اختطاف الإسلامبحوثملفـات

كسب العقول وكسب القلوب.. معركة اختطاف الإسلام

مقدمة:

ابتلي العالم الإسلامي لاسيما نخبه بالتغرب والانبهار أمام الغرب واستلاب الهوية، فالانبهار فرع تصور التفوق التام للآخر في جميع المجالات فكانت معركة كسب العقول والقلوب بين طرفين: طرف يستخدم كل الأساليب والحيل للتأثير على الشعوب العربية والإسلامية لضمان عدم مقاومتها بل وتأييدها، وطرف لديه القابلية للتعاون مع المستعمر.

ومن الواضح لمن يراقب الواقع العربي والإسلامي أن القابلية للاستعمار لدينا أصبحت أكبر وأقوى مما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، والدليل البسيط على ذلك أن الدول الكبرى أصبحت تأتي لتحتل بلادنا، وتقيم القواعد العسكرية فيها، دون أن تلقى أي اعتراض كما كان يحصل في الماضي، بل إننا أصبحنا نستجدي هذه الدول كي تأتي وتقاتل معنا ضد بعضنا البعض، ومن ثم ندعوها كي تساعدنا في حل مشاكلنا وإقامة الحوارات فيما بيننا.

وقد طرح المفكر الإسلامي الجزائري مالك بن نبي في منتصف القرن الماضي مفهوم “القابلية للاستعمار”[1]، وملخصه “أن الاستعمار لا يستطيع أن يحقق أهدافه في أي بلد عربي أو إسلامي أو من دول العالم الثالث، ما لم يكن هذا البلد أو شعوب هذه الدول مهيأة للاستعمار أو مستعدة للتعاون مع المستعمرين، وإنه طالما أن شعب أي بلد لديه الإرادة في المقاومة، وتتوفر في بيئته ومجتمعه الظروف والشروط المناسبة للمقاومة، فإن هذا البلد لا يمكن أن يخضع للمستعمر وإنه يستطيع النجاح في معركة الحرية والاستقلال والسيادة.

وإن من شروط المقاومة أو مواجهة المستعمر أن تتوفر الوحدة الداخلية والتعاون بين أفراد المجتمع والبلد، إضافة للوعي والإرادة الصلبة والقرار بالمقاومة والمواجهة”.

ونفس الفكرة أشار إليها الشيخ الغزالي[2] قال فيها: “إن الأمم تكون عندها استعدادات للفساد والاختلال، ويؤدي هذا الاختلال إلى الاحتلال”.

لذلك نتعرض فى هذا البحث للاسباب والبواعث التي أدت لنجاح الغرب فى كسب العقول والقلوب لشعوب العالم الإسلامي والذي أدى لاختطاف الإسلام من بين أيدينا، ومعرفة القوى الفاعلة واستراتيجيتها، وكيف تكون المواجهة؟

الأسباب والبواعث:

عندما جاء نابليون إلى مصر عام 1798م قدم نفسه للمصريين على أنه المحرر من الطغيان والعبودية، وكان يرى أن على المرء أن يبدو صديقًا للناس، وأن يبذل الوعود الكثيرة ولا يفي بوعد منها، وأن يصطنع الدجل ما دام هو السبيل الوحيد للنجاح، لذلك كانت نصيحته للجنرال كليبر أن يروض الدين ولا يقاومه حتى ينام التعصب قبل اقتلاع جذوره، ولذا لبس نابليون العمامة واحتفل مع المسلمين بمناسباتهم الدينية، وأشاع أنه دخل الإسلام وأن القرآن تنبأ بالثورة الفرنسية وأن “تحرير” فرنسا لمصر قدر مكتوب ولا اعتراض على الأقدار.

أول الرسائل للتأثير والاختطاف:

حينما نزل نابليون بونابرت الإسكندرية في شهر (المحرم 1213 هـ / يوليه 1798م) كان من أول ما فعله إصدار منشور للمصريين .. هذا نصه[3]:

(بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله لا ولد له ولا شريك له في ملكه. من طرف الفرنساوية المبني على أساس الحرية والتسوية، السر عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية بونابارته، يعرف أهالي مصر جميعهم أن من زمان مديد الصناجق الذين يتسلطون في البلاد المصرية يتعاملون بالذل والاحتقار في حق الملة الفرنساوية، يظلمون تجارها بأنواع الإيذاء والتعدي؛ فحضر الآن ساعة عقوبتهم، وأخرنا من مدة عصور طويلة هذه الزمرة المماليك المجلوبين من بلاد الأزابكة والجراكسة يفسدون في الإقليم الحسن الأحسن الذي لا يوجد في كرة الأرض كلها، فأما رب العالمين القادر على كل شيء فإنه قد حكم على انقضاء دولتهم.

يا أيها المصريون قد قيل لكم: إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم فذلك كذب صريح فلا تصدقوه، وقولوا للمفترين: إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين، وإنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى، وأحترم نبيه والقرآن العظيم. وقولوا أيضًا لهم: إن جميع الناس متساوون عند الله، وإن الشيء الذي يفرقهم عن بعضهم هو العقل والفضائل والعلوم فقط، وبين المماليك والعقل والفضائل تضارب.. فماذا يميزهم عن غيرهم حتى يستوجبوا أن يتملكوا مصر وحدهم ويختصوا بكل شيء أحسن فيها من الجواري الحسان والخيل العتاق والمساكن المفرحة؟! فإن كانت الأرض المصرية التزامًا للمماليك فليرونا الحجة التي كتبها الله لهم، ولكن رب العالمين رءوف وعادل وحليم.. ولكن بعونه تعالى من الآن فصاعدًا لا ييأس أحد من أهالي مصر عن الدخول في المناصب السامية، وعن اكتساب المراتب العالية، فالعلماء والفضلاء والعقلاء بينهم سيدبرون الأمور وبذلك يصلح حال الأمة كلها. وسابقًا كان في الأراضي المصرية المدن العظيمة والخلجان الواسعة والمتجر المتكاثر وما أزال ذلك كله إلا الظلم والطمع من المماليك.

أيها المشايخ والقضاة والأئمة والجربجية وأعيان البلد قولوا لأمتكم: إن الفرنساوية هم أيضًا مسلمون مخلصون؛ وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا في رومية الكبرى وخربوا فيها كرسي الباب الذي كان دائمًا يحث النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطة وطردوا منها الكواللرية الذين كانوا يزعمون أن الله تعالى يطلب منهم مقاتلة المسلمين. ومع ذلك الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني، وأعداء أعدائه أدام الله ملكه. ومع ذلك إن المماليك امتنعوا من إطاعة السلطان غير ممتثلين لأمره فما أطاعوا أصلًا إلا لطمع أنفسهم.

طوبى ثم طوبى لأهالي مصر الذين يتفقون معنا بلا تأخير فيصلح حالهم وتعلو مراتبهم. طوبى أيضًا للذين يقعدون في مساكنهم غير مائلين لأحد من الفريقين المتحاربين فإذا عرفونا بالأكثر تسارعوا إلينا بكل قلب. لكن الويل ثم الويل للذين يعتمدون على المماليك في محاربتنا فلا يجدون بعد ذلك طريقًا إلى الخلاص ولا يبقى منهم أثر‏).‏

كانت تلك أول الرسائل التي مررها الاستعمار الفرنسي بدعوى المشاركة في آلام وآمال الشعوب لاكتسابهم بل واختطافهم كى تجذب قلوبهم وتضعف مقاومة عقولهم، فأصحاب القلوب والعقول المكتسبة رصيد كبير في تمرير السياسات المؤثرة وتقبل الغزو.

