فكريةندوات

ورشة: مشروع للنهوض الحضاري للأمة

 

  • كلمة د. محمد يسري إبراهيم الافتتاحية

 

قدم الدكتور محمد يسري إبراهيم كلمة ترحيبية بالحضور الكرام، ثم قدم كلمة تعريفية بمركز رؤيا وأنه أكمل سنته الأولى، وقدّم الدكتور محمد يسري خلاصة للإسهامات التي أسهم بها المركز خلال عامه الأول، وأن المركز قد حقق غالب أهدافه ضمن خطته السنوية بمعدل 150%.

وقال فضيلته إن المركز يستهدف العاملين في مجال العمل الإسلامي بشكل عام، في محاولة لتسديد أدائهم وترشيد عطائهم، وأنه ينفتح على الجميع في المساحات المشتركة، ويحاول المركز أن يمد صلاته إلى الأقليات المسلمة. وبالجملة فالمركز وفق ما قال فضيلته إن ما قام به المركز محقق للطموح ومبشر بأن يستمر داعما للأمة الإسلامية التي تنتظر مثل هذا العمل وأمثاله.

 

الجلسة الأولى

 

  • د. فارس العزاوي، الفقه الحضاري.. سيرورته وعوامل غيابه عن فكر الحركات الإسلامية

في ورقته التي حملت عنوان “الفقه الحضاري.. سيرورته وعوامل غيابه عن فكر الحركات الإسلامية”، تعرض الدكتور فارس العزاوي لبعض المفاهيم التي غابت عن فكر الحركات الإسلامية من حيث الفكر والتطبيق، وقد جاءت ورقته مقسمة إلى:

1- بواكير الرؤى التجديدية

وتبرز في هذا المجال -كما أشار د. فارس العزاوي- جهود جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعبدالرحمن الكواكبي، فدارت قراءاتهم وأطروحاتهم كما يقول د. فارس العزاوي حول جملة من القضايا التي رأوا أنها جديرة بالنظر والعناية وتمثل مساراً يمكن أن يتحقق من خلاله نهوض الأمة من جديد، وإن جاءت هذه الرؤى متضمنة إشارات لهذه القضايا كلها في سياق منفرد عند كل منهم، إلا أن كلاً منهم رمى بسهم في تشخيص قضية من القضايا التي رآها سبباً من أسباب التراجع، فجاء الحديث عن قضايا التفرق والتشتت وضرورة الدعوة إلى الوحدة السياسية كما تجلت عند الأفغاني، والانحراف عن الدين كان السبب الأبرز، وأن التربية التعليمية وإعادة النظر في مناهج التعليم الشرعي هو المسار الأساس في إحداث النهضة وظهر هذا في جهد محمد عبده، ثم قضية الاستبداد التي تجلت في أطروحة الكواكبي وأرجع إليها تخلف المسلمين.

 

2- مشكلة الحضارة عند مالك بن نبي

تحت هذا القسم يذكر د. فارس العزاوي أن موقع المسألة الحضارية عند مالك بن نبي تدور حول محور واحد هو مشكلة الحضارة، إذ يرى أن العالم الإسلامي في بحثه عن صياغة بناء حضاري جديد عليه أولاً أن يبحث في أسباب الغياب الحضاري الذي دام مدة طويلة، ولهذا يعتبر أن العالم الإسلامي أضاع وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً بسبب عدم التحليل المنهجي للمرض الذي يتألم منه منذ قرون، فذهب -أي العالم الإسلامي- يتلمس الحلول الجزئية ونظر إلى القضية في صورها التجزيئية، فاختلفت الأطروحات، من الطرح السياسي إلى الطرح الاقتصادي إلى الطرح الأخلاقي وهكذا.

3- مشروع النهوض والفقه الحضاري

وركز فيه الدكتور فارس العزاوي على خمسة مشاريع:

أ. الإسلام وأزمة الحضارة الإنسانية المعاصرة في ضوء الفقه الحضاري، عمر بهاء الدين الأميري.

ب. نفر الفقه الحضاري، د.سيد دسوقي حسن: (مقدمات في مشاريع البعث الحضاري).

ت. فقه التحضر الإسلامي، د.عبدالمجيد عمر النجار: (الشهود الحضاري للأمة الإسلامية).

ث. في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الإسلام، د.عماد الدين خليل، وهو مقدمة لكتاب مدخل إلى الحضارة الإسلامية.

د. أصول الفقه الحضاري، د.سيف الدين عبدالفتاح، في جملة من الدراسات والبحوث المنشورة، منها: في أصول الفقه الحضاري وتعلقه بتأصيل المنظور الحضاري، وكتاب مدخل القيم: إطار مرجعي لدراسة العلاقات الدولية في الإسلام، فتاوى الأمة وأصول الفقه الحضاري، العملية الاجتهادية وأصول الفقه الحضاري: دراسة في سياقات المدخل المقاصدي… وغيرها.

وختم د. فارس العزاوي كلمته، بالحديث عن أهمية العمل بما هو ممكن وعدم انتظار تحسن الظروف.

  • د. محمد يسري إبراهيم، معالم رؤية للنهضة الإسلامية ونواتها الحاملة.

 

تحدث الدكتور محمد يسري إبراهيم عن معالم رؤية للنهضة الإسلامية، وقال إن مرتكزاتها تتلخص فيما يلي:

  • الوحي الإلهي في تأصيلها واستمدادها وضوابط مشروعيتها.
  • أصدق تمثلات هذا الوحي نظرياً وعملياً هو دين الإسلام، بما مثله به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون.
  • نموذج المدينة.
  • تقوم على التوحيد والحرية وموافقة الفطرة والدعوة إلى العلم واحترام العقل وتكريم الإنسان.
  • اعتبار أسباب كبوة الأمة الحضارية على مدى القرنين السابقين.
  • استعادة هوية الأمة التي تنبع من عقيدتها المستمدة من الوحي.
  • حال الأمة اليوم من التبعية والاستضعاف من قِبل المستعمر الخارجي.
  • جُل السعي للاستئناف الحضاري يمكن أن يعبر عنه بتمكين المجتمع وتقوية مؤسساته كافة.
  • في ظل الواقع الراهن يجب أن نتبنى رؤية كلية، تنفذ بشكل مجزأ عملياً؛ فالمشروع الكبير سياسياً أو اقتصادياً أو تربوياً، يمكن إنجازه عبر عدد كبير من المشاريع الجزئية.
  • لابد من معالجة أخطاء في الجانب الفكري أو انحرافات في الجانب العملي، قبل المضي قُدماً في خطة عملية؛ لتعظيم واجب المسلمين في العالم اليوم.
  • وضع خطة نابعة من رؤية حضارية قابلة للتطبيق في نموذج دولة قطرية واحدة، كفيل بأن يغري باحتذاء حذوها واللحاق بإثرها.
  • يجب أن يكون في كل بلد سعي تحقيق الرؤية بأسلوب وطريقة ومنهجية تناسب كل بلد.

ثم طرح الدكتور محمد يسري عدة أسئلة، كالتالي:

  • هل نبني فكرتنا ونهضتنا الحضارية على المسلمين أم الإسلاميين؟
  • هل لدينا نسق فكري وتطبيق عملي راشد للتعامل مع الخلاف بكل أنواعه؟
  • هل نعتقد أن مهمة الإسلاميين السيطرة أم البلاغ؟
  • هل ما نحمله كأمة مسلمة هو هداية العالم أم هلاكه؟ وهل العالم اليوم دار دعوة أم دار عداوة؟
  • هل العمل الاقتصادي التجاري الصناعي التقني أولوية متأخرة في سلم الإصلاح؟
  • هل العمل السياسي الإسلامي اليوم، يجب أن يبدأ وينتهي من نفس النقطة التي وجدت قبل عقود طويلة، وما هي مساحات التجديد المتاحة؟

ثم تحدث الدكتور يسري عن رؤيته لكيفية البدء، فتحدث عن أهمية النواة الصلبة الحاملة لفكرة إعادة البعث الحضاري، وذكر من خصائصها التعددية والفعالية، وتكلم عن القناعة الشخصية لهذه النواة وتشكيلها وشكلها، وذكر عدة وظائف لهذه النواة، كالتالي:

  • تحديد الفكرة في أطرها النظرية التأصيلية.
  • تصور الطريق الإجمالي لتحقيق النهضة.
  • تأسيس الشكل أو الأشكال العملية الحاملة للفكرة.
  • وضع التخطيط الاستراتيجي للنهضة.
  • تدبير الجانب المالي لمرحلة التأسيس.
  • اتخاذ الخبراء والمستشارين للمؤسسة.
  • انتداب القيادات التي تحمل الفكرة وتتفرغ لها، سواء من نفس النواة أو من خارجها، وفقا لمعايير واضحة.
  • حماية الفكرة من التحولات أو التحورات، بسبب ضغوط واقعية أو قناعات جديدة.
  • كسب الأنصار المؤثرين واستقطاب الجهات الاعتبارية (سياسياً – اقتصادياً – اجتماعياً).
  • إيجاد شراكات وتقوية العلاقات مع المشاريع المقاربة، وفتح قنوات للإفادة والاستفادة المشتركة.

ثم انتقل الدكتور يسري إلى محددات التوافق بين حملة المشروع إضافة لما سبق كالتالي:

  • الموقف الصحيح المنضبط من التاريخ والحضارة الإسلامية وكذا الحضارة الغربية.
  • التوصيف الدقيق والفهم العميق للواقع الإسلامي وتحدياته الماثلة من غير تهويل ولا تهوين.
  • الجمع بين الرؤية الطامحة والمستشرفة، وبين إدراك الواقع بتفاصيله وسبل تغييره.
  • إعلاء جانب التوحيد والوحدة، وقيم الحرية، والفطرية، والعلمية، والموضوعية، والإنسانية في هذا السعي والتأسيس.
  • القناعة بالأمة والإيمان بقدرتها على النهوض والتغيير، وبقاء معاني الخيرية والوسطية قائمة فيها بالجملة.
  • القناعة بالفكرة المركزية الكبرى في هذا السعي، وهي تمكين المجتمع بدينه وأخلاقه وثقافته وحضارته، وصناعة مؤسسات نهضته.
  • قابلية تجزيء المشروع الكبير إلى عدد من المشاريع الصغيرة، في كل مجال من مجالات النهضة، والقبول بفكرة التكامل بعد الانطلاق المنفرد، كتكتيك مرحلي في حال الاستضعاف.
  • تحرير فكر النهضة من الحزبية والشللية والوصاية على الأمة والاستغراق في جزئيات الخلاف، وجعل سؤال النهضة على رأس قائمة الأولويات الإسلامية، وتقوية جانب فكر الهداية في كل تحرك وسعي.
  • الاتفاق على الانطلاقة القطرية القوية التي تناسب التأسيس، ثم صناعة أنوية تعمل بشكل متواز على هيئة تقود تياراً مجتمعياً، يسعى لتحقيق النهضة عبر دولة حقوق ومجتمع ومؤسسات.
  • التوافق على آلية سديدة لتقويم النتائج والمخرجات، والقبول بنتيجة الشورى والرأي النهائي.

 

  • حلقة نقاش لورقتي (الفقه الحضاري) و(معالم رؤية النهضة)

 

دار نقاش بين الحضور الكرام حول الورقتين السابقتين، وأدار النقاش دكتور محمد هشام راغب، ومما جاء في هذا النقاش:

 

د. محمد الأحمري

ذكر د. محمد الأحمري أن هناك مبشرات بتقدم العالم الإسلامي وحيويته مقارنة بما سبق في كل المجالات، قد شاركت فيه أكثر من جهة، مثل دعوة التوحيد للشيخ محمد عبد الوهاب، وحتى القوميون العرب في محافظتهم على اللغة، وأيضاً أفكار اليسار من بعض الجوانب في مواجهة الفساد والدفاع عن حقوق العمال ومواجهة الاستعمار، فعند الحديث عن النهضة الحضارية ينبغي التحدث عن دور الجميع. ولا ينبغي إغفال ما تحقق من إنجازات. والدخول إلى الحضارة المعاصرة يحتاج أن يكون المسلم -كما يقول د. الأحمري- متصالحاً مع مصالحها لا مصادماً لها، وألا يعيش في حالة المواجهة الدائمة فيكثر أعداؤه وتقل قوته. وقال إن أكبر خطر يهددنا هو التراجع الإيماني فهذا هو الرصيد الداخلي. وأكد أنه لا يجب الانتماء إلى جانب من التراث وإغفال غيره بل ننتمي إلى تراثنا جميعه ونختار منه ما يناسب الزمان والمكان والحال.

د. هيثم الحداد

اقترح د. هيثم الحداد ألا يكون الكلام عاماً بل يكون محدداً وعملياً، في صورة مشاريع عملية، فهنا تظهر المشكلات والمعضلات.

 

د. وصفي أبو زيد

واقترح د. وصفي أبو زيد أن تُعد ورشة عمل لتوصيف الواقع بدقة، لأنه لا يمكن أن نبني مشروعاً في الهواء، وبعدها ينبغي أن تُجرد المحاولات التاريخية السابقة في التجديد والإحياء والنهوض، ابتداء من النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر أن أطروحات الأفغاني ومحمد عبده والكواكبي ليست مجرد مشاريع فكرية فقط بل ظهرت آثارها العملية في مشروع الشيخ حسن البنا.

 

 

د/ عماد الدين خيتي

قال الأستاذ عماد الدين في مداخلته إن هناك انشغالاً من جانب الجماعات والحركات الإسلامية بنقد بعضها البعض وبالخلافات وباستعراض القوة في السيطرة على المجتمع، فينبغي أن تكون النظرة تشاركية حتى لا تخسر الحركات الإسلامية الجماهير، فتكون حركات نخبوية، فلابد من تفعيل فقه الخلاف وكيف نختلف.

 

  

د. هشام برغش

عقد د. هشام برغش مداخلة قال فيها إن الورقتين المقدمتين بينهما تكامل، واقترح أن يكون النقاش أكثر عملية لا فكرياً ونظرياً فقط، وضرب مثالاً على ذلك بأهمية الحديث عن القاطرة التي تحمل المشروع إلى الوجود، وعن طبيعتها وما يتعلق بفكرها وتصورها وماهيتها وشمولها.

