كتبمراجعات

نظريات التنمية السياسية المعاصرة

العرض المفاهيمي

ينقسم العرض إلى أربعة أقسام:

الأول: المفاهيم المفتاحية

الثاني منظومة المفاهيم التي يحتويها الكتاب

الثالث: تعريفات المفاهيم

الرابع: شجرة المفاهيم

أولاً: المفاهيم المفتاحية:

يتناول المؤلف في كتابه نظريات التنمية السياسية الغربية من وجهة نظر نقدية، طارحاً في الوقت نفسه رؤية مغايرة تتمثل في نظرية حضارية إسلامية للحكم والتنمية، ولذا فإن هناك نوعين من المفاهيم المفتاحية كالتالي:

أ ـ مفاهيم نظريات التنمية السياسية وفقاً للنموذج الأوروبي، وهي:

    • التنمية السياسية
    • الأنثروبولوجيا
    • الاستشراق
    • التنمية الاقتصادية
    • التنمية الاجتماعية
    • التنمية الثقافية
    • التحديث
    • التخلف
    • التغريب
  • الأزمة

ب ـ مفاهيم التنمية السياسية وفقاً للنموذج الحضاري الإسلامي وهي:

    • العمران البشري
    • الاستخلاف
    • الاستعمار
  • الابتلاء

 

ثانياً: منظومة المفاهيم:

في إطار الرؤية المقارنة التي يعرضها الكتاب لنموذج التنمية الأوروبي بالنموذج الحضاري الإسلامي، توجد هناك منظومتان مختلفتان من المفاهيم التي عرضها خلال تناوله وهي كالتالي:

المفاهيم النموذج الحضاري
الأوروبي الإسلامي
مفاهيم الجذر التنمية السياسية الاستخلاف والعمران البشري

مفاهيم الساق

–  الاستشراق

–  الإنثروبولوجيا

–  الاستعمار
مفاهيم الفروع

–   التنمية الاقتصادية

–  التنمية الاجتماعية

–   التنمية الثقافية

–   العلمانية

–  التغريب

–   الأزمة

–  الابتلاء
مفاهيم الثمرة

–   التقدم

–   التطور

–   التحديث

–   تحقيق العبودية لله وحده

–   إعمار الأرض

ثالثاً: تعريفات المفاهيم:

قام النموذج الأوروبي للتنمية السياسية على عدد من المفاهيم، أبرزها:

1 ـ مفاهيم الجذر:

التنمية السياسية:

    • عملية تغيير اجتماعي متعدد الجوانب غايته الوصول إلى مستوى الدول الصناعية. فهي مقدمة للتنمية الاقتصادية.. وهي نمط لسياسات المجتمعات الصناعية.. وهي تحديث سياسي.. وهي تنظيم للدولة القومية.. وهي تنمية إدارية وقانونية .. وهي تعبئة ومشاركة جماهيرية .. وهي بناء للديمقراطية .. وهي استقرار وتغير منتظم .. وهي إقامة المؤسسات وتحقيق الأهداف العامة.
  • في الخلاصة هي تعني تزايد معدلات التباين والتخصص في الأبنية السياسية وتزايد علمانية الثقافة السياسية، من خلال إيجاد نظم تعددية على شاكلة النظم الأوروبية، تحقق النمو الاقتصادي والمشاركة الانتخابية والمنافسة السياسية، وترسخ مفاهيم الوطنية والسيادة والولاء للدولة القومية.. أي إيجاد نظم تتبنى فيم النظم الأوروبية وأهدافها ووسائلها ومؤسساتها وتسعى للوصول إلى نمط من التنظيم قريب منها.

2 ـ مفاهيم الساق:

الاستشراق:

    • في إطار سعيها للسيطرة على المجتمعات غير الأوروبية اعتمدت أوربا على وسائل ثلاث لتحقيق هذه السيطرة بقصد استعباده واستنزاف موارده، وهي: الوسيلة العسكرية، التي تمثلت في الاحتلال العسكري المباشر، والوسيلة الاقتصادية، عبر إنشاء شركات أوروبية لنهب الثروات. ثم الوسيلة العلمية، بتطوير تخصصات علمية ينصب اهتمامها الرئيسي على دراسة العالم غير الأوروبي وفهم دينامياته وأصول حركته، ومن هذه العلوم الاستشراق والأنثروبولوجيا والتنمية السياسية.
  • الاستشراق، هو علم دراسة المجتمعات غير الأوروبية. وقد تعددت أهدافه وتنوعت على ثلاثة مراحل كالتالي:

1 ـ مرحلة مواجهة زحف العقيدة الإسلامية على أوروبا في الأندلس، وكذلك خلال الفتوحات العثمانية.

2 ـ مرحلة الهجوم على العقيدة الإسلامية بعد وقف زحفها، وكانت أبرز محطات تلك المرحلة الحروب الصليبية.

3 ـ مرحلة مساندة البغي (الاحتلال) الأوروبي على العالم غير الأوروبي، من أجل تمكينه من السيطرة على تلك المجتمعات.

الأنثروبولوجيا:

    • هو علم دراسة المجتمعات غير الأوروبية من أجل الهيمنة عليها خاصة بعد الاحتلال العسكري المباشر لها. وتحقيق السيطرة الناجعة الهادئة لا يتم دون تدمير البناء الثقافي والهيكل المؤسسي والقواعد الاجتماعية لتلك المجتمعات عبر التحكم فيها، والذي لا يتم إلا من خلال دراسته تلك الأبنية والهياكل المؤسسية والمجتمعية.
    • قام علم الأنثروبولوجيا على عدد من الأسس النظرية، هي نظرية التطور لدارون، حيث انطلقت معظم الدراسات الأنثروبولوجية من افتراض التشابه والمطابقة بين مبدأ التطور الحيوي الذي طرحه دارون للجنس البشري وبين تطور المجتمعات الإنسانية، فهناك خط واحد للتطور البشري لا بد أن تسير فيه جميع المجتمعات متبعة نظماً وقواعد لا تختلف باختلاف الزمان والمكان، هي ذاتها القواعد التي اتبعتها أوروبا.
  • هناك أيضا نظرية الانتشار الثقافي، التي تفترض أن الثقافة والحضارة تنشأ في مجتمع ما ثم تنتشر إلى المجتمعات الأخرى.

2 ـ مفاهيم الفروع:

العلمانية:

    • جوهر التغيير الثقافي الذي تعتمد عليه نظريات التنمية السياسية؛ حيث إنها الوجه الآخر للقضاء على الثقافة الأصيلة ذات الطبيعة الدينية الغيبية.
    • وهي رؤية للحياة تعتمد على استبعاد الدين وفصله عن شؤون الحكم، وتجاهل كافة الاعتبارات الدينية.
  • إذاً هي نظام أخلاقي يعتمد على قانون يرى أن المستويات الأخلاقية والسلوكيات الاجتماعية، يجب أن تحدد من خلال الرجوع إلى الحياة المعيشية والرفاهية.

التخلف: 

    • مفهوم التنمية بالمعنى السابق يعد الوجه الآخر لمفهوم التخلف الذي يعبر عن حالة العالم غير الأوروبي وسماته.
  • لذا فالتخلف هو تأخر زمني عن المجتمعات الأوروبية طبقاً لنظريات مراحل النمو، أو أنه كل ما يخالف خصائص المجتمع المتقدم، مثل سيادة الطابع الزراعي، أو وجود التداخل البنياني والخلط الوظيفي، أو عدم التخصص وسيادة ثقافة غير علمانية، أو ارتفاع معدلات النمو السكاني، أو بساطة التكنولوجيا واعتماد تقنيات بدائية، وانتشار الفقر والجوع وسيطرة أنماط سلوكية مناقضة لسلوكيات المجتمع الأوروبي؛ مثل الإيمان بالغيب والقدرية وسيادة الثقافة الدينية وسيطرة نمط العائلة الممتدة …

التغريب:

يعني تحقيق النمط الحضاري الأوروبي وسيادته على جميع دول العالم؛ لإنتاج صورة من النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الأوروبي في هذه البلدان، ليس بهدف تحقيق نسخة وحيدة من البشرية وإنما لأهداف طمس الحضارات الموجودة في هذه الدول.

الأزمة:

    • حالة انتقالية تمر بها المجتمعات غير الأوروبية وهي في طريقها إلى الحداثة؛ حيث إن عملية التحديث تفرز العديد من الأزمات والمشاكل التي تستوجب تحقيق التنمية السياسية للتغلب عليها.
  • من هذه الأزمات: أزمة بناء الأمة وتظهر في سياق الانتقال من الريف إلى المدينة والانتقال من الولاء القبلي والأسري إلى الولاء للدولة. وأزمة بناء الدولة وتبرز أثناء تكوين الدولة الحديثة حيث تتعرض الدولة الوليدة لتهديدات داخلية وخارجية. وأزمة المشاركة السياسية وأزمة التوزيع وأزمة الهوية والتغلغل.

3 ـ مفاهيم الثمار:

التحديث:  النمو في المقدرات المعرفية المطبقة في جميع فروع الإنتاج، مما يؤدي إلى تحديث الجوانب الاجتماعية والثقافية والنفسية، التي تعد إطاراً يسهل تطبيق العلم في عملية الإنتاج.

ولأن القياس يتم وفقاً لما تحقق في النموذج الأوربي؛ فإن التحديث يجب أن يشتمل على عدة خصائص هي:

    • ازدياد مركزية السلطة في الدولة مع ضعف مصادر السلطة التقليدية.
    • تميز المؤسسات السياسية وتخصصها.
    • ازدياد المساهمة الشعبية في السياسة، وازدياد مساهمة الأفراد في العمل داخل النظام السياسي ككل.
  • العلمانية في العملية السياسية وفصل الدين عن السياسة، من حيث الأهداف والتأثير.

التقدم:

    • ارتبط هذا المفهوم بعملية التطور والتغيير في الغرب خاصة في النظرية الماركسية التي تطلقه على عملية التنمية ككل. وقد ارتبط بفكرة خطية التطور التاريخي كمنطلق والسعي نحو تكريس وتكديس المادة كغاية. ولذلك وفي ضوء النظر إلى التقدم كحركة خطية عبر الزمن فإنه يمكن تناوله بطريقتين هما: القرب من الهدف المنشود أو البعد عن نقطة الانطلاق.
  • قدم منظرو التنمية السياسية خبرة المجتمع الأوروبي كمقياس ومعيار لما هو متقدم ولما هو متأخر، على أساس أن الدول الأوروبية تمثل نماذج التقدم، وأن الدول غير الأوروبية تمثل نماذج التخلف.

التطور:

يرتبط مفهوم التطور مع التغير والنمو والتقدم؛ حيث تختلط هذه المفاهيم في بعض الأحيان أو يمكن أن يعبر عنها بمفهوم واحد. وهو وليد نظرية داروين ويعتمد بصورة أساسية على فكرة المراحل المتتالية في الحركة التاريخية على أساس أن المجتمع الإنساني يسير في خط تدريجي متصاعد تمثل أوروبا قمته وتسير خلفها جميع دول العالم لأنها حققت المراحل العليا من التطور طبقا لنظريات التنمية السياسية.

الإطار المفهومي للاستخلاف وفقا للنموذج الحضاري الإسلامي

1 ـ مفاهيم الجذر:

الاستخلاف:

الخلافة نيابة عن الغير أو وكالة عنه ومنها خليفة وهو التالي أو اللاحق أو الذي أتى بعد الآخر، وقد ورد اللفظ في القرآن بكل هذه المعاني سواء بمعنى التتابع الزمني أو الوراثة أو الإحلال محل قوم آخرين.

والمراد بالخلافة: الخلافة عن الله في تنفيذ أوامره بين الناس، ومن ثم اشتهر الإنسان بأنه خليفة الله في الأرض. وهذا الاستخلاف بجانب أنه يشمل استخلاف النوع البشري على الكائنات، يشمل كذلك استخلاف بعض الأفراد على بعض، واستخلاف بعض الأمم على بعض.     

والخلافة تعني الحكم بالعدل بين خلق الله وعمارة الأرض وسياسة الناس. وبهذا تطلق الخلافة على المؤمنين بالله الذين يتحرون العدل في الحكم ولا تطلق على المفسدين في الأرض.

والخلافة عامة وخاصة حيث الأمير راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية ومسئولة عن رعيتها.. ثم كلكم راع ومسئول عن رعيته.

الاستخلاف مفهوم يؤطر الحركة السياسية للفرد والمجتمع والأمة، مستمد من مصدر معرفي مستقل عن البشر (الوحي)، حيث يحدد هذا المصدر أسسه ومرتكزاته التي تعطي له أبعاده النظرية وضوابطه الحركية، بحيث لا يخضع للتحريف والتلبيس.

أهم أبعاد المفهوم:

1 ـ ملكية الله المطلقة للكون.

2 ـ عبودية الإنسان المطلقة لله .

3 ـ لزومية وجود منهج وضوابط لتحقيق الاستخلاف.

4 ـ وجود يوم للحساب والجزاء. وهو ما يجعل لتصرف الإنسان غاية محددة يهدف إليها.

2 ـ مفاهيم الساق:

الاستعمار:

    • هو طلب العمارة من الله على سبيل الوجوب أي الفرض. وربط معنى العمارة الحسية بالعمارة الروحية أو كون المعنيان مندمجين أو نابعين من مفهوم واحد، يعطي لهذا المفهوم معنى أو مضموناً خاصاً يميزه عن أي فهم آخر للاستعمار أو العمارة.
  • الاستعمار هو جوهر حقيقة الاستخلاف، حيث المقصد العام للشريعة هو إصلاح وعمارة الأرض، وتحقيق التمكين عليها وتعبيد الفعل البشري لله سبحانه، بحيث تكون جميع فعاليات الكون متوجهة لله. ويكون الإنسان الذي خلقه الله لعبادته وعمارة أرضه وخلافته مقتدياً على قدر طاقته البشرية بالأفعال الإلهية، متخلقاً بأخلاق الله ساعياً نحو إعمال صفات الله في الكون، وبهذا يتحقق الاتساق بين الفعل البشري والهدف أو المقصد الإلهي من وجود الكون.

3 ـ مفاهيم الفروع:

الابتلاء:

    • مفهوم إطاري للحركة الإنسانية ملازم لها، يعبر عن وضع قيمي معين أو حالة سيئة يسعى النظام إلى تخطيها بالقضاء على جذورها.
    • فالابتلاء لغة هو الاختبار والتجريب للإنسان المستخلف في هذا الكون؛ لما فيه من إرادة واختيار يجعلانه موضع الابتلاء من أجل التمحيص والتمييز والتذكرة وتصحيح مسار المجتمع والأمة.
    • وهو يختلف عن مفهوم الأزمة في نظريات التنمية السياسية، الذي يعبر عن حالة انتقالية تشهدها المجتمعات التقليدية أثناء سعيها نحو تحقيق التنمية، وتعبر هذه الحالة عن وضع غير مرغوب يسعى النظام السياسي إلى تجاوزه وتخطيه.
    • فالابتلاء يحتوي الأزمة دون أن يلغي وجودها؛ من حيث كونها حالة طارئة تعرقل مسيرة الاستخلاف في الأرض، ومن ثم لابد من اتباع الأسباب والوسائل للقضاء عليها والتخلص منها مع فهم وإدراك أبعادها وما يرتبط بها من مدلولات الابتلاء.
  • وبذلك يكون الابتلاء مفهوماً عاماً وشاملاً، يمثل إطار الحركة البشرية في عمومها، أما الأزمة فهي حالة جزئية مؤقتة نتيجة أسباب معينة ينبغي العمل على التخلص منها.

3 ـ مفاهيم الثمار:

عبودية الله الخالصة:

    • مراد الخلافة في الأرض تعبيد الله وحده للبشر لأنه خلق كل الكائنات من أجل البشر وخلق البشر من أجله هو لعبادته. فقد قال سبحانه: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”.
  • مدلول العبودية تحرير الإنسان من الخضوع لأي أمر أو نهج دون منهج الله وأوامره.

تعمير الأرض:

    • تعمير الأرض يأتي في إطار مفهوم الاستخلاف الذي تناولناه. فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعلمون”.
  • مقصد الخلافة إعمار الأرض بالاقتداء بالباري سبحانه على قدر طاقة البشر في السياسة باستعمال مكارم الشريعة وهي الحكمة، والقيام بالعدالة بين الناس والحلم والإحسان والفضل. والقصد منها أن تبلغ إلى جنة المأوى ومن لا يصح لخلافة الله ولا لعبادته ولا لعمارة أرضه فالبهيمة خير منه.

 

رابعاً: شجرة المفاهيم:

ـ شجرة مفاهيم النموذج الأوروبي:

 ـ شجرة مفاهيم النموذج الحضاري الإسلامي

الاستخلاف والعمران البشري

زر الذهاب إلى الأعلى