وكذلك مررها كل مستعمر وكل حاكم مستبد لتخدير الشعوب وكسب قلوبهم وعقولهم ولو بالكلمة أو بالإشارة دون فعل لها، كما فعل عبد الفتاح السيسى عندما كان وزيراً للدفاع في فترة حكم محمد مرسي لمصر وقال: ” مش عارفين أن انتوا نور عنينا ولا إيه”، و”مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا”، و”بكرة تشوفوا مصر”، حتى جاءت لحظة سؤال البعض عن برنامجه الانتخابي الرئاسي قال: ” بتطالبوني ببرنامج انتخابي مش كفاية أنكم جبتوني ” إشارة إلى أنه المنقذ وهذا ما يكفي للشعوب!.

وتفعلها أيضا بعض الدول لاستخدام رمزيتها الدينية كمكان مؤثر في عواطف وقلوب المسلمين مكة والمدينة، الحج والعمرة. فتستغلها السلطات الحاكمة بالسعودية بأن الشعوب لا تقاومها ولا تتمرد عليها ولا حتى تنتقد أي قرارات لها ولو كنت عالماً وشيخاً كبيراً وإلا فأنت تهدم الدين كله ومن ثم تستحق السجن والعقاب.

وهو ما ذكره والتر لييمان “عميد الصحفيين الأمريكيين (٢٣ سبتمبر ١٨٨٩ – ١٤ ديسمبر ١٩٧٤) وأحد أهم محللي السياسة الخارجية والمحلية: ” بأن ما أسماه بالثورة في فن الديمقراطية يمكن تطويعه لخدمة ما وصفه “بتصنيع الإجماع” بمعنى جعل الرأي العام يوافق على أمور لا يرغبها بالأساس عن طريق استخدام وسائل دعائية بل ورأى أنها فكرة جيدة وضرورية.[4]

هذه النظرية تؤكد أن نخبة صغيرة فقط” مجتمع المفكرين” بإمكانها فهم وإدراك ماهية المصالح العامة ومن ثم تقرير الأمور التي من شأنها أن تعنينا جميعاً وأن يروا بأن هذه الأمور من شأنها أن تضلل الرأي العام.

المغلوب مولع بتقليد الغالب:

وعلى الجانب الآخر استغل الغرب والاستعمار والأنظمة الحاكمة المستبدة حالة الهزيمة الداخلية للشعوب والانبهار حد الولع لتمرير كل ما يخططون له. لنتأمل مقولة ابن خلدون الشهيرة [5]والتي عنون بها الفصل الثالث والعشرين من مقدمته. «في أن المغلوب مولع أبداً بتقليد الغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده».

الأمر من نظر الغالب/المنتصر أو الطرف الأقوى في علاقة القوة لتحدث عما نسميه اليوم بالهيمنة في المجال الثقافي – الاجتماعي، وما يسوقه ابن خلدون من كلمات فإنه يشير إلى أن وقع الهزيمة شديد الإيلام بالنسبة للمهزوم بحيث إن الهزيمة أفقدته توازنه فلا يضع الأمور في نصابها أو يدركها وفقاً لحقيقتها.

فالمغلوب يقوم بإضفاء جوهر ثابت على الغالب يتسم بالكمال ومن ثم تقوم بإجلاله وتعظيمه، ويترتب على ذلك أنها تضفي القداسة على كل ما يرتبط به من مظاهر القوة أو الغلب (العوائد والنحل) تخفي عن نفسها المرتكزات الحقيقية لقوة الغالب، ولهذا يقول عبد الرحمن منيف [6]: “فبعدما يُهزم الإنسان وتنطفئ روحه يشعر أن لا جدوى لشيء حتى بضع كلمات، فيجد الكلمات التي دوت في رأسه قديما (كأنها حراب مسمومة)، أجدها تتحول إلى أصداف فارغة لا تعني شيئاً”.

التغريب للشعوب العربية:

يشير د. على فريد في بحثه بعنوان: التغريب.. بذوره وجذوره ويقول[7]:

” بعد حملة نابليون وما تلاها من خروج العثمانيين وانتهاء دولة المماليك، واستتباب الأمر لمحمد علي وخلفائه وبزوغ فجر ما يُسمى بالدولة المصرية الحديثة وما ترتب على ذلك من انتهاجٍ للنهج الغربي في كثير من شؤون الحكم والإدارة، وإرسال البعثات العلمية إلى أوروبا، واستقبال مصر للآلاف من المهاجرين الأوربيين والشوام، وتكبيل الأزهر وإعاقته عن ممارسة دوره.. كل ذلك وغيره، كان أشبه بتهيئة اجتماعية وثقافية لقبول التغريب الذي بدأ يتغلغل تدريجياً في شتى مناحي الحياة في مصر والعالم العربي بعد ذلك.

وكانت المغالطة الكبرى التي اعتمد عليها التغريبيون في تهيئة الأجواء لقبول التغريب تحت دعاوى التحديث والتطور والتمدن هي إقناع العقل العربي خاصةً والمسلم عامةً: أن النهضة العربية والإسلامية الحديثة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحملة الفرنسية على مصر، وأنه لولا الحملة لما كانت النهضة. وأن المرحلة الزمنية التي سبقت الحملة الفرنسية كانت مرحلةَ مواتٍ شامل مَثَّلَ مصطلح (عصور الانحطاط) عنواناً بارزاً لها لا يكاد يناقشه أحد..”

القوى والجهات الفاعلة:

1.الاستعمار الصليبي:

يصف جمال حمدان الاستعمار الصليبي [8]: “قد تكون الصليبيات بدرجة أو بأخرى اسماً على غير مسمى؛ لأنها وإن كانت الدين شعارها المعلن فإن من المسلم به اليوم غرباً وشرقاً أن محركاتها ودوافعها الخبيثة كانت أساساً علمانية، مادية، اقتصادية. فقد كانت الدولة العربية الإسلامية بحكم موقعها تسيطر سيطرة شبه احتكارية على مجمع أعصاب التجارة العالمية بين الشرق والغرب مما يمنحهم قوة مادية وحضارية وحربية لا تقدر. فبدأت مدن أوربا التجارية النامية تتطلع إلى هذا الفيض الدافق تريد إما أن تشارك فيه وإما أن تنقض عليه. وضاعف من هذه الغيرة الملتهبة الفارق الحضاري والاجتماعي والمعيشي الشاسع بين الشرق العربي المسلم والغرب المسيحى.

فبينما كان الأول في أوج عصره الذهبي، كان الثاني في حضيض عصوره المظلمة. وبينما كان الأول يتمتع باقتصاد زراعي مستقر، كان الثاني يعاني من اقتصاد زراعي متخلف يكبله رق الاقطاع الفاحش. ولا أدل على أن الحروب الصليبية كانت حروباً اقتصادية من أنها بدأت وهي تتغذى بمساعدة كبار تجار البندقية وجنوا وبيزا وانتهت أقرب شيء إلى حرب القراصنة التي تستهدف النهب والسلب وحدها. أما دعوى الدفاع عن المسيحيين في الأراضي المقدسة وحماية الحجاج من اضطهاد السلجوقية الحاكمة حينذاك فهو إجماع الآراء حجة ملفقة ومنطق تبرير لا أكثر”.

“فالصليبيات في رأي السواد الأعظم من المؤرخين كانت حرباً استعمارية[9]، استعماراً سياسياً واقتصادياً لا شبهة فيه إلا شبهة قناع الدين. بل يعدها بعض كتاب الغرب أول حركة استعمارية كبرى قام بها الغرب الأوروبي في العصور الوسطى. ولعلها في الحقيقة حلقة الوصل ومرحلة الانتقال بين الاستعمار الجزئي القديم الذي باشرته أثينا وروما وبين الاستعمار الحديث الذي ستخرج إليه أوربا بأسرها في المستقبل”.

لماذا نجحت الحملة الصليبية؟

لسبب أساسي هو عدم وحدة الشام العربي وتمزقه إلى كوكبة متنافسة من دول المدن والولايات الضئيلة الحجم والوزن غالباً. ومع ذلك فإن توحيد الشام العربي بعد ذلك ومساندة ظهيره إلى الشرق لم تكف لرد العدوان وكان تحرير الأراضي المقدسة رهناً باتحاد قوة مصر البشرية مع قوة الشام. حيث قد أدركت بالتجربة المريرة أن مصر قطب المنطقة بشرياً واستراتيجياً.

الدرس الحضاري والاستراتيجي[10]:

“لقد كانت الصليبيات درساً حضارياً قبل كل شيء لأوربا فقد كانت احتكاكاً حضارياً بين الشرق المتقدم والغرب المتخلف. وستنعطف أوربا على نفسها بعدها قليلاً أو كثيراً. وستترك البحر المتوسط في حالة رهو وترقب إلا من مناوشات القراصنة خاصة في حوضه الغربي وذلك لتعكف على تنمية وتطوير ماتعلمته من الشرق العربي حتى تخرج به في النهاية أقوى من هذا الشرق وتقلب موازين الصراع من جديد. كذلك فقد كانت الصليبيات أول ما وحد أوربا ومنحها شعوراً بالقومية حتى ليعدها البعض بداية التاريخ الحديث.

أما من ناحية العرب، فلا شك أن درس الصليبيات هو درس استراتيجي أساساً، فهى تؤكد لنا مرة أخرى خطورة موقعها الذي يجعلها مطمع لأنظار الهامشيين، وتعلمنا أن قوته رهن بوحدته في وجه هذا التحدي الموقعي، وأن بها وربما بها وحدها يمكن أن تأمل في أن تتصدى للقوى الغربية البحرية مجتمعة وتصدها في النهاية”.

اختطاف الإسلام على يد المستعمر البريطاني:

يقول اللورد كرومر أول معتمد بريطاني في مصر[11]:” إن مهمة الرجل الأبيض الذي وضعته العناية الإلهية على رأس البلاد ” يقصد مصر” هو تثبيت دعائم الحضارة المسيحية إلى أقصى حد ممكن بحيث تصبح هي أساس العلاقات بين الناس. ولكن كان من الواجب منعاً من إثارة الشكوك ألا يعمل على تنصير المسلمين وأن يرعى من منصبه الرسمي المظاهر الزائفة للدين الإسلامي كالاحتفالات الدينية وماشابه ذلك.

وحين بدأ حكمه في مصر شكاه المبشرون إلى الحكومة البريطانية بدعوى أنه يضيق عليهم فلما أرسلت الحكومة البريطانية الشكوى إليه ليرد عليهم، جمع المبشرين وقال لهم[12]: “هل تتصورون أنني يمكن أن أضيق عليكم؟ ولكنكم تخطفون الأطفال من الشوارع وتخطفون الرجال لتنصيرهم فتستفزون المسلمين، فيزدادون تمسكاً بدينهم، ولكني اتفقت مع شاب تخرج قريباً في كلية اللاهوت بلندن ليضع سياسة تعليمية ستحقق جميع أهدافكم. أي سياسة تعليمية تحقق جميع الأهداف الصليبية على مهل ودون ضجة تثير الانتباه منعاً من إثارة الشكوك”.

2.الدور الأمريكي:

توافق إنشاء الوكالة الأمريكية للاستعلامات عام ١٩٥٣؛ بوصفها الأداة الحكومية الرسمية للاتصال الخارجي مع زيادة النفوذ الأمريكي وتوسع المشروع الأمريكي الخاص في الخارج في أعقاب الحرب العالمية الثانية[13]، فمع تولي السياسة الخارجية الأمريكية مهمتها المتعلقة بإحباط أو كبح التغير الاجتماعي في الأمم الأخرى من أجل حماية فرص الاستثمار للشركات الأمريكية، وهو ما يطلق عليه عادة “الحفاظ على العالم الحر”. وتتضح أبعاد هذا التخطيط في مذكرة رئيس الجمهورية عام ١٩٦٣ حيث تقول: على الوكالة الأمريكية للاستعلامات أن تساعد على تحقيق أهداف الولايات المتحدة من خلال تأثيرها في الرأي العام في الدول الأخرى.

وقد كتب آلان ويلز يقول: “غالباً ما يصرح الأمريكيون المقيمون خارج البلاد بأن وكالة الاستعلامات الأمريكية أداة دعاية للحكومة الأمريكية. والواقع أن ذلك بالتحديد هو سبب إنشائها. ولقد نجحت الوكالة في تحقيق هذا الهدف”.

ويقتبس ويلز قول أحد المديرين السابق للوكالة: ” أستطيع أن أقول بفخر: إن ما قدمته وكالة الاستعلامات الأمريكية من معارض وإذاعة مسموعة ومرئية وأقلام وكتب وكتيبات ودوريات تعد الآن نماذج تحتذى في رأي الخبراء المتخصص في فن إستمالة وإقناع الناس. ومن أجل نشر المعلومات والصور حول الولايات المتحدة وبقية دول العالم التي تتفق مع وجهات نظر وأهداف القابض على زمام السلطة في أمريكا تستخدم الوكالة ما يزيد على عشرة آلاف شخص، نصفهم أو أقل قليلاً من الأمريكي (وتنفق ميزانية سنوية مقدارها ٢٠٠ مليون دولار تقريباً) ما يزيد على أربعة أضعاف الحصة الفيدرالية المخصصة للإرسال الإذاعي والتليفزيوني والحكومي وترأس نشاطاً إعلامياً دولياً واسعاً.

فسلاحها الإذاعي “صوت أمريكا” يبث برامجه يومياً بخمس وعشرين لغة عبر خمس محطات لتقوية الإرسال داخل الولايات المتحدة. ويتم نقل أو ترحيل هـذه البرامج للخارج عبر العديد مـن المحطات فيما وراء البحار، والتي يقع بعضها في المغرب، وليبيريا، وتايلاند، وسري لانكا، واليونان، وألمانيا، وأوكيناوا، والفلبين، وروديسيا، وزيمبابوي، وفيتنام الجنوبية، وانجلترا.

3.الإعلام الصهيوني بعد ١١ سبتمبر:

رغم أن نسبة الأمريكيين الذين يكِـنُّـون مشاعر معادية للإسلام مثّلت ١٣% في أعقاب هجمات سبتمبر، فإنها قد ارتفعت إلى ٤٦% بعد مرور نحو ستة أعوام من تلك الهجمات.

هكذا روجت وسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية أفكارًا خاطئة عن الإسلام والمسلمين، وأشاعت أجواءً من الخوف من الإسلام، بتصويره على أنه ديانة تدعو إلى العنف، بينما تروّج أوساط أمريكية أخرى لنظرية صِـراع الحضارات التي طرحها صامويل هنتجتون قبل هجمات سبتمبر، وتحاول تصوير الإسلام كديانة وثقافة لا يمكن أن تنسجِـم مع الثقافة الغربية، كما تمّ استغلال هجمات سبتمبر كنموذج لذلك الصراع المزعوم وإشاعة المخاوف من الإسلام والمسلمين، لذلك تتزايد نسبة الأمريكيين الذين يكنون مشاعر سلبية إزاء الإسلام، رغم مرور سنوات عديدة على هجمات سبتمبر.

الاستراتيجيات والأهداف:

أولاً: الابتعاث ودوره في التغريب:

عمل الاستعمار بمساعدة الحكام على إيجاد نخب متعاطفة مع توجهات المختطفين للإسلام، وقامت النخب سواء عن قصد أو بدون قصد بهذا الدور من خلال تأثيرهم في الناس ومن ثم تكوين راي عام يسهل تطويعه.

كانت في حياة المسلمين في مصر وفي بلاد العالم الإسلامي نقطة ارتكاز واحدة هي الإسلام[14]، بصرف النظر عن كل ما أصابهم من تخلف عن حقيقة هذا الدين، فجاء محمد على ومن خلال ارساله للبعثاث العلمية والثقافية والفكرية إلي أوروبا،  فوضع إلى جانب نقطة الارتكاز الضخمة القائمة نقطة ضئيلة غاية الضآلة هي الحضارة الغربية ودعا المسلمين إلى الانتقال إليها والارتكاز عليها.

ورويداً رويداً أخذت تلك النقطة الضئيلة تكبر وتتضخم وتصبح نقطة ارتكاز ثانية في حياة المسلمين إلى جانب الإسلام مع التضاؤل التدريجي في نقطة الارتكاز الأولى حتى تكاد تنمحي من الوجود كما يحدث اليوم، وقد استغرقت عملية الانتقال التدريجي مايقرب من قرن من الزمان، ولكنها كانت عملية مستمرة لا تتوقف بل تتوسع على الدوام.

ثانياً: تغيير المناهج التعليمية:

كما بانت وجهة نظر غربية تعترض المناهج التربوية الإسلامية بمطالبات موجهة للحكومات الإسلامية لتغيير تلك المناهج، إلى جانب تسخير بعض الاعتمادات المالية لتغيير المناهج في البلدان العربية. فهناك زعم مقصود من أكاديميين غربيين يهاجم مناهج التعليم في المدارس الحكومية الإسلامية، وتتهمها بتكفيرها لأصحاب الديانات الأخرى من مسيحيين ويهود، وبترها للتعددية.

ثالثاً: التشريعات العربية:

عند رصد وتحليل نماذج من التشريعات العربية الصادرة على مستوى بعض الأقطار العربية على خلفية تفجيرات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في نيويورك وواشنطن، وما تبعها من حرب دولية على الإرهاب، نجد أن تلك البلدان قد شهدت تراجعاً في مجال الحريات العامة والخاصة والضمانات المتعلقة بحقوق الإنسان، من أجل القضاء على الأعمال الإرهابية[15].

فلقد استغل معظم الحكام العرب المناخ السياسي العام لما بعد الأحداث للتفاخر بأنهم السباقين في محاربة الإرهاب والتطرف، بالإشارة إلى المواجهات التي شهدتها منطقتنا العربية خاصة مع بداية الثمانينات بين الحركات الإسلامية وبعض الأنظمة العربية. كما صدّقت الدول العربية على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، في العام 1998 وتم تشريع قوانين داخلية بتلك البلدان مناهضة للإرهاب مع تعدد الصياغات التي طالت أطراف ومؤسسات لا علاقة لها بالإرهاب من قريب أو بعيد. لهذا فقد اعتبرت منظمات حقوق الإنسان أن الاتفاقية قد تجاوزت الهدف المعلن من قيامها، لتصل إلى النشاط الأهلي والعمل المدني والتحرك السياسي، مع وضع الجميع في سلة واحدة في ظل موجة مكافحة الإرهاب، تحت وطأة الأحداث والاضطرابات الداخلية في بعض البلدان العربية.

الأدوات والآليات:

1.التراجم:

ترجمت في هذه الفترة كتب علمية قليلة، وترجمت أيضاً مئات من القصص والمسرحيات والكتب التي تحمل الفكر الغربي العلماني، وقد كان الهدف من نشرها على نطاق واسع هو تحطيم التقاليد الإسلامية التي تمنع الاختلاط وتنفر من الفاحشة والتحلل الخلقي، فالذي تعرضه تلك القصص والمسرحيات من علاقات غير مشروعة بين رجل وامرأة أو بين شاب وفتاة تعطي في القصة واقعية وشرعية ليس لها في الميزان الإسلامي، ويتم هذا في جو الفن الذي يسبغ على كل شيء جمالاً وجاذبية مهما يكن فيه من الشر.

وقد كان الفن الذي يترجم في ذلك الوقت هو الفن الذي تخلص تماماً من القيم الدينية وراح يدعو إلى إقامة مجتمع طليق من تلك القيم، مجتمع يهبط تدريجياً حتى يصبح مجتمعاً حيوانياً في النهاية، وسواء كان الذين ينقلون هذه القصص والمسرحيات إلى العربية واعين تماماً للدور الذي يلعبونه أو غير واعين فقد كان هناك تشجيع خفي لنشر هذا الفن وترويده بين الشباب خاصة.

2.الاختطاف عن طريق السينما ” تزييف الوعي وتزوير الواقع”:

لم يكتف الغرب بالمحاولات المستميتة لتشوية الإسلام بل واختطافه، وذلك بتقديم نماذج مستحدثة للإسلام على طريقته وذلك من خلال أدواته التي يملكها جيداً ومنها السينما، يقول الكاتب والصحفي روبرت فيسك: “تملك السينما قدرة خارقة على الإقناع، فاحتواء الفيلم الصوت والموسيقى والصور المتحركة في شكل فريد من نوعه يجمع ما بين الراديو والفن والموسيقى والمسرح، وأتوقع على مر السنين تصبح السينما الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن نستعين بها للتأثير في العالم”.

فاستخدمت صناعة السينما في العالم والسينما العربية أيضاً كل أشكال التشويه، وتزييف الوعي، وتزوير الواقع، وصناعة واقع غير أمين وغير نزيه في كثير من الأعمال الدرامية، ووقف وراءها مؤسسات إعلامية ضخمة وحظيت بدعاية وتمويل هائلين، يقول الباحث والخبير الأمريكي ذو الجذور العربية جاك شاهين في كتابه (العرب السيئون[16]: كيف تشوه هوليود الأشخاص) والذي حلل فيه أكثر من ١٠٠٠ فيلم بدءاً من أول عصور السينما الصامتة الأمريكية حتى أحدث أفلامها: “إن العرب والمسلمين في السينما الأمريكية كانوا دائماً ممثلين للشر، أعداء وحشيين بلا قلب غير متحضرين، يميلون إلى إرهاب الآخر الغربي المتحضر”، ويوضح جاك شاهين أن غالبية الأفلام الأمريكية اللاحقة للحادي عشر من سبتمبر تشرعن قولية العرب كأشرار وتصور العرب والمسلمين على انهم العدو والآخر.

الصورة النمطية للمسلم العربي في السينما:

ظلت هوليوود لأكثر من قرن منذ عام ١٨٩٦م وحتى الآن تشوه سمعة كل شيء عربي، وقبل هجمات ١١ سبتمبر بوقت طويل كان يتم تصوير الإسلام كتهديد للغرب[17]. إن الصورة النمطية للمسلم العربي قبل الحادى عشر من سبتمبر تتطابق مع الصور الكاريكاتورية التي أنتجت فيما بعد ذلك التاريخ وما تزال هوليوود تصور المسلم ككائنات دون بشرية.

لقد تم إنتاج أكثر من ٥٠٠ شريط سينمائي عن الإرهاب في تاريخ السينما الغربية،  كان من بينها ١٢٨ بين عامي ١٩١٨ و١٩٨٨، في حين أُنتج ٣٧٢ بين سقوط جدار برلين وعام ٢٠٠٦، يتمحور أغلبها حول ما أسماه الغرب “الإرهاب الإسلامي”.

3.إذاعة سوا:

قررت إدارة «مؤسسة الشرق الأوسط للإرسال»، التي تضم قناة «الحرة» و«إذاعة سوا»، إيقاف بث الإذاعة في كافة أنحاء الدول العربية ما عدا العراق[18]، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. ويأتي هذا القرار بعد 14 عاماً من الإرسال المتواصل لهذه الاذاعة الممولة من قبل الكونجرس الأمريكي، وجاءت كبديل للقسم العربي لإذاعة صوت أمريكا، في مارس 2002، لعدم تمكن هذه الأخيرة من الوصول إلى المستمع العربي كغيرها من الإذاعات على غرار «بي بي سي» أو إذاعة «مونت كارلو» الدولية.

نشأة وأهداف الإذاعة:

بعد تحول المنطقة العربية لساحة حرب إعلامية، وفي محاولة أمريكية لكسب الرأي العام العربي[19]، والتأثير على النظام العراقي، ومواجهة قناة الجزيرة الفضائية التي تسيدت في نقل أخبار المعارك في أفغانستان، مما حدى بالإدارة الأمريكية إلى إيجاد لجنة إعلامية لمواجهة قناة الجزيرة بالإضافة إلى مركز للتأثير الإعلامي الخاص بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الذي أرادت منه أن يكون وسيلة لتمرير التقارير الإعلامية التي تشرح وجهة النظر الأمريكية لتحسين صورتها السلبية في أذهان العرب والمسلمين، فأوصت اللجنة بمشروع إذاعة سوا الموجه باللغة العربية،  ورصدت له كلفة (30) مليون دولار، حيث بدأ البث في عام ٢٠٠٣ من الأراضي الامريكية وبمكتبين تنفيذيين الاول في واشنطن والثاني في الإمارات العربية المتحدة؛ لتبث برامجها ولتصل إلى ملايين المستمعين في الخليج العربي والعراق ومصر والسودان والأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعدها المغرب العربي.

وعلى الرغم من الأهداف المعلنة لإذاعة سوا الموجهة على أنها “للتواصل العربي –الغربي، وما اشتقاق اسمها (سوا) أي (معاً) يدل على خلق جسور التواصل، إلا أنه لا يخفى على كل من يطلع على أسباب نشأتها، وطبيعة برامجها، والفئات العمرية المستهدفة من مستمعيها ما بين (٢٠-٣٠) سنة. تشير إلى أن هناك دلالات غير المعلن عنها، فمشاريع التواصل الثقافي والحضاري لا تكون عادة أحاديه الجانب.

فمقدار الأثر النفسي الذي تركته في نفس المواطن العربي في خلخلة قيمه وتغيير قناعاته بأسباب وحجج واهية كالدكتاتورية وشمولية النضام أو امتلاكه أسلحة الدمار الشامل وتهديده للسلم والأمن الدوليين وتعاونه مع تنظيم القاعدة الارهابي. والذي لم يثبت صحة أي منها حسب تصريحات المسؤولين الأمريكان أنفسهم.

4.حيلة الآثار الفرعونية:

يقول أحد المستشرقين في كتابه (الشرق الأدنى: مجتمعه وثقافته): ” إننا في كل بلد إسلامي دخلناه نبشنا الأرض لنستخرج حضارات ما قبل الإسلام ولسنا نطمع بطبيعة الحال أن يرتد المسلم إلى عقائد ما قبل الإسلام ولكن يكفينا تذبذب ولائه بين الإسلام وبين تلك الحضارات”.

فكان المخطط الخبيث الذي حمله الصليبيون معهم [20]كان هو نبش الأرض الإسلامية لاستخراج حضارات ما قبل التاريخ؛ لذبذبة ولاء المسلمين بين الإسلام وبين تلك الحضارات تمهيداً لاقتلاعهم نهائياً من الولاء للإسلام، وكان المقصود هو إثارة النعرة الفرعونية في المصريين المسلمين خاصة النخب منهم، حتى إذا انتسبوا لم يكن انتسابهم إلى الإسلام إنما إلى مصر بعيداً عن الإسلام.

5.مؤتمرات لاختطاف الإسلام:

في المؤتمر الذى عقد بالقاهرة عام ١٩٠٦ والذي سمي بمؤتمر المبشرين وقف الخطباء يقولون: لقد فشلنا، فتحنا المدارس والمستشفيات والملاجئ وأعطينا الأموال وقدمنا الخدمات ثم لا يدخل في النصرانية بعد ذلك إلا طفل صغير خطفناه من أهله قبل أن يعرف عقيدة أهله أو رجل كبير جاء إلينا من أجل المال ولا نضمن عقيدته بعد ذلك.

فقام الأب زويمر[21] مقرر المؤتمر يرد عليهم: لقد استمعت إلى إخواني الخطباء ولست موافقاً على مايقولون، فليست مهمتنا هي تنصير المسلمين، فهذا شرف ليسوا جديرين به، ولكن مهمتنا هي صرف المسلمين عن التمسك بالإسلام، وفي ذلك نجحنا نجاحاً باهراً بفضل دراساتنا التبشيرية والسياسة التعليمية التي وضعناها للبلاد الإسلامية.

وفي عقد السبعينيات ومع دخول السعودية بسلاح النفط كطرف في الصراع العربي الإسرائيلي، وارتفاع أسعار النفط بصورة خيالية بعدها وخوض المصريين والسوريين لحرب أكتوبر ١٩٧٣م، مع عودة الحركات الإسلامية للظهور بعد زوال القمع الناصري، ثم اختتام هذا العقد بالثورة الإيرانية، كل ذلك أعطى الغرب بمؤسساته السياسية والثقافية والإعلامية والعسكرية إحساساً بأن هناك انتفاضة في أطراف هذا المارد المقيد، وأن هناك جولة جديدة من الصراع ينبغي أن يتأهب لها لكي لا تتحول هذه الإنتفاضة الطرفية إلى يقظة تزحف نحو المركزب إيقافه.

هذا التوجس من الحراك الإسلامي دفع ميشل فوكو[22] وقتها لأن يقول: إن مشكلة الإسلام باعتباره قوة سياسية هي مشكلة جوهرية بالنسبة إلى عصرنا وفي قادم السنوات، ويعد الشرط الأول للاقتراب منه بالقليل من الذكاء هو ألا نبدأ بالكراهية تجاهه.

نماذج نجاح فاعلة – حالات وخبرات:

حالات نجاح إيجابية: الإعلام من أهم أدوات الاختراق الحضاري لكسب عقول وقلوب الشعوب، ولتركيا خبرات إعلامية متنامية وهي أحد أسباب القوة الناعمة التركية، والتي تظهر مؤشرات عديدة على أنها تتمتع باهتمام بالغ في الاستراتيجية التركية.

العلاقات التركية الصومالية: دراسة حالة[23]:

عندما اجتمع وزراء أفارقة من خمسين دولة في إسطنبول في فبراير ٢٠١٨ للتحضير للقمة التركية الأفريقية في ٢٠١٩، وأثناء استراحة بين الاجتماعات قال عبد القدير أحمد خير عبدي وزير الدولة بالخارجية الصومالية:

“تركيا أتت إلى الصومال في عام ٢٠١١ عندما لم تجرؤ أي دولة أخرى على القدوم للصومال، حينها كانت بلادي غارقة في الجفاف والمجاعة، وكانت الجماعات الإرهابية في أوج نشاطها، وظلت القوى الخارجية ترقب أوضاعنا من بعيد. عندما هبطت طائرة الرئيس أردوغان وزوجته في مقديشيو وانطلقا لزيارة مخيم لأطفال سحقتهم المجاعة، كانت تلك لحظة فارقة لنا نحن الصوماليين، وأصبحت تركيا في قلوبنا لأننا وجدناها إلى جوارنا في ساعة الشدة”.

ذلك أن مع بداية توارد أخبار المجاعة في الصومال عام ٢٠١٠ استضافت تركيا مؤتمراً دولياً حول الصومال برعاية الأمم المتحدة، وقدم الشعب التركي أثناء فعاليات المؤتمر ٣٠٠ مليون دولار مساعدات طارئة لمواجهة المجاعة.

وفي عام ٢٠١١ استضافت تركيا اللجنة العليا لمنظمة مؤتمر التعاون الإسلامي لمناقشة الوضع الإنساني المتدهور في الصومال، ثم في عام ٢٠١٢ مؤتمر إسطنبول الدولي الثاني حول الصومال تحت عنوان (الإعداد لمستقبل الصومال – الأهداف حتى ٢٠١٥).

وفي عام ٢٠١٥ استضافت تركيا الجولة الثامنة من المحادثات بين الصومال وجمهورية أرض الصومال الانفصالية للاتفاق على المشاكل الأمنية والقرصنة وحقوق الصيد.

الاهتمام التركي بدولة الصومال أدى إلى توقيع عدد كبير من الاتفاقات بين البلدين، منها:

  • توقيع عقد مع شركة تركية لإعادة بناء وصيانة ميناء مقديشيو لمدة ٢٠ سنة.
  • توقيع اتفاقية مدتها ٤٩ سنة تتولى فيه هيئة تركية تطوير وإدارة نظام التعليم في الصومال.
  • تقديم منحة ٩ مليون دولار لإعادة هيكلة الجيش والشرطة الصومالية، وتدريب كوادر عسكرية وشرطية صومالية في تركيا.
  • إصلاح وترميم العديد من المقرات الحكومية.
  • تأسيس أكاديمية بحرية في مقديشيو.
  • صيانة وإدارة مطار مقديشيو وتركيب معدات الملاحة والمراقبة الجوية.
  • بناء وتشغيل أكبر مجمع طبي في مقديشيو.
  • تحسين معدات مياه الشرب في العاصمة وصيانتها.
  • بناء مسجد ضخم وملاحقه الخدمية في العاصمة.

وفي تصريح لوكالة رويترز قال وزير الإعلام الصومالي عبد الرحمن عمر عثمان: “لقد كسبت تركيا عقول وقلوب الصوماليين، تركيا لم تعطنا مساعدات فحسب؛ وإنما أسست بنية تحتية ومؤسسات ستبقى لنا لخمسين أو مائة سنة قادمة”.

-على الجانب الآخر من الحالات والتي اعتبرها البعض ناجحة في التأثير على عقول وقلوب الناس وهي كما ذكرنا من قبل إذاعة سوا فمقياس نجاح اية اذاعه هو مقدرتها على النفاذ الى الجمهور المستهدف والتأثير فيه وفق خطط واهداف محدده ومخطط لها مسبقا.

ويرجع بعض المحللين [24]نجاحها في تلك الفترة على الأسباب التالية:

اولا: التخطيط العلمي الذي يعتمد على الدراسات المسبقه .

فكان تحديد الجمهور المستهدف وأختيار فئة الشباب العربي الذين تتراوح اعمارهم بين (20-30) سنه ، من اول عناصر نجاح اذاعة سوا حسب ما مخطط لها.

ثانيا: اختيار اللغه الملائمه

استطاعت اذاعة سوا ان تبث برامجها باللغة العربية الفصيحه وببعض اللهجات المحليه العربيه مما جعلها تتغلب على المشكلات التي يمكن ان تترتب على استخداماتها واللهجات من سوء فهم لبعض المصطلحات والمعاني الدلاليه للكلمات , وذلك باستخدامها القائمون بالاتصال من مذيعين ومعدي ومقدمي برامج من ابناء الدول التي تبث اليها ارسالها..ضمانا لتحقيق اكبر قدر من المشاركه الوجدانيه من الجمهور العربي المستهدف.

ثالثا:فترة الارسال واوقات البث

استطاع المخططون لاذاعة سوا بعد اجراء الدراسات اللازمه لقياس أفضل فترات الاستماع لدى الجمهور العربي المستهدف ,حيث أختاروا أفضل تلك الاوقات التي يمكن ان تبث رسائلها , مع مراعاتها لفرق التوقيتات مع منطقتنا العربيه,اخذين بالاعتبار بدأ وأنتهاء الارسال الاذاعي للخدمات المحليه والخدمات الاذاعيه المتنافسه على الوصول الى نفس الجمهور.

رابعا : اختيار القائم بالاتصال

ولمحاولى التأثير على قناعات المستمعين تم اختيار العاملين بالإذاعة من معدين ومذيعين ومقدمي برامج لهذا الهدف, حيث أستعانت بعدد من المعارضين للنضام السابق في العراق (ممن تتوفر فيهم المهارات الاذاعيه اللازمه) .

خامساً : اختيار برامج أذاعه سوا بدقة ووضع خريطة لبرامجها كى تتجاوب مع دوافع الجمهور العربي للاستماع وتستطيع تلبيتها.

مثلا: (برنامج اسبوعي فيه سؤال من صلب قضايا المجتمع العربي غالبا ما يكون ذا حساسيه على نوع ما.من اجل ان يحقق اكبر قدر ممكن من التواصل الوجداني والفكري والثقافي مع المستمع الذي تعصف به الازمات وأولها حريه التعبير ليجد امامه فرصة حره ليعبر عن رأيه بدون رقيب ,بسؤال مثلا:” يكاد يفلت مرتكبو الجرائم الجنسيه على الاطفال وسط صمت الاهالي وتجاهل الحكومه والمجتمع . كيف برأيك كسر هذا الصمت ؟ ”

سادساً : عنصر الجذب والمنافسه

استراتيجيات المواجهة:  

حقائق وآراء:

في المرحلة التي عاش فيها مالك بن نبي، أي ما بين ثلاثينيات القرن الماضي إلى السبعينيات، كان هناك تياران رئيسان للنهضة في العالم العربي “وهما التيار التغريبي والتيار الثاني هو التيار الأصولي الديني”. تساءلا عن سبب تخلف العرب في كل المجالات تقريبا[25].