 

 

د. عمرو الناظر

أكد د. عمرو الناظر على أهمية توصيف خصوصية اللحظة التي تحياها الأمة الآن، وهل يترتب على هذه الخصوصية توجه في العمل على المستوى الفكري، أو التأسيسي من جهة البعد الاستراتيجي، أو المستوى التفعيلي بمشاريع قابلة للتطبيق.

وقال إن الحضارة القائمة لها قيمها ومفاهيمها العلمانية، أما الحضارة الإسلامية فلها قيم أخرى ذروة سنامها التوحيد، فكيفية قراءة أو بناء نماذج جديدة ينتج عنها أدوات للتفاعل مع الاحتياجات التي نوصّفها.. هي مهمة المفكرين الرئيسية.

وأضاف أن “الدولة” تطبيق ونموذج أصيل في النموذج العلماني لتحقيق قيمه، فما هو البديل؟ هل المفكرون بحثوا عن البديل؟ لابد من هذا البحث ثم العمل على تحقيق النموذج الإسلامي الخاص ولو احتاج مائة عاماً من العمل. فلا يصح أن نعمل تحت السقف الموجود، ولكن جزءاً من عمل المفكرين هو بناء نماذج وأدوات تناسب القيم والأصول العقدية الخاصة بنا، وهذا فرض كفاية يجب أن يعمل من أجله فريق.

  

د. محمد عبد الكريم الشيخ

وفي مداخلة الدكتور محمد عبد الكريم الشيخ، شدد على أهمية التركيز على مرتكزات الفقه الحضاري من مجموع التجارب السابقة، وقال إن من المهم استصحاب مفهوم الحضارة عند النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب أن تحدد البوصلة بدقة، هذا المنهج الذي قام على التوحيد والولاء والبراء، وعلى أن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، فأساس الفقه الحضاري هو العقيدة، ولابد أن تكون هذه الفكرة الحاملة للفقه الحضاري واضحة والقائمة على الكتاب والسنة.

 

  • د. سيف الدين عبد الفتاح:

تكوين نواة (عقل استراتيجي للأمة).. أبعاده ومكوناته

 

تحدث الأستاذ الدكتور سيف الدين عبد الفتاح عن التحديات والعقل الاستراتيجي للأمة، وانطلق في حديثه من سؤال: هل التحديات تعني القضايا الثائرة الحالّة التي تتطلب موقفاً أو تعاملاً؟ أما أن التحدي أوسع وأكثر امتداداً من الحدث العابر أو المؤقت أو الآني؟

وذكر إشكالية أن التحديات الكبيرة تقابَل باستجابات عليلة تتمثل فى أربعة أشكال:

الأول: الاستجابة البلاغية والانفعالية. الثانى: الاستجابة الإغفالية. الثالث: الاستجابة الافتعالية. الرابعة: الاستجابة المتوهمة التآمرية.

وقال الدكتور إن فكرة العقل الاستراتيجي إنما تستند إلى الرؤية للمستقبل، وإلى إدراك المنهج السُّنني في دراسة واقع التحديات وخرائطها في إطار تبصُّر مشكلة الفاعلية في عالم المسلمين، وتبصر ما يمكن تسميته بأصول الفقه الاستراتيجي والعمراني.

وذكر أن الاستراتيجية هي عقل العمل، بصيرة وعي وجدية سعي، فهي: الطريقة الشاملة التى تُختار لتحقيق الأهداف على المدى البعيد، بحيث تشمل الاعتبارات الزمانية/ المكانية/ المادية/ البشرية/ الحسابات الواقعية/ والمستقبلية. وهي الاتجاه العام أو خط السير وصولاً للغاية، تعدد طرق الوصول للغايات ـ البدائل الاستراتيجية ـ المفاضلة والاختيار وفق الإمكانات، الظروف ـ العوائق المحتملة ـ الكلفة ـ الملائمة ـ السرعة ـ العوائد المتوقعة ـ الاستراتيجية قد تعبر عن منظومة من الاستراتيجيات الفرعية ـ متتابعة ومتراكمة ومتوافقة وقد تكون متوازية في الفعل والتنفيذ أو متوالية.

ثم انتقل د. سيف الدين عبد الفتاح إلى الحديث عن المقومات الأربعة للاستراتيجية، وهي كالتالي:

– الفكر الاستراتيجي (الرؤية ـ الرسالة).

– التخطيط الاستراتيجي  (التدبير ـ التغيير).

– الخطة الاستراتيجية (منظومة العمل).

– الإدارة الاستراتيجية (عملية التسيير).

وقال إن المحطات الخمسة لوضع الاستراتيجية هي:

– محطة البدء والانطلاق (الإقلاع الحضاري).

– محطة البحث عن الفرص (إذا ضاق الأمر اتسع وإذا اتسع ضاق).

– محطة تحديد الأهداف (البوصلة/ القبلة/ المقصد).

– محطة التشغيل والتنفيذ (الكدح الحضاري).

– محطة تقويم النتائج والمخرجات (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره…).

ثم أكد الدكتور سيف على أهمية “مثلث الاهتمام”، وهو ما يمثله من المشروع الاستراتيجي الذي نحمله، والشارع المتلقي لهذا المشروع والرؤية الاستراتيجية، والشرعية لمثل هذه المشروعات.

وانتقل بعد ذلك إلى ما أطلق عليه “مربع النواة”، وهو “القضية الفلسطينية بين المهانة والكرامة”، ثم “مصر الأمانة”، ثم “تركيا المكانة”، ثم “استراتيجية الخطاب”.

وترجم الدكتور سيف هذه الفكرة على أرض الواقع إلى مركز تفكير استراتيجي لما تحمله هذه المراكز التي تعتني بالدراسات المستقبلية من أهمية، وقال إنه مهم لتقوية الدولة التركية لما تمثله من عمق استراتيجي يتطلب تعظيم قدراتها، ويزكي هذا الوضع بل يشكل أهم أحد دواعيه ما يمكن أن يسمى بـ”صفقة القرن”، وهو يشير إلى مشروع هو “الأخطر على وجه الإطلاق”، والذي يشكل في حقيقة الأمر حلقة من حلقات إعادة فك وتركيب المنطقة وفق قواعد وتحالفات جديدة، وهي تتواكب في ذات الوقت مع معطيات وعمليات تغيير كبرى تشهدها المنطقة، إذ تشكل في حقيقة الأمر تحولات استراتيجية لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفالها أو التغاضي عنها أو القفز عليها، ذلك أنها تشكل معطيات استراتيجية لا بد أن تسهم في عمليات التخطيط للمستقبل.

وفيما يتعلق برؤية المركز الاستراتيجي والرسالة والهدف، ذكر د. سيف الدين عبدالفتاح أن المركز يسعى لبناء مستودع تفكير يؤصل لمعاني التفكير الاستراتيجي والسياسي، وبناء السياسات طويلة الأمد، ضمن خريطة تحالفات استراتيجية، بما يضمن التعامل مع المتغيرات بسياسات تحرك كل مداخل الاستيعاب والقدرة على تعظيم القوة وصناعة المكانة بما يؤهل الدولة للقيام بأدوار أكثر اتساعاً وأرسخ تمكيناً.

وعن الهيكلة والوحدات، قال إنه يضم:

1- الوحدات البحثية:

  • وحدة للتخطيط الاستراتيجي.
  • وحدة للإدارة الاستراتيجية.
  • وحدة لإدارة الأزمات.
  • وحدة لإدارة الفرص ورصد مؤشرات المخاطر.
  • وحدة لدراسات المستقبل.

2- وحدة الترجمة والنشر.

3- وحدة الندوات والمؤتمرات.

4- وحدة الجهاز الإداري ويتكون من:

(المدير التنفيذي- وحدة الحسابات- السكرتارية- العمال).

أما ما يُتوقع أن يُسهم فيه المركز فذكر ما يلي:

  • تقديرات موقف.
  • أوراق صناعة سياسات وأوراق سياسات.
  • تقارير استراتيجية وتقارير تتعلق بالحالة المستقبلية.
  • التعرف على خرائط الأزمات المزمنة والأزمات القائمة والأزمات المثارة والمحتملة.
  • تحديد خرائط الفاعلين في المنطقة وحجم وأشكال التدافعات فيما بينها.
  • التعرف على خرائط المشروعات المتدافعة في المنطقة، بحيث يكون المشروع التركي ضمن مشروعات أخرى أوسع.
  • تحديد خرائط المجال الحيوي لحركة الدولة التركية استباقاً واستشرافاً، واستثماراً لكل أنواع القوة التي يمكن تعظيمها.
  • عمل مشروعات بحثية طويلة الأمد بما يتوافق مع قدرات العقل الاستراتيجي.
  • تأسيس رؤى أصيلة وفاعلة حول نماذج التنمية الضامنة لخيار الاستقلال ومسار رفض التبعية، وتحقيق الضرورات التي تتعلق بالشعوب ومتطلباتها في عمليات النهوض والتغيير، وكذلك التأسيس لرؤية واعدة وواعية للحكم الراشد عدلاً وفاعلية تؤسس لفكر استراتيجي ومستقبلي، يهتم بقضية الكادر الشبابي في مناحي تتعلق بالترجمة الواقعية للإدارة الفاعلة لمؤسسات الحكم الراشد وعمليات تمكينها.

ثم أخيراً وعن الجهة المموِّلة، اقترح الدكتور أن تكون مؤسسة وقفية خاصة تسهم من خلال ريعها في دعم نشاطات المركز، ومن خلالها يعود الوعي والفاعلية لنظام الوقف الإسلامي.

 

  • حلقة نقاش لورقة (عقل استراتيجي للأمة)

دار النقاش حول ورقة عقل استراتيجي للأمة، وأدار النقاش د. هشام برغش، ومما جاء في ذلك النقاش:

د. عمرو الناظر

أكد د. عمرو الناظر على أهمية وجود مؤسسة لصناعة هذه العقول الاستراتيجية، لوجود إشكالية عدم وفرة العقول القادرة على التفكير الاستراتيجي، وتحدث عن أهمية دور المؤسسات الداعمة والمكملة لهذا الدور الذي يقوم به مركز التفكير الاستراتيجي.

وقال إنه من المهم تحديد الجهة المستفيدة من إنتاج المركز، فكيف يمكن أن تستفيد منه الأمة؟ أم هي مجرد أبحاث؟ لأن طبيعة هذه المراكز أنها تستهدف صانعي القرار.

وأشار إلى أن التفكير الاستراتيجي فيما يتعلق بالدراسات المستقبلية هو علم غربي قائم على المفاهيم العلمانية، أما عندنا في الإسلام فلدينا “السنن”، وهذا علم لم يأخذ حقه بعد، لذلك فبناء المنهجية التي ينبني عليه أسلوب التخطيط الاستراتيجي من أهم الأشياء.

 

أ/ عماد الدين خيتي

وعقد الأستاذ عماد الدين خيتي مداخلة تساءل فيها عن المركز الاستراتيجي وهل هو مشروع النهوض أم أحد مفردات ذلك المشروع الواسع؟ ورجّح أن يكون المركز أحد المفردات. وأكد على أهمية مركز التفكير الاستراتيجي وأن التيارات الإسلامية تعاني من عدم التخطيط، مما يؤدي إلى وجود أخطاء.

د. سيف الدين عبد الفتاح

قال د. سيف الدين عبد الفتاح تعقيباً على ما سبق إنه من الممكن تأسيس “المدرسة الاستراتيجية”، والتي تُعنى بتعليم الفكر الاستراتيجي وأصوله، وتدرب وتعد كوادر فيما يتعلق بهذا النوع من التفكير. وأكد على أهمية العمل الجمعي بهذا الصدد فقد مضى عصر الأفذاذ .

وفي سياق الحديث صفقة القرن قال ينبغي أن تكون في مواجهتها عملية مقاومة حقيقية بإبداع كبير، تعيد المقاومة إلى أصل جمهورها وهو الشعب، في إطار مسيرات العودة، التي سماها “ملحمة القرن”، وأن على الجميع أن يستلهم مفهوم العودة حتى الذين ذهبوا إلى المنافي نتيجة الثورات العربية، بأن يعودوا إلى بلادهم محررة من مستعمريها ومحتليها ومغتصبيها من حكام وعصابات استطاعت في النهاية أن تشكل حلفاً مع الكيان الصهيوني.

د. فارس العزاوي

أكد الدكتور فارس العزاوي على أن مركز الدراسات الاستراتيجية ما هو إلا جزء من مشروع النهضة وليس مرادفاً له كله، وأشار إلى أهمية نظرية التمرة “اتقوا النار ولو بشق تمرة”، والانطلاق من الموجود والإسهام ولو بالقليل وعدم تبني المشروعات الكبيرة التي هي مناسبة للدول أن تتحملها وليس للأفراد.

د. محمد يسري إبراهيم

استكمل الدكتور محمد يسري حديثه عن النواة التي تؤسس مشاريع للنهضة، وقال إن الشيخ حسن البنا استطاع أن يتلقى فكرة النهضة ويحولها إلى كيان منظم فعّال، وهذا يدلل على أهمية نشر فكر النهضة حتى يتلقفه بعض المنتمين إلى الأمة، فإذا عجز أصحاب الفكرة عن تطبيقها فليأخذها غيرهم بحقها، وهذا أيضاً يعزز أهمية وجود تصور كامل ومفصّل قدر الإمكان.

وعدد د. محمد يسري خصائص من يقومون بمشاريع النهضة، ومنها التعددية، تعددية التخصصات، والفعالية والقدرة على الإنجاز والقيادة والعمل تحت ضغط، والقدرة على الثبات الانفعالي والعمل ضمن روح الفريق، وأيضاً القناعة الشخصية بهذه الفكرة مهمة في هذا الإطار، والقدرة على تحصيل أكبر قدر ممكن للتفرغ للعمل لهذه الفكرة.

وقال إن كثيراً من المشاريع تذهب سدى نتيجة الضعف الإداري والتخصص الإداري، وتحدث عن شكل النواة، وأنها من الممكن أن تكون مؤسسة أو شركة وفق ما تسمح به قوانين البلد.

د. هيثم الحداد

أكد د. هيثم الحداد على أهمية العلوم الإنسانية بجانب المواد الشرعية، وعلى ضرورة إعداد الأئمة وإصلاح التعليم الشرعي بإيجاد برامج مصاحبة تستكمل هذا النقص في تدريس العلوم الإنسانية.

د. خلف عبد الرحمن

أشار د. خلف عبد الرحمن إلى وجود فجوة بين العرب والأتراك في تركيا، وأن على العرب أن يجتهدوا من أجل ردم هذه الفجوة، خاصة وأن هناك مراكز بحثية كثيرة أسسها العرب في إسطنبول، فالعلاقة مع الأتراك لا ينبغي أن تكون فقط في إطار استخراج التأشيرات وما شابه ذلك، بل لابد من وجود عمل قوي في صورة مشروع أياً كان شكله، يحصل الدعم من الدولة التركية.

الجلسة الثانية

 

  • د. محمد هشام راغب:

أهم أدوات النهوض الممكنة وخارطة طريق لبزوغها

 

في ورقته التي حملت عنوان: أهم أدوات النهوض الممكنة وخارطة طريق لبزوغها، قال د. محمد هشام راغب إن عادة تقابَل المشاريع النهضوية بشعور من الإحباط نتيجة واقع الأمة، مثل سؤال البعض كيف نردم الهوة الواسعة بيننا وبين الغرب؟ كيف وقد تداعى علينا الشرق والغرب؟

وقال إن هناك سببين للتفكير العاجل في بعض الأدوات والآليات العملية:

السبب الأول: هذه الحالة المضطربة تجعلنا في أشد الحاجة إلى المحافظة على ما نملكة الآن، وما نملكه يحتاج إلى برامج عملية للمحافظة عليه، وهذا لا يتأتى بالتنظير فقط.

السبب الثاني: نحتاج بعض الإنجازات العملية التي تعطي دفقة من الأمل ودافعاً.

واقترح أربعة محاور من الممكن البدء فيها على الفور لأنها في متناول اليد.

أولها: إعداد الكوادر في المجالات التي تحتاجها الأمة في أي مرحلة من مراحلها. بشرط أن تكون البواعث حاضرة لمعرفة أهمية هذا الكادر أو هذا التخصص، وهذه المجالات المهمة كالتالي:

– كوادر فكرية

– كوادر سياسية

– كوادر تقنية

– كوادر فنية

– كوادر إعلامية

– كوادر تنفيذية

ومن المهم كما يشير د. راغب وضع التصور النهائي للمهام والمطلوب من هذه الكوادر، من أجل وضع أفضل البرامج لإعداد الكوادر، وأيضاً وضع مواصفات المرشحين لهذه البرامج وآليات الاختيار ومكونات كل فريق، سواء فريق تدريب أو فريق القائمين على التدريب، ومدة كل تدريب وتكلفته الكلية، وإمكانية إلحاق هذه الكوادر في برامح عملية سواء في أجهزة حكومية أو أجهزة خاصة حتى يتحصل على الخبرة العملية. مع تصور مسبق لخطط تسكين هذه الكوادر بعد تأهيلها.

وضرب د. راغب مثالاً بالكوادر التقنية، فكل حضارة لها شقان مادي وقيمي، فأي حضارة تستلزم الكوادر التقنية، وهذه الكوادر غير مكلفة التكلفة الخارجة عن طاقة الأمة، وركز د. راغب على تقنية المعلومات كجانب مهم من جوانب التقنية وأكثرها تأثيراً، وضرب على ذلك مثلاً بشركة (كامبردج أنالتيكا) وكيف استطاعت أن تؤثر في أحداث سياسية مهمة في أمريكا وبريطانيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وغير ذلك في سنوات قليلة. أما الشق القيمي فقال د. راغب بضرورته للكادر، أن يتربى على القيم الإسلامية.

وانتقل بعد ذلك إلى الحديث عن أهمية وجود طرق مبتكرة في تمويل المشروعات النهضوية، وسلط الضوء على التمويل المصغر بصورة غير هرمية، وأن تكون الوحدة البنائية هي المناطق السكنية بدلاً عن المسجد أو شعبة في جماعة معينة، بحيث يكون الممولون منتمين لهذه الوحدات الصغيرة من صغار التجار وما شابه ذلك. وأن يكون التمويل غير مترابط شبكياً.

واقترح د. راغب في نهاية كلمته بتكرار مثل هذه الورش الباحثة عن مشاريع النهضة حتى تخرج ببرامج عملية رصينة، كما وذكر أهمية وجود “بنك المعلومات” الذي يخدم المشاريع النهضوية.

 

  • حلقة نقاش لورقة: أهم أدوات النهوض الممكنة وخارطة طريق لبزوغها

دار نقاش بين الحضور الكرام حول الورقة السابقة، وأدار النقاش دكتور محمد هشام راغب، ومما جاء في هذا النقاش:

 

د. حسن الحميد

عقد د. حسن الحميد مداخلة نوّه فيها على أن التيارات الإسلامية عندما عجزت عن التنافس مع الآخرين، تصارعت فيما بينها، فأدى ذلك إلى عجز عن استخدام الإمكانيات المتاحة لدينا، ثم انتقل إلى الحديث عن معايير فرز الأفكار، ورأى أن الفرز المناسب الآن يكون بين من هم مناصرون ومحبون للحق والحرية وبين من هم مبغضون لهما، فلا يجب الفرز على أساس الجماعة أو العرق أو غير ذلك، وإنما بين الحق والباطل والاستبداد والحرية.

وأشار إلى أن الأمم العظيمة، تكون متنوعة الأعراق وفي نفس الوقت لديها القدرة على التعايش، أما اشتراط النقاء فهذا لا يؤدي إلى النجاح كما أثبتت التجارب التاريخية. وأكد على ضرورة الانفتاح في المشاريع النهضوية على المجتمع، لا احتكاره ووضعه لفئة خاصة، فلابد من التواضع ليقبل المجتمع مشاركتنا فيه، لا الوصاية التي تؤدي إلى تنفير الشعوب، وأضعف المجتمعات أقوى من أقوى الجماعات.

م. خالد منصور

أشار المهندس خالد منصور أن الأمة الإسلامية تقع بين إشكاليتين: إشكالية الدولة القومية الحديثة ذات القيم العلمانية، والحياة العبثية ودوائر التفريغ التي تستنزف الإنسان كالعمل والتعليم وغير ذلك. وأصبح عوام الأمة ما بين مطرقة الدولة القومية الحديثة، والحركات الإسلامية وفشلها، فتجد كثيراً من الأمة منسلخة من المبادئ الإسلامية.

وعرض م. خالد منصور الحل من وجهة نظره وهو في تجاوُز الحركة الإسلامية إلى فكرة أعم وأشمل يقبلها الناس، تستلهم تجربة النبي صلى الله عليه وسلم في تغيير بيئة الجاهلية خلال أعوام قليلة. فتجاوز الحركات الإسلامية من الممكن أن يفرز مشاريع جديدة، وأشار أيضاً إلى أهمية إعداد الكوادر التقنية وغيرها، خاصة والعالم يتجه إلى أنواع جديدة من القوة. وتساءل م. خالد عن الأمة وهل هي موجودة أم لا؟

د. سيف الدين عبد الفتاح

أشار د. سيف الدين عبد الفتاح إلى أهمية إعداد الكادر والتخصص، ونوّه إلى إشكالية بعض التيارات الإسلامية التي أوجدت الداعية الذي “يفهم في كل شيء”، وهو ما يهدم فكرة الكادر من أساسها.

د. عمرو الناظر

تحدث د. عمرو الناظر عن أهمية الزاوية التي يُنظر منها إلى المجال الذي سيُعد فيها الكادر، فإن كان سيُعد في المجال التقني فيُنظر إليها كأداة من أدوات القوة في السياسة.

وعقب د. عمرو الناظر على ما ورد من تساؤل حول الأمة وهل هي موجودة أم لا؟ فقال إن مجرد نطق الشهادتين يلحق الفرد بالأمة الإسلامية وإن الأمة موجودة وحاضرة بهذا التوصيف.

د. وصفي أبو زيد

أوصى د. وصفي أبو زيد بأهمية تنسيق المراكز البحثية فيما بينها لتوفير الجهود، وزيادة مساحة العمل في المساحات الفارغة.

د. محمد هشام راغب

شدد د. محمد هشام راغب على أهمية إعداد الكوادر في مجال المواد الشرعية، إضافة إلى المجال التقني، خاصة وأن الأمة فيها طاقات كبيرة مُعطَّلة. ونبه إلى أهمية إعداد هذه الكوادر في مناخ حر وفي دولة بها مساحات حرية.

 

د. محمد يسري إبراهيم

نوّه د. محمد يسري إبراهيم إلى أهمية وجود نواة تقوم على إنشاء مشاريع نهضوية، كإعداد الكوادر، فوظيفة هذه النواة تحديد الفكرة الأساسية، وتصور الطريق الإجمالي لطريق النهضة، وتأسيس الأشكال العملية الحاملة للفكرة، ووضع التخطيط الاستراتيجي للنهضة وما يرتبط بها من إجراءات، وإدارة الجانب المالي لمرحلة التأسيس، واختيار المستشارين والخبراء لهذه المؤسسة، وانتداب القيادات التي تحمل الفكرة وتتفرغ لها وفقاً لمعايير واضحة متفق عليها، وحماية الفكرة من التحولات أو التحورات بسبب الضغوط الواقعية، وكسب الأنصار المؤثرين واستقطاب الجهات الاعتبارية، وإيجاد الشراكات مع المشاريع المقاربة.

وأضاف أن هذه النواة تنطلق من بلد تسمى بلد التأسيس، ثم يوجد لها فروع في دول أخرى وفقاً للتخطيط الاستراتيجي. وقال إنه من المهم أن توجد محددات التوافق وهي أن يكون هناك موقف صحيح واضح من التاريخ والحضارة الإسلامية والغربية واتفاق على توصيف دقيق وعميق للواقع الإسلامي وإدراك التحديات الماثلة اليوم، والجمع بين الرؤية المستشرفة والطامحة وبين إدراك الواقع بتفاصيله وسبل تغييره، والإيمان بالأمة والقدرة على التغيير والنهوض، والقناعة بالفكرة المركزية الكبرى في هذا السعي وهي تمكين المجتمع بدينه وثقافته وحضارته، وقابلية تجزيء المشروع الكبير إلى مجموعة من المشاريع الصغيرة، والقبول بفكرة التكامل بعد البداية المنفردة، وتحرير فكر النهضة من الحزبية، وجعل سؤال النهضة على قائمة الاهتمامات، والاتفاق على الانطلاقة القطرية القوية التي تناسب التأسيس ثم صناعة الأنوية التي تعمل بشكل متوازن على هيئة تقود تياراً مجتمعياً يسعى إلى تحقيق النهضة عبر دولة حقوق ومجتمع مؤسسات، والاتفاق على آلية سديدة لتقويم النتائج والمخرجات، والقبول بنتيجة الشورى وما ينتهي إليه الرأي الجماعي لهذه النواة.

  • د. هيثم الحداد، نحو مشروع حضاري للأمة

 

تناول د. هيثم الحداد في ورقته المعنونة بـ”نحو مشروع حضاري للأمة”، تعريف نهضة الأمة، فقال هو أن يصبح المسلمون إحدى القوى العظمى العالمية. وقال إن هذه النهضة لن تحدث إلا إذا كانت الأمة متحدة، وأن تكون مصالح الأمة متحدة بصورة كبيرة، وهذا لن يحدث إلا إذا كانت القيادة السياسية في الأمة تعمل من أجل مصالح الأمة وليس لمصالحها الشخصية.

ثم ذكر أن مشروع النهضة يقوم على ساقين، العمل الدعوي، والدفع نحو العمل الشوري أو الديمقراطي. ثم تحدث عن ضرورة الانخراط فيما سماه بخماسية التأثير، وهي السياسة والاقتصاد والإعلام والقانون والجيش.

وقرر د. هيثم الحداد من وجهة نظره أنه (لا فرق بين الشورى والديمقراطية)، وأن الخلافة الراشدة سُميت بذلك لأن الخليفة انتُخب، وأنه لابد من المطالبة والسعي لدولة ديمقراطية لا شورية، لأن الشورى من وجهة نظره ترسل رسالة للنظام الدولي بتبني الشريعة الإسلامية. ثم عدد الدكتور مزايا الدولة الديمقراطية.

وقسم د. هيثم الحداد الدول الإسلامية إلى أقسام:

  • الدول الديمقراطية، مثل تركيا وماليزيا.
  • الدول التي ظاهرياً ديمقراطية لكن الدولة العميقة تسيطر عليها، مثل مصر والجزائر.
  • الدول ذات الأنظمة الملكية، مثل الخليج العربي والمغرب.

وقال إن الحل يكمن في أن تسعى الشعوب لتحصيل الديمقراطية، لتصير مثل الدول المنتمية للقسم الأول، ثم تأتي المرحلة الثانية من اتحاد الدول الإسلامية الديمقراطية واندماجها، والنظام الدولي يسمح بذلك، كما سمح لاندماج مصر وسوريا من قبل، وبذلك يتحقق شيء من اتحاد الدول الإسلامية، وشيئاً فشيئاً يكبر هذا الاتحاد. وقال من الممكن أيضاً تفعيل منظمة المؤتمر الإسلامي تفعيلاً حقيقياً.

