"إعلام ما قبل "داعش
قبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، كان أداء التنظيمات المسلحة -كالقاعدة- من الناحية الإعلامية أداءً تقليدياً، يمكن وصفه بالعشوائي باستثناءات قليلة، ويمكن أن يكون تنظيم القاعدة أكثر التنظيمات حضوراً.
ففي عام 1988 أنشأ تنظيم القاعدة إدارة للإعلام تابعة للتنظيم، وكان الغرض منها وقتها بحسب تقارير إعلامية هو “الاحتفاء بالمجاهدين في أفغانستان أثناء معركتهم مع الاتحاد السوفيتي”، ووقتها سُرب شريط فيديو مصور وكان في مرحلة ما قبل الانترنت عن تفجير المدمرة الأميركية (يو إس إس كول) في 30 أكتوبر 2000 في مياه اليمن، ثم ظهر بعدها أشرطة فيديو عن تدريبات «القاعدة» في معسكراتها في أفغانستان، وبعد ١١ سبتمبر زاد حضور “القاعدة” الإعلامي من خلال تسريبات صوتية ومصورة.
وكانت المادة الصوتية أو المرئية وقتها تتركز على إعلان التحولات التنظيمية، مثل مبايعة قيادات جديدة، وتوجيه رسائل للخصوم، ونقل رؤية التنظيم الفكرية والميدانية. واعتمد التنظيم وقتها على إرسال رسائله إلى عدد من القنوات الفضائية، مثل «الجزيرة»، و”سي إن إن”، وغيرها من القنوات العالمية، واعتمد التنظيم أيضًا على بث مقاطع مُصورة تخص قيادات التنظيم مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وأيضاً التسجيلات الصوتية لمقاتلي التنظيم ووصاياهم قبل تنفيذ عملياتهم.
واتسمت المادة المصورة والصوتية بفقر في التصوير والإخراج والمونتاج وكل الجوانب التقنية، وإن كانت تطورت نسبياً في العام 2005 الذى صدر فيه ١٥ فيديو ورسالة عن التنظيم، وتضاعف الرقم في ٢٠٠٦، وتضاعف أكثر من مرة في ٢٠٠٧، فوصل إلى تسعين مادة صوتية ومرئية، وظلت جودة الإصدارات ضعيفة، فقط أصبح التعامل مع شبكة الانترنت بشكل أوسع.
واتسم تعامل باقي التنظيمات الأخرى الإعلامي بهذا الشكل، وتغير الحال مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.
الإعلام في تخطيط "تنظيم الدولة"
في الوقت الذي ذهب فيه الإعلام العربي إلى مساحات كثيرة في بحث ودراسة تنظيم الدولة.. التمويل.. العنف والقتل .. النشأة.. كان الإعلام الغربي يبذل جهوداَ يرصدها المتابعون في تحليل أدائه الإعلامي.. على سبيل المثال صحيفة الجارديان البريطانية نشرت أكثر من استقصاء في هذا الاتجاه، ونجحت في الوصول إلى وثيقة قالت إنها كُتبت في الفترة ما بين يونيو وأكتوبر 2014، لتدريب الكوادر والمسؤولين الإداريين في الـتنظيم. حددت الوثيقة تنظيم الدوائر الحكوميَّة، وكيفية تنظيم عمليَّات التعليم والموارد الطبيعيَّة وإدارة الأموال والمشاريع والعلاقات الخارجيَّة لـ «الدَّولة الإسلاميَّة في العراق والشَّام».
قالت صحيفة الجارديان البريطانية[1] إن الوثيقة صيغت بواسطة أحد المنتمين لـ”داعش”، ويُدعى: أبو عبد الله المصري. وقدَّمت الوثيقة التي تقع في ٢٤ صفحة ونشرتها الجارديان في ديسمبر ٢٠١٥ – ولم يتسن لكاتب التقرير التأكد من صحتها- عرضًا وافيًا للهيكل الإداري لـ 10 ملفَّات حيويَّة داخل تنظيم الدولة.
وتضمنت هذه الملفات إعلان الخلافة الإسلامية، تنظيم الفرد والجماعة، إدارة المعسكرات، إدارة التوجيه، تنظيم الولايات، إدارة الأموال، إدارة المشاريع، إدارة التعليم، وإدارة العلاقات الخارجية. وتحدثت عن كل باب بالتفصيل فيما يخص بناء الدولة.. وما يهمنا هنا كيف ينظرون للإعلام ودوره.. ولذا ننشر نص ما جاء بهذا الخصوص وذلك في الفقرة رقم (١٠) تحت عنوان: الإعلام. وقالت الوثيقة ما نصه:
“إن كل ما ذكر سابقاً هو خطوات عملية على الأرض ينبغي أن يكون له مروج رئيسي.. يكون مضموناً، وتصب جميع أفكاره ونشاطاته في مصلحة ما ذكر، ولا يتحقق ذلك دون مؤسسات إعلامية متفرغة ومتكاملة للعمل ضمن إدارة وخلفية واحدة.. فيكون هناك مؤسسة واحدة متفرعة ضمن جيوب متعددة وفق مخطط يكون على الأسس التالية (وما زلنا مع نص وثيقة الجارديان):
١- المؤسسة الأم.. وهي التي تتبع مباشرة ديوان الخلافة أو مجلس الشورى أو من ناب عنهما، ويكون المسؤول فيها مرتبطًا بعلاقاته مع القائد العسكري والمسؤول الأمني والخليفة ذاته، ويضع المكتب القواعد الرئيسية للإعلام ومهامه، ويكون مشرفاً على توزيع المكاتب الإعلامية في الولايات أو المؤسسات التي تتخذ اسماً وشكلاً مستقلاً عن إدارة الولاية.
وتحدد المؤسسة الأم أولويات النشر والدعاية والحملات الإعلامية.. كما تشرف مباشرة من خلال لجنة على نشاطات المكاتب، وتقوم بحملات دورية في الولايات والأماكن النشطة، كما تحدد المؤسسة أعداد الكادر الإعلامي ومصاريفهم، ومستلزماتهم، وتتلقى تقارير شهرية بأعمال المكتب”.
وتضيف الوثيقة في رقم ٢ ما أسمته إعلام الولايات:
“وفي كل ولاية يكون مكتب إعلامي يتبع الوالي نفسه، ويكون ذلك بالتنسيق مع المسؤول العسكري والأمني في منطقته، ويكون مديره على اتصال مباشر بمسؤول الإعلام في المؤسسة الأم، ومن مهام المكتب تغطية الأعمال العسكرية وإنجازاتها، مع إصدارات تختتم نهاية كل عمل عسكري كبير، أو أعمال متميزة لجنود الدولة، ومرافق الخدمات، وتطبيق الأحكام الشرعية، وسير الحياة في الولاية، كما يقوم المكتب بتنفيذ مهام الطباعة والنشر أو الإشراف عليها ضمن الولاية”.
وفي رقم ٣ أسمتها “الوكالات والمؤسسات الرديفة”:
“ويتم طرح تأسيس مؤسسات إنتاج أو وكالات رديفة وفقاً لحاجة المكتب الأم، الذي يرى فيه مصلحة إعلامية، ويختص المكتب الرديف بمتابعة التغطية العسكرية والخدمية في ولاية أو عدة ولايات، دون وضع اسم المؤسسة أو شعارها ما يمت بصلتها مباشرة بالدولة الإسلامية، ولا يحق للمؤسسات الرديفة تغطية عمليات أمنية أو تنفيذ أحكام”.
ويمكن الاطلاع على الوثيقة كاملةً، من هُنا.
وفي قراءة تطبيقية لواقع إعلام “تنظيم الدولة”، وفي إطار وثيقة الجارديان يمكن أن نرى الآتي:
أولاً: استراتيجية واضحة للتعامل مع الإعلام
-
- تتمثل في أن الإعلام هو الأداة الرئيسية لتحقيق كل أهداف التنظيم، فبدون الإعلام لن يتحقق أي شيء.
-
- إقامة “دولة الخلافة” هدف استراتيجي لإعلام التنظيم.
-
- إسقاط العدو بالصورة قبل إسقاطه بالسلاح في إطار الحرب النفسية.
-
- الاستعانة بالخبراء والمحترفين في تطبيق الاستراتيجية الإعلامية، بحسب الباحث العراقي صهيب الفلاحي.
-
- تعتمد هذه الاستراتيجية -إلى جانب أهل الخبرة من المحترفين في مجال الإعلام- على أهل “الثقة”، من خلال قيادات “مضمونة” و”تصب أفكارها في مصلحة التنظيم”.
-
- الاعتماد على المركزية في “القيادة” و”القرار”، واللا مركزية في التنفيذ.
- العمل في إطار “مؤسسي” واضح.
وفي هذا الإطار يمكن رصد عدد من المؤسسات وفقاً لوثيقة “الجارديان”[2] ووفقاً لنون بوست[3] وعدة تقارير إعلامية دولية نشرت في الديرشبيجل الألمانية وعدة صحف عالمية أخرى[4].
المؤسسات الإعلامية لتنظيم الدولة
( أ ) المؤسسة “الأم”: تتبع قيادة التنظيم بشكل مباشر، وهو الذي يضع خطتها الاستراتيجية والأهداف والرؤى، ويحدد الخطوط العريضة، والمسموح والممنوع، وأساليب العمل، والميزانية.
( ب ) المؤسسات الرئيسية: وهي المؤسسات التنفيذية الأساسية التي يعتمد عليها التنظيم في تنفيذ استراتيجيته على أرض الواقع، ومن أمثلتها وفقاً لقراءة للواقع وخبراء وتقارير إعلامية غربية وعربية:
١- مؤسسة الفرقان: تعد المؤسسة الأهم وفقاً لإصداراتها “كماً و”كيفاً”، وربما تعد من المؤسسات الإعلامية القليلة التي انتقلت من تنظيم القاعدة إلى “داعش” وتولت حصرياً نشر كلمات خليفة التنظيم والشخصيات المؤثرة فيه، وقد تجاوزت الرسائل والإصدارات المصورة والصوتية الصادرة عن التنظيم أكثر من١٦٠ رسالة، معظمها باللغة العربية وموجهة في الأساس إلى جمهور الدول الموجود فيها والمسيطر عليها، وأيضاً إلى جمهور الدول التي يستهدف التنظيم دخولها، وتتسم معظمها بالتقنية العالية والمحتوى الاحترافي.
٢- مؤسسة الاعتصام
هي المسؤولة عن مخاطبة العالم بمعظم اللغات الأساسية، الإنجليزية والفرنسية والألمانية، أيضاً بعض اللغات الأخرى مثل الأوزبكية وحتى الهولندية، بحسب تقرير لمجلة درشبيجل، وقد خرج عنها أكثر من ٥٥ إصدار ورسالة مرئية وصوتية، معظمها ينشر صور ميدانية من داخل ساحات القتال.
٣- مؤسسة الحياة
وتعمل على نهج “الاعتصام”، ورسائلها موجهة إلى الغرب بالأساس.
٤- مؤسسة أجناد
وتهتم بالجانب النفسي للمستهدفين على ما يبدو، ووفقاً لخبراء لمن جُندوا في التنظيم وللمتعاطفين معه، ولذا تركز على إعادة إنتاج وتصوير الأناشيد القديمة والحديثة المؤثرة في الشباب.
(ج) مؤسسات مناصرة
وهي مجموعة من المؤسسات غير التابعة بشكل مباشر للتنظيم، وفقاً لمراقبين، ولكنها تؤمن بفكر التنظيم وتروج له، وربما تحصل على دعم مالي من التنظيم بطريقة أو بأخرى. ومنها على سبيل المثال:
١- الخلافة
تصدر رسائل مصورة أغلبها باللغة العربية، ومعظمها أناشيد حماسية.
٢- البتار
تعيد ترويج ما يصدر عن المؤسسات الرئيسية، ولها إصدارات محدودة خاصة بها تخاطب الشباب.
٣- قناة الخلافة
هي قناة تلفزيونية أعلن عنها وأذيع لها إعلانات ترويجية كبيرة، ولم تبث رسميًّا حتى الآن.
٤- إذاعة البيان
وخرجت للمرة الأولى من الموصل ثم من سوريا، وتذيع رسائل صوتية لمناصري التنظيم، ورغم أن كثير من التقارير تصنفها أنها من المؤسسات المناصرة، إلا أنها أقرب إلى المؤسسات الأساسية التي تتبع المؤسسة الأم بشكل مباشر.
(د) مؤسسات محلية
وهي مؤسسات إعلامية تابعة للولايات، وبحسب وثيقة الجارديان فهي تمثل إعلام الولايات؛ ففي كل ولاية مكتب إعلامي يتبع الوالي بالتنسيق مع المسؤول الأمني أو العسكري بالولاية، وتتبع إدارته المؤسسة الأم في التعليمات والقرارات، ومن مهامها الأساسية تغطية كل ما له علاقة بالحدود الجغرافية للولاية، كما يهتم بتنفيذ مهام الطباعة والنشر والإشراف عليه.
ثانياً: الجمهور المستهدف من الرسالة الإعلامية
هناك طريقتان أساسيتان لدراسة جماهير وسائل الإعلام وفقاً للمدارس الإعلامية، الأولى هي باعتباره مُستهلكاً لمُنتجات وسائل الإعلام “الجمهور المُستهدف”، والثانية حيث يُنظر إلى الجمهور كمُشارك فاعل في قراءة وتفسير الرسالة الإعلامية.
وفي العموم الجمهور المُستهدف هو مجموعة من القراء والمُشاهدين والمُستمعين ومستخدمي الإعلام الإلكتروني، تُحدّدها خصائص كثيرة، مثل العمر والجنس والمستوى الاجتماعي والاهتمامات والمستوى الثقافي والاقتصادي والتعليمي وغيرها، تقوم وسائل الإعلام والمؤسسات الإعلامية بإعداد المضمون وصياغة الرسائل والمعاني وفقاً للجمهور المستهدف، هذه البديهيات التي تهملها الكثير من المؤسسات الإعلامية -القنوات المصرية المعارضة التي تبث من خارج مصر نموذجاً- ولكن إعلام “تنظيم الدولة” حدد جمهوره بصورة احترافية، ويمكن قراءة ذلك من خلال التالي:
١- جمهور دولي
وهو الجمهور الأكثر أهمية لدي التنظيم، ويتمثل في غير المنتمين للتنظيم والمناطق الواقعة تحت سيطرته، وهو أشبه بالإعلام الدولي (هذا التخصص من الإعلام مهمل في الدول العربية حتى أن بعض كليات الإعلام لا تدرسه من الأساس)، والتنظيم لأنه يستهدف بشكل كبير هذا الجمهور، فقد صاغ رسالته الإعلامية بما يتناسب مع المستهدف، وباللغات المتعددة لكل دولة أو مجموعة دول، حتى أن عدد اللغات التي يبث بها التنظيم بعض إصداراته تتعدى العشر لغات، إلى جانب الاهتمام بالتكنيك الفني وجودة الصوت والصورة والمؤثرات والتصوير والإخراج ووغيرها من الأدوات والوسائل، وداخل هذا التحديد يستهدف من الجمهور العالمي الشباب والنساء، وبحسب مراكز بحثية غربية فالرسالة الإعلامية أثرت كثيراً في الجمهور الغربي.
٢- جمهور محلي
وهو الجمهور التقليدي للتنظيم، ويتوجه فيه للمناطق الواقعة تحت سيطرته، لذا فالوسيلة الإعلامية يتم تحديدها لتناسبه، حتى أن المساجد والمنتديات المحلية والإذاعات الصغيرة على الانترنت كانت حاضرة، وأيضا اللغة وحتى اللهجات المحلية؛ فوفقاً لتحقيقات صحفية واستقصائية دولية فالشباب من عمر ١٦ إلى ٣٠ جمهور أساسي لدى التنظيم، ويظهر ذلك بوضوح في أن وسائل التواصل الإجتماعي من أكثر الوسائل التي يستخدمها التنظيم، فهو يعلم أن هناك ملياراً و٧٩٠ مليون مستخدم نشط للفيس بوك في العالم، وأيضاً يوجد ٣١٧ مليون مستخدم فعال لتويتر حول العالم، وفقاً لإحصائية صادرة عن حكومة دبي الإلكترونية، وغيرها من المعلومات.
٣- النساء
في ٢٠١٥ أكد محرر الجارديان البريطانية أن أحد مصادره حصل على ٣٠٠ وثيقة من داخل تنظيم الدولة، [5] بعضها يحتوي على إحصائيات. القصة الكاملة ورغم أنه لم يؤكد وجود إحصائيات ديموغرافية، إلا أن الشواهد تؤكد ذلك، فوفقاً لصحيفة الإندبندنت وأيضاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة[8][7] [6] فعدد الرجال بفوق عدد النساء في العالم بنحو ٨٥ مليون فقط، تفاصيل تقرير الأمم المتحدة للسكان ٢٠١٤ وهذا ما يعني أن عدد النساء في العالم يتعدى ٣مليار و٢٥٠ مليون أنثى ؛ ولذا يظهر اهتمام التنظيم بالنساء في رسائله الإعلامية، وتختلف الرسالة بحسب نوعين من النساء: في الخارج والداخل، في الداخل بحسب نوعين من النساء، من يشاركن في القتال أو مساندة المقاتلين، أو النساء خارج ساحة المعركة، فيتم تشجيعهن في الرسائل على القيام بتربية الأطفال على الجهاد والقتال، إلى جانب تدريبهن على المساعدات الطبية والإسعافات وغيرها من المهام غير القتالية.
٤– الشباب
ويعد الشباب سواء في داخل مناطق السيطرة أو في الخارج، من أهم الجمهور المستهدف حتى أنهم وفقاً لدراسات [9] جُنّد ٨٠٪ منهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ووفقاً لدراسة “القوي الخفية لداعش في الإعلام الجديد” التي أعدتها جامعة الملك سعود[10] فالتنظيم يستهدف الشباب عبر إعلامه، وخاصة الإعلام الجديد بو سائله المختلفة.
وانعكس ذلك على الوسائل الإعلامية التي يستخدمها التنظيم، حتى أن وسيلة تقليدية قديمة مثل مجلة “دابق” الإلكترونية، قد استخدمت في التصميم والإخراج والألوان ولغة وأسلوب الكتابة ما يقبل عليه الشباب في الغرب خاصة.
ثالثاً: الوسائل الإعلامية لتنظيم الدولة
إذا نجحت في تحديد جمهورك، فسيكون من السهل أن تحدد وسائلك الإعلامية، سواء كانت مرئية أو مقروءة أو مسموعة أو إلكترونية، أو إعلام جديد، ومن الواضح أن تنظيم الدولة قد وضع “التنوع” في وسائله الإعلامية التي يخاطب بها الجمهور من أولويات استراتيجيته الإعلامية، ويمكن رصد هذا التنوع في بعض هذه الوسائل، ومنها:
١-الإعلام المطبوع
على الرغم من أن العالم بدأ يتجه إلى الإعلام الإلكتروني والمصور، إلا أن التنظيم قد أعاد إنتاج هذه الوسيلة، فأصدر عدة كتب ومنشورات وصحف صغيرة تخاطب الداخل – المناطق الخاضعة لسيطرته – ولكنه استهدف الخارج بعمل مختلف، وهو مجلة دابق، حتى أن خبراء أكدوا أنها تنافس وربما تتفوق على مجلة التايم، أعرق المجلات العالمية. ودابق مجلة تصدر باللغة الإنجليزية في ٦٠ صفحة ملونة، ومطبوعة طباعة أنيقة وتصميماتها حديثة ومبتكرة. روبرت إيفانز المحرر بموقع كراكيد درس المجلة عن قرب [11] وتصفح ٧٠٠ صفحة من محتواها، ووصفها في تقرير له أنها مبهرة وتشبه مجلة بيبول العالمية، ولكن عن “الشهداء” بحسب وصف ايفانز، يمكن قراءة نص التقرير هنا وقال إنها مجلة تتصف بأنها :
-
- شديدة السلاسة خاصة في لغتها السهلة وشكلها الأنيق.
-
- صادقة فيما تنقل من صور ومعلومات، حتى أنها تعرض صور قتلى التنظيم والمقابر الجماعية لضحايا التنظيم، ولا تداري لا قتلاها ولا ضحاياها، على خلاف أي إعلام في العالم.
-
- تعتمد على محترفين في الصحافة والإعلام، حتى أنهم ربما تفوقوا على إعلام الجيش الأمريكي نفسه.
-
- محتواها يدعم أهداف التنظيم، من الحرب النفسية وتجنيد الشباب.
-
- يعرضون وجهة نظر خصومهم ويفندونها بالصورة والكلمة، فلديهم باب ثابت اسمه “على حد تعبير العدو”، يتابع السياسيين خاصة الأمريكيين ويرد عليهم.
- ينقلون بوضوح وجهة نظرهم في العالم، فيكتبون أنهم يكرهون أمريكا وروسيا وإيران، حتى القاعدة وطالبان.
٢-الميديا المرئية
استخدم التنظيم الصورة في إعلامه باحترافية عالية، فقد تنوعت إصداراته التي تعدت ٧٠٠ إصدار، بين الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية، حتى “البروموهات” و”التنويهات” و”البروموشن”، إلى جانب نقل الأحداث والأعمال الميدانية. ووصفها كثيرون خاصة في الصحافة الأمريكية بأنها “هوليودية”، تقنية عالية، جودة هائلة، مؤثرات، زوايا تصوير، مواقع تصوير، إلى جانب الإيقاع السريع، والألوان المدروسة، وبلغات حية وغير حية كثيرة بحسب نوع الرسالة والجمهور المستهدف.
٣- الإعلام المسموع
اهتم إعلام التنظيم بالإذاعة خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرته، وكما الصورة فقد اهتم بالصوت وجودته، وأعاد إنتاج مجموعة كبيرة من “كلاسيكيات” الحركة الجهادية من أناشيد وأشعار، وإلى جانب إذاعة البيان فقد أنشأ “التنظيم” عدة إذاعات محلية قصيرة المدى تخاطب الجمهور المحلي، خاصة فيما يخص المعارك والخدمات والبيانات .
٤-الإعلام الإلكتروني
وفقًا للعديد من الدراسات والشهادات وتقارير إعلامية، فالإعلام الإلكتروني هو الوسيلة الأهم، التي اعتمدها التنظيم وتقدم فيها من خلال جيش من المحترفين، وأصبح متحكماً في الآلاف من المواقع الإلكترونية في معظم دول العالم، التي تنشر بلغات عدة إلى جانب المواقع الأساسية الخاصة به مثل أعماق. وقد نجح إلكترونياً حتى في تسجيل مكالمات هاتفية بين جنود وضباط أحد الجيوش، وأذاعوها على مواقعهم، حتى التطبيقات الخاصة بالتنظيم أصدر مجموعة منها واستطاع تمريرها على أنظمة آبل وأندرويد.
٥- الإعلام الاجتماعي
مواقع التواصل الاجتماعى أولاها التنظيم اهتماماً خاصاً، سواء الوسائل الأكثر انتشاراً مثل الفيس بوك وتويتر ويوتيوب، أو وسائل أخرى مثل انستجرام، وحتى وسائل التواصل الاجتماعي المحدودة وربما المحلية، ولأنهم درسوا جمهورهم جيداً فأيضاً يدرسون أدق تفاصيل وسائل الوصول لهذا الجمهور؛ فهم يخاطبون الجمهور السعودي مثلاً عبر تويتر لأنهم يعلمون أن السعودية أكبر دولة عربية تستخدم تويتر ٢٩٪ من إستخدام الدول العربية بينما مصر ١٨٪ وكل من المغرب وتونس ٢٪ [12] ويخاطبون الجمهور المصري مثلاً عبر الفيس بوك لأنه وسيلتهم الأكثر استخداماً، مصر تستخدم ٢٣٪ من اجمالى الدول العربية [13] وإبتكروا وسائل متطورة في نشر تغريداتهم حتى بإستخدام الألعاب الألكترونية بحسب ذا اطلانتك وغيرها من الوسائل [14] ، بل ويتم إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي مثل تويتر فيما هو أبعد من الترويج بل وجمع التبرعات والدعم .
رابعاً: الرسالة الإعلامية للتنظيم:
الرسالة الإعلامية تتحدد خصائصها وفقاً للجمهور المتلقي، و”تنظيم الدولة” يعرف تماماً الجمهور المستهدف، ولذا حدد رسالته الإعلامية، والجمهور في العموم خاصة الجمهور الجديد واحد من ثلاث، إما جمهور العناوين أو المانشيتات وهو جمهور “الهيدرز”، أو جمهور المقدمات وما يمكن تسميته الجمهور “الفضولي”، أو الجمهور المتعمق أو المحترف، وفي السنوات الأخيرة ومع هجوم الإعلام الإلكتروني والإعلام الجديد أصبح الجمهور يميل إلى العناوين أو المقدمات القصيرة مع الشكل المبهر، ويمكن أن نرصد دوران الرسالة الإعلامية في فلك الخصائص التقليدية للإعلام الجديد.
( أ ) الصدمة
وفيها يعلن التنظيم وجهة نظره وتوجهه ورؤيته لما يحدث دون أي اهتمام برد الفعل، ويمكن رصد ذلك في الآتي:
١- التهويل و”الشو”
فيعمد التنظيم في جل رسائله وباختلاف وسائله الإعلامية سواء كانت مرئية أو مسموعة أو حتى المقروءة، إلى التهويل والاستعراض بإبراز عملياته وانتصاراته وتدريباته وعتاده و”غزواته” بصورة مبهرة.
٢- بث الخوف والرعب
وتكون هذه الرسائل موجهة في الأساس “للأعداء” المستهدفين، وأيضاً للمترددين بنظر التنظيم، ويظهر ذلك بوضوح في إصدارات التنظيم التي تتحدث عن عملياته؛ كما في إصدارات “صليل الصوارم” في الجزء الثاني مثلاً، الذي يستعرض كيف نفذوا عملياتهم في “الحديثة” في العراق، وتفاصيل إعدام جنود المداخل الأربعة بالرصاص في الرأس من مسافات قريبة أقل من متر مربع، وصور وفيديوهات تنفيذ أحكام الإعدام من قتل وذبح، والرسالة تريد أن تحقق أقصى درجة من درجات الرعب وأكبر صدمة ممكنة، بغض النظر عن الرأي فيها، فهي تستهدف في الأساس جمهوراً محدداً.
٣- الحرب الطائفية
يتعمد التنظيم في رسائله إظهار البعد الطائفي بصورة مبالغة، سواء كان الأمر فيما يخص ما ينشره عن “الأعداء” الشيعة من وجهة نظرهم أو نقل أفعالهم وجرائمهم والمبالغة فيها، أو على العكس نقل صور لمعارك التنظيم وعمليات القتل والترويع مع إبراز هوية الضحايا الطائفية.
٤- إهدار دم المعارضين
في العديد من إصدارات التنظيم خاصة المسموعة والمرئية والمقروءة، يهدر بشكل مباشر وواضح وصريح دم المعارضين بمسميات مختلفة منها الخونة، وغالباً ما يتم ذلك بشكل صادم كقطع الرؤوس، وأكبر مساحة من الدم؛ لتحقيق أقصى هدف للرسالة.
( ب ) التشويش
وفيها يقدم التنظيم في رسالته الإعلامية معلومات وصور متشابكة ومتداخله لإحداث حالة من التشويش عند الجمهور، ويستهدف دفعهم لاتخاذ مواقف بعينها متعارضة أو متناقضة كموقفه من قناة الجزيرة [15]. ويمكن رصد ذلك في الآتي:
١- المخالفين في الرأي من معسكر الإسلاميين:
وظهر ذلك بوضوح في التعامل مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان وجماعة الإخوان المسلمين [16] وعلى الرغم من أنها تنظيمات وجماعات ريداكالية مشابهة بشكل أو بآخر ولو في التوجه الرئيسي، إلا أن العديد من الرسائل والإصدارات وجهت ضدهم بشكل مباشر بهدف إحداث حالة من “البلبلة” والتشويش لدى أنصارهم، ودفعهم للانضمام للتنظيم في مرحلة لاحقة، ووفقاً لمشاهدات وتقارير قد نجح التنظيم بالفعل في استقطاب مئات الشباب.
٢- الفتاوي الشرعية
يلجأ التنظيم في الكثير من رسائله في وسائله الإعلامية إلى نشر فتاوي دينية جديدة أو قديمة، يعيد تقديمها وإحيائها بهدف إحداث حالة من التشويش تجاه بعض القضايا؛ مثل الجهاد والشيعة والمرأة والدولة والحدود وغيرها.
٣-إعادة إنتاج المصطلحات والمفاهيم
يسعى التنظيم إلى تغيير الكثير من المصطلحات والمفاهيم عند الجمهور، عن العمل والقضاء والشرطة والنقود والقوانين والدساتير والطفولة وغيرها، ويلجأ إلى عملية الخلط لإحداث أكبر قدر من التشويش لدى الجمهور.
(ج) المعلومات
إغراق الجمهور بأكبر قدر ممكن من المعلومات والبيانات والأرقام، باستخدام كل الوسائل المتاحة لاكتساب أكبر قدر من ثقة الجمهور، وهذا النوع يحتاج إلى درجة عالية من الاحترافية، وإن كان التنظيم يستخدم هذه الخاصية بشكل ممنهج. ويمكن أن نرصد ذلك في الآتي:
١- الإغراق
تتصف رسائل التنظيم باحتوائها على أكبر قدر ممكن من المعلومات والبيانات والخرائط والإحصائيات والتفاصيل؛ لتحقيق إشباع معلوماتي للجمهور، والوصول لأكبر قدر ممكن من المصداقية، مع استخدام الصور والفيديوهات والإنفوجراف والفيديو جراف لتأكيد ذلك.
٢-إبراز فقر الخصوم المعلوماتي
في الوقت الذي تأتي رسالته بأكبر قدر من البيانات والمعلومات، يظهر فقر خصومه في المعلومات وإبراز أي تزييف أو تحريف لإفقاد الجمهور الثقة في خصمه.
٣-التوثيق
يعتمد في رسائله على التوثيق بالصوت والصورة لإصداراته ورسائله، ويظهرها في الزمان والمكان الذي يحقق الهدف من رسالته بما في ذلك الترويع وبث الرعب [17]..حتى أنه قبل تنفيذ حكم الإعدام على الطيار الأردني معاذ الكساسبة أجرت معه مجلة دابق – مجلة التنظيم حواراً كاملاً [18]
٤ هُوية “التنظيم”
تؤكد الرسالة بشكل مستمر على هوية التنظيم وقيادته وقوته العسكرية وعلمه واقتصاده وتقاليده وقوانينه، والإلحاح على كل المعلومات الخاصة بالتنظيم بشكل مستمر.
وإلى جانب “كيف” المحتوي فإعلام التنظيم أصدر “كماً “هائلاً من المواد الإعلامية ووفقاً لمركز أبحاث كوليام البريطاني فالفرق الإعلامية التابعة للتنظيم أنتجت 900 دعاية تضمّ تقارير وأحكاماً ومقاطع فيديو وبرامج راديو في الفترة بين 17 تموز (يوليو) و15 آب (أغسطس) الماضيين-٢٠١٥- لافتة إلى أن ذلك يعدّ حملة إعلامية كبيرة تنشر ما معدله 38.2 دعاية في اليوم الواحد [19] وحقق ما أراد وفقاً لتقارير إعلامية دولية [20]
ملاحظات من تعامل "تنظيم الدولة" مع الإعلام
بعد قراءة في تعامل تنظيم الدولة مع الإعلام، يمكن أن نرصد التالي:
-
- التنظيم تعامل مع الإعلام كأولوية قصوى وباحترافية شديدة.
-
- حدد جمهوره بدقة شديدة، وهذا ما يستلزمه أي إعلام احترافي، وتفتقده وسائل إعلام عربية مؤيدة ومعارضة.
-
- فطن إعلام التنظيم مبكراً إلى أهمية الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي؛ فاستعان بخبراء في هذا الاتجاه وحقق سيطرة كبيرة، ليس فقط فيما ينشره أو يروج له، ولكن أيضاً في “المتابعة” و”التقييم”.
-
- التنوع في الرسالة الإعلامية والمحتوى والوسيلة؛ لاستيعاب التباين المحتمل بين الجمهور المستخدم.
-
- استخدام اللغات المختلفة، خاصة اللغات “الحية” الأساسية في العالم للوصول لأكبر قدر ممكن من الجمهور.
-
- الاتجاه إلى وسائل تواصل اجتماعي صغيرة ومغمورة، مثل كويتر وديا سبورا للوصول إلى جمهور جديد.
-
- دقة المعلومات والبيانات والإحصاءات مع كثرتها لكسب المزيد من الجمهور.
-
- توثيق الأحداث بشكل مستمر وثابت لاستدعائها عند الحاجة.
-
- الاهتمام بالشكل جنباً إلى جنب مع المحتوى والموضوع.
-
- اعتماد التنظيم بالأساس على تراجع الخصوم في حرية المعلومات وتداولها وحجبها وتزييفها والتلاعب بها، وظهوره أمام الجمهور عكس ذلك مما أكسبه المزيد من المساحات.
-
- أثبت أن دور الإعلام يمكن أن يكون خطيراً في الحرب الطائفية، وكما يمكن للإعلام الاحترافي أن يشعل الحرب فيمكن له أن يطفئها.
-
- قدرة الإعلام إذا قُدم بشكل احترافي على التأثير في المجتمعات الغربية، خاصة من الناحية السيكولوجية.
-
- قدرة إعلام التنظيم على إبراز ضعف الحركات الإسلامية والتيار الوسطي المعتدل والتطرف الشيعي وازدواجية الغرب، وهو ما مكنه من جذب المئات من أنصار هذه الاتجاهات.
-
- التأكيد على أن الصورة/الفيديو/الكلمة، يمكن أن تكون عاملاً هاماً في أي حرب عسكرية في عصر “انترنت الأشياء”، أكثر من أي تأثير في أي عصر مضى.
-
- الجمع في الإعلام بين “المركزية” و”اللا مركزية”، مع تضييق نطاق “المركزية” في وضع الاستراتيجية والأهداف العامة والرؤى، وترك الأمور الفنية والابداعية والتنفيذية للا مركزية.
-
- تدريب الكوادر الإعلامية بشكل مكثف كاهتمامهم بالتدريب العسكري والقتالي تمامًا، وهو ما ظهر في إنتاجهم.
-
- استراتيجية التنظيم الأساسية كانت في تدمير “الخصم” من وجهة نظرهم، بالطبع نفسياً، وتجنيد الصديق، واستخدام الإعلام كرأس حربة لتحقيق هذه الاستراتيجية، وحقق نجاحات فيها.
-
- التنظيم استخدم الأدوات والإمكانيات المادية لصنع إعلام قوي، حتى لو كان الهدف “خبيثا” و”دمويا”، وهو ما يمكن إعادة إنتاجه ولكن في الاتجاه الصحيح ولتحقيق أهداف تنموية وإنسانية.
-
- تنظيم الدولة اعتمد في معركته الإعلامية على أساليب الغرب في هذا الاتجاه، ولا يمكن وقفه أو تحجيمه إعلامياً إلا بنفس الوسائل؛ من إعلام احترافي، وإطلاق مزيد من الحريات في مجال الإعلام، سواء في النشر أو الحصول على المعلومات.
-
- التفوق الذي وصل إليه التنظيم عجزت عن تحقيق ولو جزء منه دول ومؤسسات وحركات معتدلة، وعليها – مع الرفض الكامل لكل الأعمال الإجرامية للتنظيم – استحضار التجربة من الناحية الفنية والاحترافية لتحقيق شيء من النجاح في تحقيق الأهداف “التنموية”.
- الإعلام العراقي وإعلام التحالف في معركة الموصل لجأ إلى بعض أساليب إعلام “التنظيم” وخطابه الإعلامي، على عكس تعامله في السابق، وخاصة في تغطيته لمعارك تكريت والأنبار، وحقق شيئاً من النجاح في هذا الإطار.
في النهاية.. إذا أُحسن استخدام الإعلام وأدواته ووسائله، من خلال استراتيجية واضحة وأهداف محددة وقوة بشرية مُدربة وإمكانيات مادية تمكن من وجود أدوات تقنية وفنية وإبداعية كافية ومناسبة، سيؤدى في النهاية إلى تحقيق الأهداف والحفاظ على المكتسبات، والعكس صحيح.
[1] https://goo.gl/FPhwqJ صحيفة الجارديان البريطانية – ٧ ديسمبر ٢٠١٥
[2] المصدر السابق
[3] https://goo.gl/QPPyVA موقع نون بوست -صهيب الفلاحي
[4] https://goo.gl/LvkWPm ديرشبيجل ١٨ إبريل ٢٠١٥
[5] https://goo.gl/FPhwqJ مصدر سابق
[6] https://goo.gl/pu3yUF موقع الجزيرة نت ٢١ديسمبر ٢٠١٥
[7] https://goo.gl/y3svJV موقع اليوم السابع ١١ مارس ٢٠١٥
[8] https://goo.gl/ECW5Zn نص تقرير الأمم المتحدة
[9] https://goo.gl/HGNpBq ٧ ديسمبر ٢٠١٦
[10] https://goo.gl/HvWbkp إم بي سي ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤
[11] https://goo.gl/aBLSrX كراكيد ١٩ نوفمبر ٢٠١٥
[15] العدد السادس، مجلة دابق، ص 38 – 39
[16] https://goo.gl/1FZTN1 ١٣ إبريل ٢٠١٦
[17] https://goo.gl/j95T69 مع التحذير من مشاهد العنف
[18] https://goo.gl/17njsn الحوار مترجم
[19] https://goo.gl/KaF3XD ١٨ أكتوبر ٢٠١٥
[20] https://goo.gl/RHtyCV ١٢ يوليه ٢٠١٤