  • التيار التغريبي: والذي كان معجبا بالنموذج الغربي، وكان يرى أن سبب تخلف الدول العربية هو تمسكها بالدين، وتقاليده وأنها هي الحاجز الذي يقف بين المجتمعات العربية والتطور.

إعجابهم بالعالم الغربي يظهر في كلام طه حسين مثلا، والذي قال فيه إنه علينا أن نقتفي أثر الغرب ونشرب من كأس الحضارة الذي شربوا منه، بحلوه ومره، خيره وشره، لأنه بالنسبة لهم، الغرب لم ينطلق نحو الحضارة والتطور إلا بعد أن فرق نهائيا بين المؤسسة الدينية والتقاليد الدينية والحياة الروحية، وبين الحياة المدنية وحياة المجتمع والسياسة والفن والثقافة والأدب والعلم، ما جعله ينطلق نحو الحضارة ونحو التطور. وهذا هو مفهوم فلسفة التيار التغريبي العربي.

  • التيار الثاني هو التيار الأصولي الديني بزعامة علماء الدين والمؤسسة الدينية، ومن بينها الأزهر وعلمائه والحركات الإسلامية والتي كانت ناشئة في تلك المرحلة.

هذا التيار كان يرى أن السبب المباشر لتخلف الدول العربية، هو التدخل الغربي المتمثل في الاستعمار والهجمات الصليبية، باختصار هو مفهوم المؤامرة، وهو أن الأمة العربية والإسلامية تتعرض لهجمة ومؤامرة غربية وصليبية، من أجل إبقائها في حالة من التخلف والانحطاط ، فالتيار الإسلامي كان يرى أن الحل يتمثل في عودة المجتمعات العربية الإسلامية للتمسك بدينها، والعودة لأصولها الدينية، وأنه لا يصلح آخر هاته الأمة إلا بما صلح به أولها، ومخالفة الغرب والعالم الغربي في كل التفاصيل، هو سبيل عودة الأمة إلى مجدها وحضارتها.

نقد مالك بن نبي لرأي التيارين

مالك بن نبي في وسط هذين التيارين المتصارعين اللذين عايشهما، وجه نقدا لكليهما، النقد الأول والذي كان موجها للتغريبيين العرب، وهو أنه من غير المعقول أن يكون سبب تخلف المسلمين هو الدين، لأن هذا الدين صنع أعظم حضارة في التاريخ الإنساني وهي الحضارة الإسلامية، والعالم الغربي وحضارته والتي فتن بها التغريبيون هي في الأساس تدين للحضارة الإسلامية بالكثير من الأشياء، هاته الأخيرة هي التي مدتها بأسباب التطور ومشعل الحضارة تسلمه الغرب من أيدي علماء المسلمين، لذلك هذا وحده ينقد كل مفهوم فلسفة التغريبيين العرب، ولأن القيم الإسلامية في ذاتها هي قيم حضارية.

النقد الثاني والذي كان موجها للأصوليين العرب، كان بكل بساطة، أنه إذا كان سبب تخلف العرب والمسلمين هو الاستعمار والمؤامرة الغربية، فكان يجب أن تكون دولة اليمن من أكثر الدول العربية تطورا وازدهارا، لأن اليمن تقريبا هي الدولة العربية الوحيدة التي لم تشهد استعمارا غربيا، بل العكس اليمن هي من الدول العربية تخلفا، لذلك هذا النقد الموجه من طرف مالك بن نبي للأصوليين يزرع الشك في فلسفة الأصوليين.

باختصار مالك بن نبي كان يرى أن الاستعمار ليس من أسباب التخلف بل هو نتيجة، فالتخلف سبب الاستعمار وليس العكس. إذا فالتخلف بالنسبة لمالك بن نبي هو نتيجة لمرحلة طويلة من الانهيار في عالم الأفكار والثقافة، وهاته المرحلة الطويلة من التخلف، يسميها مالك بن نبي مرحلة ما بعد الموحدين.

وهناك مجموعة من الآراء منها:

1- الأزمة التي تواجه الأمة الإسلامية تنبع من داخلها. ” إن الحكومات صارت تحول دون أن ينهض من شعوبها من يؤدي الوظائف الدفاعية المطلوبة وأنها صارت تخشى من انتفاضة شعبها على المعتدين من الخارج بأكثر مما تخشى عدوان الخارج عليها وعلى شعبها لقد صار أمن الأمة معلقا على قدرتها على استعادة سيطرتها على دولها ونظم الحكم فيها”.

2- إن ضعف الوعي ثم انفصاله عن السعي خلق أزمة تالية تتعلق بانهيار إرادة الدول وحكومات دول الأمة في أن تقاوم واقعها الضعيف في الداخل والخارج الأمر الذي غذاه ونماه واقع الاستبداد السياسي في الداخل والزهد في العلاقات البينية الإسلامية – الإسلامية.

3- الانبهار بما عند الغرب، الانبهار والولع الذي يؤدي إلى الانهيار أمام القوة الغالبة وتسليم القيادة لها بلا تحفظ والرضى بالتبعية الكاملة لها، بل الامتنان والاغتباط إذا قبلت القوة الظافرة أن تعتبرها من بين الأتباع! لا الهزيمة العسكرية وحدها تصبغ هذا قي الأمة ذات العقيدة ولا التخلف العلمي [26]والحضاري والمادي وحده يصنع ذلك ولا حتى اجتماع الهزيمة والتخلف معا يمكن أن يؤدي إلى الانهيار، إنما هي الهزيمة الداخلية الناجمة من التخلف العقدي.

-4 سلبية الدبلوماسية العربية والإسلامية

لا يوجد تواصل بين الجاليات العربية و المسلمة و سفارات أوطانهم بالشكل المطلوب[27] ؛ وعجز الدبلوماسية العربية و الإسلامية في الدفاع عن قضايا الجاليات و خاصة القضايا ذات البعد الديني مثل نشر الصور المسيئة للنبي واعتبار ذلك حرية تعبير و هذا التقصير أعطى الضوء الأخضر نحو ازدياد معدّل الكراهية للمسلمين والتعدي عليهم و على مساجدهم، وإهانة كرامتهم.

-5سلبية بعض المؤسسات الإسلامية في أوروبا

قيادات المؤسسات الإسلامية لا يوجد لهم موقف محدد من حق المواطنة و الإندماج و الإتفاق على مرجعية واحدة تمثلهم أمام الحكومات الأوروبية. و يؤخذ عليهم خطابهم الديني التقليدي و الذي لا يعتبر مناسبا لدى الشباب المسلم و الذي يبحث عن بدائل  عبر شبكات التواصل الإجتماعي.

نقاط للمواجهة

1-كان المسلمون في بدء حياتهم متأخرون في ميدان العلم وفي الجانب المادي والتنظيمي من الحضارة بدرجة لا تقاس بالقوتين المتجاورتين فارس والروم، وكان المسلمون في حاجة إلى الاقتباس منهم والأخذ عنهم في هذين الميدانين، ولكنهم لم يشعروا قط أن أعداءهم أعلى منهم ولا أن ما عند أعدائهم من أفكار ومعتقدات وأنماط سلوك خير مما عندهم.

فأخذوا العلم الذي كانوا يحتاجون إليه، وأخذوا من الجوانب المادية والتنظيمية ما وجدوا أنفسهم في حاجة إليه وطوعوه لمنهج حياتهم، ولم يأخذوا شيئاً من معتقدات الجاهلية ولا أفكارها ولا أنماط سلوكها، وكان هذا هو المسلك الصحيح بالنسبة للأمة المسلمة حين تشعر بحاجتها إلى شيء تفتقده عندها وتجده عند الأمم من حولها، وتحتفظ بنظرة الاستعلاء بالإيمان “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين“.

2- يجب إنعاش الإدراك بالوجود الإسلامي الجماعي هو أمر يفيد نفعاً محضاً هو ربح بغير خسارة[28] وذلك إذا كنا نزن الأمور بالكسب والخسارة وهو من وجهة نظر أخرى إنعاش للذات الحضارية وإدراك للمميز الثقافي وإثراء له بالتنوع.

3- إعادة مفهوم الأمة لدى العرب والمسلمين وعدم ارتباكها ، فالأزمة الحقيقية تقبع في المسافة بين ما نؤمن به من مشترك جامع وبين ما نفعله من نشاط سياسي متشرذم بل متضارب.

4- لابد من وجود إرادة سياسية ومجتمعية للمواجهة لأن ضعف الإرادة السياسية هو ما أطمع فينا هذه القوى الخارجية.

5- التخلص من الاختراق والاختطاف والاستعمار الثقافي وذلك بالتعرف على الغرب والوقوف على نقاط القوة والضعف والمخططات والأليات المستخدمه من قبله قديما وحديثا.

6- القيام بمراجعة شاملة لتاريخ الغرب للوقوف على مخططاته لأخد العبرة منها من جهة ورسم طريقة التعامل مع الغرب المعاصر من جهة ثانية ، إذ أن الغرب المعاصر امتداد للغرب الماضي ولا يمكنه الخروج من ماضيه.

7- التحرر من الاستعمار الثقافي والهيمنة الغربية على جميع مفاصل حياتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية.

8- الوقوف على الخلافات والتناقضات الكثيرة الموجودة في الغرب والعلم بأن الغرب ليس كتلة منسجمة واحدة وغير متناقضة. إذ ان البعض منا بعد أن يصل إلى الانبهار أمام الغرب ويتغرب يتصور أن ماوصل إليه الغرب في جميع مفاصل حياته مقدس وصحيح لا غبار عليه ولا يتطرق إليه الخطأ. فالوقوف على الخلافات الموجودة في الغرب يبدد هذا الوهم ويثبت بأن ماوصل إليه الغرب ليس أمرا نهائيا ومقدسا.

9- تقديم حلول ومعالجات علمية وعملية منبثقة من الفطرة السليمة والوجدان الحي المعتمد على المبادئ الإنسانية والوحي الإلهي لأزمات الغرب تلبية للوظيفة والمسئولية الملقاة على عاتقنا في مساعدة الآخر ودعوته للحق.

١٠-لا بد من إدراك أن” الإصلاح والتجدد في الأمة صناعة توحيدية محلية وحضارية” وأن هذا هو أول شروط الإصلاح الحقيقي: وطنيا صرفا للأوطان وحضاريا واعيا في شأن الأمة . إننا حين نستعين على أنفسنا بأننا غير قادرين على إدارة شئوننا الذاتية ولا قادرين على حماية مصالحنا الداخلية في مواجهة من هم منا فكيف نكون قادرين من ثم على حماية مصالحنا وأوطاننا في مواجهة قوى الخارج.

11- الوعي السياسي والحضاري الذي تقذف به أوعية الإعلام المحلي والخارجي ينحصر في أوروبا والغرب بحسبان أنهما هما العالم وأثر ذلك فينا لا يجري باعتقاد منا ولا باختيار ثقافي وحضاري من جانبنا إنما يجري بموجب الاعتياد من التكرار المتوالي لما نحصل عليه من أخبار ومتابعات تركز على الأحداث الأوروبية والغربية.

١٢- تجديد أساليب العمل في المؤسسات التعليمية والدينية، كي تمارس دورها في إشاعة الروح الجديدة في الجماهير والثقة بالدين لتتمكن من حماية نفسها من التدخل الغربي، وحماية الهوية الإسلامية ، وضرورة التصدي السياسي والثقافي للغرب.

في رواية الأم للكاتب الروسي مكسيم جوركي يقول فيها: يجب أن نبين لأولئك الذين يركبون ظهورنا، ويضعون العصابة في ذات الوقت على عيوننا، إننا نرى كل شيء. نحن لسنا أغبياء، وكذلك لسنا حيوانات لا تطلب إلا معدة ممتلئة. نحن نريد أن نعيش حياة جديرة بكائنات بشرية، يجب أن نبرهن لأعدائنا أن حياة العبودية التي ألجمونا بها لا تمنعنا أن نكون مساوين لهم فكرياً، لا بل متفوقين عليهم أيضاً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] القابلية للاستعمار في العالم الإسلامي .. ساكري البشير 21/6/2016

[2] الإسلام والأوضاع الاقتصادية.. محمد الغزالي – نهضة مصر

[3] تاريخ الجبرتي.. عبد الرحمن الجبرتي

[4] السيطرة على الإعلام نعوم تشومسكي

[5] مقدمة ابن خلدون الفصل الثالث والعشرين

[6] عبد الرحمن منيف .. رواية شرق المتوسط

[7] http://ruyaa.cc/Page/2414 د. على فريد: التغريب بذوره وجذوره

[8] جمال حمدان ..استراتيجية الاستعمار والحرية

[9] نفس المرجع السابق

[10] نفس المرجع السابق

[11] واقعنا المعاصر محمد قطب

[12] نفس المرجع السابق

[13] المتلاعبون بالعقول ..هربرت شيللر

[14] واقعنا المعاصر محمد قطب

[15] الإسلام في الغرب بعد ١١ سبتمبر.. رانية عبد الرحيم المدهون

[16] “تم الاعتماد على كتابه العرب السيئون: في إخراج فيلم وثائقي أنتجته مؤسسة التعليم الإعلامي عام ٢٠٠٦ م وعرض في الولايات المتحدة عام ٢٠٠٧م مصحوبا بترجمة نصية عربية” ……….

… ميشيل فوكو فوكو صحافيا: أقوال وكتابات …..

[17] الأديان على شاشة السينما المصرية.. محمود قاسم

[18] ماذا وراء إغلاق راديو سوا آدم جابر .. القدس العربي

[19] دور الإذاعات الموجهة في السياسة الخارجية – سوا نموذجا .. للباحث توفيق حميد كاطع

[20] واقعنا المعاصر محمد قطب

[21] القسيس زويمر رئيس إرسالية التبشير العربية في البحرين، أول من ابتكر فكرة عقد مؤتمر عام يجمع إرساليات التبشير البروتستانية للتفكير في مسألة نشر الإنجيل بين المسلمين.

[22] مفكر وفيلسوف فرنسي ، يعد أحد أهم المفكرين الغربيين في النصف الثاني من القرن العشرين.

[23] الاستراتيجية التركية في أفريقيا د. محمد هشام راغب http://ruyaa.cc/Page/8015

[24] دور الإذاعات الموجهة في السياسة الخارجية – سوا نموذجا .. للباحث توفيق حميد كاطع

[25] تبسيط فكر مالك بن نبي١ … مبروك مقاوسي / مدونات الجزيرة 24/3/2017

[26] واقعنا المعاصر محمد قطب

[27] النخبة في العالم العربي دراسة وصفية نقدية.. محمد نبيل الشيمي

[28] أمتي في العالم .. طارق البشري

زر الذهاب إلى الأعلى