الربيع العربي.. فنانون بين الرفض والتأييد
لكل فنان صادق موقف من الكون والحياة أراد أم لم يرد، موقف تحدده طريقة تصوره لهذا الكون وارتباطاته وطريقة تفاعله مع الحياة والأحداث، هذا الموقف قد يكون واعيًا أو غير واعٍ، ولكنه موجود بالضرورة، وهو مكشوف لمن يرقب أعمال الفنان متى كان بصيرًا واعي الحس قادرًا على الفهم والتقدير، يستطيع إذا كانت له هذه المقدرة أن يكيف هذا الموقف ويقومه ويزن به أعمال الفنان.
تعاملت معظم الشعوب العربية طيلة عقود مع الحكام والنخب ورجال الدين مرورًا بالفنانين، على أنهم تابوهات ممنوع الخروج عليها ولو بالرأي، حتى جاءت الثورات العربية فتساقطت أصنام البعض أمامهم، كان آخرهم الفنانين لأنهم الأكثر تأثيرًا والتحامًا بالجمهور.
وقد أزعجت الثورات العربية الكثير من الفنانين الذين كانت قيمتهم الفنية مستمدة من منظومة الحكم الديكتاتوري، فشعروا بتهديد وجودي وشخصي، وراحوا يوظفون كل قدراتهم وإمكانياتهم وشعبيتهم لإكمال دور الثورات المضادة، والمساهمة في المحافظة على المنظومة القديمة التي صدّرتهم، ومحاولة تمكينها من جديد.
ووقف البعض الآخر من الفنانين في صف شعوبهم ضد حكامهم، طالبين التغيير لمستقبل أفضل وحرية لشعوبهم لطالما نادوا بها فى أعمالهم الفنية؛ فكانت الثورات وما زالت مصفاة للمواقف والآراء والرؤى.
ربما كان للشخصيات السياسية دور ثانوي في هذا الإطار في التأثير على الرأي العام، ولكن أثر الفنانين أكبر بما لا يقاس.
أزعجت الثورات العربية الكثير من الفنانين الذين كانت قيمتهم الفنية مستمدة من منظومة الحكم الديكتاتوري، فشعروا بتهديد وجودي وشخصي، وراحوا يوظفون كل قدراتهم وإمكانياتهم وشعبيتهم لإكمال دور الثورات المضادة والمساهمة في المحافظة على المنظومة القديمة التي صدرتهم، ومحاولة تمكينها من جديد.
وقبل معرفة علاقة الفنانين بالثورات العربية ومواقفهم منها وبالأنظمة الحاكمة، لابد أن نفكر ونراجع ونجيب عن الأسئلة التالية والتي أصبحت ضرورة ملحة، ويلمح كل منا بداخله هل ستكون إجاباته وقناعاته لهذه الأسئلة كما كانت في السابق قبل وضوح المواقف لكل التيارات والأطياف؛ بل حتى الناس التي تحيا بيننا والتي ليس لها دور مباشر في الثورات و الأحداث.
-
-
ما هو مفهوم الفن وأهميته فى التغيير والوعي؟
-
-
-
“الفن مرآة للمجتمع” يرددها الفنانون دائمًا أمام وسائل الإعلام، هل فعلًا يعكس الفنانون وجهة نظر المجتمع والشارع ويؤمنون بأحلام البسطاء؟ أم أنهم في برجهم العاجي يرددون العبارة فقط فى لقاءاتهم؟
-
-
-
ما مدى تأثير العلمانية على الفن وعلى موقف الفنانين تجاه القضايا والأحداث؟
-
-
-
هل الفنان أو المثقف الذي صنع على عين السلطة، وأدى أدواره خلف المدرعة، من الممكن أن ينحاز إلى الشعب والثورات؟
-
-
-
ما الدور الذي لعبه الفن في الثوات العربية؟
-
-
-
وهل تغيرت نظرة المجتمع الى الفن والفنانين؟ وهل أصبح أقرب إلى نبض الشارع وهمومه؟
-
-
-
هل مواقف وآراء الفنانين تمليها ضغوط قاهرة؟ أم أن بعضها يمضي بصورة مجانية “دون ضغوط” لمجرد الاحتفاظ بموطئ قدم في الكعكة المستقبلية؟
-
-
-
هل كانت الحركات الفنية في معظم مراحل تاريخها مجرد “محلل” انتهازي للسلطة؟
-
-
-
هل كان الفن والفنانون دائمًا – إلا فيما ندر – بوقًا لأحلام السلطة ومبررًا لأعذار جرائمهم الكبرى، و بابًا خلفيًّا لتمرير وتسويق أفكار ومشروعات السلطة الدامية القمعية التي ذاقت منها الشعوب العربية كأس المر والحنظل؟
-
-
-
كيف لفنانين كانوا يتأوهون أمام الكاميرات برقة، ويلقون على مسامعنا دروسًا حول التربية والقيم والتسامح، كيف يمكن أن يباركوا القتلة ويرقصوا في المجازر الموثقة صوتًا وصورة؟
-
-
-
كيف لفنان ومبدع يتشدق ويتحدث بملء فيه عن الحرية وأنه كان ضحية للقيود والقمع بل ومنعت بعض أعماله، أن يخذل الحريات، ويتآمر على الشعوب، ويغني ملء حنجرته لمجازر الخراب والدمار والموت من داخل جراب الأنظمة الشمولية؟
-
-
-
هل الفن كما تقول النظرية يطرح المشكلة ولا يقدم حلولًا؟ ولو قدم حلولًا لها ستصبح نصائح مباشرة؟
-
-
كيف يصل فنان إلى السقوط الإنساني والفني حد الغثيان؟ ويقرر الإعلان عنه ويعرضه على أنه قاعدة الحياة أو قمة الحياة على البضاعة الحاضرة لم تعد سراً يستخفي منه، بل للأسف لم تعد شيئاً يتقزز منه الناس؟
مفهوم الفن
لا يمكننا أن ننظر إلى الفنون بصفة سطحية باعتبارها مثلًا أداة ترفيه وهروب من الواقع؛ بل يجب أن نمعن النظر في جوهرها بكونها وسيلة تعبيرية راقية للواقع المعاش، بما فيه من غموض واختلاف وصدام .
عرف إيمانويل كانت الفنّ بأنه نتاج إرادة عاقلة وحرة، وهو عبارة عن عمل حر يمتاز عن العلم بأنه غير خاضع لأي قواعد منهجية وقوانين ومبادئ، فالفن يخرج عن المألوف والمعتاد، وهو أيضًا عبارة عن نشاط حر لا ينتظر من وراء إنجازه المكسب أو الربح؛ حيث إن الفن لا يعتبر وسيلة، بل هو غاية في حد ذاته.
وعرف هربرت ريد الفن على أنه إبداع الأشكال وأنماط جديدة، ومن ثم يعرف الفن بتعبير أكثر بساطة بأنه محاولة لخلق أشياء ممتعة، ومثل هذه الأشكال تشبع الإحساس بالجمال، وإحساسنا بالفن والجمال إنما يشبع حينما نكون قادرين على أن نتذوق الوحدة أو التناغم بين مجموعة من العلاقات الشكلية من بين الأشياء التى تدركها حواسنا.
الفن في رأي العديد من الفلاسفة وعلماء الفن والجمال هو نشاط يجعل للمتعة صفة «النزاهة الخالصة»، التي لا تشوبها شائبة من أغراض، أو نفعية، أو مصلحة. وربما كان هذا أيضًا هو المعنى الذي قصد إليه المفكر الألماني “Lange”، حينما عرف الفن بقوله: “إنه مقدرة الإنسان على إمداد نفسه وغيره بلذة قائمة على الوهم، من دون أن يكون له أي غرض شعوري يرمي إليه سوى المتعة المباشرة”.
وشبيه بهذا التعريف أيضًا، ما ذهب إليه الفيلسوف الإنكليزي شلّي (Sully) حينما يقول: «إن الفن هو إنتاج موضوع له صفة البقاء، أو إحداث فعل عابر سريع الزوال، يكون من شأنه توليد لذة إيجابية لدى صاحبه من جهة، وإثارة انطباعات ملائمة لدى عدد معين من النظارة، أو المستمعين من جهة أخرى، بغض النظر عن أيّ اعتبار آخر قد يقوم على المنفعة العملية، أو الفائدة الشخصية».
ويقول عباس محمود العقاد: «إن الفن في أصل اللغة: هو الخط واللون، ومنه التفنين بمعنى التزيين، والتزويق، والأفانين بمعنى الفروع أو الضروب، وهكذا كل ما تعدّد فيه الأشكال والأوصاف مما يُنظر بالأعين أو يُدرك بالأفكار».
ويعرفه المفكر محمد قطب: “الفن – في أشكاله المختلفة – هو محاولة البشر لتصوير الإيقاع الذي يتلقونه في حسّهم من حقائق الوجود، أو من تصوّرهم لحقائق الوجود في صورة جميلة مؤثرة”.
الفن الحق ما ربط بين الجمال والحق، والفن الصحيح هو الذي يهيئ اللقاء الكامل بين الجمال والحق؛ فالجمال حقيقة في هذا الكون، والحق هو ذروة الجمال، ومن هنا يلتقيان في القمة التي تلتقي عندها كل حقائق الوجود.
أهمية الفن ودور الفنان:
الفن هو تعبير إنساني يدل على مرحلة من مراحل الوعي، وهو أداة تبليغ وتواصل لأنه يعتبر من مكملات الخطاب الكلامي من حيث البنية والدلالات، يمثل وسيطًا بين أفراد المجتمع الواحد وبين المجتمعات ككل.
يعتبر الفن النِتاج الإبداعي الإنساني؛ حيث يعتبر لونًا من ألوان الثقافة الإنسانية، وتعبيرًا عن التعبيرات الذاتية وليس تعبيرًا عن حاجة الإنسان لمتطلبات حياته؛ حيث يشكل فيه المواد لتعبر عن فكره، أو يترجم أحاسيسه أو ما يراه من صور وأشكال يُجَسدها في أعماله، رغم أن بعض العلماء يعتبرونه ضرورة حياتية للإنسان كالماء والطعام، هناك ما يسمّى بالفنون المادية كالرسم، والنحت، والعمارة، والتصميم الداخلي، والتصوير، والزخرفة، وصنع الفخار، والنسيج، والطبخ، والفنون غير المادية التي نجدها في الموسيقى، والدراما، والكتابة للقصص والروايات.
ويعد الفن أيضًا ميدانًا شاسعًا للتعبير عن الانفعالات والأحاسيس والطاقات الكامنة، فكل عمل فني يتخذ موضوعًا معينًا، ومن هنا تنطلق مهمة الفنان المتمثلة في قدرته على تحويل هواجسه إلى عمل يحمل في طياته أبعاد دلالية متعددة، ورؤى تعبيرية تترجم عنها.
فالفنّان يمتلك القدرة على بناء عالم مثالي خيالي يعبر فيه عن نفسه كيفما شاء، ويشبع فيه رغباته الحسيّة، كما أنه يمتلك القدرة على العودة إلى الواقع المعاش.
فميدان الفنّ هو ميدان رحب يلجأ إليه الفنان ليعبّر عن انسحابه ورفضه للواقع، لكنه أيضًا ميدان للكينونة والتواصل مع الآخر، ومن هنا يمكننا القول إن من خاصيات الفنان هي المراوحة بين الواقع والخيال، أي بين الحاضر المعاش والغائب المنشود.
فالتجربة الفنية هي في نفس الوقت تجربة انفعالية، من جهة أخرى يعتبر الإبداع – الذي هو سمة العمل الفنّي – مهارة وقدرة على رؤية الأشياء على نحو مغاير لما هو مألوف ورتيب، ولذلك تقترن سمة الإبداع بحضور الذّات والانفتاح؛ لأنّ العمل الفني يخترق المحدودية ويتجاوز الحدود التي يفرضها الواقع.
فلا نستغرب أن يكون الفنان من بين الأقليّة التي تساهم في صنع الحضارة لأنه على علاقة وثيقة بالمحيط الاجتماعي، فمن الواقع ينطلق بحثه وإلى الواقع يأتي بأفكاره؛ فهو من هذا المنطلق يلعب دور المختص في علم النفس، الذي يكشف عن الحالات المرضية من خلال المعاينة والتشخيص، ويقدم لهم الشفاء انطلاقًا من إبداعه في نتاجه الفني.
فالفنّ قبل كلّ شيء ينبثق من دافع إنساني بهدف إشباع الحاجات الاجتماعية والنفسية والفكرية، وله وسيلة تتمثل في التعبير عن تلك الحاجات الإنسانية، ومن هنا كان الفن وما يزال عنصرًا مهمًّا من العناصر الحضارية المادية والمعنوية التي تعبر عن دوافع ورغبات وحاجات أفراد المجتمع.
فلا نستغرب أن يكون الفنان من بين الأقليّة التي تساهم في صنع الحضارة لأنه على علاقة وثيقة بالمحيط الاجتماعي، فمن الواقع ينطلق بحثه وإلى الواقع يأتي بأفكاره؛ فهو من هذا المنطلق يلعب دور المختص في علم النفس الذي يكشف عن الحالات المرضية من خلال المعاينة والتشخيص، ويقدم لهم الشفاء انطلاقًا من إبداعه في نتاجه الفني.
العلمانية والفن:
لقد كان القرن التاسع عشر ( واقعيًّا )؛ فنبذ القيم التي سماها مثالية – بمعنى غير واقعية – واعتبرها ترفًا عقليًّا لا تطيقه طبيعة الحياة، وكانت نتيجة ذلك هي القرن العشرين، كما يطلق عليه الكثير قرن التفلت من القيود كلها.
في ظل العلمانية التي تفاخر بإقصاء الدين عن كل مجالات الحياة، ثم أزيحت الأخلاق من مجال الفكر، فحفلت وسائل الإعلام جميعها من أول الكتاب إلى التلفزيون مرورًا بالصحيفة والمسرح والسينما والإذاعة، بكل صنوف التضليل والكذب والخداع والغش وإفساد العقيدة وإفساد الأخلاق.
ثم أزيحت من مجال العلاقات الجنسية بصفة خاصة – وهي أدق مجالات الأخلاق- فقيل إن الجنس مسألة ( بيولوجية ) لا علاقة لها بالأخلاق! أي مسألة ذكر وأنثى يجري بينهما ما يجري بين الذكر والأنثى، بلا قيود ولا أخلاق ولا ضبط.
وأخيرًا أفرغت الأخلاق ذاتها من مضمونها حين قيل إنه ليس لها وجود ذاتي، إنما هي انعكاس للأوضاع المادية والاقتصادية، أو أنها من صنع العقل الجمعي، وإنها تتغير على الدوام ولا تثبت على حال!
وسقط (الإنسان) بسقوط الأخلاق!
إن الواقعية ليست معيارًا يقاس عليه أي شيء، ما دامت تعتبـر الواقع هو المقياس! والناس إذا أفلتت أيديهم من خيط الصعود الذي يشدهم إلى أعلى، فلا بد أن تهبط بهم ثقلة الشهوات وجواذب الأرض فيزداد واقعهم هبوطًا على الدوام، وما دام معيارنا هو الواقع فسيظل المعيار ذاته يهبط مع هبوط الإنسان! ونظل نحن – بحجة الواقعية – نتابع الهبوط.
الفن وعلاقته بالكنيسة في أوروبا
كان الفن في أوروبا في فترة تأثير الكنيسة فنًّا دينيًّا، بمعنى أنه موجه لخدمة الدين، إذ كان كله وجهًا لتمجيد (الرب) الذي ألّهته الكنسية، وهو المسيح عيسى ابن مريم، أو تمجيد الأقانيم الثلاثة عامة: الأب والابن وروح القدس، مع مريم البتول ومجموعة من القديسين.
وكان الفن الأوروبي في جميع أدواره التاريخية مشغولًا بالمعبود، فحين كان المعبود عند الإغريق مجموعة من الآلهة المختلفة توجه الفن الإغريقي إلى تلك الآلهة، سواء في الأساطير أو المسرحيات أو التماثيل، وحين انتقلت أوروبا إلى المسيحية عني الفن بالإله كما صورته الكنيسة، وحين كفرت أوروبا بإله الكنيسة وألهت الطبيعة اتجه الفن إلى المعبود الجديد وخاصة في الفترة الرومانسية، وحين صار المعبود هو (الإنسان) اتجه الفن كله إلى دراسة الإنسان في جميع أوضاعه.
واليوم صارت المعبودات فوضى، وتمثلت الفوضى كذلك في الفن الأوروبي الحديث!
آثار العلمانية في الفن الأوروبي:
أول آثارها – في التسلسل التاريخي – هو عبادة الطبيعة في الفترة الرومانسية، وليس ثمة عيب في مناجاة الطبيعة والتفاعل معها والحفاوة بها، فذلك كله أمر طبيعي في النفس البشرية؛ ذلك أن الله خلق الكون جميلاً ثم جعل في النفس البشرية حاسة تلتقط الجمال وتنفعل به.
أما الكنيسة العلمانية في الحس الأوروبي المنسلخ من الدين فقد ذهبت في طريق آخر مخالف، فجعلت من هذا الحس الجمالي وثنية كاملة تعبد الطبيعة بدلًا من عبادة الله، وقد وردت كلمة الوثنية بالذات ورودًا مكررًا في شعر الرومانسين كأنما هو أمر مقصود!
بل إن الرومانسية في الحقيقة هي التي يسرت للحس الأوروبي والتي جعلت الطبيعة إلهًا بدلًا من الله، حتى سرت إلى العلماء أنفسهم فتعاملوا معها كأنها حقيقة واقعة؛ بل صاروا في النهاية يقبلونها وحدها على أنها هي العلم، ويرفضون الحقيقة الأصلية وهي كون الله هو الخالق، ويعتبرونها إفسادًا لروح البحث العلمي!
ثم انزوت الرومانسية بعد فترة من الوقت وحلت محلها الواقعية كرد فعل لها؛ إذ كانت الرومانسية مغرقة في الخيال المغرب، فجاءت الواقعية لترد الناس وترد الفن إلى الواقع.. ولكن أي واقع هو الذي ارتد إليه الفن وارتد إليه الناس؟
في الفترة التي استغرقتها الرومانسية وارتدت بعدها إلى الواقع، كان الناس قد ساروا خطوات على خط العلمانية المنسلخة من الدين فهبطوا، فجاءت الواقعية لترصد واقعهم حيث هم.. ثم تقول: هذا هو الواقع البشري!
ويبقى السؤال: هل المطلوب من الفن الواقعي أن يداري هبوط الناس؟ ولماذا يصر على التقاط اللحظات الهابطة وحدها ويتجنب لحظات الارتفاع؟
خاتمة:
تلك كانت مقدمة عن الفن وأهميته والدور الذى يلعبه وعلاقة الفن وتأثره بالعلمانية، والدور الذى لعبه فى أوربا وكيف سيكون تأثيره على الفنانين والفن العربى مرورًا بالثورات وعلاقتها بالشعوب، حتى تتضح الصورة فى التقرير القادم عن موقف الفنانين من الربيع العربي، وهل خذل حقًّا بعض الفنانين الثورات العربية والبعض الآخر وقف بجانب الشعب وثورته؟ وماالدور الحقيقي الذي لعبوه؟ وعلاقة الفن والفنان بالقيم الإنسانية ومدى تأثيره على أجيال بأكملها.
فإن أي جيل من أجيال البشرية أنكر القيم الإنسانية لم يقف حيث كان يوم أنكرها، إنما ازداد هبوطًا.. حتى أدركة الدمار.