 

  • حلقة نقاش لورقة: نحو مشروع حضاري للأمة

دار نقاش بين الحضور الكرام حول الورقة السابقة، وأدار النقاش د. هشام برغش، ومما جاء في هذا النقاش:

د. هشام برغش

تساءل د. هشام برغش عن كيفية تبني الديمقراطية مع ما أثير حولها من لغط وما تنتمي إليه من منظومة فكرية؟ وهل النظام الدولي تسمح أدواته بالاندماج الإسلامي؟ أم هذا النظام يعمل على تفتيت ما هو مفتت من الدول الإسلامية؟

د. هيثم الحداد

وفي رده على التساؤلات السابقة أجاب د. هيثم الحداد بأن النظام الدولي يحكمنا شئنا أم أبينا، ولابد من تبني أدوات يقبلها النظام الدولي وليس أدوات “حالمة” نستدعيها من التاريخ أو الفقه الإسلامي، فلابد من التحرك في إطار الممكن الذي هو السعي تحت مظلة الدولة الوطنية لتنهض، ثم تندمج هذه الدول الناهضة تدريجياً، كاتحاد مصر وسوريا في الستينيات في الجمهورية العربية المتحدة.

وقال إن هناك طريقين، إما القوة أو السياسة، ولا يوجد أمامنا إلا السياسة، والبعض لديه “ديمقراطية فوبيا”، والله تعالى يقول: “وأمرهم شورى بينهم”، وهي ترجمة الديمقراطية.

د. حسن الحميد

أشار د. حسن الحميد إلى أن الديمقراطية لو لم تكن مفيدة للمسلمين ما حاربها الغرب وما حاربها أولياؤه، والغرب يرسل أولياءه ليصدروا الفتاوي بحرمة الديمقراطية، بينما لا يصدرون الفتاوي بحرمة الاستبداد، فالديمقراطية هي الطريق الحقيقي للشورى، ولاستطلاع رأي الناس من خلال نظام الانتخابات، وقد تطورت الديمقراطية وأتت إلى العالم الإسلامي في صورة جاهزة.

وقال علينا ألا ننازع في هذا القضية، لأنه لا يوجد بديل أفضل منها، وعلينا ألا نلجأ إلى الشورى لأنها تحمل معنى معيناً، في حين لا تحمل الديمقراطية هذا المعنى.

أ. عماد الخيتي

علق أ. عماد الخيتي بأن الحديث يجري وكأن الديمقراطية متاحة للأمة ولا تسلك طريقها، والحقيقة أن العكس هو الصحيح، فالأمة الإسلامية تسعى منذ سبعين عاماً لتنال الديمقراطية ولا تستطيع، مثل تجربة الجزائر ومصر وغيرهما، ففي هذه التجارب كلها لم يكن لدى الشعوب أي مشكلة مع الديمقراطية، ومع ذلك حُرمت منها.

أ. معتز زاهر

عقب أ. معتز زاهر بقوله إن الديمقراطيين أنفسهم قد فرقوا بين الشورى والديمقراطية، وأبرز الاختلاف بين الشورى والديمقراطية هو في مستوى المجالات، فالمجالات في الممارسة الديمقراطية غير منضبطة بوحي، على عكس الشورى في الإسلام. وانتقد زاهر تصوُّر التغيير الذي طُرح بأن تسعى الشعوب الإسلامية إلى الديمقراطية، ثم تأتي المرحلة الثانية بأن تندمج الدول الديمقراطية في كيان واحد، انتقد ذلك باعتباره غير واقعي، وأن النظام العالمي لن يسمح بمثل هذا الاندماج الإسلامي، فهو لم يسمح به في دول منفردة آخرها مصر.

وأشار إلى أن الديمقراطية تُنتقد في الغرب نفسه من قبل كثير من المفكرين، وأن الغرب نفسه لا يطبق معاييرها، وضرب مثلاً على ذلك بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو والحروب التي تُشن على العالم الإسلامي، إضافة إلى دعم الأنظمة المستبدة في العالم العربي والإسلامي. وخرج من ذلك بأن الشورى التي أمر بها الله جل وعلا في كتابه هي منافية قطعاً لهذه الديمقراطية، وأنها ليست النموذج الذي من المفترض أن يسعى إليه المسلمون، وأكد أن سبب تأخر المسلمين ليس الإعراض عن الديمقراطية كما قيل، ودلل على ذلك بالتجربة المصرية التي قُوبلت بانقلاب 3 يوليو 2013م. وختم مداخلته بأن المسلمين يجب أن يكون لهم التصور الخاص بهم في الحكم وهذا لن يأتي إلا بوجود الإرادة السياسية.

د. محمد عبد الكريم الشيخ

عقّب د. محمد عبد الكريم بقوله إن الورقة التي يدور النقاش حولها لم تقدم الديمقراطية في إطار الواقع الذي على الأمة أن تتعامل معه، ولكنه في سياق قد أُشبع بحثاً من قبل. وقال إن الديمقراطية الغربية في فلسفتها وخلفيتها الدينية والعقائدية لا توازي الشورى، ولكنها توازي الإسلام نفسه، فهي كدين آخر، فمعنى تبني الديمقراطية كفكر إسلامي والترويج لها وتربية الشعوب عليها هو إلغاء فكرة الحكم الإسلامي أصلاً، أما التعامل معها كضرورة فهذا شيء آخر.

فتبني الديمقراطية كما يقول د. محمد عبد الكريم وجعلها جزءاً من الأدبيات الإسلامية والترويج لها، يُعد انتكاسة كبيرة جداً في الفهم ورجوعاً إلى الوراء.

د. سيف الدين عبد الفتاح

اقترح د. سيف الدين عبد الفتاح بعقد ورشة متخصصة حول الديمقراطية والشورى، وقال إن علينا أن نتحدث عن الظاهرة الشورية وما آلت إليه في خبرة المسلمين، وعن الظاهرة الديمقراطية وما آلت إليه في الخبرة الغربية، فهذا مهم من الناحية المنهاجية.

فمدخل النقاش كما يقول الأستاذ الدكتور سيف الدين عبد الفتاح ليس التبني ولا التجني، وإنما التعرف على الظواهر في سياقاتها الاجتماعية والمجتمعية.

وتساءل د. سيف الدين هل قمنا بواجبنا تجاه العمل الشوري؟ هل حولنا الشورى إلى مؤسسات؟ ولماذا فشلنا في ذلك؟

وأشار الدكتور إلى أهمية مراعاة المستويات المختلفة عند الحديث عن الديمقراطية والشورى، فهناك مستوى للحديث عن فلسفة الشورى والديمقراطية، ومستوى ثانٍ عن البعد المؤسسي في الشورى الديمقراطية، وثالث عن الممارسات الديمقراطية في الخبرة الغربية، وقد كتب روبرت دال مجلدين عن الديمقراطية ونقادها، والخلاف قائم حولها في الفكر الغربي نفسه.

ويستطرد أن مفكري الغرب الآن بعد وصول (ترامب) و(ماكرون) إلى سدة الحكم تدعو أصوات من بينهم إلى إعادة النظر في الديمقراطية. ولو أردنا الحديث عن الديمقراطية بالنسبة للمجتمع الدولي، فالاستبداد يظهر هنا جلياً، فكيف تتحكم خمس دول في العالم أجمع؟ فإسرائيل لم يصدر ضدها صوت بإدانتها بسبب الفيتو الأمريكي.

وفي الجملة يقول د. سيف الدين عبدالفتاح بالتفصيل، فما يستحق النقد في الديمقراطية يُنتقد، وما يستحق الاستفادة منه يُستفاد، وما يحتاج إلى تطوير يُطوَّر.

د. فارس العزاوي

أوصى د. فارس العزاوي بإعادة النظر في مناهج المواد الشرعية والفقه الحضاري، من حيث تجديد أساليبها التعليمية.

د. محمد عبد الكريم

أكد د. محمد عبد الكريم على أهمية ما طرحه د. سيف الدين عبد الفتاح من فكرة إنشاء مركز عقل استراتيجي، وثمّن توصية د. فارس العزاوي بتجديد أساليب التعليم ومناهج المواد الشرعية.

د. محمد هشام راغب

ونصح د. محمد هشام راغب بأهمية اجتماع من لديهم القدرة على التفكير الاستراتيجي ولو مرة كل شهر. وأعاد التأكيد على أهمية التمويل المصغر.

أ. عماد الخيتي

نبه أ. عماد الخيتي إلى أهمية تحديد مجالات المشاريع وحصرها قبل الشروع في أي عمل، حتى يتسنى النظر فيها جميعها للخروج بالمشاريع التي لها الأولوية.

د. حسن الحميد

قال د. حسن الحميد إن الأمة بحاجة إلى مؤسسة تجمع بين المشاريع المختلفة، وتقرب بينها، بتجسير العلاقات وعقد الجلسات المشتركة التي تذيب الفوارق وتؤدي إلى التآلف.

د. سيف الدين عبد الفتاح

تحدث د. سيف الدين عبد الفتاح عن أهمية ذكر المشروع ومفرداته، وإمكانية صياغته، وأدوات صياغته، والمداخل التي من الممكن أن تشارك في عملية الصياغة المهمة لذلك المشروع.

وقال إن هناك عدة أشياء من المهم أن تطرح، وهي:

– الدولة الوطنية وإشكالتها المعاصرة.

– فكرة الأمة وإمكانات ترجمتها وتجسيدها في الواقع.

– الأطر الفكرية الجامعة.

– التيار الإسلامي العام.

– التيار الأساسي في الأمة.

– العلاقة بين النخبة والجماهير.

– العلاقة بين الدولة المجتمع.

– مشروع التمكين المجتمع.

وأكد د. سيف الدين عبد الفتاح على فكرة الشبكة، والنظر في الموجود والمفقود، ثم العمل على إيجاد المساحات المفقودة، ومن المهم وجود المظلة التنسيقية، وهي حلقة الوصل بين المشروع والنواة، والتي ستحدد القدرات والأولويات. ثم تحدد النواة المهمة الكبرى لمثل هذا المشروع وهذه هي الوصلة بين المهمة وبين مشروع إعداد الكوادر. ثم العقل الاستراتيجي للأمة في إطار استثمار الموجود وعمل خرائطه، وإيجاد المفقود وعمل خرائطه، وتحديد الأهداف الوسيطة والبعيدة في تحصيل المقصود.

ثم قال د. سيف الدين عبد الفتاح إن هناك ثلاثة مشروعات متعينة يمكن القيام عليها:

  • مركز بحثي ضمن منظومة استراتيجية.
  • مد الجسور مع تركيا ضمن مشروع صناعة المكانة.
  • استراتيجية لبناء خطاب متكامل (دعوي- إعلامي- سياسي- تثقيفي… إلخ)
  • النخبة الشبابية وصناعة التغيير (إعداد الكوادر).
  • الحكم الراشد، عملية البناء وعملية التمكين.
  • فقه مراحل الانتقالية.
  • فقه الفرصة وإدارة التدافع.

 

  • كلمة ختامية، د. محمد هشام راغب

قال د. محمد هشام راغب إن هذه الورشة بداية، وستُعقد المزيد من الورش للبناء على هذه الورشة، والقدر الذي اتُفق عليه هو أن مشروع النهوض هو حلم للأمة، وأن إنتاج هذا المشروع سيمثل إنجازاً كبيراً ومخرجاً مفيداً جداً.

وأوصى د. راغب بأن يكون مشروع النهضة قابلاً للتطبيق في الواقع ولا يكون حالماً بعيداً عن إمكانية التطبيق. ولابد أن يستنفر هذا المشروع جميع طاقات الأمة على تنوعها.

وقال إن هذا المشروع له جناحان، جناح مادي، وجناح روحي وقيمي يميز الحضارة الإسلامية، ولابد من السير في هذين الطريقين المتوازيين، والغفلة عن أحدهما ستؤدي إلى نتائج غير مطلوبة. وأشار إلى فكرة النواة الصلبة الحاملة للمشروع نظرياً كأنها متخيلة وتنفيذها على أرض الواقع ليس سهلاً ويحتاج إلى تأمل في تجارب التاريخ، فما من تجربة إلا وحملتها نواة بعد توافقها على الفكرة، فلابد من وجود نواة حاملة للمشروع، فهذا منطق إنساني، ولكن هنا النواة في مشروع للنهضة تحتاج إلى تأمل أكثر ونقاش وإعمال فكر أكثر.

——————————–

 

  • خاتمة.. اتجاهات عامة للنقاش

ظهرت اتجاهات عامة لنقاشات السادة الحضور، لعل من أبرزها ما يلي:

  • العلاقة بين الفكري والحركي

فكثير من المشاريع التي قدمها مفكرو الأمة وإصلاحيوها كانت في الإطار الفكري لا غير، طرح قوي ولكن بلا خطة عملية، وعلى الجانب الآخر نجد حركة بلا فكر، حركة دؤوبة وطاقات هائلة لكن بدون خلفية فكرية واستراتيجية قوية أو واضحة، وحدث “الفصام النكد” بين الفكري والحركي، ونشأت لدى الطرفين أحياناً نظرة سلبية تجاه بعضهما البعض مما قلل من مساحات التعاون، وهذا يستدعي ضرورة تجسير الهوة بين الفكري والحركي.

  • إشكالية الديمقراطية

دار الحديث حول الديمقراطية، وهل عدم الأخذ بها هو سبب تخلف الأمة؟ أم أن الديمقراطية أصبحت أداة مملوكة لأركان النظام العالمي يستخدمونها بمعايير مزدوجة؟

وهل نقبل الديمقراطية كما هي بصفتها قد تطورت حتى وصلت إلى شكلها الحالي؟ أم أن علينا أن نأخذ منها ما يتوافق مع حضارتنا ونموذجنا الشوري والقيمي وندع ما سواه؟ هل نحتاج إلى تقييم جديد للديمقراطية بعد ثورات الربيع العربي وانقلابها إلى “خريف عربي”؟

  • معايير الاجتماع

دار النقاش أيضاً حول معايير الاجتماع خلال السعي الحضاري، وبرز رأي مفاده أن الفرز المناسب الآن يكون بين من هم مناصرون ومحبون للحق والحرية وبين من هم مبغضون لهما، فلا يجب الفرز على أساس الجماعة أو العرق أو غير ذلك، وإنما بين الحق والباطل والاستبداد والحرية. باعتبار أن الأمة لها مستويان، مستوى أمة الدعوة، ومستوى أمة الإجابة.

زر الذهاب إلى الأعلى