فرص وتحديات السيسي والمعارضة المصرية في الانتخابات القادمة
وهي تصريحات تظهر لنا مدى انبطاح السلطات وممثليها، والقبول بأي تعديلات تطلبها السلطة التنفيذية متمثلة في السيسي، بأفكار تخرج السيسي من أزمات دستورية وسياسية، هذا إن صح تقييمها على أنها أزمات وعقبات للنظام، وحتى الآن لم تظهر لنا أسباب وقف جماح ذلك التقدم في التغييرات والتأويلات الدستورية والقانونية، الذي يظهر للجميع وللمجتمع عدم وجود معارضة قادرة على الوقوف أمام السلطة بأي شكل من أشكال المعارضة أو الانتقاد داخل مصر، وهو ما يدفعنا لطرح عدة تساؤلات حول استخدام النظام لتلك التحركات والتصريحات لقياس المجتمع ومدى جدية المعارضة التي قد يلقاها كمؤشر لخطوات مستقبلية، هذا إن لم يكن هناك نوايا حقيقية لمد فترة الرئاسة أو نزع الإشراف القضائي، ولكن للأمر أبعادا وامتدادات دولية وهي ما أرجحه كأسباب لها مغزى ودوافع قد حدت من تطلعات السلطة في القفز على مجموعة من الضوابط الحاكمة والدستورية التي يروج لها دوليا؛ حيث إن مصر شهدت هجوما شرسا من منظمات حقوقية وخاصة منظمة هيومن رايتس واتش(1) التي نشرت تقريراً بعنوان “نحن نقوم بأشياء غير منطقية هنا: التعذيب والأمن الوطني في مصر السيسي”، والذي كانت له تبعات من قبل النظام حيث قام بحجب الموقع ثم إعادته بعد انتقادات أممية وصدى حقوقي كبير.
وبالتزامن مع تلك الانتقادات والتقارير تناول عدد من أعضاء مجلس الشيوخ والكونجرس الأمريكي الأوضاع الحقوقية في مصر، ووجهوا انتقادات شديدة للسلطات المصرية، كما تناقشوا في جلسات علنية حول لقاءات شخصية مع قيادات بالجيش المصري، وأدت تلك الانتقادات إلى حجب جانب من المعونة العسكرية والاقتصادية لمصر، غير أن الجانب الحقوقي ليس السبب الرئيسي لتقليص المساعدات؛ إذ لطالما انتقد مجلس الشيوخ والكونجرس ملف حقوق الإنسان، وصدرت العديد من التقارير التي تدين مصر في هذا الملف ولم يكن لها صدى أو تأثير على المعونة العسكرية خاصة ولكن يبدو أن تطور العلاقات المصرية مع كوريا الشمالية على عدة أصعدة، كان أبرزها دعوة السيسي لرئيس كوريا الشمالية في احتفالية قناة السويس التي أقامها في 2015، وقد أناب رئيس كوريا الشمالية عنه آنذاك رئيس اللجنة الشعبية العامة في بلاده (كيم يونغ نام)، وقد أثارت هذه الدعوة تحفظ الغرب، ويبدو أن السيسي منبهر بالنموذج القائم في كوريا الشمالية؛ من سيطرة وتحكم في الرأي العام والإعلام؛ حيث وردت بعض التسريبات عن وجود دورات لبعثات أمنية للتدرب على التحكم والسيطرة على الرأي العام وعزل الشعب عن الفضاء المعرفي والمعلومات ونشر قراءة واحدة فقط من قبل النظام على كل وسائل الإعلام.
وبغض النظر عن صحة هذه المعلومات من عدمها، فإن شهوة النظام الجنونية للسيطرة على الإعلام تبدو من خلال تحكمه بالشركات الإعلامية، وحجب عشرات المواقع الإلكترونية، وهذه إحدى المعوقات والتحديات التي تواجهها المعارضة التي ترغب في دخول الانتخابات
، ولكن أشد ما أثار تحفظ الأمريكان والغرب صدور تقارير عن لجان خبراء تابعين للأمم المتحدة تؤكد وجود تعاون عسكري خفي بين البلدين في ميناء بورسعيد، إضافة إلى صفقات وشحنات سلاح بين مصر وكوريا الشمالية، وتعاون عسكري وسط صراع شديد تزداد وتيرته مع الوقت بين أمريكا وكوريا الشمالية، وتلويح باستخدام أسلحة نووية وتدريبات وتأهب دولي، مما أثار حفيظة الأمريكان ضد مصر(2) – (9).
تلك المقدمة أظهرت المناخ الذي يعيشه الشارع المصري قبيل الانتخابات الرئاسية، سنقوم بمحاولة فهم المعطيات في عدة سياقات لتغطية الفواعل وعوامل التأثير والإشكاليات والتحديات، لكل من السيسي والمعارضة، ثم نختم بمجموعة من التوصيات.
سياق الفواعل.. الفرص والتحديات
يعتبر الدستور والقانون رقم 22 لسنة 2014 لتنظيم الانتخابات الرئاسية أحد العوائق التي تواجه المعارضة التي تنوي خوض الانتخابات الرئاسية؛ حيث نصت الشروط الدستورية والقانونية على ضرورة توفر عدد من النقاط حددتها فى المادة الأولى والثانية، كما يلى:
1- أن يكون مصريًا من أبوين مصريين.
2- ألا يكون قد حمل، أو أي من والديه، أو زوجه، جنسية دولة أخرى.
3- أن يكون حاصًلا على مؤهل عالٍ.
4- أن يكون متمتعًا بحقوقه المدنية والسياسية.
5- ألا يكون قد حُكم عليه فى جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة، ولو كان قد رد إليه اعتباره.
6- أن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفي منها قانونًا.
7- ألا تقل سنه يوم فتح باب الترشح عن أربعين سنة ميلادية.
8- ألا يكون مصابًا بمرض بدني أو ذهني، يؤثر على أدائه لمهام رئيس الجمهورية.
9- أن يزكي المرشح على الأقل عشرون عضوًا من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب فى خمسة عشر محافظة على الأقل، بحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة(10).
أعلن مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات اللواء رفعت قمصان أن الحكومة تسعى بشكل دؤوب لتطبيق التصويت الإلكتروني، محتذية بالتجربة الإستونية، وأنه سيفتح باب الترشح في فبراير المقبل، وعدد من لهم حق التصويت يبلغ ٥٧ مليون و٦٠٠ ألف ناخب(14)، ويعتبر هذا الباب مدخلا لمزيد من الشكوك، بعد أن فقدت الحكومة والنظام ثقة الجماهير، بعد سلسلة من القرارات المخالفة للتصريحات والوعود الانتخابية وغيرها، خاصة الاقتصادية التي تمس كل المواطنين، وهذا قد يمثل فرصة للنظام للتعليل بعدد المشاركين في الانتخابات، وهو ما يحتاج لمجموعة من الضمانات ومشاركة الشباب وأعضاء هيئة التدريس في التصميم والإشراف على التصويت الإلكتروني، وتوعية المواطنين بالتصويت الإلكتروني، وسط سخط ومعارضة من الشارع بحسب دراسات أجرتها العديد من المراكز الأجنبية والمصرية؛ فقد أشارت مراكز أجنبية إلى نسب عالية من السخط وعدم الرضا عن أداء السيسي والحكومة أو المحافظين، وقرارت زيادة الأسعار والسلع وغيرها من المواضيع الهامة لدى المواطنين.
وبحسب مركز بصيرة(15)-(16) وهو مركز مصري غير حكومي يعد مقربا من النظام، ويقوم بإجراء دراسات استطلاع الرأي من المواطنين عن طريق عينات عشوائية، أن شعبية السيسي في انخفاض شديد مقارنة بنفس الدراسات التي قامت بها في العامين الماضيين، وقالت الدراسة إن السيسي كان أفضل شخصية سياسية عام 2016 وللعام الثالث على التوالي، لكن بنسبة أقل بكثير عن سابقاتها في العامين الماضيين، وهي 27% مقابل 32% عام 2015، و54% لعام 2014.
ستكون تلك الإجراءات التي تنوي الحكومة القيام بها، أو تلك الشروط أو القيود القانونية والدستورية، أحد أهم محددات المرشحين المقبلين على الترشح، وهو ما سيتضح في الجدول أدناه، وسنقوم بسرد التحديات والفرص لكل مرشح وإظهار ملخص ودوافع كل فاعل من الفواعل المتداخلة في العملية الانتخابية، سواء كانت مباشرة أم غير مباشرة.
يرجى الرجوع إلى الجدول المرفق قبل المصادر لبيان كل الفواعل المباشرة وغير المباشرة في العملية الانتخابية، يعرض الجدول فرص وتحديات كل مرشح، وما هي العوامل المتداخلة في العملية الانتخابية سواء المجتمع بقطاعاته ومكوناته الأساسية أو الإعلام أو المؤسسات الحكومية والدينية ذات التأثير في العملية الانتخابية.
استعرض الملحق فرص المرشحين المحتمل نزولهم للانتخابات والذين قاموا بالإعلان أو التصريح برغبتهم بالنزول وأهم النقاط والمحددات التي سترسم ملامح الانتخابات القادمة والفرص والتحديات للسيسي والمعارضة أو المرحين بشكل عام.
1- الفواعل المباشرة
أولا: مرشحو الرئاسة
سنقوم بعرض أبرز المرشحين الرئاسيين ويمكن الرجوع للملحق والاطلاع على كل المرشحين.
- عبد الفتاح السيسي
يتمتع السيسي بمؤسسات تحميه وتخضع له وتمتثل لتوجيهاته وسيطرة شبه كاملة على القضاء والإعلام، إلا أنه يعاني انخفاضا شديدا في شعبيته وتذمر مؤيديه، بعد مجموعة من القرارات في رفع الدعم، ومشاريع فاشلة لم تدر عائد على المواطنين، إضافة إلى تذمر شديد إثر تنازله عن جزيرتي تيران وصنافير، وتقارب علني مع إسرائيل، وتسريبات له ولعباس كامل، بالإضافة إلى فشل ذريع في القضاء على تنظيم (ولاية سيناء)، ومقتل مئات من ضباط وجنود الجيش والشرطة آخرهم في حادث الواحات.
وبحسب ما نشر عن مصادر (العربي الجديد) أن وزير الانتاج الحربي اللواء محمد العصار مكلف بإدارة ملف التواصل مع المعارضة كوسيط بينه وبين النظام؛ حيث طرح نقاطا أساسية يخطط لها السيسي والنظام في الانتخابات المقبلة:
- أن السيسي يرغب في انتخابات تعددية وليست انتخابات على شكل استفتاء، كما حدث في الانتخابات السابقة بينه وبين حمدين صباحي.
- أن يحصل على ضمان بعدم التعرض له وأنصاره وأتباعه وحزبه.
- اشترط عدم التواصل مع جماعة الإخوان المسلمين أو أتباعها أو أنصارها.
- عدم الظهور في وسائل إعلام الجماعة أو أن تروج له في الداخل أو الخارج.
- الابتعاد عن التعرض لشخص السيسي وأهله.
- عدم استخدام قضايا مثيرة للرأي العام، تشكك في وطنية السيسي أو قيادات الجيش أو المشروعات القومية.
- تقتصر الدعاية على الجانب الاقتصادي والسياسي، وغيره من الجوانب التي لا تمثل إثارة الرأي العام.
وذكرت المصادر أن “رد فعل الشخصيات الأربع تنوع بين الرفض المطلق لخوض الانتخابات الرئاسية، في ظل الظروف الحالية والهجوم الإعلامي الممنهج على المعارضة بشكل عام، والشخصيات التي تتمتع بجماهيرية نسبية بشكل خاص، وبين عدم إعطاء الوسطاء جواباً نهائياً بشأن الاشتراك في الانتخابات أو عدمه، في محاولة للتهرب من الشروط التي يتضمنها الاتفاق أو تخفيفها، وبهدف رفع سقف التحركات السياسية المعارضة الفترة القادمة، خصوصاً أن المكاسب التي وعد بها المرشحون غير مكفولة بضمانات عملية”.
وذكر المصدر “بدأ العصار اتصالاته بالتشاور مع بعض الإعلاميين والسياسيين الناصريين حول الخطوات الواجب على الدولة اتخاذها لإعداد استحقاق انتخابي يحسن صورة النظام في الخارج، ليكون على الأقل مثل الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 2014 بين السيسي والقيادي الناصري حمدين صباحي، إلا أن الردود التي تلقاها مباشرة وعبر وسطاء لم تكن إيجابية على الإطلاق؛ فقد عبرت عن التخوف المستشري في الأوساط السياسية من البطش الأمني واستمرار غلق المجال العام وتوابع المنافسة مع السيسي؛ من انهيار الشعبية والوصم بالتعاون مع النظام كما حدث مع صباحي في 2014، فضلاً عن التخوف من القرارات القضائية المحتملة في مصلحة السيسي كما حدث في 2014، عندما مدت اللجنة المشرفة على الانتخابات التصويت ليوم ثالث بالمخالفة لجدول العملية الانتخابية”(11)(12).
هذا فإن صحت تلك التصريحات من المصادر وهي قريبة جدا للمنطق والواقع الذي يعايشه المصريون؛ فقد رسمت ملامح السباق الانتخابي القادم، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار التقلبات التي تحدث داخل المؤسسات الأمنية، والتغييرات الكبيرة التي شهدتها؛ من تغيير الحليف والقريب داخل مؤسسة الجيش رئيس الأركان محمود حجازي، وعن أسرار تغييره ودوافعها، فإذا كان التغيير بسبب تقارب أمريكي أو فُرض عليه من وزيري الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية، خاصة بعد الضربات القوية التي تلقتها وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني “أمن الدولة”، أو قد يكون بدافع مهني بسبب التقصير الذي وقع من قبل القوات المسلحة في مذبحة الواحات.
وتبقى تلك المساحة ضبابية وغير واضحة للجمهور والمتابعين، وقد أشارت جريدة العربي الجديد الى مساعي رئيس المخابرات في الصلح بين القوات المسلحة والشرطة، قبل أن يتم الإطاحة برئيس الأركان تحت عنوان “فوزي في مهمة إطفاء حرائق بين الشرطة والقوات المسلحة”(17)؛ فإن صدقت تلك المصادر خاصة بعد أن نشر ذلك الخبر قبل إقالة رئيس الأركان بيومين، فهذا يمثل تحديا للسيسي في الحفاظ على تماسك الأجهزة الأمنية والتنسيق فيما بينها والتمسك به لشخصه، لأنها تعتبر الحاجز الأوحد للسيسي بعد زوال الظهير الشعبي طبقا للدراسات التي أشرنا إليها، وقد شاهدنا مدى تخبط الإعلام وخروجه عن سيطرة النظام والأجهزة الأمنية، وبث تسريبات أثرت على معنويات الضباط والقوات المسلحة، وهو يعتبر – أي الإعلام – أحد أهم الركائز التي يرتكز عليها النظام، ونستطيع في ضوء ما سردناه سابقا أن نستخرج التحديات والفرص.
الفرص:
– يتمتع السيسي بصلاحيات عالية وأجهزة ومؤسسات تعمل خلفه وتخدمه، خاصة القوات المسلحة والشرطة والقضاء.
– يتمتع السيسي بتحالف إقليمي (إسرائيلي سعودي إماراتي)، يقف خلفه ويدعمه، ويعطيه غطاء سياسيا ودوليا للكثير من الجرائم والمذابح التي ارتكبها ويرتكبها.
– يتمتع السيسي بمستشارين متخصصين في العلاقات العامة والدعاية الانتخابية، مدفوعي الأجر من قبل الامارات.
– يتمتع السيسي بشارع صامت (حتى الآن)، دون أي شكل من أشكال المعارضة الحركية يمكن أن تمثل له تهديدا أو ضغطا.
– يتمتع السيسي بمعارضة هشة ومشتتة ومتصارعة فيما بينها، وتصدعات داخل تنظيم الإخوان.
– هناك فرصة للسيسي في الإفراج عن بعض الشباب والطلاب لكسب تعاطف أو تحييد بعض الشرائح المعارضة له، خاصة التي تتمتع بتغطية ومتابعة من الغرب، كما حدث في العفو الرئاسي لقضايا مجلس الشورى والاتحادية وخلية الماريوت (صحفيي الجزيرة).
– اختيار التوقيت المناسب للإعلان عن ترشحه للانتخابات؛ لتلميع صورته وسط الجماهير وإعلاميا بأقل التكاليف.
– قد يكون توجيه ضربة للجيش والشرطة فرصة وتحديا في نفس الوقت؛ لاستغلالها في خطاب تعبوي استقطابي لحشد الجماهير خلفه.
التحديات:
– الحفاظ على تماسك الأجهزة الأمنية.
– عدم السماح بنزول مرشح ذي خلفية عسكرية؛ لضمان عدم تشتت شمل المؤسسات الأمنية ورجال الأعمال.
– نزول السيسي وسط انتخابات تعددية وحسم الانتخابات من الجولة الأولى، حتى لا يعطي أي رمزية أو فرصة للمعارضة.
– إظهار الانتخابات بصورة جيدة، يستطيع من خلالها الترويج لديموقراطية الدولة والتعددية السياسية والحريات.
– ضرب كل التحالفات التي تسعى لها المعارضة، سواء في الداخل أو في الخارج.
– المحافظة على الاستقرار الأمني في سيناء.
– المحافظة على علاقات متماسكة مع السعودية، وتحديدا مع ولي العهد محمد بن سلمان، إذ أن أي تغير في التحالف قد يعيد رسم الصراع، وهو أمر وارد وسط سياسات فردية ومتخبطة وعشوائية رغم تماسك التحالف حتى هذه اللحظة.
– امتصاص غضب المؤسسات الأمريكية “مجلس الشيوخ والكونجرس”، خاصة بعد أن طفا ملف التعاون العسكري والأمني مع كوريا الشمالية.
- خالد علي
يتمتع خالد علي بشعبية وسط الشباب اليساري والمعارض من خارج التيار الإسلامي، وعلى الرغم من أن أداءه ونتائجه في انتخابات 2012 لم تكن بالقوية، إلا أنه برز كشخصية وطنية في قضية تيران وصنافير، وبعض القضايا ذات الصيت الإعلامي في الأوساط الشبابية المعارضة، وهو ما رفع شعبيته.
وعند الرجوع إلى المؤتمر الذي ألقى خالد علي فيه كلمته التي أعلن فيها ترشحه للرئاسة، نجد أن الكلمة فيها نقد شديد اللهجة لأداء مؤسسة الرئاسة والإشارة بشكل جمعي للنظام، وبدأ بقضية تيران وصنافير، مرورا بسد النهضة، والظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطنون، والمسيحيون، والنساء، والبطالة، وتحدث عن حق المواطنين في اختيار ومحاكمة حكامهم، وانتهى بالحديث عن التحرك للوصول إلى ضمانات في صراع الانتخابات(22).
هذا وقد أضاف خالد علي أن خيار المقاطعة أو المشاركة، سيكون خلال التنسيق مع كل القوى السياسية.
التحديات:
– لا يوجد أي عائق دستوري أو قانوني يمنع خالد علي من الترشح، إلا أنه توجد قضية “الفعل الفاضح في الطريق العام” لم يحكم فيها بعد، وهي تعتبر جنحة ولا تمثل أي تهديد حقيقي، إلا إذا قامت الهيئة الوطنية المشرفة على الانتخابات بتعديل أو إضافة بعض الشروط للترشح.
– التنسيق بين القوى المعارضة وتوحيدها.
– السعي للحصول على ضمانات حقيقية للانتخابات!
– التصدي للهزيمة المعنوية.
– إقناع الشباب والجماهير بالمشاركة في الانتخابات، خاصة بعد أن قام الجيش بالانقلاب على كل الاستحقاقات الانتخابية ما بعد الثورة.
– صناعة خطاب إعلامي ومضامين إعلامية له ولحملته، تشجع الجماهير وتنتقد النظام وتجذب مؤيدين من مختلف المؤسسات.
- عبد المنعم أبو الفتوح
أعلن أبوالفتوح رئيس حزب مصر القوية في أول الأمر نيته الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2018 “إذا كانت انتخابات نزيهة بدون تزوير”.
وقال: “عندما توجد انتخابات حقيقية بلا تزوير، فلن أتردد في الترشح إذا كان ذلك يخدم الوطن، وقد امتنعت عن الترشح في الانتخابات الماضية لأنها لم تكن انتخابات. الوضع الحالي ليس أجواء انتخابات، ولا تمارس فيه السياسة بشكل حقيقي، وإنما يُمنع الناس من التعبير عن رأيهم ويحاصرون سياسيًا وأمنيًا وإعلاميًا”.
لكن أبو الفتوح عاد وتراجع وأعلن عدم ترشحه نظرا لما اعتبره عزم النظام الحاكم على إجراء انتخابات لا يتوفر فيها الحد الأدنى من التنافسية.
يذكر أن الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح حصل على 4 ملايين و65 ألفًا و239 صوتًا في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة سنة 2012، وكان ما يميز أبو الفتوح هو تفاعل قطاع كبير من الشباب والطلاب خلال حملته؛ حيث إن تاريخه في النضال الطلابي واتحاد الأطباء العرب ونقابة الأطباء كان له أثر كبير في حملته ومؤيديه، على الرغم من التغيرات التي مر بها المجتمع المصري خلال الأحداث الأخيرة، خاصة ما بعد الانقلاب ثم مجزرة اعتصام رابعة.
- أحمد شفيق
حصل أحمد شفيق على 5 ملايين و505 آلاف و327 صوتًا في الجولة الأولى، ثم 11مليونا و834 ألفا و906 صوتا في الجولة الثانية، بفارق 878 ألفا و421 صوتا عن مرسي، بلغ إجمالي من أدلوا بأصواتهم فى هذه المحافظات 24 مليونا و548 ألفا و233 صوتا، وهي أرقام لها دلالات على الشعبية التي يمتلكها شفيق وكتلة قوية.
مثل أحمد شفيق الخطر الأهم على السيسي لأنه ابن المؤسسة العسكرية، وله علاقات ممتدة مع الحزب الوطني، لكنه وبعد أيام من إعلانه عزمه الترشح لخوض الانتخابات، قامت الإمارات بتسليمه إلى مصر حيث تعرض لضغوط أدت به إلى التراجع وإعلان عدم ترشحه، مما أعطى انطباعا عاما على إصرار السيسي ألا يقف أمامه في الانتخابات أي منافس له قدر من الشعبية.
- هشام جنينة
هشام جنينة حصل على شعبية في الأوساط المعارضة والثورية، بعد وقوفه أمام السيسي باستصدار تقارير للجهاز المركزي للمحاسبات وتحدي النظام بتقارير تظهر حجم الفساد وهدر للمال العام، وقد صرح أنه ينتوي الترشح للانتخابات، خاصة بعد الحملات التي رمزته سواء في الإعلام المعارض للسيسي وللنظام، أو على مواقع التواصل الاجتماعي؛ مثل صفحة الموقف المصري، وقد حصل على ترميز لا بأس به يؤهله للمشاركة في الانتخابات.
التحديات:
– أحد أهم التحديات التي يواجهها جنينة هو وجود شبهة عائق دستوري لترشّحه للانتخابات الرئاسية، إذ تنص المادة 141 من الدستور المصري على أنه “يشترط في من يترشح رئيساً للجمهورية أن يكون مصرياً من أبوين مصريين، وألا يكون قد حمل، أو أي من والديه، أو زوجه، جنسية دولة أخرى”، بينما زوجة جنينة فلسطينية، إلا أن هشام جنينة أكد نيته الترشح للرئاسة، مشيراً إلى أن ذلك الأمر لا يمثل عائقاً قانونياً نظراً لأن زوجته لا تحمل جنسية أي دولة أخرى، لأن “الفلسطينية” ليست جنسية معترف بها رسمياً من الأساس، إذ لا يحمل المواطن الفلسطيني جواز سفر رسميا دوليا معترفا به، مثله مثل سائر مواطني دول العالم(20).
الفرص:
– يتمتع هشام جنينة بخبرة جيدة وإلمام بعمل أجهزة الدولة، بحكم عمله الرقابي المالي على أغلب أجهزة الدولة، عدا وزارتي الدفاع والشرطة، وهذه النقطة قد تعطيه تمايزا عن بقية المرشحين المنتمين للمعارضة.
– حصل هشام جنينة على تسويق ودعم شبابي وتلميع من صفحة “الموقف المصري”، وقد تجاوب الكثير من الشباب المحايد لمواقفه ضد الدولة والسيسي(21).
هشام جنينة لا يحمل أي رصيد من الخلافات والصراعات مع تيارات المعارضة.
- سامي عنان
يعد سامي عنان مرشحا قويا أمام السيسي؛ لأنه ابن المؤسسة العسكرية، ولكنه يختلف عن أحمد شفيق بعلاقاته التاريخية القوية مع الأمريكان، نظرا لأنه كان يشغل منصب رئيس الأركان سابقا.
تقوم مجموعة من الأطراف المعارضة للنظام وخاصة الإخوان المسلمين بالتجاذب مع عنان، ومحاولة دفعه للدخول للانتخابات نقلا عن الخرباوي(31)، وهو ما يحتاج لمعرفة دوافع الخرباوي للتصريح بهذه المعلومات، التي يمثل حصولها تهديدا حقيقيا للسيسي أحد المترشحين للانتخابات القادمة، نقلا عن الأمين العام لحزب مصر العروبة رجب حميدة، وقد سبق وأدلى حميدة ببعض التصريحات التي فيها تقارب من التيار الإسلامي(32).وقد أعلن حزب عنان ترشيحه لانتخابات الرئاسة وأنه سيبدأ في جمع التوكيلات اللازمة لعملية الترشيح.
أكثر ما يعد خطورة على السيسي هو تصريحات من نوعية تصريحات سامي عنان؛ حيث إنها صادرة من أحد أبناء المؤسسة العسكرية ودخوله الانتخابات قد يفتت شمل المؤسسة العسكرية، وهو الخط الوحيد المتبقي للسيسي، ويصنع حالة من التجاذبات بين القادة العسكريين، فعند الرجوع إلى نص تغريداته على حسابه الشخصي على (فيس بوك) نجد أنه يوجه انتقادا مباشرا وصريحا للحكومة وإشارة إلى السيسي في اتفاقاته التي قام بها قال:
“فشل ذريع للحكومة في إدارة ملف سد النهضة، فشل يصل إلى حد الخطيئة، منذ أن وقعت مصر على إعلان الخرطوم الثلاثي في مارس ٢٠١٥، مؤتمر حسن النوايا ورفع الأيدي، العلاقات الدولية لا تدار بحسن النوايا ولكن بالمصالح.
يجب محاسبة كل من أوصلنا إلى هذا الوضع الكارثي المهين، وقيام مؤسسات الدولة وأجهزتها بدراسة كافة الحلول المتاحة لإصلاح هذا الموقف السيئ، للحفاظ على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، ويجب إعلام الشعب بكافة الأمور والمستجدات بشفافية كاملة، وعلى الدولة أن تعلن أن كل الخيارات متاحه للدفاع عن الأمن القومي لمصر وحقوقها التاريخية في مياه النيل.
قد يكون سامي عنان فرصة للمعارضة في انفراجة وخروج من الأزمة التي يعانيها الشارع المصري إذا أحسنوا إدارتها بذكاء؛ فسامي عنان مع ما يتمتع به من علاقات داخل المؤسسة العسكرية لا يتمتع بها أحد غيره.
- عصام حجي
ظهر عصام حجي في الفترة الأخيرة وانتقد النظام في أكثر من مناسبة، على الرغم مما يؤخذ عليه من مشاركة النظام وقت الانقلاب كمستشار، إلا أن استقالته وانتقاده للفض يحفظ له بعض المساحات في أوساط المعارضين، أهم ما يطرحه عصام حجي فيما يتعلق بالانتخابات هو الضمانات اللازمة لخوض الانتخابات، وقد لاقى نقدا شديدا يشابه النقد والأسلوب الذي تعرض له البرادعي في 2010 قبيل الثورة. (انظر الملحق).
وقد أعلن حجي تراجعه عن فكرة المشاركة بفريق رئاسي ورأى أن النظام – بعد الضغط على شفيق وإجباره على الانسحاب وبعد القبض على الضابط أحمد قنصوة وسرعة محاكمته والحكم عليه بالسجن – لن يسمح بإجراء انتخابات نزيهة، ودعا إلى مقاطعة الانتخابات.
ثانياً: المجتمع
يعاني المجتمع من احتقان شديد ومشكلات اقتصادية عديدة تزداد مع الوقت، وهو حافز كبير وأرض خصبة لاشتعال ثورة أو مظاهرات شديدة العنف، وتعتبر تصريحات السيسي عن الحركة “اذا اتحركتوا.. نهد البلد” مؤشرا على أن النظام يتوقع مثل تلك ردود الأفعال، كما تحدث سابقا السيسي في تسريبات مرئية بلباسه العسكري عن رفع الأسعار قبيل ترشحه للرئاسة، وعند الوقوف على نمط تدريبات الجيش والقوات الخاصة، نجد أنه تغير وأصبح من ضمن التدريبات تدريب على معارك داخل المدن، وتغيرت العقيدة القتالية والعدو، واستبدلت بأعلام إسرائيل ومواقع التدريب مساكن ومساجد(37).
وعلى الرغم من الدولة والنظام ينظر للشعب المصري على أنه عبء ولا يكترث في العديد من القرارات التي تؤثر على معيشة المواطنين، اقتباسا من تصريحات السيسي: (معيش، ومفيش، وبشرب مية 10 سنين، ومنين، وهات الفكة)، والحديث عن التعداد السكاني والعبء السكاني، سواء من جهات رسمية، أو من الإعلام الموالي للنظام؛ كما فعل عمرو أديب في مؤتمر مع حاكم دبي، والعديد من الحلقات التي ترشد المواطنين إلى عدم الإنجاب، و”غور عن البلد”، فالمجتمع حتى الآن لم يجد من يمثله ويحركه في مشروع وخريطة عملية لكسر النظام، ويعاني من فقد الثقة بكل الأطراف على الساحة.
ولكن هناك مجموعة من المحاور والمسارات يمكن العمل عليها والتجهيز للمعركة والحشد لها على المدى البعيد، والتأكيد أن الأهداف المرحلية الآن هي تحريك الماء الراكد، ويجب أن يكون ذلك واضحا للفئة الحركية والشبابية، حتى لا يكون هناك أثر سلبي وفقد للزخم والانتقال إلى المستوى صفر من جديد. (انظر الملحق للاطلاع على الفواعل الأساسية في المجتمع).
ثالثا: الإعلام
يعتبر الإعلام من العناصر ذات التأثير غير المباشر، لكن في أوقات الانتخاب يلعب دور الفواعل الرئيسية في أي استحقاق انتخابي، ويمكن إضافة مواقع التواصل الاجتماعي؛ فقد أصبحت موجها قويا وكبيرا للناخبين ومؤثرا مهما عليهم من خلال تحليل المستخدمين، وقد كانت الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة موضع جدل كبير وتراشق واتهام في الإعلام والمجتمع وشركات مواقع فيس بوك وتويتر (انظر الملحق للاطلاع على الاعلام المؤيد والمعارض وتأثير المؤسسات الحكومية والدينية في الانتخابات القادمة).
2- الفواعل غير المباشرة
على الرغم من أن تلك الفواعل ليست على احتكاك أو تماس مباشر، والمفترض أن تلعب دور القوة الناعمة، إلا أن ضعف الدولة المصرية والنظام جعل آلية القرار مركبة وعلى ارتباط بدوائر قرار خارجية تقوم بتوجيه القرار والتأثير عليه، ويقوم النظام بمهمة إيجاد التوازن بين تلك الجهات بميزان ومعيار المادة والأيدلوجية والتبعية الصهيونية، وتارة يلعب دور الجذب من خلال صفقات سلاح وغيرها، كما يحدث مع بعض دول الاتحاد الأوروبي وروسيا. (ارجع للملحق للاطلاع على سرد سريع لمجموعة من النقاط الهامة والمحورية لبعض الدول الإقليمية، وذات القوة والسلطة العابرة والمتحكمة بالقرار الداخلي للنظام والدولة بمصر في محاولة لاستكمال رسم خريطة العلاقات الداخلية والخارجية).
الإشكاليات
– أحد أهم الإشكاليات المحورية في ذلك الصراع هو تعريف المعارضة لنفسها أمام الجمهور، فتصف معظم المعارضة نفسها بالثورية وأنها تتبنى نهجا ثوريا، فالسؤال هل الأطراف معارضة أم ثورية؟ وما هي مساحات الخلط بين المفهومين من حيث الأدوات والتطبيق عند الأطراف الفاعلة من المعارضة؟
– تتبنى بعض الكيانات المنهجية الثورية في خطاباتها الإعلامية دون ملكها أدواتها، مع اختلاف أنماط الشخصيات التي تدير تلك الكيانات عن النهج الثوري؛ فيؤدي ذلك لفقد الخطاب الإعلامي مغزاه وتشتيت الجمهور بالمصطلحات والمفاهيم، وبالتالي ينعكس على التفاعل والحركة.
– التشتت وتضارب الخطاب الإعلامي يؤدي إلى تشتيت الجمهور المعارض للنظام بمختلف شرائحه، وعدم وجود استراتيجية للخطاب الإعلامي، ويؤدي دور رد الفعل وليس الفعل.
– تعاني المعارضة من موروث من الصراعات تمتد من كونها خلافات كيانات إلى كونها خلافات شخصية في بعض الأحيان فيكون لها مردود في الكيانات، فمشكلات المعارضة معقدة ومتشابكة وذات تركيب ودوافع وبنية فكرية مختلفة، وهي في أغلبها تحالفات رد فعل وليست تحالفات استراتيجية، وقابلة للتغير والتفكك في كل ظرف وحدث.
– يعاني الشارع المصري بشكل عام من عدم وجود مساحات للحركة أو الانتقاد للنظام وقراراته بأي شكل من أشكال المعارضة، إلا في الإطارات التي يسمح بها النظام، ويمكن أن نطلق عليها مسمى إشكاليات الحركة والميدان.
– تعاني المعارضة من إشكاليات تفاعل المجتمع معها في أطروحاتها؛ لعدم تبنيها قضاياه وفشلها في إدارة صراعه مع النظام خلال محطات ما بعد الثورة (18 يوم).
– الأعباء الاقتصادية هي أحد التحديات التي تواجهها المعارضة وتنتظرها، ودخول معركة وصراع سياسي على الرئاسة دون رؤية واضحة في كيفية مواجهة تلك الأعباء يُدخل المعارضة من فشل إلى آخر.
– المصالحة المجتمعية وتحقيق العدالة الانتقالية أحد أهم الملفات حساسية؛ فعدم وجود رؤية لتحقيقها ولو ضمنيا، يستنزف المجتمع في صراعات قد يجيد النظام توجيهها واستغلالها واستنزاف المعارضة وقطاعات من المجتمع غير واعية.
– تعد إحدى النقاط التي تمثل أرقا للسيسي أن تلتف المعارضة حول مرشح ذي خلفية عسكرية، ومحاولة دفعه لمنافسة السيسي وهو قد يكون أمرا يصعب تنفيذه من حيث إقناع أحد العسكريين بالنزول للانتخابات؛ لأن معظمهم تربطه مصالح داخل المؤسسة العسكرية أو ارتباطات خارجية متعلقة بالإمارات والسعودية كأحمد شفيق، وتكمن إحدى تلك الإشكاليات في إقناع المؤيدين بالمشاركة في العملية الانتخابية ودعم أحد المرشحين من خلفية سياسية، وكان ذلك ممكن التنفيذ في مناخ ما قبل المذابح والقضايا الوطنية التي أثارت الرأي العام؛ كالتنازل عن تيران وصنافير للسعودية.
– يعاني السيسي من انتقادات كبيرة، من قبل جهات رسمية وغير رسمية في الغرب.
– التقلبات التي تمر بالمنطقة قد يكون لها تبعيات مفاجأة وفاعلة على النظام المصري ومؤسساته، ونتحدث هنا تحديدا عن الإدارة العشوائية والمتخبطة والمتقلبة من قبل محمد بن سلمان.
– الشباب هو أحد إشكاليات المعارضة والسيسي؛ فالمعارضة غير قادرة على تفعيل الشباب معها بعد أن فقدت شعبيتها وتأثيرها، بسبب خطاباتها وصراعاتها وإدارتها للأحداث في مصر، والسيسي يجد صعوبة في إقناع الشباب وكسب تأييدهم؛ فيلجأ إلى عمل مؤتمرات دورية وصورية تظهر تأييد الشباب له وتُروج في الإعلام.
– السيسي يواجه أعباء اقتصادية.. فقد شعبيته حسب مؤشرات المراكز التابعة له.. ويعاني من مشكلات وتهديدات أمنية، انفلاتها قد يفقد النظام سيطرته على الشارع المصري.
– الضربات الأمنية والتفجيرات، قد تكون فرصة للسيسي لصناعة خطاب استقطابي بامتياز.
استنتاجات:
– لا يمكن أن نطلق على الانتخابات القادمة لفظ سباق، فهو ليس بسباق، ولا لفظ صراع، فهو ليس صراعا؛ فكل مقومات العملية الانتخابية غير متوفرة ولا حتى في أدنى صورها حتى الآن، ولكن يمكن أن نطلق عليها فرصة جيدة للاستثمار في الصراع مع النظام، إذا استثمرت بشكل الصحيح، ويمكن استثمارها على عدة أصعدة وسياقات سواء داخل مكونات المعارضة أو ضد النظام؛ فالصراع صراع نفس طويل، وتلك إحدى الفرص داخل الصراع، وتراكم المكاسب حتى لو ضعيفة يكسب أرضية وثقة داخل مكونات المعارضة والمجتمع.
– هذه الفرصة يمكن أن تكون درجة من الدرجات الدنيا لاستنزاف النظام، أو تندرج تحت مصطلح “الاستنزاف الناعم”؛ فلا يمكن أن تكون تلك أداة وحيدة ولكنها تتكامل مع أدوات أخرى يجب أن تسعى المعارضة لامتلاكها، حتى يكون لها دور فعال ومؤثر من خلال المجتمع، وتطور أدوات تؤهل للصراع والتحول من دور المفعول به وردة الفعل إلى دور الفاعل.
– النظر إلى الانتخابات القادمة على أنها تكتيك ميداني وليس غاية تزيح النظام والسيسي، ولكنه تكتيك يحافظ على المعارضة ويعزز مكاسبها ميدانيا، خاصة أن الميدان يعاني من شح الحركة ومساحتها.
– الخروج الصحيح من الانتخابات سواء بالانسحاب الكلي لكل المرشحين أو الاستمرار وخسارة الانتخابات، يجب أن يحقق مكاسب على ثلاثة محاور (المجتمع وهو الأهم في زيادة الوعي والاحتكاك المباشر معه – المعارضة في التوافق والتنسيق – النظام في معارضته وانتقاده وضم قطاعات من المجتمع ضد النظام)
– يمكن القول إن أي حركة للأطراف المعارضة في حدود الممكن، هو أفضل من عدم الحركة.
– هناك جمود عند نخب المعارضة، وهو ما يحتاج إلى مراحل من النقد يمارس في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على شكل حملات تكون معدة بعناية عالية من حيث المضامين والخطاب والشرائح المستهدف تفاعلها لخلخلة ذلك الجمود ويمكن استخدام ملف المعتقلين وذويهم في حملات نقدية موجهة للنخبة لتنحيتها من المشهد أو خلخلة قناعاتها وجمودها.
– النظام يتعامل بمعادلات صفرية في أغلب صراعاته، وهو أمر وارد مع المرشحين المنافسين للسيسي، خاصة من سيقوم بنقد السيسي بشخصه وأهله ومشاريعه القومية، ولكن استخدم معادلات أخرى كالاستنزاف والاستخدام، وهي معادلات مارسها مع بعض نخب وفئات المعارضة محدودة التأثير في الشارع، حتى يثبت أنها قادرة على التهديد مارس معها معادلاته الصفرية.
– الواقع خلخل قناعات المؤيدين والتابعين لقيادات التيارات الإسلامي، وجعلهم يفقدون الثقة فيها وينتقدونها ويصفونها بالفاشلة من حين لآخر، أما المعارضة في الداخل ففُرض عليها التنسيق فيما بينها وإدارة الانتخابات ككتلة واحدة – نأمل ذلك -.
– صفقات السلاح التي يقوم بها السيسي يستخدمها كأداة لتحقيق أهداف دبلوماسية وميدانية وصناعة تجاذبات وضغط على الأطراف الدولية والإقليمية؛ كما حدث في الصفقة الروسية والفرنسية من تجاذبات واعتراضات إثر كل صفقة، وهو ما كان يريده السيسي، أعتقد أن هذا الملف أهملته المعارضة في تحركاتها في الخارج، وهو من أهم الملفات التي تحتاج لتحركات ميدانية على الأرض في كل دولة للحد من تلك الصفقات، خاصة في الاتحاد الأوروبي وأمريكا، واستخدام ملفات حقوق الإنسان والتهجير في سيناء والتعذيب في السجون والمعتقلات، وإبراز تقارير منظمات حقوق الإنسان؛ كمنظمة العفو الدولية، و(هيومن رايتس واتش).
– استجد في الساحة خروج دكتور بشر وآخرين خلال الأيام الماضية، وهو قد يكون مؤشرا لفتح باب التواصل مع الإخوان قبيل الانتخابات؛ حيث تردد على وسائل التواصل الاجتماعي تواصل الإخوان مع سامي عنان ودعمه بشكل غير مباشر في الانتخابات القادمة، قد يكون ذلك لوقف أو إشغال الإخوان في دوائر نقاش بعيدة عن المسارات التي تخشى السلطة من أن تسلكها جماعة الإخوان المسلمين، وقد يكون خروجه هو أمر طبيعي دون دلالة خاصة.
المتحدث السابق للرئاسة ياسر علي، وبعض الأفراد من الفريق الرئاسي قد أفرج عنهم، سواء بعفو رئاسي، أو بقرار من المحكمة المختصة؛ كالمستشار مراد علي، ومساعد مرسي للشؤون الخارجية خالد القزاز، والمسؤول الإعلامي عبد المجيد مشالي، إضافة إلى خروج أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط؛ فكل ذلك قد يكون لأسباب أو لغير أسباب ولكن الأكيد أن له دلالات وأهداف من السلطة والنظام القائم خاصة أنها متزامنة مع تصريحات مسؤولين قطريين.
الملحق
جدول الفواعل غير المباشرة وتأثيرها على الانتخابات الرئاسية ٢٠١٨
عناصر | شرحه |
عن المجتمع | يعاني المجتمع من احتقان شديد ومشكلات اقتصادية عديدة تزداد مع الوقت، وهو حافز كبير وأرض خصبة لاشتعال ثورة أو مظاهرات شديدة العنف، وتعتبر تصريحات السيسي عن الحركة “اذا اتحركتوا.. نهد البلد” مؤشرا على أن النظام يتوقع مثل تلك ردود الأفعال، كما تحدث سابقا السيسي في تسريبات مرئية بلباسه العسكري عن رفع الأسعار قبيل ترشحه للرئاسة، وعند الوقوف على نمط تدريبات الجيش والقوات الخاصة، نجد أنه تغير وأصبح من ضمن التدريبات تدريب على معارك داخل المدن، وتغيرت العقيدة القتالية والعدو، واستبدلت بأعلام إسرائيل ومواقع التدريب مساكن ومساجد(37).
وعلى الرغم من الدولة والنظام ينظر للشعب المصري على أنه عبء ولا يكترث في العديد من القرارات التي تؤثر على معيشة المواطنين، اقتباسا من تصريحات السيسي: (معيش، ومفيش، وبشرب مية 10 سنين، ومنين، وهات الفكة)، والحديث عن التعداد السكاني والعبء السكاني، سواء من جهات رسمية، أو من الإعلام الموالي للنظام؛ كما فعل عمرو أديب في مؤتمر مع حاكم دبي، والعديد من الحلقات التي ترشد المواطنين إلى عدم الإنجاب، و”غور عن البلد”، فالمجتمع حتى الآن لم يجد من يمثله ويحركه في مشروع وخريطة عملية لكسر النظام، ويعاني من فقد الثقة بكل الأطراف على الساحة. ولكن هناك مجموعة من المحاور والمسارات يمكن العمل عليها والتجهيز للمعركة والحشد لها على المدى البعيد، والتأكيد أن الأهداف المرحلية الآن هي تحريك الماء الراكد، ويجب أن يكون ذلك واضحا للفئة الحركية والشبابية، حتى لا يكون هناك أثر سلبي وفقد للزخم والانتقال إلى المستوى صفر من جديد. |
المنظمات والمراكز الحقوقية | تعاني المنظمات الحقوقية من مجموعة من الاشكاليات والتحديات التي فرضها النظام:
– نظرة النظام المصري للمنظمات على أنها حزب سياسي. – ادعاء النظام أن تلك المنظمات تمثل عائقا ضد مكافحة الإرهاب. – التمويل، وقد قام النظام بتوجيه تهم تتعلق بالتمويل الأجنبي. – قانون الجمعيات المدنية الذي سنه البرلمان، وهو يمثل عائقا عمليا لمعظم الجمعيات. – استطاع النظام استمالة مجموعة من الناشطين الحقوقيين والوقوف معه وتبني وجهة نظر النظام؛ كطارق الخولي وداليا زيادة وغيرهم. على الرغم من المكاسب التي قد يحققها ذلك الملف في الانتخابات والضغط دوليا بمجموعة من التقارير، إلا أن ملف حقوق الإنسان موجه إلى الخارج عوضا عن الداخل أو متغافل عن الداخل، فيجب أن يقوم الناشطون والمراكز بتطوير أدواتهم وخطابهم الإعلامي وتوجيهه للمواطنين بلغة سهلة تفاعلية حتى تكون عاملا مؤثرا في الصراع الانتخابي وعلى المدى الطويل مع النظام، خاصة أن الصراعات في الإقليم تحولت إلى صراعات صفرية وأصبحت مجرد ديباجات تستخدم في القنوات الإخبارية، ولنا ما يحدث في اليمن وسوريا من معاناة مناطق وفرض حصار شديد على قرى ومدن بل الدولة كلها. |
النخبة السياسية | تعاني مصر من نخبة سياسية متناحرة مشتتة وضعيفة ذات تاريخ متراكم من الاستقطاب والتناحر، لا تحمل أي مشروع أو رؤية لإدارة المرحلة الحالية وتحديد الأولويات والأدوار فيما بينهم، ولكن يمكن أن تكون الانتخابات القادمة فرصة للتنسيق وتوزيع الأدوار بحكم الواقع الذي فرضه النظام على الكل دون أن يستثني أحدا حسب انتماؤه أو مشاركاته.
أكبر التحديات التي تواجهها النخبة السياسية هو إقناع الشباب برؤية للتحرك خلفها، خاصة بعد أن فقد الشباب كل الأمل في النخبة الحالية لكل الأحزاب والجماعات بعد إفشالهم الثورة بقراراتهم وتصرفاتهم المراهقة والاستقطابية. |
الأحزاب السياسية | حزب النور :
إذا تابعنا تصريحات قيادات الحزب الفترة السابقة، نجد أن الحزب بقياداته وقيادات الدعوة السلفية في الإسكندرية ارتمت في أحضان السيسي، وأيدت معظم قرارته، وبررت له دينيا وسياسيا؛ فلا نتوقع أي تغيير في سياساته ولا قراراته، إلا أن الحزب قد خسر آلاف المؤيدين والتابعين له، وانتقده الشباب الإسلامي والتيار الليبرالي والاشتراكي، وتعرضوا لكثير من المواقف المهينة قيادة وأتباعا، بالتأكيد سيستمر الحزب والدعوة السلفية في الإسكندرية على نفس النهج دون تغير متوقع. أحزاب الجيش : ظهرت الأحزاب السياسية لضباط جيش متقاعدين في آخر سنة 2012 حتى 2013، يمكن أن نطلق عليها الأحزاب العسكرية، وكأنها خطة تم تجهيزها سابقا علما بما سيقع من أحداث، وقد جاءت تلك الأحزاب لتوزيع المكاسب والمغانم بعد الانقلاب، وحتى تكون بعدا اجتماعيا وانتشارا في المجتمع لتأدية دور قد خطط له، وإعدادهم لاقتحام مساحات بشكل مباشر على حساب المجتمع؛ كالمحليات والشركات التابعة، أو عسكرة الشركات المملوكة للدولة أو استثمارات أجنبية أو خليجية بامتيازات من الدولة وهيئاتها. حزب الدستور: شارك رئيس الحزب في تدشين حملة خالد علي وكان له الكلمة الافتتاحية. حزب التيار الشعبي: تعرض حزب التيار الشعبي لاعتقالات في قياداته الوسطى خلال مظاهرات تيران وصنافير “يوم الأرض”، وخرج البعض بكفالات عالية، ومن المتوقع أن يسير الحزب خلف خالد علي أو المرشح الذي ستتفق عليه قوى المعارضة طبقا لتصريحات حمدين صباحي. |
صفحة الموقف المصري | تقوم الصفحة على نقد الدولة في أدائها وتقديم نقاش تفاعلي مع شرائح من الشباب سواء المنتمي وغير المنتمي للنهج الثوري، استطاعت الصفحة اكتساب شعبية في تفاعلها في بعض القضايا المثيرة للرأي العام إلا أنه يؤخذ على الصفحة بعض النقاط الخاصة ببعض المشكلات السياسية وغض الطرف عن الإسلاميين، واستخدام خطاب الدولة في بعض القضايا والمواقف خاصة التي يقوم الجيش بوصفها إرهابية أو شهداء الواجب متغافلا الضحايا وذويهم، وكان من الأحرى استخدام نفس الأسلوب من النقد والنقاش مع تلك المواضيع الشائكة، ومن الواضح أن المجموعة القائمة على الصفحة لها صلات قوية ببعض البرلمانيين كأبو الغيط وابن الحريري وقد يكونوا مشاركين بشكل أو بآخر في ادارتها.
– قامت الصفحة بطرح اسمين حتى الآن وهما هشام جنينة وخالد علي، وقد صرح الاثنان بنيتهم الترشح للانتخابات. – تسعى الصفحة إلى أن تكون محورا للحركة في المستقبل، متبنية الكثير من أداء ونمط عمل صفحة كلنا خالد سعيد. |
الإخوان المسلمون | تعاني جماعة الإخوان المسلمين من مشكلات عصيبة وجذرية، وانقسامات وانشقاقات وضربات أمنية وملاحقات ومطاردات، ومع مرور الوقت تخسر الجماعة مساحات حركة وتواجه تضييقا في التمويل وتهما بضم الجماعة في التصنيفات الإرهابية في الخارج، فإحدى أكبر المشكلات التي تعاني منها الجماعة هي فقدانها السيطرة على شبابها، وتحركها في ملفات أثبتت فشل قياداتها من إهدار للأموال والوقت وخسارة مساحات واسعة من الحركة داخليا وخارجيا، دون توجيه وإدارة ملمة لطبيعة الصراع ومحاوره ولكن لا يزال هناك الآلاف الذين يتابعونها، ولكن كثرة الضربات الأمنية والتصفيات الجسدية حالت دون تفاعل الآلاف.
جبهة محمد كمال/ أحمد عبدالرحمن: لم يصرح بأي تصريح فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، إلا أن آخر كلمة ألقاها إثر استشهاد عضو مكتب الإرشاد ومسؤول اللجنة الإدارية العليا في مصر الدكتور محمد كمال، تحدث فيها عن الثأر وكلمات شديدة النبرة، إضافة إلى اتهام النظام له بإدارة ملف العمليات النوعية وتمويلها بحسب الفيديوهات التي أخرجها الأمن إثر اعتقال مجموعة من الشباب والقيادات المنتمين لحركة حسم وما نسب لهم من أقوال في أوراق القضية، والسؤال يطرح نفسه هل تنتمي حركة حسم إلى الدكتور أحمد عبدالرحمن أم أنها فقط ادعاءات الأمن واعترافات بالإكراه، ولا خلاف أنها اعترافات بالإكراه ولكنه تسؤال يطرح في سياق اللهجة واللغة التي استخدمها (41) (42) (43) (44). جبهة محمود عزت/ محمود حسين: أعلن المتحدث طلعت فهمي في إسطنبول المحسوب على جبهة عزت ومحمود حسين عدم الاعتراف بالانتخابات. تفقد الجماعة مع مرور الوقت التأثير والفاعلية، إلا أنها تمتلك موارد تؤهلها أن يكون لها دور فاعل في كل صراع، وخاصة لو كان ذلك الصراع هو “الانتخابات” التي لديها خبرة في إدارتها وتوجيه الجماهير. لا يتوقع أن يكون هناك تغير من قبل الجماعة في مواقفها بل سيكون هناك إصرار على نفس نمط ونهج إدارتها، ولكن يمكن أن يكون هناك تفاهمات في بعض الملفات تحد بأقل التقديرات من عدم توجيه الجماهير بعدم المشاركة، والاكتفاء بالنقد للنظام، أو عدم الانجرار لخلافات في العلن بينه وبين أطراف المعارضة التي تعتزم المشاركة. |
النقابات | خضعت كل النقابات للنظام واستسلمت له وغابت عن أي تأثير ودور يمكن أن تلعبه في الشارع؛ بل أصبحت تؤدي دورا معاكسا ضد الثورة، حتى أن خالد علي لم يستطع أن يقوم بعمل مؤتمر صحفي بأي نقابة لتدشين حملته الانتخابية كما ذكر في المؤتمر.
شهدت كلا من نقابة الصحفيين مظاهرات يوم الأرض ضد التنازل عن تيران وصنافير، وشهدت نقابة الأطباء والمحامين مظاهرات ضد انتهاكات أمناء الشرطة للأطباء، ثم اختفت عن الساحة وعن أي أنشطة وتفاعل مع مشكلات المجتمع والأطباء والمحامين بطبيعة الحال، وأستبعد أن يكون لها دور كفاعل في العملية الانتخابية أقصد بطبيعة الحال النقيب ومجلس الإدارة. |
الجماعة الاسلامية | لا تختلف كثيرا عن جماعة الإخوان؛ فقيادات الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية تعرضوا لاعتقالات ومطاردات كما حدث لكل من وقف واعترض على الانقلاب، ولكن حتى الآن لم يحل الحزب، وينتظر أن تحسم دائرة الأحزاب في مجلس الدولة قضية الحل في 20 يناير القادم (50). |
الفقراء | بالرجوع إلى التقارير الرسمية الصادرة من الجهاز المركزي للمحاسبات، نجد أن خط الفقر قد قفز للأعلى وأصبح الملايين تحت خط الفقر بعد تعويم الجنيه، ورغم ذلك لم يتحرك ذلك القطاع الكبير ضد النظام وهو أمر يحتاج إلى دراسة مفصلة وأداوت قياس لمعرفة الأسباب والدوافع المحركة والمحفزة، حتى تستطيع المعارضة مخاطبتهم وتفعيلهم. |
المدن والمناطق العشوائية | تعاني بعض المناطق من تهديد بالتهجير القسري، وكانت جزيرة الوراق إحدى المؤشرات التي تظهر كيفية تعامل النظام مع المناطق ذات العمق الاستثماري والجذاب لرجال الأعمال، متغافلة المواطنين وحقوقهم ولا تسعى لحل المشكلة بدراسة تثمن المواطن وحياته ومعيشته، ولكنها تتعامل بعقلية العبيد والحيوانات، أو حتى مستغلة البعد الأمني كما حدث مع سكان رفح على الحدود مع قطاع غزة.
يوجد في مصر عشرات المناطق المدقعة بالفقر، ويعيش فيها الملاين من المصريين المهمشين دون أدنى الحقوق، ولم تتمكن المعارضة حتى الآن من مخاطبة تلك القطاعات والجماهير ونقلها لدائرة الفعل، وقد قام السيسي باستحداث وزارة لتنمية العشوائيات وألغيت بعد سنة تقريبا بحجة ترشيد المصاريف. |
الموظفون والقطاع العام | أثار قانون الخدمة المدنية انتقادات شديدة من الموظفين للسيسي والبرلمان، وخرجوا في مظاهرات عند نقابة الصحفيين وصفت أنها أكبر مظاهرة فئوية في عهد السيسي طالبوا فيها بعدم إقرار القانون وبتحسين أوضاعهم المالية (51)(52)، وقد استثنى القانون هيئات الجيش والشرطة والقضاء وفرضت قيودا وشروطا في الترقيات وفتحت الباب لطرد الموظفين، إضافة إلى مشكلات الخصخصة التي تواجهها شركات القطاع العام وتغول هيئات القوات المسلحة وتحكمها في مصانع وشركات لعدة منتجات بعينها؛ كحليب الأطفال وافتتاح مشاريع تنافس السوق وتحتكره.
لا يتوقع أن يكون هناك أي دور إيجابي في الانتخابات القادمة من قبل الموظفين، ولكن عكس ذلك سيواجهون ابتزازا؛ فانتقاداتهم ومظاهراتهم تتعلق فقط بظروفهم المعيشية وتحسين أوضاعهم، وعلى الرغم من أن خطابهم الإعلامي نقدي للحكومة لكن كان فيه التماس لشخص السيسي في بعض الأحيان، فانتقاداتهم كانت في إطار الحكومة ولم تتجاوزه كما حدث مع مرسي في موجة الإضرابات التي أطلقتها المعارضة في ذلك الوقت. |
رجال الأعمال والقطاع الخاص | يعاني القطاع الخاص من البلطجة والاستيلاء على عشرات الشركات بحجة تمويل الإخوان(48) (49) وهو مؤشر سلبي للاقتصاد المصري وغير مشجع على الاستثمار، ويشكل أداة ضغط يستخدمها السيسي ضد كل من يفكر في تمويل أو الوقوع في شبهة تمويل لكيانات معارضة، علاوة على ذلك قام السيسي في أكثر من مرة بإجبار رجال الأعمال على التبرع لصندوق (تحيا مصر) كصورة من صور الابتزاز والبلطجة، وأتوقع أن نشهد الأيام القادمة أن يقوم السيسي بعمل مشابه لما قام به محمد بن سلمان مع رجال أعمال بارزين وإجبارهم على التنازل، وقد شهدنا ما قام به السيسي مع مجموعة من رجال الأعمال الموالين للنظام كما حدث مع صلاح دياب مؤسس جريدة المصري اليوم.
لن يشارك ذلك القطاع بأي شكل إيجابي مع المعارضة، ولكن سيكون إحدى أدوات النظام لما يلقاه من ابتزاز وتهديد، والمتوقع أن يقوم رجال الأعمال بعمل دعاية دون توجيه من النظام كبادرة منهم لعدم التعرض لهم أو ابتزازهم. |
عن الإعلام | يعتبر الإعلام من العناصر ذات التأثير غير المباشر لكن في أوقات الانتخاب يلعب دور الفواعل الرئيسية في أي استحقاق انتخابي، ويمكن إضافة مواقع التواصل الاجتماعي فهي أصبحت موجها قويا وكبيرا للناخبين ومؤثرا عليهم من خلال تحليل المستخدمين، وقد كانت الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة موضع جدل كبير وتراشق واتهام في الإعلام والمجتمع وشركات مواقع فيس بوك وتويتر. |
المؤيد | يلعب الإعلام دور لسان النظام بكل أنواعه مرئي وكتابي، ويخضع رجال الأعمال المالكون له للنظام، ولا يمكنهم الحيدة عن الدور المطلوب منهم، ولا حتى الخروج خارج السياق، ونستشهد هنا بما حدث لرجل الأعمال صلاح دياب مؤسس جريدة المصري اليوم، وما حدث لأحمد موسى بعد إذاعته تسجيل صوتي لطبيب مع جنود نجوا من مذبحة الواحات. |
المعارض | يعاني الإعلام المعارض من فقدان بوصلة وتشتت، وعدم وجود استراتيجية وتنسيق بين القنوات في التفاعل مع الأحداث والمواضيع الهامة، وكيفية تداولها واستخدام المفاهيم والمضامين الإعلامية المناسبة للجماهير المستهدفة. |
الجيش و
الشرطة |
يقف الجيش والشرطة في خندق واحد رغم وجود تجاذب بين الأطراف، ظهرت على السطح بعد حادث الواحات، وكثير من الكواليس المخفية كما ذكرنا سابقا في فقرة السيسي. |
الهيئات القضائية | تجاذبات بين النظام والهيئات القضائية متمثلة في محكمة النقض والمحكمة الإدارية ومجلس الدولة كطرف ثاني؛ حيث سعى البرلمان والسيسي للسيطرة والتحكم في السلطات القضائية على الرغم من أن القضاء يشارك النظام في تصفية السياسيين والحركات الشبابية والطلاب المعارضين للنظام بأحكام تصل للإعدام والمؤبد وبأقل تقدير 15 وعشر سنوات، وهو أيضا متورط بشكل كبير مع النظام في الانقلاب على الحكم وإلغاء الاستحقاقات الانتخابية، وتكمن المشكلات بين السلطة التنفيذية متمثلة في السيسي والسلطات القضائية في رغبة السيسي تعيين واختيار رؤساء الهيئات القضائية ورفضهم لتعديلات البرلمان لبعض المواد في قانون السلطة القضائية وقانون مجلس الدولة والنيابة الإدارية وهيئة قضايا الدولة، ولكن حالة المادة 185 في الدستور من إقرار التعديلات المعتمدة من البرلمان والسيسي.
لا يزال القضاء أداة من أدوات النظام في التصفية السياسية، ولكنه يحافظ على صلاحياته ونفوذه طبقا للدستور الذي أقر في 2014 ، وهو مدخل قد يكون مساحة للمعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكنها لا يعول عليها نهائيا في ظل عدم وجود ضمانات تضمن للمعارضة المشاركة في الرقابة على العملية الانتخابية، فالقضاء ليس حياديا ولا بعض من قياداته متورطة ولكن جل الهيئات والقيادات متورطة فهي أحد عقبات المعارضة بل إحدى أدوات السيسي والنظام. |
الأزهر | تعاني مؤسسة الأزهر من هجمة شرسة من الإعلام إثر تفجير كنيستين على يد تنظيم ولاية سيناء، وتقوم الصحف والبرامج بمهاجمة الأزهر ومنهج الإسلام والمدارس التي يديرها، واستطاع أحمد الطيب بعلاقاته القوية والمتينة بالإمارات والنظام السابق وقبائل الصعيد أن يحد من الصراع وتأثيره على المؤسسة(38)(39) (40).
مؤسسة الأزهر وأحمد الطيب مشاركون في الانقلاب والتحريض على المشاركة في مظاهرات 30 يونيو، وهو عكس ما كان يخرج من تصريحات خلال فترة الثورة وموجاتها. المؤسسة فقدت فاعليتها وتأثيرها في المشهد، وأصبح دورها صوريا ولن يكون لها تأثير إيجابي في المشهد وفي الانتخابات المقبلة إلا أنها ستوجه من خلال خطبائها وشيوخها بدعم الجيش وتوجيه المجتمع لعدم الثورة وتشبيهها بالفتنة وتلميع الجيش وحديث خير أجناد الأرض، في احتكار كامل للخطاب الديني الموجه للمجتمع مع وزارة الأوقاف. |
الكنيسة | ان وقوف الكنيسة بشكل رسمي في الانقلاب العسكري، والمشاركة في بعض الرحلات مع السيسي في الخارج للترويج للنظام وقبولهم لأن يكونوا لسان النظام في حل بعض الأزمات الدولية مثل قضية روجيني في إيطاليا، وسفره وإرساله مجموعة من القساوسة في نيويورك لتنظيم وحشد المسيحيين في نيورك لاستقبال السيسي وغيرها من الزيارات في استراليا واليابان وبعض الدول الأوروبية، قد يقود البلد لصراع طائفي ومشكلات مركبة ومعقدة داخل المجتمع؛ فالوقوف الرسمي يختلف عن الوقوف غير الرسمي، على عكس الأزهر الذي رغم رمزيته لكن لا يحتكر التحدث بالمسلمين كما يحدث مع الكنيسة.
أعتقد أنه يوجد فرصة للكنيسة والمسيحيين بتصحيح المسار وخفض حدة التوتر والصراع المجتمعي المتوقع حدوثه في حالة سقوط الانقلاب، أو حدوث أي تغيير وهو أحد ملفات العدالة الانتقالية في حال حدوث أي تغيير، يمكن أن تلعب القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي من تنظيم خطاب إعلامي وحملات موجهة للمسيحيين لتوعيتهم بمدى المشكلة وأبعادها، وهو يحتاج إلى توازن في تعاطي الموضوع حتى لا يكون طائفيا استقطابيا، ويمكن أن يحد من مشاركة المسيحيين في الانتخابات وتأييد النظام كمكسب مرحلي يمكن البناء عليه في ملف العدالة الانتقالية. |
السعودية | – تعاني السعودية من تقلبات وصراع على العرش، وهو ما قد يكون له تبعات على النظام بمصر في حال تدخل محمد بن سلمان في فرض رؤيته ونظرياته المزاجية والعشوائية والمتخبطة، وهي إن كان بها تضاد مع السيسي سيكون لها توابعها، خاصة أن السيسي رفض الاندفاع في ملف الحرب ضد حزب الله في لبنان ورجح الوقوف مع إسرائيل في مواقفها.
– تتمتع السعودية بنفوذ وسط الإعلاميين ومختلف المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في مصر، وهو ما يؤهلها للتأثير والفعل. -هناك خطة مصرية سعودية إماراتية إسرائيلية لتغيير سياسي ثقافي ديني إعلامي في المملكة وكافة الخليج، حسب تصريحات (مجتهد) على تويتر من مصادره في 16 تغريدة، واستخدام السعودية لـ 600 ضابط مصري بالاضافة إلى مجموعات بلاك ووتر في فندق ريتز كارلتون الذي يحتجز به الأمراء السعوديين (45)(46) (4) وتصريحات لصحف أمريكية تحدثت فيها عن وجود حبيب العادلي بالسعودية كمستشار لمحمد بن سلمان. |
الإمارات | ستظل الإمارات دون تغير في مواقفها داعما كبيرا ماديا ودوليا، وتحسن صورة النظام والسيسي بحملات علاقات عامة من خلال شركات متخصصة ودعمه بلوبي في أوروبا وأمريكا وشراء برامج تجسس وغيرها، حيث أصبحت مصر من أكبر حلفائها في الساحة بل إن بعض المحللين قالوا إن أحمد شفيق يمثل أداة ضغط على السيسي. |
إسرائيل | إسرائيل لم تصبح عدوا بعد اليوم بل حليفا قويا للسيسي، وظهر ذلك علنا في أكثر من مناسبة وأثنت وسائل الإعلام ومسؤولون صهاينة على السيسي ووصفوه بأنه هبة من الله، وستقوم إسرائيل بلعب دور دولي في التبرير والدفاع عن السيسي وعن جرائمه وتقديم دعم اقتصادي وأمني. حتى أصبحنا نرى تغييرا في العقيدة القتالية للجيش فبدلا من أن تكون إسرائيل عدوا أصبحت حليفا وشاركت في مناورات تدريبية مشتركة بل وعمليات في سيناء(37). |
قطر | تعاني قطر مؤخرا من أزمة حصار وتكالب دول الحصار ضدها اقتصاديا وعسكريا وإعلاميا، وهو ما يمثل عائقا في دعمها لبعض المنظمات والأحزاب كما كانت داعما قويا لها من قبل.
إلا أن قناة الجزيرة أخذت مساحات من النقد لم تشهدها من قبل، وبعض الخطوط التي لم يكن يتخيل أن تتجاوزها في يوم من الأيام، أصبحت الآن تتغنى بتقارير إعلامية مهنية تمثل أرقا وأزمة للأنظمة الصهيونية والمستبدة والدكتاتورية حتى لو كانت خليجية. |
أمريكا | يمكن التمييز بين الرئيس كشخص والمؤسسات الأمريكية، فعلى الرغم من التباين في معاملة السيسي بعد انكشاف العلاقات مع كوريا الشمالية، إلا أن السيسي لا يزال يقدم خدمات كبيرة ويحافظ على أمن إسرائيل ومصالح الغرب؛ فالجيش المصري هو امتداد للجيش الأمريكي، ونحن نستبعد أن تلعب أمريكا دورا معاكسا أو ضد السيسي ولكنها ترغب في تحسين أدائه ودعمه أو بأقل تقديرات دعم شخصية عسكرية بديلا عنه، وهو أمر مستبعد نظرا لشراسة السيسي في معاملة المرشحين المحتملين من أبناء المؤسسة العسكرية كما ذكرنا ما حدث مع سامي عنان وأحمد شفيق بعد إعلانه ترشحه للانتخابات. |
الاتحاد الأوروبي | الاتحاد الأوروبي لا يختلف كثيرا عن أمريكا في مواقفها وخياراتها، ولكنها أكثر حدة في التعامل مع شخص السيسي بسبب ضغط المؤسسات والمجتمع على الحكومات إثر أي تعاون، خاصة بريطانيا، ولكن نجد أن ألمانيا وخاصة فرنسا استفادت كثيرا من صفقات السلاح، ويبدو أن النظام يقوم باستخدام تلك الصفقات لتغيير مواقف الدول والحد من النقد الذي تقدمه من مصر. |
روسيا | شهدت العلاقات المصرية الروسية تطورا كبيرا بعد الانقلاب، وتحاول مصر في مفاوضات حول صفقات السلاح ومفاعل الضبعة للضغط على الأمريكان للحد من النقد الشديد، فقد أعلن سنة 2014 عن صفقة تقدر قيمتها بــ 3 مليار ونصف دولار أثارت حفيظة وتخوف غربي إسرائيلي، وعلى الرغم من توسع نشاط الدبلوماسي والعسكري لروسيا خلال ال5 سنوات الماضية وخاصة في الشرق الأوسط، إلا أن مستنقع سوريا يحجم تدخلاتها في أكثر من ملف ولا تتعامل مع الملف المصري كما كان يتعامل الاتحاد السوفيتي مع مصر في زمن جمال عبد الناصر، وهو ما كان يأمله السيسي. |
تركيا | تركيا لا تلعب أي دور مباشر في مصر فعندها من الملفات والمشكلات على حدودها مع سوريا والعراق وتنظيمات كردية “ب.ك.ك و ب.ي.د” واستقلال إقليم شمال العراق الكردي بقيادة بارزاني، بالإضافة إلى تبعات الانقلاب الأخير من منظمة غولن، وغيرها من الملفات ما يحدها من التأثير والمشاركة المباشرة، واكتفت بفتح أراضيها لاستقبال المعارضين، وسمحت بفتح قنوات إعلامية مناهضة للنظام، ولا أتوقع أن يتطور عن ذلك السياق. |
هوامش والمصادر
(1) تقرير هيومن رايتس واتش عن التعذيب https://t.co/kuYupGIcHp
(3) مقال https://thediplomat.com/2017/08/the-egypt-north-korea-connection/
(5) اعتراض الشحنة الكورية في قناة السويس http://edition.cnn.com/2017/03/01/asia/north-korea-arms-smuggling/index.html
(6) توجيه الدعوة إلى الرئيس الكوري لحضور افتتاح تفريعة السويس https://www.elwatannews.com/news/details/782265
(7) تقرير معهد POMED عن العلاقات المصرية الكورية http://pomed.org/blog-post/egypts-north-korea-connection/
(8) دعم مصر لكوريا في تصويت الأمم المتحدة بما يخص قضايا حقوق الإنسان http://www.sis.gov.eg/section/125/4462?lang=ar
(9) تقرير من الأمم المتحدة عن تعاون عسكري خفي بين مصر وكوريا http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp?symbol=S/2015/131&referer=/english/&Lang=A
(10)نص قانون الانتخابات الرئاسية https://pres2014.elections.eg/images/pdfs/laws/preselect-22_2014.pdf
(11)العربي الجديد شروط السيسي للترشح أمامه https://www.alaraby.co.uk/politics/2017/10/16/%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B7-%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B4%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84-%D9%85%D9%83%D8%A7%D8%B3%D8%A8-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%B6%D9%85%D9%88%D9%86%D8%A9
(12)العربي الجديد حلقة محمد ناصر .. شروط السيسي للترشح أمامه https://www.youtube.com/watch?v=Jr8ACMr-tYc
(13)تشكيل لجنة الانتخابات https://www.nmisr.com/arab-news/egypt-news/موعد-إنتخابات-الرئاسة-المصرية-2018-القاد
(15)مركز بصيرة لدراسات استطلاع الرأي http://www.baseera.com.eg/RecentPolls.aspx
(18)تصريحات حمدين عدم الترشح للانتخابات الرئاسية https://www.youtube.com/watch?v=uQf-JWJJbCg
(19)http://www.elfagr.org/2578583
(20) تصريحات هشام جنينة للعربي الجديد https://www.alaraby.co.uk/politics/2017/8/6/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-2018-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3
(22) كلمة خالد علي https://www.facebook.com/bitawqitMasr/videos/503754349992043/?hc_ref=ARTeTRv5UD458lZjbj2DPEqgnEJJSN3ZWWYpDl10_zfRTLYbXGOv0uyB9dWKulHFzsI
(25) https://www.alaraby.co.uk/politics/2017/3/27/السادات-أحدث-أهداف-السيسي-في-قضية-التمويل-الأجنبي
(27)https://www.alaraby.co.uk/politics/2017/2/27/مصر-عبدالعال-يطرد-السادات-قبيل-التصويت-على-إسقاط-عضويته
(29)http://www.huffpostarabi.com/2017/05/14/story_n_16601728.html
(31)http://www.almasryalyoum.com/news/details/1197074
(33)https://almesryoon.com/story/1073703/حزب-سامي-عنان-يعلن-ترشحه-للانتخابات-الرئاسة
(34)http://www.alquds.co.uk/?p=793407
(35)https://www.youtube.com/watch?v=LeH00ir5wB0
(39)صراع الأزهر والسيسي http://www.noonpost.org/content/19820
(40) http://www.noonpost.org/content/16755
(41) كلمة الدكتور أحمد عبدالرحمن في صلاة على د محمد كمال https://www.youtube.com/watch?v=q8BcW8GgKPU
(45)تصريحات مجتهد https://twitter.com/mujtahidd/status/909140865142190081?lang=en
(49)https://www.youtube.com/watch?v=BQuDr8LSVQ4
(51)http://arabi21.com/story/934106/موظفون-يهتفون-ضد-السيسي-حكومة-عرص-ثورة-نصر-فيديو