تقاريرتقارير

الأداء الإعلامي للسيسي ودلالاته

في المسارح الرومانية القديمة ، كانت هناك فتحة على المسرح يوجد فيها الملقن الذي يذكر الممثلين بحواراتهم.

وكان الممثل المسرحي يرتبك في غياب الملقن، إذ عليه ألا يخرج عن النص. ينتظر أن يسمع منه الكلمة الأولى من الجملة أو العبارة التي يجب أن يدلي بها مثلما كتبها المؤلف دون زيادة أو نقصان. استمر وجود الملقن في المسارح الكلاسيكية التي تتطلب حفظ النص والتقيّد به .

هذه الشخصية التي لا يراها الجمهور ، وتلعب دوراً أساسياً في توجيه الممثلين قد تعيش وتموت في الظل .

ثم تعرضت مهنة الملقن للانقراض بسبب التغيرات الحديثة بالمسرح والذى نتج عنه إزالة المكان المخصص له على خشبة المسرح ( الكمبوشة ) وجعل مكانه بجوار الستارة لتذكير الممثل بالجملة أو الكلمة أثناء العرض أو الاعتماد على الارتجال فى حالة نسيان النص.

ويذكر أن الفنان سمير غانم في إحدى مسرحياته سخر من الكل حتى الملقن ، وفي مسرحية أخرى قام أحد الممثلين بسحب الملقن من مكانه.

بدأوا يستخفّون بأهمية وجود الملقن ويظهرون ذلك الاستخفاف على المسرح ، وربما ذلك لقناعة داخلية أو كما ذكر بعض الفنانين أنهم ليسوا بحاجة له لأن الحوارات ساذجة وهزيلة ، أو لأنهم خططوا مسبقاً للخروج عن النص .

بمرور الوقت لم يعد الالتزام بالنص أمرًا مهمًا ولا مطلوبًا. ظهر ممثلون يعيدون صياغة الحوار فيضيفون إليه أو يحذفون منه، بل وربما يبتكرون مشاهد جديدة يُفاجأ بها الجمهور، حتى اندثر الملقن من الوجود تقريبًا.

صار الالتزام استثناء والارتجال قاعدة والخروج عن النص مهارة ومفخرة.

ودائما مايرتبط الارتجال بالممثل الكوميدي على خشبة المسرح حتى يضحك الجمهور ومن ثم يزيد الإعجاب به وتمتلىء يوما بعد يوم صالة العرض المسرحي بالجمهور لتصل لعبارة كامل العدد.

ويقع الرؤساء والسياسيون في خطابهم السياسي للشعوب مابين النص المكتوب والإرتجال. واختار كل منهم الطريقة في الأداء الإعلامي لخطابه السياسي لإقناع شعوبهم والتأثير عليهم في كثير من القرارات لتمريرها أو أحيانا بالتلاعب في توصيف الحال وتقديم واقعا مختلفا يقبل به عموم الجماهير.

بدوره مر الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي في خطاباته السياسية للشعب المصري بهذه المراحل، مرورا بقراءة النص ثم الارتجال ثم المزج مابين النص والارتجال . كيف كان أداؤه في جميع المراحل ودلالات خطابه؟ وماهى الوسائل والأدوات التي استخدمها في خطابه الإعلامى ؟

وماهى ورؤيته للشعب وللديمقراطية وللمؤسسات ؟ وهل اختلف خطابه في الداخل عن الخارج؟ وماهو رأي الإعلاميين والمحللين لخطابه؟ وهل هناك رؤية مستقبلية لأدائه وخطابه ؟ هل فقد السيسى السيطرة على الإعلام؟.

وسائل وأدوات التأثير في الخطاب الإعلامي للمؤسسة العسكرية

مازالت الجماهير تستدعى هذه الصورة الخالدة، اللواء محسن الفنجري والتحية العسكرية الشهيرة التي أداها للشهداء عبر شاشات التلفاز في الثاني عشر من فبراير عام 2011. والتي حملت دلالة إيجابية مطمئنة للجماهيرـ والتي انفضت من الميدان إلا قليلًا ـ كانت بمثابة قبول وتسليم بنقل السلطة للمجلس العسكري واتفقت معها في القبول بعض الفئات التي ربما أرادت تغييرًا محدودًا لا يهدد وجودها، وربما جاء هذا الموقف بمثابة الانحياز الأول لسلطة غير شرعية. وأكدتها أيضا الرسائل التي بعث بها المجلس عبر الشاشات المرئية: «نؤكد أن المجلس ليس بديلًا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب»، لتحمل جميعها خطابًا أكثر طمأنينة للجماهير.

التحية العسكرية الشهيرة التي أداها اللواء محسن الفنجري للشهداء عبر شاشات التلفاز في 12 فبراير 2011 كانت بمثابة قبول وتسليم بنقل السلطة للمجلس العسكري ، وربما جاء هذا الموقف بمثابة الانحياز الأول لسلطة غير شرعية

الجيش والشعب إيد واحدة

استخدمت المؤسسة العسكرية الإعلانات أيضًا كأداة فاعلة من أدوات التأثير، فظهرت صورة جندي يحمل طفلًا في الشوارع والميادين، احتلت الصورة ميادين مصر وقراها،إحداها ميدان روكسي بالقرب من إشارة المرور،لتخطف أبصار المارة والسائقين وتنتزع تعاطفهم. وانتشرت فوق لوحات إعلانية أمام معسكرات الجيش، وألصقت بعناية على مركبات الجيش وأتوبيسات هيئة النقل العام فكانت بمثابة حملة دعائية ضخمة للتأثير على وعى الشعب لما تحمله من دلالات واضحة .

فقد تداول نشطاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي تسجيلا صوتيا لمفكر سياسي يوضح فيه حقيقة صورة الجندي والطفل الذي يحمله والتي كانت منتشرة علي الدبابات إبان ثورة 25 يناير. وقال إن هذه الصورة توضح علاقة الجيش بالشعب لما لها من دلالة رمزية , مؤكداً أنها توضح تفكير الجيش الذي ينظر للشعب كأنه طفل صغير يحنو عليه أحياناً ويضربه أحياناً حينما يكثر البكاء .

ففي عهد عبد الناصر كانت الجداريات والأشكال الفنية الأخرى في وسائل الدعاية السياسية تظهر الجنود وهم يصنعون المستقبل يدا بيد إلى جانب الفلاحين والعمال والمعلمين أو المثقفين . لكن الملصق الذى تصدر الحملة الإعلامية التي أطلقها المجلس العسكري في مارس ٢٠١١ تحت عنوان الجيش الشعب إيد واحدة كشف عن نظرة مختلفة تماما .

يتمثل الجيش في هذا الملصق في صورة جندي بكامل عدته القتالية ، أما الطفل الرضيع الذي يحمله هذا الجندي بين ذراعيه فهو كناية عن الشعب ويستحضر ذلك إلى الذهن المصطلح العامي “عيال” الذى يستخدم لوصف الزوجات والأطفال ، والذي يذكر أيضا بالنداء المباشر الذى وجهه مبارك إلى ” أبنائي” الشعب المصري في خطاب متلفز خلال الأيام الأخيرة من حكمه .

ورغم تأثر الكثير من أفراد الشعب بالصور الذهنية وبترويج الشعار الذي حملته «الجيش والشعب إيد واحدة»، فقد تداولها البعض كإشارة سلبية لتعامل المؤسسة العسكرية مع الجماهير بوصفها غير ناضجة ولا تزال في طور الطفولة.

المواطنون الشرفاء

لكنها سرعان ما تحولت الرسائل والشعارات إلى رسائل تهديدية بعد بضعة أشهر فقط، في مواجهة الرافضين لاستمرار المجلس بمقعد السلطة السياسية الحاكمة ألقاها ذلك الوجه الذى انحفرت ملامحه فى ذاكرة الناس باعتباره الأقرب إلى روح الثورة، اللواء الفنجري والذى تحدث بنبرة غاضبة ـ يشتم منها رائحة تهديد ووعيد للثوار والمعتصمين ـ  مختلفة تماما عن نبرته الهادئة الحانية في تحية الشهداء من قبل. وكان أخطر ما ورد فى بيان الفنجرى تلك العبارة التى قال فيها: «إن القوات المسلحة تدعو المواطنين الشرفاء للوقوف ضد كل المظاهر التى تعيق عودة الحياة الطبيعية لأبناء شعبنا العظيم والتصدى للشائعات المضللة».

عبارة تقوم على الوقيعة والفتنة بين الكتلة الصامتة من الشعب من جانب، وبين الثوار من جانب آخر، وربما تتجاوز ذلك إلى التحريض على المعتصمين فى الميادين ومحاولة تصويرهم وكأنهم مجموعة من المشاغبين الذين يهددون مصالح الوطن العليا.وكان الملاحظ في معظم برامج التوك شو عشية بيان الفنجرى أن اتصالا واحدا يتكرر من المشاهدين يبدأ بعبارة «أنا من المشاركين فى الثورة طوال الفترة من 28 يناير إلى 11 فبراير لكنى ضد ما يحدث فى الميدان الآن لأنه بلطجة».

 إن القوات المسلحة تدعو المواطنين الشرفاء للوقوف ضد كل المظاهر التى تعيق عودة الحياة الطبيعية لأبناء شعبنا العظيم والتصدى للشائعات المضللة” ، عبارة تقوم على الوقيعة والفتنة بين الكتلة الصامتة من الشعب من جانب، وبين الثوار من جانب آخر، وربما تتجاوز ذلك إلى التحريض على المعتصمين فى الميادين ومحاولة تصويرهم وكأنهم مجموعة من المشاغبين الذين يهددون مصالح الوطن العليا

وفي مقال له بجريدة الشروق علق الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن محاولة تشويه نبل الاعتصام القائم فى الميدان بالقاهرة والإسكندرية والسويس، واللعب على دغدغة مشاعر ما تعرف بالكتلة الصامتة لن يجدى نفعا، فضلا عنه تصرف يفتقد إلى الأخلاقية والمهنية أيضا أن يفترض أن الآلاف المعتصمين من أجل استكمال الثورة مقطوعو الصلة بالشعب المصرى، فكل واحد من هؤلاء المعتصمين النبلاء سفير لأسرة مصرية يجلس باقى أفرادها فى المنزل مرددين الشعارات والمطالب ذاتها التى يرفعها الذين خرجوا إلى الميادين، ومن ثم فإن التحريض على هؤلاء واستعداء الشعب عليهم مسألة محفوفة بمخاطر عديدة لن يتحملها «الوطن» إذا وقعت لا قدر الله.

وعلقت الكاتبة بسمة عبد العزيز في مقال لها : ولا يخفى ما لتعبير «المواطنين الشرفاء» من دلائل مبطنة اكتسبها مع تكرار سوء استخدامه وارتباطه بأشخاص يعملون لصالح السلطة كأدوات قمع. لقد أدت هذه الرسالة وما مثلها إلى جذب الانتباه لتغير محتوى الخطاب وإلى كشف آليات التلاعب والخداع.

ويرجع اسم “المواطنون الشرفاء” إلي ثورة 25 يناير 2011، حينما أطلقت بعض وسائل الإعلام الموالية لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، الاسم على مناصريه الذين خرجوا عقب الخطاب الثاني لإعلان تأييدهم له.
وخلال أحداث الثورة ظهر اسم “المواطنون الشرفاء” في أكثر من مكان وأكثر من مرة، فظهروا في “أحداث ماسبيرو” و”اعتصام 8  يوليو”، و”أحداث محمد محمود” و”موقعة العباسية” و”مجلس الوزراء وحتى عقب موقعة الجمل قالت نفس وسائل الإعلام إن من ذهبوا لميدان التحرير أهالي نزلة السمان الشرفاء الذين جاءوا للدفاع عن أكل عيشهم .

وكان الظهور الأبرز لـ”المواطنين الشرفاء”، في ميدان العباسية بجانب تظاهرات مصطفى محمود وموقعة الجمل، إبان الأيام الأولى للثورة، وتحديدًا في 3 مايو 2012، حين خلف هؤلاء ما يقارب من 30 قتيلاً، واعتقال العشرات، من بين صفوف أنصار المرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبوإسماعيل، حين دعت حركة “حازمون”، أنصارها لاعتصام مفتوح أمام وزارة الدفاع بالعباسية، لتحديد مهلة زمنية محددة لتسليم السلطة عقب تباطؤ المجلس العسكري آنذاك في تسليمها، وإصداره مادة في “الإعلان الدستوري المكمل” تمنع الطعن على قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.

ومن أبرز نجوم المواطنين الشرفاء، منى البحيري، صاحبة عبارة “شت أب يور ماوس أوباما”، ومدام إيمان صاحبة مقولة “خدت كام يا باسيييم” (تقصد باسم يوسف).
وعبد بسكلتة “صاحب الدراجة التي يتصيد ويجوب بها الشوارع التي تشهد مظاهرات مناهضة للسيسي”.
وكشف شهود عيان عن الهوية الحقيقية لبعض الأشخاص الذين حضروا بمحيط مقر نقابة الصحفيين بالأمس، واعتدوا على الصحفيين أثناء انعقاد الجمعية العمومية.

ولدى كثيرين قناعة كاملة، بأن هؤلاء ليسوا مواطنين عاديين، وإنما شخصيات يتم استخدامها من جانب الأجهزة الأمنية والنظام الحاكم، لترهيب أو الاعتداء على الناشطين والمعارضين، خاصة أن وجوها بعينها، بات يتكرر ظهورها في أماكن ومواقف عدة.
المواطنون الشرفاء” كانوا دفعة قوية للخلاص من الرئيس محمد مرسي وكانوا قوة ضاربة ساهمت في الإطاحة به عقب 30 يونيو، ففي الأحداث التي أعقبت انتخاب “مرسي” ظهر اسم المواطنون الشرفاء كثيرا في أحداث الاتحادية والمقطم وغيرها من المظاهرات التي كانت ضده.

في مارس 2013، كان لـ أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، تصريح ما يزال يثير الجدل، حول دور المخابرات العامة في تشكيل “جيش من البلطجية”، أو من يطلق عليه حاليًا “المواطنين الشرفاء”.
وأعلن ماضي، أن الرئيس محمد مرسي أبلغه أن المخابرات العامة أنشأت منذ عدة سنوات تنظيمًا مكونًا من 300 ألف عنصر ممن يعرفون بالبلطجية، بينهم 80 ألفًا في القاهرة وحدها، وأشار آنذاك إلى “أن التنظيم هذا ظهر في الاشتباكات التي دارت بمحيط قصر الاتحادية وبحوزته الأسلحة البيضاء والنارية”.

لكن الأمر لا يخلو من آثار تاريخية للظاهرة، ففي مذكرات الراحل خالد محيي الدين، أحد الضباط الأحرار، المعنونة باسم “الآن أتكلم” رواية تؤكد أن الأنظمة العسكرية استخدمت “المواطنين الشرفاء” مبكرا، والواقعة المحددة التي تحدث عنها محيي الدين في مذكراته حدثت في 1954 عندما خرجت في العاصمة المصرية مظاهرة عمالية تهتف “تسقط الديمقراطية”.
ويقول محيي الدين: “وبدأ عبد الناصر في ترتيب اتصالات بقيادات عمال النقل العام لترتيب الإضراب الشهير، وسأورد هنا ما سمعته من عبد الناصر بنفسي، فعند عودتي من المنفى التقيت مع عبد الناصر، وبدأ يحكي لي ما خفي عني من أحداث أيام مارس/آذار الأخيرة، وقال بصراحة نادرة: لما لقيت المسألة مش نافعة قررت أتحرك وقد كلفني الأمر أربعة آلاف جنيه”.

هكذا كانت نظرة المؤسسة العسكرية دائما متمثلة في رؤسائها العسكريين للشعب المصري وتخليها عما تبقى من تعلق بإرث العهد الناصري المتمثل في السياسات الحكومية الاجتماعية الهادفة إلى إعادة توزيع الثروة. وتبنت بدلا من ذلك مقاربة أبوية تجاه الغالبية العظمى من المصريين ( ولاننسى إطلاق عبارة كبير العيلة المصرية على الرئيس الراحل أنور السادات) وتحولت الرعاية الاجتماعية إلى صدقات وحظوات بدل أن تكون استحقاقات تمنح وفقا لتقدير ومزاج القادة باستخدام الأموال والأصول التي يتحكمون بها حصرا خاصة في حكم مبارك وتأسيسه لجمهورية الضباط.

فحين تبنى القوات المسلحة الجسور والطرق السريعة بين المدن والطرق الدائرية والمخابز ومحلات الجزارة في الأحياء المدنية الفقيرة ومحطات تنقية المياه وتحليتها تصفها بأنها “هدية إلى شعب مصر” “وكأن لجمهورية مصر شعب ولجمهورية الضباط شعب آخر يمنح لها الهبات والصدقات والمساعدات” متجاهلة حقيقة أن الموارد المستخدمة في نهاية المطاف تأتي من المال العام أو ينبغي أن تدخل إلى خزينة الدولة ، وحرصا منها على صورتها كفاعلة خير تعلن القوات المسلحة دوريا عن توزيع عشرات الألاف من “الشنط” الغذائية المجانية على الفقراء والمستفيدين من الضمان الاجتماعي في عيدي الفطر والأضحى.

هذه النظرة الأبوية للشعب تعكس الاعتقاد بأن المجلس العسكري هو بالضرورة “الأعلم” عنما يتعلق الأمر بمصالح مصر واحتياجاتها ، كما تعكس قناعته التي لاتقل أنانية عن هذا الاعتقاد بأن السياسيين والبيروقراطيين المدنيين أقل كفاءة ونزاهة ووطنية أو على أقل تقدير يحتاجون إلى التوجيه الأبوي.

وقد استخدم الخطاب المعادي للمدنيين لتبرير اختراق الضباط السابقين لجميع أجهزة الدولة وإشراك القوات المسلحة والشركات والهيئات الاقتصادية العسكرية في تقديم الخدمات والمنافع العامة الأخرى إلى جانب مجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية. وتعود جذور هذا الخطاب إلى سعي عبد الناصر إلى تعزيز مؤهلات كبارالضباط ليجعل منهم “مجموعة من الكوادر التكنوقراطية القادرة على تحدي نظرائها المدنيين بفاعلية” لكن الادعاء اليوم بأن المدراء العسكريين يستطيعون القيام بكل شيء على نحو أفضل من نظرائهم المدنيين ينطوي على قدر من التضليل والخداع. فإن قدرة المتقاعدين العسكريين على تدبير الأمور هي نتيجه متوقعة لأنهم هم الذين أوجدوا جزءا كبيرا من النظام الإداري الذى يعملون ضمنه وتتوغل فيه شبكاتهم ، مايسهل عليهم السلوك بسهولة وأمان عبر دهاليزه.

وفى الحقيقة أن ارتفاع معدل الفساد فى مصر لا يعتبر مؤشرا إيجابيا على ماقدمته المؤسسة العسكرية وطوال فترة حكم السيسي إلى الأن.

ففى تقرير الشفافية الدولية قالت: “يبقى الفساد مستشريا في مصر في ظل غياب أي إرادة سياسية حقيقية وجادة لمكافحته”.

واحتلت مصر المركز 108 في مؤشر الفساد من بين 176 دولة شملها المؤشر في 2016، وكانت تحتل المرتبة 88 من بين 168 دولة في عام 2015.

وقالت المنظمة الدولية إن “الحكومة المصرية تعدت على الهيئات المستقلة حين أقال الرئيس عبد الفتاح السيسي بمرسوم رئاسي رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات هشام جنينة، وادانته وحاكمته قضائيا عندما كشف عن حجم ما كلف الفساد في مصر في الأربع سنوات الأخيرة”.

لذلك لجأ المجلس العسكرى إلى خطاب قومي قائم على استحضار انتصار القوات المسلحة في حرب أكتوبر ١٩٧٣ ضد إسرائيل مقرونا بإشارته المتكررة إلى الأيدي الخفية والمؤامرات الخارجية وتصريحات السيسى عن محاربة الإرهاب وأهل الشر للدفاع عن مصادرته الحق في تحديد المصلحة الوطنية.

ويستخدم هذا الخطاب ليدافع عن زعمه بأنه لا يمكن عموما ترك الشئون الخارجية والدفاع في أيدي القادة المدنيين ليؤكد في حقه في التدخل في مجالات السياسة الداخلية مثل توفير الغذاء أو إعادة الهيكلة الاقتصادية بحجة أنها قد تؤثر على الأمن القومي من خلال التسبب في حدوث اضطرابات اجتماعية وعدم استقرار سياسي. هكذا أعاد المجلس العسكري تنصيب نفسه على أنه الأب المؤسس للتحول الديمقراطي في مصر ويبرر احتفاظه بالسلطات التقديرية والاستقرار الكاملين . هذه النزعة الأبوية تقوم على ثقافة عسكرية تعتبر المدنيين أقل شأنا أو أعيالا.

هكذا بدا للمتابعين أن الهدف من استخدام الشعارات والصور تسكين الوضع وامتصاص فورة الجماهير وحماستها، وربما أيضًا إخماد شعورها بالقدرة على إحداث تغيير محقق على أرض الواقع، وبدت الأوضاع معلقة .

دولة السيسي وآلته الإعلامية

جاء عبد الفتاح السيسي الرئيس الحالي لمصر من رحم المؤسسة العسكرية ، ورغم عدم خوضه لأية معارك عسكرية سابقة، على عكس المشير حسين طنطاوي وأعضاء آخرين بالمجلس العسكري، رُقي السيسي داخل المؤسسة العسكرية وشغل مناصب مهمة عدة ، فقد كان الأصغر سنا بين أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة ثم وزيرا للدفاع في عهد الرئيس محمد مرسي ثم رئيسا لمصر والتي لم تختلف دولته عن دولة الضباط والتي تم الإشارة إليها وهو الأنموذج الواضح لهذه المؤسسة العسكرية في حكمها إلا من استخدامه لأدواته الخاصه به والمتمثلة في طريقه خطابه الإعلامي والأذرع الإعلامية التي استخدمها للتأثير على الشعب والتي ظهرت في التسريبات مبكرا عندما كان وزيرا للدفاع مرورا بأحلامه والوصول لها رئيسا ولو حساب أول رئيس منتخب لمصر.

تسريبات وأحلام

أذاعت قناة “أحرار25” في ديسمبر 2013 تسريباً تحدث فيه عبدالفتاح السيسي مع الكاتب الصحفي ياسر رزق، ساردا أربعة منامات له.

سأله ياسر رزق، رئيس تحرير صحيفة “المصري اليوم”: “حضرتك كنت تتوقع إنك تتولى قيادة الجيش المصري؟

ورد السيسي: “قيادة الجيش المصري ولا أكتر من كده؟

“أنا من الناس اللي كان لهم تاريخ طويل من الرؤى، وده ليك إنت يعني”. يقصد أن هذا الكلام ليس للنشر في الجريدة.ووعد رزق بعدم نشر تلك المعلومات، مشيراً إلى أنه سوف يستخدمها في أوقات لاحقة، وقال: “مش هنشرها لألألأ بس هستخدمها بعد كده”.

وواصل الحديث ساردا مناماته، وقال: “أنا بطلت أتكلم عن المنامات والرؤى من 7 أو 8 سنين؛ أو من 2006، لكن أنا دايما كانت ليّ منامات ورؤى وشفت كتير جدًا من الأمور اللي حصلت بعدها ومحدش قدر يفسرها من 35 سنة”.

قاطع رزق وزير الدفاع المصري، وسأله: “بتشوف حضرتك نفسك على عرش مصر؟.

ويرد السيسي: “الموضوع مش كده، أنا شفت كتير أمور، بعضها حصل، وبعضها لسه، وما كنش حد يقدر يفسرها في حينها”.

وتابع السيسي، مشدداً على أن هذا الكلام ليس للنشر. ويرد رزق مؤكداً أنه لن ينشر ضمن المقابلة.

ويستطرد السيسي:الرؤيا الأولى: “شفت نفسي في المنام من سنين طويلة جدًا، من 35 سنة رافعًا سيفا مكتوب عليه “لا إله إلا الله” باللون الأحمر”. ويقاطعه رزق: “لا إله إلا الله باللون الأحمر”، ويؤكد السيسي: “باللون الأحمر نعم”.

الرؤيا الثانيه: إن أنا في إيدي ساعة عليها نجمة خضرا وضخمة جداً، أوميجا، والناس بتسألني (اشمعنى انت اللي معاك الساعة دي؟!) قلت لهم الساعة دي باسمي، هي “أوميجا” وأنا ” عبد الفتاح” رحت حاطط الأوميجا مع العالمية مع عبد الفتاح”.

الرؤيا الثالثه: “وفي منام أخر يتقاللي (هنديك اللي مديناهوش لحد).

الرؤيا الرابعة : “أنا مع السادات بكلمه وقالي أنا كنت عارف إني هابقى رئيس الجمهورية، وقلت له: وأنا عارف إني هابقى رئيس الجمهورية”.

ولما أنهى السيسي سرد مناماته، سأله رزق: “حسيت إيه لما شفت صورك جنب صور عبد الناصر، ولما عبد الحكيم ابنه قال إنك امتداد للزعيم، وأنك الأقدر على القيادات؟ ويجيب السيسي: “فيه دعوة بقولها يا رب أكون كده”.

أكد محللون وأكدت معها الأحداث أن لهذه الأحلام دلالات وتأثير علي السيسي فى التعامل واستخدامه المبكر لأليات الإعلام وأذرعها لتحقيق أحلامه كرئيس لمصر

مواصفات دولة السيسي واستيراتيجيها 

  • دولة الخوف والتخويف والتفزيع
  •  دولة الاستخفاف
  •  دولة تستخدم استراتيجية التجويع والتركيع
  •  دولة القطيع
  • دولة الأوهام والخداع والتزييف
  •  دولة النفاق
  •  دولة الخيانة
  •  دولة الفساد
  • دولة التحكم والطغيان
  • الظهير الديني لدولة السيسي
 دولة الاستخفاف

استراتيجية الاستخفاف التي تجعل من المجتمع حالة مستعصية، يعمه الظلم والجور يولد بكل ما من شأنه استخفافا بجوهر العدالة وأصول التعامل والممارسة.

    • استخفاف بالإنسان وكيانه وكرامته وعزته، استخفاف بحرمته ودمه.
    • يستحل كل شيء .
    • استخفاف بالسياسة فاغتصبها ثم قتلها على رؤوس الأشهاد.
    • دشن حالة مصنوعة ومصطنعة تحمي استبداده وتحمل كل بطشه وتبرر طغيانه وتزور كل عمل.
    • يجعل هؤلاء ضمن دائرة الإحباط ويدفعهم دفعا إلى زاوية اليأس المقيم.
    • صناعة الاستخفاف لا يقوم بها المنقلب وحده لكن تتحرك منظومة كاملة بأسرها.
  • تمارس هذه الصناعة لتؤكد أنه ليس لأحد حرمة ولا لإنسان قيمة ولا لمواطن كرامة. هذه الدولة تنظر إلى الشعب وإلى الديمقراطية وإلى المؤسسات وتتعامل معهم من خلال مواصفاتها واستيراتيجيتها السابق ذكرها ، وتستخدم مفردات خاصة بها أيا ما كان اسم الرئيس مادام خرج من رحم المؤسسة العسكرية.

المستبد يصنعه الناس ومن حوله

في المأثور الشعبى: «قالوا لفرعون إيش فرعنك؟ قال ما لقيتش حد يلمنى».

تداولت أراء بعض المحللين أن صناعة الظالم المستبد عادة متأصلة في بعض الشعوب وخاصة عند المصريين، تؤدى طقوسها المعروفة ويبرع فيها أشخاص بأعينهم ويبذلون الجهود الحثيثة، فما إن يتمكن الفرعون وتستتب له الأمور حتى يأخذ صناعه فى الصراخ من أفعاله، وبالمثل يصرخ من وقفوا يتابعون ويصفقون ومن انسحبوا ناقمين صامتين. نبدى جميعا الندم ونحذر من إعادة التاريخ ونطالب بالتعلم من الدرس المتكرر، فإذا رحل عنا، غلبتنا الوحشة وبحثنا مجددا عن فرعون جديد، ننفخ فى ذاته وننصبه فى المكان الشاغر.

إننا نصنع من الشخص العادي والأقل من العادي فرعونا.

هذه الشخصيات لديها شعور بالخوف وشعور بالوحدة لذلك يلجأون إلى صنع مستبد ليحتموا به ويسيروا خلفه ويعتبرونه أباً لهم يسلمون له قيادتهم وإرادتهم، ويتخلصون من أية مسئولية تناط بهم فالمستبد قادر على فعل كل شيء فى نظرهم ، وفى مقابل ذلك يتحملون تحكمه وقهره وإذلاله ويستمتعون بذلك أحياناً.

فالمستبد ليس وحده المسئول عن نشأة منظومة الإستبداد ولكن المستبد بهم أيضاً يشاركون بوعى وبغير وعى فى هذا على الرغم من رفضهم الظاهرى للاستبداد وصراخهم منه أحياناً .

وفى داخل نفس المستبد استخفاف واحتقار واستهزاء وإذلال واستغلال لمن يستبد بهم ،ويزيد هذا الشعور بداخله كلما بالغوا هم فى طاعته ونفاقه والتزلف إليه لأنه يعلم بداخله كذبهم وخداعهم،ويعلم زيف مشاعرهم، ويشك فى ولائهم وإخلاصهم ، كما أنه من البداية يشك فى قدراتهم وملكاتهم وجدارتهم ، وبالتالى يصل فى النهاية إلى الشعور بالاستخفاف بهم كما ورد فى القرآن الكريم :  فاستخف قومه فأطاعوه [القصص4].

وقد يبدو للبعض أن مجموعة المحيطين بالمستبد ضحايا له إذ يعانون من استبداده ويتحملونه على مضض وهذا صحيح من جانب واحد أما الجانب الآخر فهو أنهم شاركوا فى صنع هذا المستبد ، بعضهم شارك بالأقوال والأفعال التى ضخمت ذات المستبد (كالمدح والثناء والتبرير لكل صفات المستبد وأفعاله والمشاركة فى تنفيذ مشروعات المستبد). والبعض الآخر شارك بالصمت والإنكماش مما سمح لصوت  المستبد أن يعلو عمن سواه وسمح لذاته أن تتمدد فى الفراغ الذى انسحب منه الآخرون كرهاً أو طوعاً.

https://youtu.be/-x1xN8LUYG4

ويقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد

العوام هم قوة المستبد وقوته. بهم عليهم يصول ويطول، يأسرهم فيتهللون لشوكته، ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم، ويهينهم فيثنون على رفعته، ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته، وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريماً، وإذا قتل منهم لم يمثِّل يعتبرونه رحيماً، ويسوقهم إلى خطر الموت، فيطيعونه حذر التوبيخ، وإن نقم عليه منهم بعض الأباة قاتلهم كأنهم بُغاة.

الأذرع الإعلامية

وفق فكرة الأذرع الإعلامية التي أشار إليها السيسي في أحد خطاباته للعسكريين والتي يعول عليها في عمليات غسيل المخ الجماعي واللغة التعبوية، حينما كان وزيرًا للدفاع، شكّلا لإعلام منطقة غاية في الأهمية مبكّرًا، حول إحدى أهم السياسات المقصودة التي يقوم بها جنرالات المؤسسة العسكرية في الإسناد الإعلامي فيما سُمّي بصناعة الأذرع الإعلامية.

هذا التسريب الذي أذاعته قناة مكملين الفضائية من داخل مكتب عبدالفتاح السيسي حول أذرعه الإعلامية والمكالمة التي كانت بين اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي وأحمد على المتحدث العسكري السابق تبين مدى الاستخفاف بالشعب والتأثير عليه بالكذب والتزوير.

وهو ما يشير، ومن خلال قرائن عدة، إلى إدارة العناوين الرئيسة في الصحف، والموضوعات التي تتحدّث عنها، وكذلك البرامج الحوارية في الفضائيات العامّة والخاصّة.

كل ذلك ضمن تحريك جوقة إعلاميّة متكاملة حول موضوعات بعينها، تسهم في صناعة الرأي العام، سواء أكان بغسيل المخ الجماعي أم التلاعب بالعقول أم زرع الأفكار وغرس كل ما يتعلّق ببناء المواقف العامة وتشكيلات الرأي العام، عند تلك الفئة التي سمّاها الكثيرون “حزب الكنبة”، ممّن أدمن مشاهدة هذه البرامج، وهي كتلة لا يستهان بها في عمليات التأييد والتدعيم والترويج، كل ذلك يحمل تصورات دونية للشعوب واستخفافا بها، إنه إعلام اللقطة والتعبئة والتمرير والتبرير والتزييف والتزوير والتغرير.

المنقذ والمخلِّص

منذ اللحظة الأولى لظهور السيسي كوزيرا للدفاع فى فترة حكم الرئيس محمد مرسى فى احتفال تحرير سيناء وألقى كلمته وسط  دموع وتصفيق الفنانين فكان الأداء الأول والدور العاطفي الذي ظهر بيه كما وصفه حازم أبو اسماعيل ورسم من هذه اللحظة دور المنقذ للفنانين ومن هم ضد حكم مرسي ومرورا بمشهد بيان خطاب الإنقلاب على أول رئيس منتخب، وحتى طلب التفويض من المصريين الشرفاء “بحسب قوله” نزولهم جميها كأمر لتفويضه لمواجهة الإرهاب المحتمل  “وهو مرتديا نظارته السوداء على طريقة أبطال الأفلام السينمائية”

ومن مقام الاستخفاف في دولة السيسي، يصوَّر الخطاب الإعلامي وكأنّه المهدي المنتظر والمنقذ والمخلِّص. فكيف تسألونه بعد ذلك عن أي برنامج انتخابي حال ترشحه للرئاسة ألا يكفى تفويضكم “مش انتوا اللى جيبتونى” بحسب ماقاله السيسي.

هل كان وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بحاجة إلى استخدام آليات تلاعب وإقناع كي يدفع الجماهير في الخطوة التالية إلى انتخابه رئيسًا؟ أظن الإجابة تأتي بالنفي على خلفية السياق العام، الداعم لحضوره بلا قيد أو شرط، وربما كان مبعث الاحتياج إلى مثل هذه الآليات هو إعلانه المؤكد الصريح أنه لن يدخل سباق الرئاسة وأن المؤسسة العسكرية لا تسعى إلى السلطة.

https://youtu.be/ZOZ7FSTevXE

صيغ الخطاب اللاحق إذن من أجل تجنب الاتهام البديهي بتغيير الموقف وخداع الجماهير، ومن ثمّ استخدمت الأدوات والحيل البلاغية كافة للاحتفاظ بصورة وزير الدفاع ناصعة البياض منزهة عن طلب السلطة، فأظهره الخطاب بمظهر المُضطر للاستجابة والنزول على رغبة الشعب والانصياع لإرادته وقبول الترشُّح للمنصب، وقد ذكر بيان للمجلس العسكري أنه: «لم يكن في وسع المجلس إلا أن يتطلع باحترام وإجلال لرغبة الجماهير العريضة من شعب مصر العظيم في ترشحه لرئاسة الجمهورية وهي تعده تكليفًا والتزامًا».

مفردات الاستخفاف

في هذه الدولة تبرز مقولات غايتها التنصل من فشلها، فيما تبرز أخرى تبشر خلاف ذلك بدولة منشودة يزعم أنّها ستكون”قد الدنيا

https://youtu.be/wHFHt3p3L4U

فعندما خاطب السيسي شعبه في شرم الشيخ،  على هامش تشجيعه للسياحة التي تضرر قطاع كبير من العاملين فيها، إذ طمأنهم الرئيس قائلًا: نجوع.. ايه المشكلة؟ ، وحين سؤاله عن المطلوب من المصريين أجاب: “نبقى كده”، وأشار بقبضته بشكل يبدو أنه شفرة سرية بين المصريين للدلالة على تحركات معينة يوجهها الرئيس لشعبه، وذلك قبل أن يهتف عدة مرات بحماس: “تحيا مصر.. تحيا مصر .. تحيا مصر” لينتهي اللقاء التليفزيوني.

يُذكر أن اللقاء كان في شرم الشيخ،  على هامش تشجيعه للسياحة التي تضرر قطاع كبير من العاملين فيها، إذ طمأنهم الرئيس قائلًا: نجوع.. ايه المشكلة؟

ولا يمكن أن يكون هذا خطاب رئيس بينما مئات الألاف من مواطنيه مهددين بالفعل في مصدر رزقهم بسبب تضرر قطاع السياحة.

أما أجواء “إن شاء الله خير” وهاشتاج “مصر جميلة” فهي لا تضر ولا تنفع، ولا يمكن أن يكون رد الفعل هو إعلان التعاقد مع شركة دعائية لتحسن صورة مصر.

في مشاهد الغلاء غير المحتملة، والإفقار، ووجود قطاع من الشباب بلا عمل، ومواصلة التعامل مع الشعب والمواطن بقدر هائل من الاستخفاف، ومطالبته بمزيد من التحمل، ومعايرته بأنه شعب فقير قوي، فإن أي شكوى منه حتى لو عبرت عن حالة فاض الكيل أو أنه غير قادر على مزيد من التحمل أو التأوه من ظلم مستمر.

https://youtu.be/Q178DLKvizg

يأتي خطاب أحد اللواءات السابقين الذي يقوم بتبكيت الشعب، وبمنطق “احمدوا ربنا”، ويعتبر الشكوى “قلة حياء”، “ادفع جوع، ادفع قلة عشا، عشان نعدي وإلا مش هنلاقي مصر”.

صبح على مصر بجنيه

اعتماد الخطاب الرئاسيّ على تعبيرات ومفردات يصعب قبولها في إطار ما ينبغي لمؤسسة الحكم أن تحظى به مِن هيبة ومكانة واعتبار. يمكن النظر إلى بعض التعبيرات المستخدمة في خطبته الأخيرة مثل: “صبَّح على مصر بجنيه”، و”أنا لو أتباع أتباع”.

كان مِن الممكن بالطبع أن يستخدم الرئيس تعبيرات ومفردات أخرى أكثر أناقة ورصانة دون أن يخل بالمعنى، فمسألة التضحية بالذات فداءَ لوطن فكرة شديدة القبول والتثمين، تجد صداها لدى غالبية البشر مِن كل حَدبٍ وصَوب، لكن الأزمة وقعت في اختيار الألفاظ، فكان أن تحول الأمر مِن قيمة إيجابية إلى أخرى سلبية، ولا يفوت على سامع أو قارئ، ما لمفهوم “بيع” النفس مِن دلالات في الثقافة الشعبية وانعكاسات، قد تستجلب الحَرَج بدلا مِن استدعاء الفخر.

ويلفت النظر ما وضعه الجاحظ منذ قرون في وصفه للخطيب النموذجيّ، فقد أشار إلى ضرورة تخير الألفاظ، وتقسيم الكلام بحسب طبقات المستمعين، ومراعاة المقام، ونوه عما لرباطة الجأش مِن أهمية، وهي نقاط بدت بعيدة عن انتباه السيسي، بل وغائبة غيابًا تامًا عن ذهنية مؤسسة الحُكم.

تلاجة السيسي

دأب عبدالفتاح السيسي، على سرد قصص ساخرة واستعراض سيرة حياته وطبيعة تفكيره في كافة الاجتماعات والمؤتمرات التي يشارك فيها.

ولعل اللافت في سخرية السيسي وحكاياته قيامه بإطلاق الضحكات الكبيرة و”القهقهة”، خلال لقاءاته ولدى أبسط حديث مع مؤيديه، وكأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة في مصر تسمح بهذا النوع من “الفرفشة”، كما يقول نشطاء مصريون.

ويرى مراقبون أن القصص الساخرة التي يطلقها السيسي وآخرها كان “التلاجة”، يسعى من خلالها إلى الاستخفاف بعامة الشعب المصري ويخبئ خلفها رسائل للتغطية على فساد المنظومة التي تحكم المصريين، وظنا منه أنه “يتحدث بلغة الشارع ويصل إليه بسهولة حين يسرد هذه القصص المثيرة للسخرية”، وفق قولهم.

وصف الإعلامي المصري حمزة زوبع، السيسي بـ”بياع الكلام” وبأنه “مؤلف قصص ساخرة.. لا تنطلي على أبسط واحد في الشعب المصري”.

من جانبه، حذر الكاتب والناشط السياسي المصري أحمد الشرقاوي، من الاهتمام بالقصص المثيرة للسخرية التي يطلقها السيسي والانشغال بها عن “الكوارث الأخرى التي تحملها خطاباته”.

وقال لـ”عربى 21″، إن “هذه القصص ومحاولات إِشغال الرأي العام بقصص وحكايات ساخرة وإظهار السيسي على أنه شخص أبله وعلى شاكلة القذافي، تنم عن خطة متعمدة من قبل العسكر لاستمرار إشغال الشعب المصري بقضايا هامشية تبعدهم عن أصل المشكلة، وهو فساد هذه المنظومة”.

وقال إن مراجعة ممارسات السيسي وتصرفاته ونجاحاته في “التدمير منذ الانقلاب وحتى الآن تنفي عنه صفة الحمق، وتكشف كيف أنه يتقمص هذا الدور الساخر ويمرر من خلاله رسائل أخرى أكثر تدميرا”.

ولفت إلى أن الحكم العسكري في مصر “يحتقر ويزدري الشعب ويتعامل معه بفوقية منذ ثورة 1952، وحتى اليوم، وكان الاستثناء الوحيد فيه الرئيس محمد مرسي، لأنه كان خارج المنظومة العسكرية بالكامل”.

وعلق الإعلامي باسم يوسف قائلا : السيسي ليس سفيها.. لكنه يتحرك عن “عقيدة” تجعله يحتقر المصريين.

وعلقت الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها “هنا العاصمة”، على فضائية “سي بي سي” على دعوة السيسي للمصريين بالتبرع بجنيه كل يوم لصندوق “تحيا مصر”، قائلة: “شيء جيد ومهم، لكن الدول لا تُبنى بالتبرعات”.

وانتقدت عبارة السيسي “ما تسمعوش غير مني”، مضيفة أنه يمكن تفسيرها بشكل إيجابي وسلبي.

وأوضحت أن التفسير الإيجابي يتمثل في امتلاك الرئيس المعلومات الصحيحة، أما السلبي فيتمثل في أن “الرئيس هو وحده من يملك المعلومات، ولا أحد لديه أي معلومات أخرى صحيحة”، حسب تعبيرها.

وانتقد الإعلامي جابر القرموطي، مقولة “ما تسمعوش كلام حد غيري”، التي صرح بها السيسي، مضيفا: “ما كنتش أتمنى أن الرئيس يقول كده، ما يصحش كده، إزاي كلمة زي دي تخرج من فم رئيس جمهورية”، مضيفا أن السيسي خانه التعبير.

 ظهره للشعب

اعتاد السيسي وهو يتحدث للشعب أن يعطيه ظهره، ربما قال قائل إنه بلغة “جسده” يعرف أنه يكذب فلا يلتفت لمن يكذب عليهم، لكن إن صح الأمر فإن “العنجهية” هي سيدة الموقف.. مرة واحدة التفت السيسي فيها نصف التفاتة، تلك هي مرة “مفيش.. أنا مش مش عاوز أديك.. أنا مش قادر أديك”، وهو يقصد الشعب المصري المسكين الذي اختاره بعضهم مخدوعاً فيه، يومها كانت نصف الالتفاتة لأن السيسي خلفه “عسكر” باختصار.. وكان نصف الظهر والوجه منه “لهم” علامة على أنه سيعطيهم بمقدار الالتفات إليهم أو أقل قليلاً.

بقي أن قائد الانقلاب الذي “يستخسر” في شعبه أن يعطيه وجهه هو الذي يقول كلامًا عن التقشف ورفع الدعم عن السلع الضرورية. بل المياه ويسير بسياراته الفارهة فوق بساط أحمر لعدة كيلومترات.. ثم يهبط منه ليدعي التواضع ويبتسم في بلاهة للكاميرات..

السيسى للمصريين: ” هتدفعوا يعنى هتدفعوا وإن خدت جنيه مني يبقالك الكلام ”

مقولة “إحنا بنصرف عليكم”: من جملة الخطاب الأبوي التي يلجأ إليها في حال توسع دائرة المعارضة مقولة “إحنا بنصرف عليكم من 2011” حين أطلقها واحد ممّن يعبّرون عن الجيش “اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس العسكرى” ، فتجعل الجيش هو الحامي والراعي والمنقذ، ومن ثمّ كان قتله الأبرياء جزاء وقانونًا وحقًّا.

خاتمة

  • هكذا دأب السيسي في ارتجاله على استمالة الجماهير عبر دغدغة مشاعرها الوطنية
  • فبدلامن أن يشعرهم الخطاب بتحمُّل النظام الحاكم المسئولية الملقاة على عاتقه وبأهليته لها، نقل إليهم إيحاءً عميقًا بالعجز والضعف وهو الأمر الذي لقي امتعاض قطاع واسع من المتلقيين.
  • اعتماد الخطاب الرئاسيّ على تعبيرات ومفردات يصعب قبولها في إطار ما ينبغي لمؤسسة الحكم أن تحظى به من هيبة ومكانة
  • الخطاب الرئاسيّ يفتقر إلى قوة الإقناع وتماسك الحُجة
  •  شكل الخطاب وأدواته وطريقة أدائه للشعب على أنه طفل في سنّ الرضاعة أو أنّه يعاني إعاقة عقلية وكأنه أداء ” الإعلامية نجوى إبراهيم” وهى تخاطب بقلظ فى برنامجها التليفزيونى الشهير والقديم “ماما نجوى” صوت طفولي وبلاهة واستخفاف بعقول الأطفال حتى انفض الأطفال عنها .
  • مخاطبة الجمهور لهدف تضليل المشاهد، باعتماد لغة صبيانية. “فإذا خاطبت شخصا كما لو كان في سنّ 12 عند ذلك ستوحي إليه أنّه كذلك وهناك احتمال أن تكون إجابته أو ردّ فعله العفوي كشخص في سنّ 12 “.
  •  مخاطبة العاطفة بدل العقل لتجاوز التحليل العقلاني، وبالتالي قتل ملكة النقد، وتعطيل ملكة التفكير.
  •  إغراق الجمهور في الجهل والغباء وتشجيع العامة على أن تنظر بعين الرضا إلى كونها غبية ومبتذلة وغير متعلمة .
  • تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة
  •  تصنيع الإجماع، بمعنى جعل الرأي العام يوافق على أمور لا يرغبها بالأساس عن طريق استخدام وسائل دعائية.

حينما هُزمت مصر وسوريا عام 1967 واحتلت إسرائيل سيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية اعترف الرئيس جمال عبد الناصر بمسؤوليته عما حدث وأعلن تنحيه، لكن الجماهير خرجت باكية نائحة تطالبه بالعدول عن قراره والاستمرار في الحكم ليعبر بها كما قالت وسائل الإعلام آنذاك بحر الهزيمة الذي سقطت تائهة ضائعة في أعماقه إلى شاطئ النصر الذي تستعيد على رماله العزة والكرامة.   وقتها لفت هذا السلوك الجماهيري أنظار علماء النفس والاجتماع وراحوا يؤكدون على أن مفهوم البطل لا يزال يلعب دوره في التاريخ قديما وحديثا، وأن الوجدان الجماهيري يعاد تشكيله في مصانع الدعاية التابعة للسلطة التي تكرر على مسامع هذه الجماهير صباح مساء أن حاكمهم هو الزعيم الملهم، والقائد الفذ، والربان الماهر…، وهو وحده ومن بين الملايين القادر بـ”حكمته وببصيرته” على توجيه دفة السفينة للنجاة بالبلاد من “بحر الظلمات”. فهل ما يحدث من تراجع بعض الحكام العرب عن وعودهم التي قطعوها على أنفسهم بعدم ترشحهم بعد كل هذه السنين لفترات رئاسية قادمة يؤكد أن شعوبنا لم تستطع التخلص من تأثير مفهوم البطل المنقذ المستقر في وجدانها والمتحكم في سلوكها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • “من كتاب فوق الدولة جمهورية الضباط في مصر ـيزيد صايغ ـ”
  • دولة السيسي ودولة الناس للدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة
  •  كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد عبد الرحمن الكواكبي

“السيسي في سطور”

  • ولد عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي يوم 19 نوفمبر 1954.
  • برغم عدم خوضه لأية معارك عسكرية سابقة، على عكس المشير حسين طنطاوي وأعضاء آخرين بالمجلس العسكري، رُقي السيسي داخل المؤسسة العسكرية وشغل مناصب مهمة عدة، منها: رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع إلى قائد كتيبة مشاة ميكانيكية، وملحق عسكري بالسعودية، وقائد لواء مشاة ميكانيكي، المسئوله عن حماية مبارك فقط لاغير وهذه الفرقه موجود بها الوحدات 777 و 999 والسجن الحربى وأرض احتفالات مبارك الذى كان يشرف السيسى بنفسه على أى احتفال عسكرى يحضره مبارك.
  • عين رئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية، وقائد المنطقة الشمالية العسكرية، وقائد سلاح المظلات بالجيش، ثم رئيس أركان إدارة المخابرات الحربية، ثم نائب مدير المخابرات الحربية فمديرها.
  • كان الأصغر سنا بين أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تسلم السلطة في مصر بعد تنحي مبارك، لكنه لم يكن يحب الأضواء والظهور الإعلامي، مثلما يقول عارفوه.
  • خرج السيسي عن صمته أثناء ثورة 25 يناير 2011 وجلب إليه اهتمام وسائل الإعلام عندما هاجم التعامل العنيف للأمن ضد المتظاهرين الذين كانوا يطالبون برحيل نظام مبارك، ودعا وقتها إلى ضرورة تغيير ثقافة قوات الأمن في تعاملها مع المواطنين وحماية المعتقلين من التعرض للإساءة أوالتعذيب.
  • كان أول من اعترف بإجراء القوات المسلحة ما يسمى كشف العذرية القسري على المحتجزات لدى الشرطة العسكرية، وهي القضية التي فجرت جدلا في مصر.
  • عاد السيسي للظهور مرة أخرى في أغسطس 2012 بعد هجوم شنه مسلحون على مركز لقوات حرس الحدود شمالي سيناء، وأسفر عن مقتل 16 جنديا وضابطا،

حيث حضر لقاء لرؤساء الأحزاب السياسية لمناقشة الهجوم، وقام بتفسير الوضع الأمني في شبه الجزيرة.

  • فى 12 أغسطس 2012 أقال الرئيس محمد مرسي، المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع الأسبق، والفريق سامى عنان رئيس الأركان السابق، وترقية اللواء عبد الفتاح السيسى إلى فريق أول ليشغل منصب وزير الدفاع. وظل محتفظاً بمنصبه كوزيراً للدفاع في حكومتي حازم الببلاوي (يونيو 2013-فبراير 2014)، وابراهيم محلب (فبراير 2014).
  • في نفس اليوم 12 أغسطس 2012،صرحت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن وزير الدفاع الجديد الفريق عبد الفتاح السيسي الذي لا يعرفه الجمهور المصري، “تعرفه جيدا كل القيادات الأمنية في إسرائيل، بدءا من رئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع عاموس جلعاد وحتى المبعوث الخاص لرئيس الوزراء المحامي يتسحاق مولخو، وبالطبع وزير الدفاع إهود باراك”. ولفتت المصادر إلى أن جلعاد أو مولخو “كانا يلتقيا السيسي” عندما كانا يقومان بزيارة مصر، مشيرة إلى أن السيسي التقى مؤخرا أيضا رئيس هيئة التخطيط بالجيش الإسرائيلي اللواء نمرود شيفر.
  • في 30 يونيو 2013 أعلن العديد من القوى المدنية والثورية مظاهرات في الميادين للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي.
  • وفي الأول من يوليو أعطت القوات المسلحة مهلة 48 ساعة لمؤسسة الرئاسة والقوى الوطنية للتوافق والتشاور للخروج من الأزمة، وإلا ستعلن القوات المسلحة “خارطة مستقبل” للبلاد.
  • في 3 يوليو 2013 ، وفي بيان ألقاه أمام التلفزيون الرسمي وبحضور عدد من قادة القوى السياسية المعارضة لمرسي، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، والبابا تواضروس بابا الاسكندرية، أعلن السيسي عزل أول رئيس مدني منتخب، وعلق العمل بالدستور، وكلف رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور بتولي منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت.
  • كانت تلك الخطوة بمثابة نقطة تحول في شعبية السيسي في مصر، حيث بدأت صوره تكسو العديد من الميادين والأماكن العامة في البلاد، وذلك وسط استمرار لتظاهرات مؤيدي الرئيس محمد مرسي الذين يصفون تلك الخطوة بأنها “انقلاب عسكري” على أول رئيس منتخب في مصر.

لكن السيسي قال إن الخطوة التي اتخذها كانت ضرورية، وليست طمعا في السلطة، لأن الشعب لم يجد من يحنو عليه، في إشارة إلى الرئيس محمد مرسي، مضيفا أن الحكومة المدعومة من قبل جماعة الإخوان المسلمين لم تحقق مطالب الشعب الذي خرج للاحتجاج في 30 يونيو.

  • اتهمه خصومه بالتورط في تنفيذ مجزرتي ميداني رابعة والنهضة في أغسطس 2013، حيث قتل الآلاف.
  • وعقب إقرار الدستور الذي أعدته لجنة الخمسين في يناير 2014، رقّى الرئيس المؤقت عدلي منصور السيسي إلى رتبة مشير، ثم أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيان رسمي ترشيحه للرئاسة في إطار “احترام وإجلال لرغبة الجماهير العريضة من شعب مصر العظيم”.
  • فاز بانتخابات الرئاسة المصرية التي أجريت نهاية مايو 2014 بنسبة 96.1% وفق البيانات التي أصدرتها لجنة الانتخابات وشككت فيها جهات عديدة سواء فيما يتعلق بحجم المشاركة أو نسبة الفوز.
  • وكان مثيرا أن الإعلام الحكومي نفسه فضلا عن المعارض تحدث عن إقبال ضعيف جدا على الاقتراع في اليومين الأولين، مما دفع اللجنة إلى تمديد التصويت ليوم ثالث، لتخرج النتيجة في النهاية أكبر بكثير مما بدا في وسائل الإعلام.
  • واجه خلال العام الأول لحكمه أزمات كبيرة، اقتصادية وسياسية، ففي الوقت الذي يدافع مؤيدوه وخاصة الإعلاميون المشتغلون بالقنوات الخاصة عن حصيلة حكمه، يرى خبراء أن الاقتصاد المصري إنهار في عهد السيسي، وبات معتمدا على معونات دول خليجية، وما زاد الوضع سوءا رفع الحكومة لأسعار السلع والخدمات في محاولة منها لسد العجز.
  • كما أتت التسريبات التي بثتها وسائل الإعلام المختلفة -خلال عامي 2014 و2015- للسيسي ولمدير مكتبه عباس كامل ووزير داخليته وكبار أركان نظام حكمه، لتهز صورة نظام السيسي وحاشيته، حيث كشفت أسرار تدبيرهم لشؤون مصر بما يحمي مصالحهم الخاصة.
  • أسرته:

في الطابق الثالث بالمنزل الذي بناه الجد حسين خليل السيسي، رقم 7 بعطفة «البرقوقية» من شارع «الخرنفش» الواقع على جنبات شارع المعز لدين لله الفاطمي.

أنجبت أم السيسي 8 أبناء، 3 ذكور هم: «أحمد، وعبدالفتاح، وحسين»، و5 بنات، هن: «زينب، ورضا، وفريدة، وأسماء، وبوسي»، بحسب تقرير لموقع قناة «العربية».

  • تزوج عبد الفتاح السيسي من ابنة خالته انتصار عامر ، عام 1977م عقب تخرجه فى الكلية الحربية.

 له ثلاث أولاد وبنت:

  •  مصطفى، مقدم في الرقابة الادارية، وتزوج من ابنه عمته ريهام.
  •  محمود، رائد في المخابرات العامة، وتزوج من نهى التهامي، ابنة فريد التهامي رئيس المخابرات العامة وهيئة الرقابة الادارية الأسبق
  •  حسن، مهندس بترول يعمل في وزارة البترول، ومتزوج من داليا حجازي، نجلة اللواء محمود حجازي، رئيس أركان القوات المسلحة.
  •  آية، خريجة الأكاديمية البحرية، تزوجت في 2013 من ابن محافظ جنوب سيناء، خالد فودة.
زر الذهاب إلى الأعلى