إيران بعد مصرع رئيسي
احتل حديث المؤامرة الجدل الشعبي حول ملابسات مصرع الرئيس الإيراني ورفاقه. مثل هذه المؤامرات في حال ثبوتها، فإنها عادة ما تظل خافية لسنوات أو عقود، لذلك من المجازفة غير العلمية الخوض فيها أو البناء عليها، مع الإقرار بعدم استبعادها.
حققت إيران في السنوات الأخيرة تقدما عسكريا وتكنولوجيا، ثم جاء مصرع رئيسي بهذا الشكل ليظهر إيران في صورة مخجلة وضعيفة في بنيتها التحتية، وأجهزتها تتخبط لساعات طويلة لمجرد الوصول لمكان تحطم الطائرة.
الغياب المفاجئ لرأس السلطة التنفيذية سيربك الوضع الداخلي في إيران، ويشغلها بانتخابات غير متوقعة، بالإضافة لصراع مهم حول مَن يخلف خامنئي (٨٥ عاما). كان رئيسي المرشح الأوفر حظاً لخلافة خامنئي لقيادة البلاد، أمام المرشح الثاني، وهو مجتبى خامنئي ابن المرشد الحالي. وفي المزاج العام الإيراني المؤمن بالمؤامرات، سيكون هناك كثير ممن يرون أنه تمت إزاحة رئيسي عن عمد من أجل ترْك مجال لابن خامنئي، وهو ما سيؤدي إلى إلحاق الضرر بشرعية الوريث، ويعزّز من تعلّق – أو خضوع – خامنئي الابن للحرس الثوري على أمل منْع أي تظاهرات عنيفة حال ولايته.
وفي كل الأحوال سيكون النظام منشغلاً أكثر بشؤونه الداخلية، مما سيؤثر على فاعليته في المشهد الإقليمي المشتعل.