي تعتمد على النظر في السنن الإلهية الشرعية وتنزيلها على الوقائع الجارية لتلمُّس واستشراف المستقبل، قليلة أو نادرة.

ويرجع هذا لأسباب، لعل أهمَّها قلة الدراسات التي تؤصل معاني وضوابط ومجالات السنن الإلهية، وعلاقاتها البينية وشروط تحقُّقها. والغالب في دراسات السنن هو الوصف الإجمالي، أو سرعة التنزيل على الوقائع بشكل تعسفي.

السادس: أمثلة من السيرة النبوية:

ما وقع مبكرًا جدًّا أول البعثة عندما رجع النبي عليه الصلاة والسلام من غار حراء بعد أول نزول للوحي، خائفًا لا يعرف تمامًا ما الذي حدث، حتى قال: ” «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي» “، فاستشار خديجة رضي الله عنها، فكانت وزير صدق له، فطمأنته أولا بثقة عجيبة، فقالت: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ.

فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العِبْرَانِيَّ، فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ»، قَالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. والشاهد في هذا المثال ثلاث سُنن:

الأولى: قول خديجة وجزمها: (كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا) بفطرتها التي رأت فيها سُنن الله تعمل! (ثُمَّ اسْتَدَلَّتْ عَلَى مَا أَقْسَمَتْ عَلَيْهِ مِنْ نَفْيِ ذَلِكَ أَبَدًا بِأَمْرٍ اسْتِقْرَائِيٍّ وَصَفَتْهُ بِأُصُولِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ).

والثانية: أن ورقة استدل بالسنن الكونية التي لا محيد عنها، على أن خاتم الأنبياء سيلقى معارضة من قريش.

والثالثة: قول ورقة: (وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا) … وكنا نتصور والرجل بلغ التسعين وأعمى أن يقول: (أتبعك وأعبد الله معك) مثلًا … ولكنه فهم أن نصرة الدين من أول واجبات اتباع الدين!

ومنها حديث خباب بن الأرت، في بعض السنن الحاكمة للتمكين وإقامة الدين، حين قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلاَ تَدْعُو لَنَا؟ فقال: «قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».

والسنن في الأفراد كثيرة جدًّا:

مثلًا حديث الثلاثة نفر ممن كان قبلنا حين آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ “.

 

 

السابع: كثافة الخطاب القرآني عن السنن الإلهية خاصة في تناول الغزوات في سور آل عمران والأنفال والتوبة والأحزاب والفتح.

السنن كثيرة مخبوءة أو ظاهرة في القرآن، خاصة في التاريخ وقصص الأمم السابقة، وفي أحداث السيرة النبوية.

وفي الغزوات: أفردت لها الآيات والمساحات الكبيرة في القرآن. لم تتعرض الآيات للحراك العسكري إلا لمامًا، وإنما في بيان سنن الله وتنزيلها وتحققها، وتتبع حركة القلوب وتردداتها.

ومما جاء من هذه السنن التي تتعلق بالغزو والجهاد:

  • {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [آل عمران: 137]
  • {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160].
  • {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال: 38].
  • {مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب: 38].
  • {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الفتح: 23].

 

الثامن: كيف يمكن دراسة عمل السنن الإلهية وتطبيقها على الأحداث الكبرى الجارية؟ (خطة عمل):

مجالات السنن كثيرة، وعلاقاتها البينية كثيرة ومتشابكة … فمثلًا هناك سنن تترتب على سنن أخرى؛ (النصر والابتلاء) … وهناك سنن مقيدة بشرط أو بزمن {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: 110] … وهناك سنن غير مقيدة … إلخ.

وختم الدكتور راغب كلمته باقتراح خريطة عمل على النحو التالي:

  • وضع خريطة للسنن الشرعية وعلاقاتها البينية وضوابطها.
  • دراسة وفحص مستقل لكل سنة أو كل مجال.
  • النظر في تطبيقاتها في السيرة والتاريخ؛ (سواء بعد النبوة أو قبل الإسلام).
  • تطبيقها على حدث قائم بالفعل ثم قياس ومتابعة نتائجها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى