تقدير موقفقراءة الحدث

خاشُقجي والدروس المهمة

 لم يتوقع الكثيرون أن تكون قصة جمال خاشقجي حقيقية، فهي تصلح أن تكون رواية خيالية الهدف منها إثارة الـمُشاهد والأخذ بلُبه ليجلس يشاهدها حتى نهايتها، ولكن رواية خاشقجي حقيقية للأسف، ولكن يبدو أنها بلا نهاية، تُركت نهايتها مفتوحة حتى تكون شاهدة على بؤس الأنظمة السياسية التي تحكم هذا العالم.

  • من هو جمال خاشقجي؟([1])

الصحفي المرموق جمال خاشُقجي (توفي على أعتاب ستين عاماً).. خلال مسيرته الصحفية أجرى الصحافي السعودي عدداً من المقابلات مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وغيره، وعمل مرتين رئيساً لتحرير صحيفة الوطن السعودية. وحظي بمتابعة واسعة بفضل ظهوره على شبكات التلفزيون العربية. وهو الذي كان قريباً من الدائرة الداخلية للعائلة السعودية المالكة، ذهب إلى منفاه الاختياري في الولايات المتحدة بعد أن حل ّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان محل ابن عمه محمد بن نايف، في حركة وُصفت بالانقلاب الناعم، ليكون ولياً للعهد في يونيو 2017.

وفي الولايات المتحدة، أصبح خاشقجي مشاركاً في صحيفة واشنطن بوست. وقد أشاد بالبداية بمحمد بن سلمان (33 عاماً) على الصعيد الدولي بسبب جهوده لإصلاح الاقتصاد المعتمد على النفط في بلاده وتحديث المجتمع. وقد سبق وأن قدم خاشقجي المشورة للأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق كما كان مقرباً من الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال.

قبل عام، غادر خاشقجي السعودية بعد أن قال إن السلطات أمرته بوقف كتابة تغريداته على تويتر. وفي أعمدته بصحيفة واشنطن بوست، صعّد خاشقجي من انتقاداته لولي العهد السعودي، واتهمه بقمع الشعب السعودي وإثارة فوضى في لبنان ومواصلة حرب وحشية في اليمن.

وفيما يلي مقتطفات من كتاباته في واشنطن بوست:

5 نوفمبر 2017:

“حتى الآن، أود أن أقول إن محمد بن سلمان يتصرف مثل بوتين. يفرض عدلاً انتقائياً للغاية. الحملة تستهدف حتى أكثر الانتقادات البناءة. المطالبة بالولاء الكامل وإلا… لا تزال تمثل تحدياً خطيراً لرغبة ولي العهد في أن يُنظر إليه على أنه زعيم عصري ومستنير.

“بدلاً من ذلك أصبح معروفاً عن محمد بن سلمان أنه قام بشراء يخت بقيمة 500 مليون دولار في عام 2015. انتشرت الشائعات في أنحاء المملكة عن حالات الإسراف الأخرى”.

13 نوفمبر 2017:

“لقد كان اندفاع محمد بن سلمان موضوعاً ثابتاً، من الحرب في اليمن إلى موجة الاعتقالات للمنتقدين بشكل بناء وأفراد العائلة المالكة وكبار المسؤولين المتهمين بالفساد. حدة التحرك السعودي ضد لبنان تعكس حصار قطر المفاجئ في يونيو، دون أي مجال للتفاوض”.

3 يناير  2018:

“في الواقع، يجب على كثيرين من السعوديين أن يجدوا تناقضاً في وسائل إعلامهم بتحية الإيرانيين الذين يحتجون على ارتفاع الأسعار في إيران، في حين يُحظر على السعوديين الاحتجاج على تكلفة الوقود التي تضاعفت تقريباً، وعلى فرض ضريبة مبيعات لأول مرة في البلاد. في الأسبوع الماضي فحسب، اعتُقل صالح الشيحي، وهو كاتب عمود بارز، لظهوره على شاشة التلفزيون ولدفاعه عن حق الناس في الاعتراض”.

28 فبراير 2018:

“تحجيم محمد بن سلمان لآل سعود وتواضعهم النسبي أمر محل ترحيب، ولكن ربما ينبغي عليه أن يتعلم من الأسرة الملكية في بريطانيا، والتي اكتسبت مكانة حقيقية واحتراماً ونجاحاً من خلال التحلي ببعض التواضع. إذا كان بإمكان محمد بن سلمان الاستماع إلى منتقديه والاعتراف بأنهم يحبون بلادهم أيضاً، فيمكنه في الواقع أن يعزز سلطته”.

7 أغسطس 2018:

“بدلاً من أن نهاجم كندا، ألا يجب أن نسأل لماذا تحولت كندا المحبة للسلام ضدنا؟ نحن، المواطنون السعوديون، بحاجة لرؤية الصورة الأكبر. كندا أثارت الانتباه لانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية. بالتأكيد، نحن لا يمكننا اعتقال النشطات بشكل تعسفي ونتوقع أن يغض العالم الطرف عنا”.

11 سبتمبر  2018:

“كلما طالت هذه الحرب الوحشية في اليمن، كان الضرر أكثر استمرارية. سيكون الشعب اليمني منشغلاً بمكافحة الفقر والكوليرا وندرة المياه وإعادة بناء بلده. يجب على ولي العهد وضع نهاية للعنف واستعادة كرامة مهد الإسلام”.

وقد أسهم كل من اعتدال خاشقجي في نقده، وكتابته دورياً في منبر مهم كواشنطن بوست، وقربه السابق من دوائر الحُكم، في أن يمثل خاشقجي خطورة على النظام السعودي أكثر من غيره.

  • بداية النهاية

بدأت قصة مقتل خاشقجي بداية رومانتيكية للغاية، رجل في طريقه إلى فتح صفحة جديدة في حياته بالزواج من باحثة تركية اسمها خديجة جنكيز، يبدو أنه التقى بها خلال زياراته المتعددة إلى تركيا، ومن شروط الزواج طبقاً للقانون التركي استخراج وثيقة من سفارة بلاده (المملكة العربية السعودية) تفيد بأنه غير متزوج بامرأة أخرى، فتعدد الزوجات ممنوع في تركيا.

ومن هنا بدأت خيوط المؤامرة التي انتهت بتقطيع جثة خاشجي (وفي رواية إذابتها)، إذ ذهب لاستصدار تلك الوثيقة -والتي لا يعلم أحد حتى الآن كيف لم تـثـتـثنِه الحكومة التركية منها لوضعه الخاص كمعارض للنظام السعودي- من القنصلية السعودية في واشنطن ولكن القنصلية أخبرته -كما ذكرت صحيفة إن بي سي NBC – بأن عليه أن يستخرجها من قنصلية السعودية في إسطنبول لا من واشنطن، وهو الأمر الذي استغربه مقربون من خاشقجي وأثار مخاوفاً لديهم أن يكون ذلك استدراجاً إلى فخ[2].

ذهب خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول وطلبوا منه أن يأتي ليتسلم الوثيقة في يوم لاحق بحسب الصحيفة، فيبدو أن قاتليه لم يكونوا قد انتهوا من نسج فصول مقتله بعد، وعند ذهابه في اليوم المشؤوم 02 أكتوبر 2018م، اصطحب خاشقجي خطيبته معه وترك لها هاتفه مع وصية بأن تتصل بـ(ياسين أقطاي) مستشار رئيس حزب الحرية والعدالة (وهو الرئيس التركي) في حال تأخره داخل القنصلية، وهو الأمر الذي حدث بالفعل، فقد تأخر خاشقجي داخل القنصلية، ولم يأتِ في مخيلة خطيبته على الإطلاق ولا في مخيلته هو نفسه أنه سيتأخر تأخراً أبدياً لا لمجرد دقائق أو ساعات. ويتجلى في اصطحاب خاشقجي لخطيبته “التدبير الإلهي”، إذ هي مَن تواصلت مع المسؤولين وحركّت قضيته فور اختفائه.

وبالفعل نفذت خديجة وصية خاشقجي (الأخيرة)، وقامت الدنيا ولم تقعد عبر وسائل الإعلام، وصار اختفاء خاشقجي حديث العالم بأسره، إذ بدأ الإعلام التركي في تحريك القضية بقوة، وتبعه الإعلام العربي وبالأخص شبكة الجزيرة بجهازها الإعلامي الضخم والملتف حول العالم بأكثر من لغة.

وعلى التوازي نشط زملاء خاشقجي الصحفيون في جريدة (واشنطن بوست) التي كان يكتب بها عموداً بصفة دورية، ومن إعلام الأتراك وشبكة الجزيرة وواشنطن بوست، تحركت الموجة بقوة إلى جميع وسائل الإعلام العالمية تقريباً، حتى أصبح هدير اختفاء خاشقجي لا يعلو عليه شيء.

  • النظام العالمي.. فاصل جديد من اللا إنسانية

هنا دخلت القوى العظمى وأذرعها من الأنظمة الوظيفية على خط القضية، دخلت كالعادة من باب الإنسانية، ومدخل حقوق الإنسان، وبوابة العدالة، فاستنكرت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وغيرها من الأنظمة السياسية ما يحدث لخاشقجي، وعدته انتهاكاً لحرية الصحافة، وطالبت بإظهار جمال خاشقجي، وسُربت تسريبات من الأجهزة الأمنية التركية بأن خاشقجي قد قُتل، وازداد الضغط الدبلوماسي والإعلامي على السعودية للإفصاح عن مصير خاشقجي، هذا الضغط الذي لم يكن عن نية بريئة في أغلبه، بل استُخدم للحصول على مزيد امتيازات ومزيد مصالح، وقد واجهت الرياض هذا الضغط بالقول بأن خاشقجي قد غادر القنصلية،  كما صرح بذلك محمد بن سلمان[3]؛ فزاد الخناق التركي عليها بمزيد من التسريبات الصحفية، ووصل الخناق مداه إعلامياً وسياسياً واقتصادياً بانسحاب كثير من الدول والشركات من مؤتمر اقتصادي شهير كان يأمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن يكون بلا مثيل سابق، وهو المؤتمر الاستثماري المعروف ب(دافوس الصحراء).

لم تجد السعودية بإزاء هذا الكم الكبير من الضغوط إلا أن تعترف الاعتراف الأول بأن خاشقجي قد قُتل في القنصلية إثر شجار، ثم أعلنت أنها ألقت القبض على الفريق المتهم بقتله، في إشارة منها إلى الفريق السعودي المكون من خمسة عشر فرداً، والذي أتى في نفس اليوم الذي وصل فيه خاشقجي إلى تركيا، وهو الفريق الذي تتهمه تركيا بأنه قتل خاشقجي وقطع جثته (وأذابها؟). مع نفي أي صلة لمحمد بن سلمان بهذا الأمر.

ولكن الضغط التركي والإعلامي تواصل على السعودية، رافضين هذه الرواية التي لا تحدد مَن الذي أمر بالقتل؟ وثارت تساؤلات من قبيل: كيف يتحرك خمسة عشر فرداً ذوو مناصب حكومية وأمنية رفيعة بلا توجيه من الإدارة السعودية؟ هل من المعقول أن يقتلوا خاشقجي من تلقاء أنفسهم وبصورة تطوعية؟ وكيف يفعلون ذلك لو يعلمون أن مصيرهم سيكون القتل جراء ما صنعوه؟ إلا لو لديهم تصريح بذلك وضوء أخضر؟ وما تفسير الاتصالات العديدة التي أجريت بين القنصلية والإدارة السعودية؟ خاصة وأن اتصالاً منهم جاء فيه قول أحدهم  وهو (ماهر مطرب) لآخر “بلغ رئيسك بأن المهمة قد أنجزت[4]“؟ فمن هو هذا الرئيس؟

واجهت السعودية هذا الحصار، بالثناء على تركيا والرئيس التركي، هذا الثناء الذي صدر عن ولي العهد محمد بن سلمان في مؤتمره الاقتصادي الأخير (دافوس الصحراء) حيث قال إن البعض يحاول استغلال هذا الظرف “المؤلم” لإحداث شرخ بين المملكة العربية السعودية وتركيا وإنهم لن يستطيعوا فعل ذلك طالما يوجد الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان ورئيس تركيا أردوغان[5].

وواجهته أيضاً بالمراوغة أملاً في أن تكسب وقتاً وتُنسى القضية، لكن القضية لم تُنسَ، وتواصل الضغط التركي، على عكس الضغط الأمريكي الذي خفّ كثيراً خاصة بعد اعتراف السعودية الأول والذي لم يتحلَّ بالمنطقية، فقد أعقب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف السعودية بتصريحه بأنه يرى أن الرواية السعودية لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي “موثوقة”، وإنه يفضل ألا يلغي الكونجرس صفقات الأسلحة مع السعودية، وقال ترامب إنه يعتقد أن الإعلان الذي أصدرته السعودية بشأن خاشقجي “خطوة أولى جيدة وخطوة كبيرة”[6].

في مقال تحليلي بقلم (مارك لاندر) في صحيفة نيويورك تايمز، تحت عنوان (لماذا يقف ترامب إلى جانب ولي العهد السعودي)؟ أشار لاندر إلى أن ترامب بدأ بتجاهل تقرير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) حول قضية خاشقجي، والذي يشير إلى تورط ولي العهد، وقال لاندر: “ولي العهد السعودي أبلغ ترامب خلال المكالمة الهاتفية الأخيرة التي جرت بينهما، بعدم وجود علاقة له بالجريمة، وهذا التصريح كاف بالنسبة لترامب”. وتابع قائلاً: “تصريحات ترامب شاهد حي ينمّ عن مدى استثماره في شخص وريث العرش السعودي، الذي أضحى محور ارتكاز لسياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط من إيران إلى عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية”.

ولفت لاندر إلى أن بن سلمان بات “مشترياً مهماً” للأسلحة الأمريكية. وذكر الكاتب أن ترامب أظهر عناداً بتشبثه بحليفه، وأن عدم استماعه لتسجيل صوتي لمقتل خاشقجي، قاد إلى خلافات بين مسؤولي المخابرات في الولايات المتحدة.

وتعقيباً على صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن “سي آي أيه”، توصّلت إلى أن محمد بن سلمان هو من أمر باغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، قال ترامب في تصريحات إعلامية، إنه “كرئيس، عليه أخذ العديد من الأمور بعين الاعتبار”[7].

لقد عاقبت الولايات المتحدة الفريق المتهم بقتل خاشقجي عقوبة شكلية، إذ فرضت عقوبات بتجميد ممتلكاته، وفرضت ألمانيا على المتهمين حظر دخول إليها وإلى منطقة الشينجن التي تضم أغلب دول أوروبا، في عقوبة شكلية أيضاً، إذ الفريق المتهم بالقتل موقوف بالفعل في السعودية على خلفية التحقيق.

ورغم صدور تقرير من الاستخبارات الأمريكية بتورط بن سلمان في قتل خاشقجي، ورغم توارد الأدلة على ذلك، فقد تعهد الرئيس دونالد ترامب بالبقاء “شريكاً ثابتاً” للمملكة العربية السعودية، “حتى لو أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على علم بخطة قتل جمال خاشقجي الشهر الماضي”. وفي تحدٍّ لضغط شديد من المشرعين الأمريكيين لفرض عقوبات على المملكة العربية السعودية، قال ترامب إنه لن يلغي العقود العسكرية مع المملكة. وقال إنها ستكون خطوة “حمقاء” لن تفيد إلا روسيا والصين، وهما المنافسان للولايات المتحدة في سوق السلاح.. وقال ترامب الأمر بالنسبة له أن “أمريكا أولاً”[8].

وكشف موقع Axios الأمريكي نقلاً عن مصدر من البيت الأبيض، أن الرئيس دونالد ترامب اعترف خلال جلسة استشارية مع مساعديه أن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي أصبحت “أكبر من حجمها”، وأثارت الرأي العام الدولي والعالمي بشكل “لا يستحق كل هذا الضجيج” الإعلامي حولها. ووفقاً للموقع، فإن ترامب كان لا يريد أن يثير ضجة حول قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بالرغم من فظاعة العمل الذي حدث في القنصلية السعودية في تركيا. كما أشار ترامب إلى أن هذا العمل لا يمكن مقارنته بأفعال الصين السيئة والمستمرة كل يوم. كما اعترف ترامب خلال حديثه أن مبالغة الناس بقضية الصحفي المقتول هي سخافة بحد ذاتها لأن قتل شخص واحد لا يعني شيئاً أمام أفعال وانتهاكات السلطات في دول أخرى ضد شعوبها. وبحسب المصدر الذي نقل كلامه للصحيفة، إن ترامب تساءل حول الاهتمام الزائد للإدارة الأمريكية بالموضوع طالما أن الخاشقجي “ليس مواطناً أمريكياً”[9].

وقد رحبت روسيا والكويت والإمارات والبحرين ومصر ولبنان بالنتائج التي توصلت لها النيابة السعودية حول مقتل خاشقجي، في دعم واضح للإدارة السعودية ضد الحملة الإعلامية ضدها. أما الصين، القوة الصاعدة فإنها تراقب عن بعد.

وإذا ألقينا نظرة على موقف دولة كندا التي تتباهى برعايتها للحريات والحقوق، فقد كان موقفها متردداً بإزاء مقتل خاشقجي واكتفت بالتصريحات والإدانة فقط، وعند سؤال رئيس وزرائها هل من الممكن أن تلغي كندا اتفاقيات السلاح مع السعودية؟ جاء رده مرواغاً حتى مع تكرار مذيعة (سي إن إن) السؤال ثلاث مرات، فلم يُجب عليه أبداً[10].

أما تعليق المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) لعملية بيع الأسلحة للسعودية؛ فالدافع الأكبر وراء هذا القرار هو دعم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي ترأسه، والذي كان مقبلاً على الانتخابات الإقليمية في ولاية هيسِن. كما تقول وزيرة إسبانية سابقة[11].

ولم يختلف موقف أصحاب الشركات عن موقف الأنظمة سواء منها الاستبدادية أو المتدثرة بالليبرالية وحقوق الإنسان، وكنموذج لذلك ما جاء موقع “تك كرنتش” المعني بشؤون التقنية، عن ردود أفعال شركات (وادي السيليكون)[12]، إذ يقول الكاتب (كوني ليزو): “وراء الكواليس سمعنا الأشياء ذاتها من مصادر مختلفة، ممن لهم مصلحة في الحفاظ على وئام مع البلاد وولي عهدها محمد بن سلمان”، على شاكلة: “لا يوجد إثبات”، “نحن في انتظار رؤية ما يحدث”، “أنت ساذج إذا اعتقدت أن هذا النظام هو الوحيد الذي يمول وادي السيليكون ويعذب شعبه”، “أنا أفضّل أن أوسع شركتي باستخدام أموال سعودية على كبح فرصي من خلال محاولة ضمان أن مصادر تمويلي نقية”.

ويفسر الكاتب ذلك بقوله إن نسبة كبيرة من الأموال المتدفقة إلى وادي السيليكون في السنوات الأخيرة مصدرها السعودية، وكانت الأمور على ما يرام مع مؤسسي الشركات الناشئة والمستثمرين الذين سرهم هذا التدفق لرأس المال، بغض النظر عن مبرراتهم المختلفة لقبوله[13].

  • وحشية القتلة

لقد قدّمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء خاشقجي قبل أن تقول إنه قُتل ثم جُزئت الجثة (لا قُطّعت) بعد فشل “مفاوضات” لإقناعه بالعودة للسعودية، ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة. فقد أعلنت النيابة العامة السعودية، الخميس 15 نوفمبر، أن من أمر بقتله هو “رئيس فريق التفاوض معه” دون ذكر اسمه، وأن الجثة تمت تجزئتها من جانب من قتلوه (دون تسميتهم)، وتم نقلها إلى خارج القنصلية.

وقالت صحيفة خبر تورك التركية، الاثنين 19 نوفمبر، إنها حصلت على مضمون بعض التسجيلات الصوتية التي توثق ما حصل داخل القنصلية السعودية بعد دخول الصحافي جمال خاشقجي. وقالت الصحيفة، إنه بحسب التسجيلات فإن 4 أشخاص من فريق الاغتيال السعودي استقبلوا خاشقجي في القسم “أ” الذي فيه إجراءات التأشيرات، حيث جذب أحد الأشخاص الأربعة خاشقجي من يده فاعترض عليه خاشقجي بقوله: “اترك يدي ماذا تظن نفسك فاعلاً؟”. ‏ويحدث شجار وصراخ قبل أخذ خاشقجي إلى القسم “باء” الذي يضم المكاتب الإدارية.

وبحسب الصحيفة فإن التسجيل الصوتي يتعرض خاشقجي لضرب وشتائم من قبل سبعة أشخاص. و‏فور دخول خاشقجي من باب الوحدة “ب”، يقول ماهر مطرب: “خائن وسيحاسب”. وبحسب “خبر تورك” فإن الضرب الذي تعرض له خاشقجي في الوحده “ب” لا يقل قسوة عن التعذيب.

وقالت الصحيفة إنه بحسب التحليل المخبري للأصوات فإن الأصوات السبعة بحسب ترتيبها في التسجيل تعود كالتالي: الأصوات الأربعة الأولى للفريق الذي استقبل خاشقجي على باب القنصلية، والصوت الخامس هو لماهر عبدالعزيز مطرب، وهو حارس شخصي لولي العهد السعودي والمشتبه بأنه قائد فريق الاغتيال. أما الصوت السادس فهو للقنصل السعودي محمد العتيبي، فيما لم يتم التعرف على صاحب الصوت السابع بعد[14].

وبحسب المعلومات الأمنية المنشورة، فقد أجرى فريق الاغتيال السعودي 19 اتصالاً بالرياض وذلك من غرفتين، هي مكتب القنصل والغرفة المعزولة، وهما غرفتان تقعان في القسم “ج” من الطابق العلوي من القنصلية. أربعة من هذه المكالمات كانت مع مستشار ولي العهد السعودي سعود القحطاني. وبحسب التحليل الصوتي، فإن من قام بهذه المكالمات هو الشخص نفسه الذي قال لخاشقجي “خائن وسيحاسب” وهو صوت ماهر عبدالعزيز مطرب الذي طوبق بتسجيله الصوتي في مطار أتاتورك الدولي أثناء مروره من فحص الجوازات. وأول مكالمة هاتفية جرت بعد دخول خاشقجي للقنصلية بـ13 دقيقة.

وبعد صمت استمر نحو ساعتين، يقوم المهندس مصطفى المدني بارتداء ملابس خاشقجي حيث يسمع صوت المدني وهو يقول: “من المخيف أن ألبس ملابس رجل قتلناه قبل 20 دقيقة”. بعدها يقول المدني إن حذاء خاشقجي ضيق عليه، ثم يتناقش الفريق بينهم ويصلون لنتيجة بأن على المدني أن يلبس حذائه الرياضي وأن أحداً لن يلاحظ الحذاء خاصته ويردد الجميع بأنه يشبه خاشقجي وأن لا أحد سيفهم الفرق.

ويخرج أعضاء الفريق من القنصلية من باب القسم “ب” وبيدهم حقائب سفر ويركبون سيارة باص نوع “مرسيدس فيتو” كانت مركونة سابقاً في القنصلية ويتوجهون نحو منزل القنصل. وبعد 46 دقيقة من خروج فريق الاغتيال السعودي، يخرج القنصل ويتوجه بسيارته الرسمية نحو منزله ويلتزم المنزل ثلاثة أيام كاملة، ليغادر إلى الرياض بعد ذلك فيما يشبه الفرار[15].

ويبدو أن الفريق السعودي لم يكن الوحيد المشارك في جريمة قتل خاشقجي، فقد قالت صحيفة يني شفق التركية في 18 نوفمبر إن محمد دحلان مستشار ولي عهد أبي ظبي، أرسل فريقاً للتغطية على مقتل جمال خاشقجي، فريقاً من 4 أشخاص قادماً من لبنان قبل يوم واحد من قتل خاشقجي، ودخلوا مبنى القنصلية في يوم الحادث وفقاً لمقاطع المراقبة التي حصل عليها المسؤولون الأتراك. مهمة هذا الفريق تمثلت في طمس أدلة عملية الاغتيال، وقد ظل هذا الفريق لمدة ثلاثة أيام في تركيا بحسب الصحيفة. وجد المحققون الأتراك آثار حمض الهيدروفلوريك داخل بئر في منزل القنصل العام السعودي، ما يشير إلى أن جثة خاشقجي قد أذيبت في الحمض ومواد كيميائية أخرى[16].

  • خاشقجي والدروس المهمة
  1. بين علماء الأمة وعلماء السلطان

كعادة الأحداث الفاصلة في تمييز المواقف وتمايز البشر، كانت جريمة مقتل جمال خاشقجي حادثاً فارقاً بين نوعين ممن يزعمون حمْل رسالة الدين، ويتصدرون لتوجيه عامة المسلمين وإفتائهم في أمور دينهم ودنياهم.

كانت ردود أفعال هذه الفئة متوقعة لدى كثير من المراقبين، إذ إن علماء الأمة ودعاتها قد غُيبوا في المعتقلات دون أن يعلم أحد مصيرهم، ذلك المصير الذي من الوارد جداً أن يكون كمصير خاشقجي أو أشد بشاعة، ولسائل يسأل: إن كان خاشقجي قد قُتل وقُطعت جثته وأُذيبت وهو خارج بلاده، فما هو مصير مَن هم داخل البلاد قابعين في غياهب السجون وتحت رحمة الجلادين؟ وإلى متى يسكت علماء الأمة عن علماء السعودية الصادقين الذين ينتظرهم مصير أسود فيما يبدو في ظل هذه السلطة؟

لم يبق خارج السجون إلا فئة قليلة مستضعفة لا تستطيع البوح بشيء مما في صدورها تجاه الواقع، إضافة إلى أبواق السلاطين والعلماء الرسميين -إن جاز التعبير بكلمة “علماء”- ممن رأوا أن نجاتهم في التصديق على قرارات السلطة الاستبدادية وأفعالها، تصديق لا يختلف عن أي تصديق يقوم به موظف حكومي، وأخذوا يلبسون هذه القرارات وهذه الأفعال لباس الدين، وخلعوا على المستبدين ألقاباً من قبيل ولي أمر المسلمين والشاب الملهم وحامل لواء التجديد، وغير ذلك من ألقاب التبجيل التي تخلط الحق بالباطل وتضل الأمة وتصرفها عن أعدائها الحقيقيين، وتقعدهم عن أي سعي للتغيير نحو قيم العدل والحق والحرية. وبينما يُضفون ألقاب الفخامة على المستبدين، يتعمدون إهمال إخوانهم في الدعوة والدين ممن يعانون خلف الأسوار، وممن صودرت حريتهم لكلمة كتبوها أو خطبة خطبوها أو حق جهروا به.

  1. النظام العالمي وحقوق الإنسان المهدرة

أكد حادث خاشقجي وموقف الأنظمة سواء الغربية أو العربية منه، أنه لا يلقي بالاً للقيمة وإنما هو نظام تحكمه المادة، فالسعودية التي تقصف اليمن وتذيقه الويلات بصورة يومية، وتسببت في أن اتسعت فيه دائرة الدم والموت والمرض والفقر والدمار، على مرأى ومسمع العالم كله، لم يتخذ أحد أي موقف جاد بإذائها وبإزاء هذا التوحش الدموي، وكذلك تعتقل الرياض في معتقلاتها مئات الدعاة والمصلحين والأساتذة والاقتصاديين والحقوقيين، رجالاً ونساء وشيوخاً، ولم تتحرك أي دولة تحركاً إنسانياً.

لكن عندما أصبحت قضية خاشقجي حديث العالم أجمع بدأت المواقف الشكلية تظهر لدوافع سياسية داخلية محلية لضمان نجاح انتخابي مستقبلي أو للحفاظ على الشعبية في استطلاعات الرأي، أو لدوافع خارجية بابتزاز السعودية بصورة أوسع، أو فقط مجرد تصريحات للظهور الإعلامي بموقف المدافع عن الحقوق.

في مقالها التي عنونته بـ”هل مات النظام العالمي مع خاشقجي” قالت أنا بالاسيو وزيرة الخارجية الإسبانية سابقاً: ((يعتمد قادة العالم غالباً في سياساتهم الخارجية على السياسة الواقعية وليس على الاعتبارات الأخلاقية.. يتعلق بالتوازن المناسب بين الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على تحالفات قديمة ومربحة، وجوهر الأمر، هو أن “الوقاحة” التي قتلت بها الحكومة السعودية خاشقجي -دون ذكر ردود أفعال قادة الدول الغربي- أكدت مدى البرودة الفعلية التي يتم التعامل بها مع الآليات الجيوسياسية)). وأضافت الوزيرة الإسبانية أنه ((أول مرة يعترف فيها رئيس أمريكي دون خجل، بالطبيعة التجارية المحضة لقراراته السياسية. إذ قال ترامب وقاحة “إن السعودية تنفق 110 مليار دولار على تجهيزات عسكرية وأشياء أخرى تسهم في خلق فرص الشغل لم تعجبني فكرة وقف هذه الاستثمارات في الولايات المتحدة الأمريكية”)).  وعقبت بقولها: ((إن عالَماً -لا يهم فيه إلا عقد الصفقات ولا توجد فيه مبادئ تحكم التصرفات وتعزز نُظُم الحكم- هو عالمٌ لا يعلم فيه المواطنون ماذا يتوقعون من قادتهم، ولا تعلم فيه الدول ماذا تتوقع من حلفائها. ومثل هذا العالم – غير المستقر والذي لا يمكن التنبؤ به- ليس النموذج الذي ينبغي علينا قبوله بلا تبصر)) [17].

فلا مكان لحقوق الإنسان تحت هذا النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة وشركاؤها ووكلاؤها، باستثناء إن كانت هذه الحقوق ترتبط بالمصالح السياسية والاقتصادية فحينها تؤخذ على محمل الجد لاحتوائها على المادية.

  1. الإعلام وصناعة الرأي العام

هدير قضية خاشقجي لم تستطع إسكاته وسائل الإعلام السعودية أو الإماراتية وغيرها من وسائل الإعلام غير المهنية التي تقول ما يمليه عليها الرقيب، بل كان للإعلام الدور الأكبر في كشف ملابسات مقتل خاشقجي، دور يعيد إلى الأذهان تلك الحقيقة الأكيدة، أنه سلاح ذو فاعلية وقوة كبرى إذا استُخدم بصورة صحيحة ومهنية.

فليس كل الإعلام يستطيع صناعة رأي عام، وقد نجح ما يمكن أن يُسمى “الإعلام الحر” في صناعة رأي عام حول قضية خاشقجي، بصورة لم تفلح معها محاولات إعلام الأنظمة على تزييف الواقع.

  1. درس سياسي

أظهرت حادثة خاشقجي مثل ما سبقها من حوادث، أن العلاقات بين الدول ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالصفقات وبالأخص صفقات السلاح، فأنظمة الدول التي تدر ربحاً في تجارة السلاح على الدول العظمى، تحافظ هذه الدول على علاقتها معها، خشية أن تأتي أنظمة أخرى تراجع هذه الصفقات وتعلي من مصالحها واحتياجاتها الوطنية.

ومما بات واضحاً أيضاً أن دولة تركيا فيما يبدو تسعى لتغيير المعادلة الإقليمية، تلك المعادلة التي تسعى لتمكين الأنظمة المضادة للثورات والمساندة للانقلابات العسكرية، إضافة إلى أنها أثبتت أن ليست كل مواقف الدول تُشترى بالمال، وعملت على استثمار الحدث في حل بعض أزماتها وتعزيز مكانتها ومواجهة الحرب الاقتصادية المالية عليها، وفي الفكاك من سعي هذا الحادث إلى توصيل رسالة مفادها أن تركيا ليست دولة آمنة خاصة للمعارضين الذين لجأوا إليها.

  1. استبداد الأنظمة القمعية ووحشيتها

لقد كان مقتل خاشقجي بهضه الصورة البشعة شاهداً على مدى الاستخفاف بالإنسان ووحشية الأجهزة الأمنية وتعطشها للدماء، والتي لا تجد أي غضاضة في إراقتها؛ بل وتقطيع الجثث وإذابتها (في رواية)، بل وحرق الأحياء المصابين كما حدث في مصر في مجزرة رابعة العدوية وميدان النهضة وسيارة الترحيلات وغيرها من الوقائع.

  1. الثورات واستثمار الفرصة

فحادث خاشقجي درس في كيفية استثمار الحوادث والوقائع في السعي إلى تفكيك أنظمة الثورة المضادة، وكذلك الأنظمة الغربية الذي تدعي المحافظة على الحريات وحقوق الإنسان.

  1. مستقبل النظام السعودي

على المستوى الشعبي، سقط النظام السعودي في نظر الكثير من جماهير الأمة الإسلامية، بعكس وضعه السابق عندما كان يُنظر إليه بصفته “نظاماً إسلامياً”.

أما على المستوى السياسي، فيضغط الرأي العام العالمي على الأنظمة الغربية لإدانة النظام السعودي وقطع العلاقات معه، وبات سؤال الدوائر الغربية السياسية عن الاستمرار في دعم ابن سلمان من عدمه سؤالاً مطروحاً. وقد نشرت وكالات كبيرة مثل رويترز أنباء عن أمراء في العائلة المالكة يريدون التخلص من ابن سلمان.

  1. أنظمة داعشية تسيء للإسلام

اتضح من حادث خاشقجي أن الذي أساء للإسلام أكثر هم في الحقيقة المستبدون، فكيف تكون صورة السعودية كممثلة للإسلام لدى غير المسلمين بعد مقتل خاشقجي البشع؟ لا شك أنه ينقل صورة سيئة عن الإسلام خاصة مع رمزية السعودية لوجود مكة والمدينة بها وكونها مهبط الوحي ومهد الإسلام.

خاتمة

لقد حمل مقتل خاشقجي -عليه رحمة الله- كثيراً من الدروس المهمة، دروس تتعلق بأن الدفاع عن الحقوق العادلة له ضريبة غالية، وأن السائرين في طريق العدل والحرية عليهم أن يعلموا أنه طريق صعب غير مذلل أو مُعبّد.

دروس تشير إلى مدى وحشية أجهزة الأمن السياسي في البلاد المستبدة وأنها لا ترقب في معارض لها إلّاً ولا ذمة، وأن مَن يقعون بين أيديها من أَسرى الحرية والثورة يعانون أشد المعاناة ولا يُعرف تحديداً ماذا يحدث لهم؛ فما نعرفه عن الانتهاكات التي تُرتكب بحقهم يبدو قليلاً للغاية مما يحدث في الحقيقة. وهذا يُحمّل الأمة مسؤولية تحريرهم والحديث عن قضياهم العادلة وعدم نسيانهم، فيجتمع عليهم ظلم المستبدين ونسيان أمتهم لهم.

دروس قاسية بأن قتل إنسان وذبحه ليس بالأمر الكبير بين اهتمامات الدول والأنظمة المستبدة، فهناك صفقات سلاح وعقود تجارية أهم من الإنسان بكثير في نظر هذه الدول، ورغم تكرر هذا الدرس كثيراً، في العراق وأفغانستان والصومال وسوريا واليمن والشيشان ومصر وغيرها الكثير من الدول، إلا أن البعض لا يزال يعوّل على أن تنصفه الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة ومجلس الأمن وهو جالس على أريكته يتغنى بمظلوميته ويستجديهم.

دروس كثيرة يصعب إحصاؤها، درس عن أهمية كلمة الحق وتأثيرها وكونها تقض مضاجع المستبدين وإن تظاهروا بالعكس، درس عن أهمية الإعلام في إبراز قضايا المظلومين وتسليط الضوء عليها وإحراج الأنظمة، وغير ذلك..

ولكن السؤال يبقى: أين قاتل خاشقجي الحقيقي؟ وهل سينجو بفعلته ويُورّط “جنوده” بدلاً منه؟ وهل ستكون جريمة خاشقجي مقيدة ضد مجهول رغم أن العالم كله يعرفه؟

هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.. إن كانت ثمة إجابة.

[1]  ماذا قال خاشقجي في مقالاته النقدية لسياسات ولي العهد السعودي، إيرو نيوز، 07-10-2018م.

[2]  Did Embassy in DC send Khashoggi to Istanbul? Euronews, 09/10/2018.

[3] Mohammed bin Salman Bloomberg Interview, 15 November 2018.

[4] ‘Tell your boss’: Recording said to link Jamal Khashoggi’s killing to Crown Prince, Telegraph, 13-11-2018.

[5] يوتيوب: محمد بن سلمان يغازل أردوغان في مؤتمر الاستثمار، 24-10-2018.

[6]  الجزيرة نت، ترامب يثق بالرواية السعودية لمقتل خاشقجي ومشرعون يشككون، 20/10/2018 .

[7] نيويورك تايمز: ترامب يرفض احتمالية ضلوع ابن سلمان بمقتل خاشقجي رغم الأدلة، ديلي صباح، 20-11-2018.

[8] Trump stands by Saudi prince despite journalist Khashoggi’s murder, Reuters, 20-11-2018.

[9] Jonathan Swan, Trump’s private line: Khashoggi murder “really bad” but others do it, 19-11-2018.

[10] Video: Canadian Prime Minister Justin Trudeau speaks to CNN’s Poppy Harlow, 12-11-2018.

[11] Ana Palacio, Did the Global Order Die with Khashoggi? Project syndicate, 29-10-2018.

[12] منطقة استثمارية تقنية أميركية؛ تعتبر العاصمة التقنية في العالم لاستضافتها المقرات الرئيسية لآلاف الشركات العملاقة العاملة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، ومنها تنطلق مشاريع وأفكار عملاقة وخطط وأبحاث مستقبلية تقنية.

[13] هل تشكل قضية خاشقجي نهاية عصرٍ في وادي السيليكون؟  الجزيرة نت، 18-10-2018.

[14] صحيفة تركية: هكذا استقبل فريق الاغتيال خاشقجي في القنصلية، ديلي صباح، 19-11-2018.

[15] المصدر السابق.

[16] Yenisafak, Dahlan ‘cover-up team’ from Lebanon helps hide traces of Khashoggi murder, 18-11-2018.

[17] Ana Palacio, Did the Global Order Die with Khashoggi? Project syndicate, 29-10-2018.

زر الذهاب إلى الأعلى