استعراضتقاريرعاممراجعات

الدول والقيادات المؤثرة في الشرق الأوسط بنظر شعوب المنطقة

أجرى مركز بيو للأبحاث في واشنطن مسحا مهما لشعوب الأردن ولبنان وتركيا وتونس وإسرائيل حول رأيهم في القوى الإقليمية والدولية المؤثرة في الشرق الأوسط في ربيع ٢٠١٧ مقارنة بعشر سنوات قبلها. شمل المسح أيضا القيادات السياسية المؤثرة في المنطقة. أجري المسح من ٢٧ فبراير – ٢٥ إبريل ٢٠١٧ وشمل استطلاعا مباشرا شفويا (وجها لوجه) لـ ٦٢٠٤ شخصا من الشعوب الخمسة.

المسح كشف عن توجهات شعبية مهمة للمشهد السياسي للشرق الأوسط من خلال ثلاث نتائج مهمة. نرصد هنا هذه النتائج ونحاول القراءة بين سطورها.

النتيجة الأولى: رؤية الشعوب للنفوذ المتصاعد في المنطقة

شعوب خمس دول في الشرق الأوسط ترى روسيا وتركيا والولايات المتحدة قد اكتسبت وضعا راسخا وأكثر تأثيرا وأهمية مقارنة بعشر سنوات سابقة، بينما زاد دور إيران وإسرائيل والسعودية بنسبة أقل، وتراجع دور مصر وأصبحت أقل أهمية بنظر هؤلاء. أرقام هذا الاستطلاع في شكل (١).

 

القراءة:

الأوضاع في سوريا منحت روسيا وتركيا وإيران دورا أكبر خاصة بعد استرداد النظام السوري لحلب ومناطق كبيرة أخرى من المعارضة السورية، كما أعطى تدخل تركيا في شمال سوريا أهمية أكبر ونفوذا أوسع لتركيا في المنطقة.

القضاء على تنظيم الدولة بالعراق وهزيمة التنظيم بالرقة السورية زاد من نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومنحها مزيدا من النفوذ في العراق والخليج العربي.

وصول ترامب إلى الحكم زاد أيضا من نفوذ الولايات المتحدة في الخليج ومصر وإسرائيل

مرت سنة على ذلك الاستطلاع، ويُعتقد أن النفوذ الروسي والتركي قد تعزز أكثر في هذه السنة بسبب ما استجد على الساحة السورية في ريف دمشق وعفرين، وتنامي العلاقات التركية مع الجزائر والسودان. النفوذ الأمريكي تعزز أيضا بعد أزمة الخليج وحصار قطر، ولكنه تراجع بعد إفشال استفتاء كردستان العراق لحساب التقارب الإقليمي بين العراق وتركيا وإيران في هذا الملف. في السنة الأخيرة أيضا قد يكون الدور المصري قد تحسن بعد وساطتها في الانقسام الفلسطيني وتقاربها مع السعودية والإمارات في نزاعهما مع قطر، لكن ضعف موقفها مع السودان وفي أزمة سد النهضة ربما تطيح بهذا التحسن.

القراءة التفصيلية للاستطلاع تعكس هذا التأكيد الشعبي المحسوس لزيادة النفوذ الروسي والأمريكي في المنطقة، فكما يوضح الشكل (٢) فإن غالبية الشعوب الخمسة ترى بشكل قاطع تصاعد هذا النفوذ، كما تتفق غالبية الشعوب على ارتفاع النفوذ التركي ما عدا الرأي العام الإسرائيلي الذي يقدم النفوذ الإيراني.



أكثر من نصف من استطلعت آراؤهم يرون تصاعد النفوذ الروسي، لكن الملاحظ ارتفاع هذه النسبة جدا في لبنان، حيث يرى ٨١٪ من الشيعة و ٧٧٪ من السنة تصاعد النفوذ الروسي، وهذا لافت للانتباه، لأن الشيعة يرون زيادة نفوذ الروس أمرا إيجابيا، بينما يراه السنة سلبيا، لكن كلا الطائفتين – رغبا ورهبا – تقر بتصاعد كبير للقوة الروسية بالمنطقة.

ترى غالبية عرب إسرائيل (٧٢٪) بصورة إيجابية تزايد النفوذ التركي ولا يشاركهم الرأي من يهود إسرائيل إلا ٧٪. وفي الجهة الأخرى يرى ٤٥٪ من الإسرائيليين اليهود تراجع النفوذ التركي، ويشاركهم هذا الرأي ٢٩٪ من عرب إسرائيل.

هذا الانقسام الداخلي واضح أيضا في لبنان، إذ يرى ٧٨٪ من السنة فيه تصاعد النفوذ الأمريكي في المنطقة بينما تنخفض هذه النسبة إلى ٥٢٪ بين الشيعة اللبنانيين ويتوسط المسيحيون بنسبة ٦٤٪ منهم. العجيب هنا أن الطوائف الثلاثة اتحدت رؤياهم لتصاعد النفوذ الإيراني وإن كان بشيء من التفاوت، وقد بلغت نسبهم للشيعة والسنة والمسيحيين ٨٩٪، ٧٧٪ و٧١٪ على الترتيب. هذا الانقسام ظاهر أيضا في أن غالبية اللبنانيين لا يرون زيادة في النفوذ السعودي، إلا أن ٦١٪ من السنة اللبنانيين يرون (أو يأملون) تصاعد النفوذ السعودي. يُعتقد أن أحد أهم أسباب هذا الانقسام الداخلي حول نفس حراك المشهد السياسي راجع إلى الخطاب الإعلامي حاد الاستقطاب بين هذه الطوائف، وهذا شبيه أيضا بالداخل الإسرائيلي.

حوالي ٨٠٪ من اللبنانيين يثمنون تصاعد الدور الإيراني في الشرق الأوسط، وحوالي ثلث اللبنانيين يرون تراجع الدور الإسرائيلي، بينما حوالي ربع الأتراك والإسرائيليين يرون تراجع الدور الإيراني، ويرى أكثر من نصف الأردنيين والإسرائيليين تنامي الدور الإسرائيلي في المنطقة.

هذا الانقسام ظاهر كذلك في الشكل (٥)، إذ بينما توجد صورة سلبية عامة عن إيران بما فيها الشعب اللبناني، إلا أن التفاصيل الطائفية تعكس تباينا حادا، إذ ينظر ١٦٪ فقط من السنة و ٢٧٪ من المسيحيين بإيجابية لإيران، بينما يرى ٩٣٪ من الشيعة اللبنانيين إيران بإيجابية.

بشكل عام تنظر الشعوب الخمسة بسلبية لإيران، بينما ترى تركيا والسعودية بصورة أكثر إيجابية. غالبية التونسيين واللبنانيين ينظرون لتركيا بإيجابية، أما لبنان فمنقسمة في نظرتها لتركيا على أساس طائفي، فبينما يرى أكثر من نصف السنة والمسيحيين تركيا بإيجابية، لا يشاركهم في هذه النظرة إلا ٨٪ من الشيعة. نفس الصورة في إسرائيل، إذ ينظر ٧٢٪ من عرب إسرائيل لتركيا بإيجابية بينما لا يشاركهم الرأي من يهود إسرائيل إلا ٧٪ فقط.

 

النتيجة الثانية: نظرة الشعوب الخمسة لأردوغان، السيسي، سلمان، عبد الله الثاني، بشار الأسد، روحاني ونتنياهو

هناك نظرة سلبية عامة لهؤلاء القادة ما عدا الرئيس التركي الذي يتمتع بنظرة إيجابية يشوبها أيضا بعض الاضطراب. الشكل (٦) يوضح تفاصيل هذه النتيجة.

القراءة:

شعبية الرئيس التركي في الشرق الأوسط أفضل من أي قيادة أخرى في المنطقة، ومع ذلك فإن هناك تباينا حادا في الدول المختلفة. ينظر الأردنيون بإيجابية للرئيس التركي بينما يراه ٤٢٪ من اللبنانيين فقط بإيجابية، وتقل النسبة إلى ١٥٪ داخل إسرائيل. تفاصيل البلدين تعكس سبب هذا التدني، حيث يوجد ٧٪ فقط من الشيعة اللبنانيين معجبون بأردوغان وتقل النسبة إلى ٤٪ فقط بين يهود إسرائيل.

في المقابل زادت شعبية أردوغان في تونس ١٠ نقاط منذ ٢٠١٤، وزادت في الأردن ٧ نقاط منذ ٢٠١٥، بينما تدنت في لبنان ٨ نقاط منذ ٢٠١٥.

 

للملك سلمان شعبية كبيرة جدا في الأردن (٨٦٪)، ويعتقد أن هذه الشعبية قد تراجعت منذ هذا الاستطلاع بعد أزمة الخليج، وبعد الخلاف السعودي الأردني حول ملف القدس والأقصى.

 

من اللافت أن شعبية الرئيس المصري في إسرائيل أكبر من شعبيته في الدول العربية الثلاثة الأخرى (لبنان والأردن وتونس) وتركيا. تفاصيل شعبية السيسي في إسرائيل لها دلالاتها، فحوالي نصف يهود إسرائيل (٤٩٪) معجبون بالرئيس المصري، ولكن ٢٢٪ من عرب إسرائيل فقط يحملون نظرة إيجابية له. أقل تأييد للسيسي في الشعوب الخمسة في تركيا، حيث تتدنى نسبة التأييد إلى ١٢٪.

للملك عبد الله الثاني شعبية في إسرائيل أكبر من شعبيته في لبنان وتونس وتركيا!، وإن كانت النظرة العامة له سلبية، وأدناها في تركيا حيث لا ينظر إليه بإيجابية إلا ١٨٪، وفي نفس الوقت لم يبد ٤٣٪ من الأتراك رأيهم فيه، مما قد يعكس قلة اهتمام أو انتباه لدوره الإقليمي.

النظرة العامة لكل من روحاني والأسد سلبية للغاية فيما عدا لبنان. التحسن في لبنان راجع للطائفة الشيعية فيه بطبيعة الحال.

أما بشار الأسد فصورته متدنية جدا والاستثناء الوحيد في لبنان حيث ينظر إليه ٤٤٪ بشكل إيجابي، وهذا يرجع للطائفة الشيعية حيث نسبة تأييد الأسد بينها ٩٣٪ أي شبه إجماع، برغم مآسي الشعب السوري. هذا الاستقطاب السني الشيعي لا يمثل خطرا فقط على لبنان، وإنما يعد عامل توتر في الشرق الأوسط كله.

 

١٪ فقط من الأردنيين يؤيدون الأسد، و٧٪ فقط من اللاجئين السوريين في الأردن يؤيدون الأسد، مما يعني أن الغالبية الكبرى من المهجرين – قسريا أو اختيارا – هم من معارضي النظام السوري، أو أن نسبة الـ ٧٪ تمثل حقيقة المؤيدين من السوريين لبشار الأسد. التفسير الأخير أقرب إلى الصحة، لأن حشود الفارين من جحيم الحرب والقمع لا تفرق بين مؤيد ومعارض.

شعبية الرئيس الإيراني تكاد تتطابق في أرقامها المتدنية تماما مع شعبية بشار الأسد، وهو ما يمثل وعيا شعبيا مشتركا بأن إيران مسئولة عن المأساة السورية بدعمها لنظام الأسد.

النظرة السلبية الكاسحة تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي تعكس الهوة القائمة بين الرفض الشعبي العربي والتقارب الرسمي العربي المتنامي مع إسرائيل. نسبة التأييد لنتنياهو في لبنان ٠٪ وفي الأردن ١٪، ونسبة الذين يرفضونه بشدة في البلدين ٩٧٪ و ٩٥٪ على الترتيب مما يعبر عن حالة رفض حادة، برغم وجود معاهد سلام بين الأردن وإسرائيل، وبرغم وجود لوبي صهيوني نشط في لبنان.

الأرقام المتدنية لهؤلاء القادة بشكل عام تعكس مشهدا سياسيا لشرق أوسط بلا زعامات كبيرة، كما يشرح الضعف المستشري في المؤسسات الإقليمية كجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي.

الاستقطاب الطائفي في لبنان يبدو حادا بين طوائفه الثلاثة وكأننا بإزاء ثلاثة شعوب مختلفة، مع خلاف كبير بين السنة والشيعة، ووجود المسيحيين غالبا في منتصف المسافة بينهما. حالة الاتفاق الوحيدة بين الطوائف الثلاثة جاءت في نظرتها لإسرائيل ولرئيس وزرائها نتنياهو.

الشكل التالي يبين الفارق الكبير بين آراء السنة والشيعة حول قيادات المنطقة.

 

 

النتيجة الثالثة: توقعات الشعوب لموعد انتهاء الأزمة السورية

متوسط توقعات الشعوب الخمسة جاء منقسما تماما، فقد توقع ٢٦٪ منهم انتهاء الحرب في سوريا خلال عام ٢٠١٨، وتوقع ٣٢٪ انتهائها خلال خمس سنوات، بينما توقع ٢٩٪ أن تستمر الحرب لأكثر من خمس سنوات أخرى!

 

القراءة:

تفاصيل هذا الاستطلاع لها أهمية مختلفة، ففي الأردن مثلا يرى ٣٢٪ من شعبه أن تنتهي الحرب السورية خلال ٢٠١٨ لكن ٦٤٪ من اللاجئين السوريين في الأردن يشاركونهم هذا التوقع (بالأردن حوالي ٦٦٠ ألف لاجئ سوري). هذه النسبة الكبيرة تعكس آمالا شعبية للاجئين بالعودة إلى وطنهم، أكثر من تعبيرها عن توقعات سياسية.

 

تفاصيل توقعات كل شعب لأمد الحرب السورية بها ملاحظتان بارزتان:

 

 

الأولى: أن نصف الأتراك تقريبا متشائمون ويرون أن الحرب لن تنتهي قبل خمس سنوات، وهي النسبة الأعلى بين شعوب المنطقة وربما تحمل هاجسا من بُعد نهاية الحرب مع وجود ٣.٦ مليون لاجئ سوري على الأراضي التركية (يمثلون أكثر من نصف إجمالي اللاجئين السوريين في الخارج).

الثانية: أنه من المفهوم أن يميل كل شعب إلى أحد التوقعات أكثر من غيرها، لكن في تونس نقرأ النسبتين الأكبر تريان الحرب ستنتهي عام ٢٠١٨ أو بعد أكثر من خمس سنوات، وهذا يمثل تناقضا ما مع قلة من يرى الحرب تنتهي خلال خمس سنوات (١٥٪)، وربما يشير هذا التناقض إلى تراجع اهتمام التونسيين بالحرب في سوريا بحيث أن الآراء التي أعطيت في الاستطلاع اتسمت بشيء من التساهل أو عدم الاهتمام.

 

مع استمرار الحرب السورية لأكثر من سبع سنوات ترى أكثر شعوب الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين التقليل أو عدم استقبال المزيد من اللاجئين. ففي الأردن وتركيا ولبنان لا يرى إلا ٣-٨٪ استقبال مزيد من اللاجئين، بينما يرى من ٢٣-٥٣٪ عدم استقبال أي لاجئين، والباقون إما يرون المحافظة على نفس نسبة تدفق اللاجئين (من ٨-١٣٪) أو تقليلها (من ٣٠-٦٠٪).

اللاجئون السوريون في الأردن يرى غالبيتهم (٦٤٪) السماح بزيادة تدفق اللاجئين إلى الأردن عن المستويات الحالية، ولا يرى أي منهم إيقاف استقبال اللاجئين.

في لبنان يرى أكثر من نصف المسيحيين (٥٣٪ منهم) إيقاف استقبال اللاجئين السوريين، وهي نسبة أعلى من السنة والشيعة بلبنان (٣٦٪ و ٣٣٪ على الترتيب).

 

وفي الخلاصة: 

  • لهذه الأرقام دلالتها الهامة، على كثير من القضايا الإقليمية والمحلية، وتعكس التأثير المحلي لإعلام كل دولة وتوجه حكومتها على المزاج الشعبي في أغلب القضايا والمواقف إلا ما يتعلق بملف التطبيع والموقف من القدس الذي لايزال يتمتع بما يشبه الإجماع الشعبي على رفض موقف الدول وعدم التأثر بآلاتها الإعلامية، ربما يكون السبب في ذلك هو عمق وتراكم هذا الرفض الشعبي وتجذره في الثقافة العربية عبر سنين طويلة إبان احتدام الصراع العربي الإسرائيلي، وأيضًا يظهر انعكاس التأثر المباشر بالقضايا الخارجية وتداعياتها الحياتية على الرأي العام العربي.
  • هذه الإحصاءات أجريت في ظل ظروف إقليمية ودولية شبه مستقرة، إلا أنه حدثت بعد ذلك بعض التطورات والأحداث الهامة والمؤثرة بصورة مباشرة على شعوب الدول التي تناولها الاستبيان، ويتوقع أن ينعكس ذلك بصورة مباشرة على المزاج والرأي الشعبي لها، وأبرز هذه الأحداث هي:
  • الأزمة الخليجية، وحصار قطر، وتداعياتها الشعبية والأخلاقية والإعلامية والاقتصادية.
  • قرار الرئيس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والموقف الضعيف الباهت، من قادة وأنظمة وإعلام غالبية الدول العربية، وفي ظل تفاهمات أمريكية مع قادة دول عربية، كما نقلت كثير من المصادر الإعلامية الأمريكية والإسرائيلية، وهو ما يظهر في تلك الضغوط على قادة بعض الدول الرافضة لها بقبولها، والسعي الحثيث لإفشال المؤتمرات والجهود الإقليمية لرفضها ومواجهتها، بل تشويه الداعين لها.
  • المكاسب الواسعة التي حققها النظام السوري على الأرض وتداعيات ذلك على ملف الحريات في العالم العربي كله.
  • التحول النوعي في السياسة السعودية الخارجية المعروفة عبر تاريخها الطويل بالتؤدة والتروي وعدم الاندفاع، خاصة مع الحلفاء الإقليمين التقليديين؛ كلبنان والأردن، وما ترتب على ذلك من توتر غير مسبوق خاصة في ظل أزمة استقالة الحريري المثيرة وما صاحبها، وكذا احتجاز أحد أشهر رجال الأعمال الأردنيين والذي ينظر له باعتباره من كبار رجال الاقتصاد الأردني، في ظل أزمة اقتصادية قائمة بالفعل.
  • تطورات الحرب اليمينة وزيادة تعقيدها، وعدم ظهور أفق لنهايتها.
  • التدخل التركي في عفرين ومحيطها في الشمال السوري، وظهور بوادر تقسيم فعلي لسوريا لمناطق نفوذ أمريكي وروسي وإيراني وتركي.

 

  • ومع كل هذه الأحداث وتلك المتغيرات؛ فإن المتوقع أن تنعكس بقوة على المزاج والرأي الشعبي لهذه الدول خاصة فيما يتعلق بالموقف الشعبي من قادة هذه الدول:
  • من المتوقع أن تفقد القيادة السعودية كثيرًا من حظوظها ومكانتها لدى شعوب تونس والأردن ولبنان.
  • في المقابل يتوقع ارتفاع شعبية الرئيس التركي في الأردن، بينما يتوقع أن تتراجع في لبنان؛ حيث المحرك الأكبر لها هو الموقف من أسد سوريا الذي يحظى بقبول واسع فيها.
  • كما يتوقع ارتفاع شعبية الرئيس التركي في المغرب العربي، بعد رحلته الناجحة، وفي ظل الانفتاح والتقارب المتبادل.

 

  • وأما انعكاس هذه الأحداث على رؤية الشعوب لتلك الدول موضوع الاستبيان:

 

  • فيتوقع ارتفاع رسوخ الحضور والتأثير التركي الدولي، خاصة بعد الانفتاحات النوعية التركية في أفريقيا. وأيضا بعد عملية عفرين، وتطور الحضور العسكري التركي القوي في سوريا.
  • كما يبدو المشهد غامضا حول مزيد تراجع للدور المصري المؤثر الإقليمي والدولي، على الرغم من فقده كثيرا من أدوات قوته، إلا أن ذلك نتيجة الغموض حول ما يسمى صفقة القرن، والذي يتوقع لها حضور فاعل مؤثر لكنه بالطبع لا يتوقع انحيازه بعيدًا عن الرغبة “الإسرائيلية” الأمريكية.
  • يبدو الدور السعودي الإقليمي مرشحا لمزيد من التراجع مع تواصل الضغوط الأمريكية والأوروبية مقابل دعم تمكين القيادة السعودية الجديدة.
  • كما يتوقع ارتفاع نسبة صعود الدور “الإسرائيلي” المؤثر في الأحداث نتيجة التطورات الإقليمية والدولية.

فيما يتعلق بالحضور الإيراني؛ فيتوقع له انخفاض نسبي على المدى القصير نتيجة التصعيد الأمريكي، واحتمالات إلغاء أو تعديل الاتفاق النووي الإيراني، لكن هذا لا يؤثر على حضورها الراسخ المؤثر في العراق واليمن.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى